الركن الهادئ للحريصي ..

برغم غيابكِ يا سيدتي أنتِ حاضرةً في ذاكرتي
وذاكرة المكان والزمان
حضورٌ بكُل زخم الأمنيات والأحلام
ولا زلتُ أُقيم على ضفاف كل اللحظات التي تحمل تفاصيلكِ
أتهجد عندها في محراب الحب
أتلو تراتيل العشق الأزلي على مسامع الشوق
وعلى شفاه البوح اسرد قصائدي كل مساء
زفرات من الحنين.

… ..
…………

ذات يوم كُنا نختال بأحلامنا فرحين نباهي بها الدنيا ومن حولنا
ومن فرط تعلقنا وفرحنا بها كُنا نسبقها خطوات في الزمن القادم
إستعجالاً لننظر مقدماً ماذا ستكون.


ومرت الأيام ودارت رحى الزمن على احلامنا
وانتهت واصبحت ذكرى لزمنٍ جميل.
ما زال في النفس منهُ الكثير وكل منا يتهم الآخر
انه السبب في ضياع تلك الأحلام.

أعرف ان الزمن له مزاجيتهُ الغريبه ..
ويروق له احياناً أن يترك الكثير منا على قائمة الإنتظار كـ الغرباء
وكأنه يريدنا ان نشعر بقيمة الأشياء التى بين أيدينا ..
فـ الأشياء التي نحصل عليها بسهولة لا نتعامل معاها عادة بجديه.





ويبقى الإنتظار لشخص يستحق ذلك فيه لذة عجيبه
برغم ما يصاحب ذلك الإنتظار من تعب وألم.

الحمدلله دائماً وأبداً ..
حمداً يليق بجلال وجهه الكريم وعظيم سلطانه.

قالوا ..
عادتاً يبدأ البكاء عندما تعجز الثمانية وعشرون حرفاً في اللغة
عن التعبير عما يؤلمنا .

مازلتُ أسرف في اختلاس الساعات من ذاك الزمن الجميل لأعيشها من جديد
فـ هاهي صورتكِ ماثلةٌ أمامي بكل تفاصيلكِ الساحره.
وهاهي رائحة عطركِ تملأ صدري.


وهذه فيروز بصوتها المخملي تغني ..
شايف البحر شو كبير .. كبر البحر بحبك .




حكاياتٌ كثيرةٌ وتفاصيل تملأ أدراج ذاكرتي.
ولا زلتُ على شرفة الحنين أنتظر.

عندما يأتي المساء ..
يخلع الحنين ثوب الكبرياء
وتبدأ الذكريات بغناء لحن الأشتياق الفاضح .

ولا زالت الحياة مستمرةٌ وقطار الوقت يمضي
والعابرون لا يتكررون والراحلون لا يعودون.

والقادم بإذن الله اجمل ..

ياله من حنين ..
ذلك الذي يتسلل بين أشيائي بخفة
ويقودني دائماً إلى الثرثرة والهذيان.

نعم ياله من حنين.

وهذا الشوق العابث المعربد ..
يداعب الروح ويوقض النبض .

يحدث أن يمرنا طيف عابر ..
فيخفق القلب له وترتسم إبتسامة تلقائيه
تنبئ بأشياء جميله.

كثيرةٌ هي الحكايات التي تختبئ في دهاليز الروح
لا نستطيع ترجمتها أو البوح بها
ودائماً نلجأ لمحاولة التفاوض معها والتصالح لتهدأ فقط.

سبحان الله
والحمد لله
ولا إله إلا الله
والله اكبر

استغفرك ربي وأتوب اليك ..