الفساد والمفسدين..

الفساد والمفسدين ..

سوف تستمر السنن الكونية دون انتظار ولا مجاملة.
فالأرض هي حضن المعركة بين الحق والباطل
منذ بزوغ اولى رسالات الأنبياء الى زمن سيد الأولين والآخرين عليهم افضل الصلاة واتم التسليم.
قال تعالى لآدم عليه الصلاة والسلام :
( وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ).

وهذه العداوة حتى لا تفسد الارض.
قال تعالى :
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض والكن الله ذو فضل على العالمين ).

وقد جعل الله هذا التدافع لحكم عظيمة يعلمها هو وحده.
قال وتعالى:
( ولو شاء لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم فيما آتاكم ... الآية ).

وقال لنبيه صلَّ الله عليه وسلم:
( ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين ).

وقال تعالى: ( ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعاً ).

ان هذه الآيات توضح ان الفساد قدر كوني لازم الوقوع اختباراً للصالحين وابتلاء.
لكنه يختلف حجماً وكماً ونوعاً من زمن لآخر.
فهو ينكمش كلما تمدد الخير والعكس صحيح.
وسوف اذكر هنا بعض ادوات محاربة الفساد
والتقليل منه واماتت مظاهره قدر الإمكان
التي كلما تجاهلها وغفل عنها المصلحون
في أي زمان ومكان
طغى عليهم الفساد واطبق عليهم بكلكله.

فمن الأدوات البعد عن العاطفة الزائدة والغير منظبطة
والإنجراف خلف كل شيء له بهرجة تفتن
فـ الفساد له مفكرين وداعمين ومخططين
وباذلين فمستحيل أن يأتي بطريقة عشوائية.

وهذا أيضاً ما يحتاجه اهل الخير والصلاح
فمحاربة الفساد لن تنجح الا اذا كانت
من خلال العمل الدؤوب والمخلص
وبرؤيا واضحة ومحددة.

من اهم عوامل ادوات محاربة الفساد استصلاح المراة
وربطها بمهامها الحقيقية التي تناسب فطرتها.

ولذا يركز المفسدين على المرأة لنشر فسادهم.  

وللأسف الشديد ان هناك مفاهيم مغلوطة عن الفساد
وانه مرتبط بالغناء والرقص والطرب ... الخ.
والأخطر من ذلك هو فساد العقيدة
والفكر، والمبادئ، وفساد المال.

واستشراب ذلك والقبول والرضى به والدعوة اليه وتبنيه.
حتى ينقلب الفساد معروفاً ومألوفاً. 


الإخفاق في تربية الأفراد والشباب بجنسيه وضعف التوجيه.

والبقاء على التربية النمطية
واستنساخ الشخصيات المكررة.  

يجب ان تقوم المؤسسات الحكومية والأهلية باستثمار طاقات الشباب وتوجيهها لما ينفع الدين والوطن
وتوفير الفرص للمواهب والإبداع. 

ان يكون هناك تناغم وتبادل ادوار
على كافة المستويات والمؤسسات
ليكون الفرد مواطناً صالحاً يقدر حجم المسؤليات.
ويدرك احتياجات وطنه ومقدراته.

التربية لا تقتصر على بيان الحلال والحرام فقط.
بل ايضاً على بناء الثقة في الافراد وحسن اختيار الأفضل
في جميع المواقف وهذا هو الاهم.

ان يشعر الفرد بدوره في عجلة التنمية
والمحافظة على خصوصيات البلد.

اعادة بناء الثقة في العلمائنا الأجلاء
وتعزيز دورهم في المجتمع.
وكذلك الدعاة الصادقين المخلصين.

الحذر من الشعور باليأس والإحباط او الهزيمة.
فالمؤمن مطالب بالعمل لا بنتيجته
وان جميع الامور بيد الله تعالى.

ان ننمي لدينا حس العمل الجماعي الخيري والمواطنة الصادقة والشعور بالمسؤلية
دون ان نكيل اللوم على الآخرين.

ان يركز الفرد على دائرة تأثيره حتى يستطيع التغيير
حينها سوف تتسع الدائرة حتى تتقاطع مع دوائر أخرى . 

الذين يكثرون من الكلام والإنتقاد هولاء
لديهم الكثير من الفراغ وضياع الوقت.
حبذا توجيه ذلك الى مهام عمل.

ان نحسن الظن في الآخرين مهما بدر
منهم حتى نستطيع تقبلهم والتأثير فيهم.

وان نعلم انه لا يخلو أي انسان من الخير ودوافعه.  

نسأل الله ان يصلح فساد قلوبنا
وان يستر عيوبنا، ويستر علينا في الدنيا والآخرة
ويحفظ بلدنا وولاة امره ومواطنيه
وييسرهم لكل خير وصلاح.

اللهم آمين .



ح الحريصي ..