عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-03-2021
ندى متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 2710
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 فترة الأقامة : 4014 يوم
 أخر زيارة : منذ 55 دقيقة (06:52 PM)
 المشاركات : 111,319 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الحياة قصيرة جدآ.



الحياة قصيرة جداً، قصيرة بالقدر الذي يمكن أن يغمض فيه الإنسان عينيه،
ثم لا يعود لهما.

يصعد إلى السماء، متنازلًا عنهما، وعن جسده كله
للأرض التي خُلق من طينها اللزج..
يصعد للمرة الأخيرة، الآخرة.

هكذا.. يغيب فجأة!

الموت غالباً لا يؤمن بالمقدمات،
يرى في المرض إعلانًا كافيًا لمجيئه في أي لحظة..

لا يتطلب حضوره إقحام سرير المستشفى في المشهد،
ليس مهتمًا أبدًا بنزع الحزن من قلوب الناس دمعة، دمعة،
قبل أن يبدأ مهمته.

ليس مسؤولًا عن الذين لم يوفوا بوعودهم،
أو الذين أجلوا اعتذارًا، أو ندموا،
لكنهم لم يختاروا بعد القُبْلة المناسبة للبدء من جديد،
أو منعوا قلوبهم (إكراهًا) من الحب مرَّة أخرى،
ظنًا منهم أن المسافة بين الصفح والمصافحة على بعد
ابتسامتين متبادلتين، ستحدثان قريبًا،

وستتحدثان معًا، أو أن هناك متسعًا في الوقت
لحدوث قصص جميلة.

الموت، ليس مسؤولًا عن كلمات الحنين التي لم تُقل،
ولا عن موسيقى الحنان التي لم تُعزف،
ولا عن حلوى البهجة التي لم توزع،

لأن الفرح نائم، وما من حُب يجرؤ على إيقاظه،
ولا عن الوردة التي لم تُغرس في الحوض
لأن المطر لم يهطل، أو لأن النهر جفّ،
وهو في طريقه إلى حقل قريب،
من دون أن يخبر أحدًا متى سيُخلق ثانية؟!.

الحياة قصيرة.. أعرف ذلك جيدًا،
أعرفه ربما أكثر من الحياة نفسها،
ربما لأنني أخوض حوارًا يوميًا مع الموت،
وقد يبلغ بِنَا الأمر في أوقات كثيرة،
أن نسافر معًا، ونسكن في الغرفة نفسها،
ونجلس متقابلين على طاولة الطعام،
هو ينتظرني أن أصمت، وأنا أنتظره أن يتكلم.
ولهذا أكتب لك..

أكتب قبل أن أموت، لأقول: "إنني أحبك".

رحل والدي من دون أن أقولها له، وإن لمرة واحدة..

ولن أرحل من دون أن أقولها لك، وإن لمرة واحدة..

ربما أذهب إلى غيابي الأبدي فجأة..
ربما يسكت قلبي، أو يغرق دمي في غيبوبة سُكَّرٍ،
تبطئ الحركة في جسدي، حتى يتوقف عن العمل تمامًا..

الموت يحيط بي، يحاصرني، إنه يأتيني في الحلم، كنوبة سعال
حادة مزعجة، لا يهزمها الدواء، ولا الدعاء.

هذا الأسبوع زارني والدي ثلاث مرات..
آخرها كانت البارحة، كان مبتسمًا، وهادئًا،
وكأنه نهارٌ للتو بدأ.

لا أعلم إن كان سيزورني مرة رابعة، أم أنا الذي سأزوره؟!.
. في الحالتين، كل ما يهمني القيام به الآن، هو القول:
"إنني أحبك"، يهمني أن تعرف أيضًا:
أنك ما زلت بالنسبة لي (الصغير الذي كنت يومًا ما أبًا له)

وأما بعد.. قل لأمي إنني أتقدم في العمر أسرع منها..
قل لها إنني أحبها.. وإنني كلما غادرت منزلها زائرًا،
أنتحب في سيارتي كطفل، وأبلل ملابسي بالبكاء،
لأنني غير قادر على طرد الصداع من رأسها،
وتطهير ساقيها من الخمول،
وجعلها تسمع الكلام بشكل أفصح،
وترى الأشياء بشكل أوضح.

قل لها إنني كلما استيقظت صباحًا
، أخاف من ضرب أرقام هاتفها..
أخاف ألَّا ترد..

يرهقني التفكير بأنه "لا يمكن الاتصال بها بعد الآن"

.. إنني مرتعب جدًا من احتمال غيابها الأبدي!

قل لها أيضا، إنني سعيد جدًا، فقد تعلمت في الأعوام الثلاثة الأخيرة
أن أُقبّلها، وأحتضنها كأم وحبيبة وشقيقة، وطفلة.

قل لشقيقاتي إنني أحبهن، وأخاف عليهن،
وأذبل كلما تسلل الحزن إلى قلب إحداهن..

قل لهن: ربما أنني لم أكن أخًا جيدًا،
لكنني كنت أحاول ذلك،

كنت أرهق نفسي بالمحاولة تلو أختها.

قل لهن فقط: "إنني أحبهن"..
وأنا متأكد أن في استطاعتهن تخيّل قلبي وهو يفعل ذلك.

أما أشقائي، فقل لهم:
إنني حي بهم.. لولا وجودهم في حياتي، لكنتُ في عداد الأموات.

قل لهم: إنهم كانوا الفوز الوحيد في كل خسارة مررت بها.

التوقيع:
الأخ الكبير.. الأب الصغير( أحمد الفهيد)

تنويه
*لاأقصد إدخال الخوف الى قلوبكم على أنفسكم وأحبابكم ،
ولا نبش الذكريات الحزينة وتقليب المواجع ،
وإنما قصدت حسن إستغلال الوقت في طاعة الله ورضاه
ثم في إسعاد النفس وإسعاد من حولكم *



 توقيع : ندى


رد مع اقتباس