كفيف


كفيف

جاء النهار ليلا ... والاضواء كانت داكنه

مثل شمعه تشتعل ... فى مصباح اسود

من الداخل نور ... ومن الخارج رمد

ويتراقم الرمد ... حتى تذوب الشمعه

وتتبدل الشمعه ... ويذداد الرمد

حتى يطول الابد ... ويمتد الظلام مدد

وتموت الرؤيه بعد الموت موت ... وتعيش العين تبكى جمد

فا سلام سلاما

على الوان تلاشت ... كنا نتمنى رؤياها

تاهت فى بحر الدهيب ... وجاء النهار اخفاها

وسلام على صوره رسمناها ... تمذقت بين الاوراق ونسيناها

واشكال شكلناها ... عاشت بيننا وفارقناها

وسلام على اصوات تخيلناها ... سكنت قلوبنا وحبيناها

وللحظات ...

للحظات كان ياتى فيها ... بصيص من الامل

وللحظات الظلام ... امحاها

سلام سلاما ...

كان الحلم مرسوم ... على صفحه بيضاء

لم يحكى فيها ... شيئا

وحياه منشوده على سطر ... كفيف

يبوح فى صمت الظلام ... ويشكو

الانامل كامله ... والجسد يسمع ويشعر ويتاثر

ودقات قلبى طائله ... تعلو وتهدء وتتبعثر

والعين كاحله ... ترمش وتهمس ولاكن لا تبصر

مثل عصفور ... فى قفص يثور

اين السحاب والنور ... واين الاشجار والزهور

واين اللوان الشفق ... واين الهواء المنشور

فا سلام سلاما ...

نمضى قدما ... والقدم متكاسله

والاحساس يهئ لنا ... الاسئله

وصدى الصوت يحاكينى ... والهواء ينادينى

ويمسك كفاتى مثل الطفل الصغير ... ويمشينى

لا تهونى يا رؤيه ...

لا تهونى يا رؤيه ... ولاكن كونى اهون

يا تعب العيون ...

لا ترمح بنا ... فى سحراتك

ولا تسرح بنا ... فى سكراتك

قد تعودنا ... على ظلاوماتك

وان كان للنور ... ونس

فهناك للظلام سكون ... سكون وانس