البلاط الذي تبحصت عليه !!

في ليلةِ شتاءٍ شديدة البرودة ، حالكة الظلمة ، ممطرة ٌ ، والرعد والبرق في سمائها

وصوت الرياحٍ يلطم جدران غرفتي المتهالكة ، جلست وقد أخذني الإعياء ،

وانتابني الخوف ، وعصفت بي أمواج ما مضى وما بقي ، فكلتُ ووزنت ، وزدت

ونقصت ، فقررت أن أركب على خيوط الخيال الباهتة ، فنسجت من خيوط

العناكب سبلا وآمالا لأطلع على ما يدور حولي من متغيرات ..

خيل لي كما يخيل للنائم أني في أرض فلاة موحشة لا تسمع فيها صوت تألفه ، ولا

صديق تأمنه ، ولا ملجأ تأوي إليه ، غريبٌ وكل من حولك يتربص بك ، فأنت

الصيد الثمين ، والمغنم والمطمح ، وتشعر أن من حولك يريد أن ينهش منك قطعة

يرضي فضوله ، ليكون الرابح الأكبر من بين أقرانه ..


كنت متعبا لدرجة أني أغفي وأنا أمشي ،وأصحوا تارة لأرى من حولي ينتظر تلك

اللحظة التي أسقط فيها لينال مني ، ولكني أُقاوم كل المتاعب ليسلم لي أعز ما أملك

روحي الغالية ..


لم يخطر ببالي أني سأكون ضيف شرف في وادي الصداقة الذي تحفه أنواع

المجاملات وتزينه تلك البسمات المفتعلات ، تبسم يظهر أنياب المفترس الغادر

،ولعاب المتحفز ، ونظرات المتربص ، لأخرج من هذا الوادي حامدا ربي على

سلامة أعز ما أملك ..


خرجت من ذلك الوادي لبلاد أُناسها متقلبون ومتناقضون في أقوالهم وأفعالهم فتراهم

كل يوم على هيئة ، ثيابهم تطول وتقصر ، ولحاهم تبيض وتسود وتزيد وتنقص

،مشائخ زمانهم ، وعلماء عصرهم ، العلم منهم براء ، ولا يوجد منهم ولاء ..


صليت معهم أو عليهم لا فرق عندي لأغادر بلادهم وأنا أتفقد عقلي أما زال معي أو

أنه بقي يرتل بتراتيلهم ..


ما أن فارقتهم إلا ووجدت بحولهم وليس بعيدا عنهم مشائخ من نوع آخر ، لا يسمع

لهم رأي ، ولا ينفذ لهم أمر ، يغردون خارج السرب ، كأنهم وحيدون ، تجالسهم

فتشعر بقلة مناصريهم ، وكثرة مناهضيهم ، ولكنهم متمسكون بتلك القشة حتى لا

يغرقوا ، وحالهم يقول (ربنا عليك توكلنا فأنت نعم المولى ونعم النصير )


مع برودة تلك الليلة انقشع عني غطائي فتجمدت أطرافي ،وفقت على صوت ململتي

ورعشت أطرافي ، فوجدت نفسي في وسط الغرفة على بلاطها دون غطاء ولا

فراش تحتي، أصارع نفسي بنفسي ، لأدرك من تلقاء نفسي أن المثالية معدومة في

زماننا في كل شيء ، ومن يبحث عنها سيجد نفسه تصارع على بلاط كمثل البلاط

الذي تبحصت عليه ..


بقلم / العليلي الحر ..

ماشاء الله تبارك الله
قلمٌ رائع لاينزفُ إلا
عطراً تجذبنا رآحتهُ
من بُعد أن نتتبعها
ونتابعها بقؤؤؤؤؤهـ

العليلي الحر صاحب القلم الحر
شكراً يامنبر الابداع وانطلاقاته
لكـ مني عظيم التحايا وجلها

أخوك : أبو سهام التليدي
..!!

تنويه ..

هذا النص المتواضع يتحدث عن حال :

الصداقة في هذا الزمان ..

كثرة من ينتسب للدين وهو بعيد كل البعد عنه

فالدين عنده ما يناسب هواه ويخدم مصالحه وأهدافه ..

حال مشائخ القبائل الذي لا يسر من حيث أدائهم ومن

حيث مساندتهم ..

الرعية الذين كثر جدالهم ومنازعتهم لأمر المشيخة وعدم

السمع والطاعة لولاة أمورهم ..

وكل ما سبق كان سببه البحث عن المثالية التي يتمناها كل

إنسان في حياته لترضى نفسه ..

أرجو إن بحثتم عنها أن لا تفعلوا كما فعلت !

اخي ابو سهام التليدي ..

اشكر مرورك وجميل تعابيرك وقمة فخامتك ..

لسموك ..

جميل الود وصادق الأخوة ..

لك تحياتي ..

