عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-17-2021
السعيدي غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
الحمدلله دائماً وأبداً
اوسمتي
لوني المفضل Slategray
 رقم العضوية : 2406
 تاريخ التسجيل : Aug 2019
 فترة الأقامة : 1716 يوم
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (07:39 AM)
 المشاركات : 41,854 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : السعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحابالسعيدي سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي الطريــــــق إلـــــــى الرياض





الطريق إلى الرياض



يوم الاربعاء القادم، ستتجه ملايين عيون وقلوب العرب الى الرياض، حاضرة المملكة العربية السعودية، التي ستستضيف القمة العربية، التي حين قررت المملكة استضافتها فإنها قررت أيضا ان تجعلها قمة غير عادية، وأن تحشد لها أكبر قدر من عناصر النجاح، وهذه واحدة من أبرز سمات الدبلوماسية السعودية -حيث المملكة العربية السعودية لاتحب ان تطلق الشعارات ، لاتحب ان تفشل في أمور وقضايا وملفات وتحديات اختارت هي نفسها ان تتحمل مسؤوليتها. وبطبيعة الحال فانه ليس عيون العرب وقلوبهم فقط متجهة الآن الى الرياض بمناسبة رعايتها للقمة العربية، بل ان معظم القوى الاقليمية والدولية المؤثرة، سوف تتجه الى الرياض ايضا بعقولها، لان ما سوف يجري في الرياض، وما سوف يتقرر في الرياض، يمس بشكل مباشر وغير مباشر المفاصل السياسية والأمنية والاقتصادية لعدد كبير من دول العالم في الشرق والغرب على حد سواء، ذلك ان الملفات التي ستطرح في قمة الرياض ليست من النوع العادي، بل هي ملفات كبرى، ساخنة، مفتوحة على احتمالات عديدة، ويكفي ان نتذكر الوضع في فلسطين، والعراق، ولبنان، ودارفور السودان، والملف النووي الايراني، لكي نعرف حجم التأثير لقرارات قمة الرياض، وللأطراف المتعددة والمتداخلة او حتى المتناقضة سياسيا بخصوص هذه الملفات واصحابها واطرافها الرئيسيين وغير المباشرين!!! وهكذا فإن قمة الرياض ستكون مفصلا رئيسيا له تداعياته الكبرى.
وستكون القضية الفلسطينية صاحبة الحضور الأبرز في قمة الرياض، وذلك بسبب جدية موقف المملكة العربية السعودية من هذه القضية تاريخيا، وأن السعودية هي في الأصل صاحبة أهم مبادرة سلام عربية يدور حولها الحراك حاليا بعد ان كان الاسرائيليون قد رفضوها بعربدة مبالغ فيها حين طرحت في العام 2002م، واجتاحوا الضفة كلها، بينما هم الآن يبحثون عن الصيغة الأفضل للتعامل مع هذه المبادرة، والقمة مطالبة بتطوير هذه المبادرة ليس على صعيد تغيير جوهرها، وإنما على صعيد خلق آليات جديدة، عملية لتتمكن هذه المبادرة من الدوران في الفلك السياسي الدولي، وهو ما يعول عليه الفلسطينيون كثيرا، لدرجة ان الفلسطينيين اقترحوا لجنة برئاسة المملكة العربية السعودية نفسها لدراسة هذه الآليات العملية المطلوبة.
وفي قمة الرياض ايضا فإن الوضع العربي يحتاج الى «ركلجة» وخاصة على صعيد العراق واخطار تقسيمه اذا ظل الوضع على حال، وعلى صعيد لبنان ووقوف الأطراف في حالة متوترة يمكن ا ن تنفجر في أية لحظة.
الطريق الى الرياض ليس طريقا سهلا، ولهذا أجمع القادة العرب على ان تكون الرياض في هذه الدورة هي راعية القمة العربية حتى يضمنوا الحد المعقول من النجاح، وحتى يضمنوا القدر المطلوب من التوازن السياسي مع المجتمع الدولي بحيث لا تكون هناك مقامرات شاطحة، او قفزات قاتلة في الهواء، وكل هذا يحتاج الى حكمة القيادة السعودية، ومكانة المملكة العربية السعودية في قلب العالم العربي، وفي قلب السياسة الدولية.
الطريق الى الرياض مليء بالملفات والامنيات، والرؤى، والسياسات، والمشاريع، والاحباطات والنجاحات، ولكن ثقتنا الكبيرة في ان الدبلوماسية السعودية سوف تحقق النجاح، وان حكمة القيادة السعودية سوف تتجاوز كل الصعاب.



 توقيع : السعيدي


رد مع اقتباس