هذا النص الإبداعي الجميل نصٌ يفهمه كل من يعاني من صراعات بين ذاته وواقع معايشته للواقع المحيط...فيجد فيه الباحث عن صداقة تلخيصاً للمعاناة التي كابدها والطرق التي سلكها والأشخاص الذين تفحص صلاحهم للوصول إلى غايته وربما وجد وربما لم يجد.
وكذلك الباحث عن مصدر موثوق للثبات على الحق في زمن أصبحت الأهواء والأموال والأضواء تُسيّر الزاعمين للدعوة إلى الحق مع وجود الأطهار الأخيار لكنهم عن الشمس محجوبون.
وكذلك يجد فيه حتى الإنسان البسيط المسالم ما يعانيه من تقلبات الأزمان والأنفس والواقع من حوله ما يؤثر عليه وعلى حياته سلباً أو إيجاباً مع أنه لا حول له ولا قوة.

أخي الحر العليلي أنت مميز ومبدع ورااائع وجميل ..نص جميل جداً وله أكثر من وجه ويحتمل أكثر من معنى وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أنه نتاج فكر راقي.

بارك الله فيك.

الحياه بما حملت ليست سِوى قشه ستنقشعُ من أيآدينا
قشه بالرغم من فنائِها وإننا لم نجني منها سِوى التعب
إلا إننا سنظل مُتمسكين بها ..~
وكثُرت المجآملات والتمثيل بآلإمتثال
فـ نقد نجد نفوسنا كبُرنا وتغير كل شيء
ولم يتغير شيءٌ البته بل الناس أصبحوا بإنياب
يخفونها بإبتساماتٍ لا واقع لها
هي وجوه سقطت أقنعتها لـ نرى ما خلف القناع
بإنهُ وجهٌ قبيح لا يمُت للجمال بصله ذالك الجمال الدآخلي
وسيظل التصنع مادام هناك من نسي أنه سيعود كما خرج للحياه
سيخرج منها يُغسل ولا يعلم من غسله هُنا أُناساً يضحكون فرحاً برحيله
وهُنا أُناساً يبكون مرارةِ رحيله حتماً كما خرج للدنيا سيكون كما خرج منها

العليلي الحُر
نصٌ أدبيٌ مُثقلٌ بـ جمآلياتِ المعنى ـآ
وكفٌ لآ تكتُب إلا وآقعٌ لآ شكَ بِه
وقلمٌ أجآد نسج خيوطهُ على البيآض
سلِمت الأنآمل عزيزي ..~

المحقق..

الجميل حضوركم البهي ..

تحياتي لك ..

أبو فيصل ..

حضور وإضافة تحمل في طياتها فكر متزن وواعي

وطرح غاية في الرقي والتحضر ..

المثالية أصبحت شبه معدومة في يومنا خاصة في

الأمور التي تطرقت لها والكل يطالب بها ويدعيها لنفسه ..

ويصادرها عن غيره جهلا بمضمونها ودونية لغيره ..

وهنا تكمن تلك الفجوة الهائلة ..

أكرر ترحيبي بك في صفحتي التي تزينت بمرورك ..

في أمان الله ..

عزووف ..

وتبقى الأقنعة هكذا تخفي ما تحتها ولكنها لا تخفى

تلك الوجوه على أهل البصر والبصيرة ..

فغالبا ما تتساقط من أول مواجهة ويظهر ذلك

المختبيء بصورته الحقيقية ..

طرحك وفكرك الراقي حضر فعزف أجمل المعاني ..

أشكر مرورك وجميل طرحك ..

في أمان الله ..

ماشاء الله تبارك الرحمن
قلم مميز وفكر نير من شخص مبدع باخلاق راقيه
افخر بمثلك وارفع عقالي احترامآ لابداعك ايها العليلي الحر
دمت بخير

تم الإرسال من جهازي gt-i9100 بواسطة تاباتوك 2

اخي الذوق الرفيع ..

أقف هنا تقدير وإجلالا لسموك وجميل تواضعك ..

والشرف والرفعة ما حزته من رضائكم على ما أطرحه

بين أهل الفكر الراقي والذوق الرفيع ..

لا لأجل شيء غير الإستفادة منكم وتبادل الأراء ..

دمت بصحة وعافية ..

راقت لي جدا
فلك مني كل الشكر والتقدير
لاخلا ولا عدم

اخي العليلي الحر صاحب القلم الحر فعلا
يعجز قلمي عن وصف اختيارك وسردك


دمت ودام قلمك

وقفت على اطلال هذه الكلمات
وكاني اعايش مسلسل درامي
أمام عيني ,عشت فيه جمال كلماتها
وحسن أنتقائها , تصوير لواقع مرير,

أخي العليلي الحر لقد أستمتعت بقراءة
هذه الكلمات وجذبني مضمونها وحسن
تصويرها , وحسن انتقاء كلماتها ,لك مني
أعظم الشكر واجله وننتظر جديدكـ .

أخي أبو ساري ..

سلمت يا الغالي على كلماتك وثنائك الذي لا أستحقه

فلك مني كل التقدير وجل الإحترام ..

تحياتي لك ..