عدد مرات النقر : 3,032
عدد  مرات الظهور : 43,101,109 
عدد مرات النقر : 2,331
عدد  مرات الظهور : 36,411,253 منتديات طموح ديزاين
عدد مرات النقر : 6,998
عدد  مرات الظهور : 71,637,768
منتديات شبكة ابن الصحراء
عدد مرات النقر : 5,595
عدد  مرات الظهور : 61,048,203 
عدد مرات النقر : 4,038
عدد  مرات الظهور : 40,295,268 
عدد مرات النقر : 775
عدد  مرات الظهور : 35,045,203

عدد مرات النقر : 510
عدد  مرات الظهور : 37,219,8450 
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 36,448,3497 
عدد مرات النقر : 1,151
عدد  مرات الظهور : 43,101,1232

عدد مرات النقر : 3,206
عدد  مرات الظهور : 19,099,7794 
عدد مرات النقر : 270
عدد  مرات الظهور : 16,568,937

عدد مرات النقر : 412
عدد  مرات الظهور : 10,543,135 
عدد مرات النقر : 326
عدد  مرات الظهور : 9,825,471

عدد مرات النقر : 343
عدد  مرات الظهور : 7,853,997 
عدد مرات النقر : 339
عدد  مرات الظهور : 8,576,7379
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام |

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 05-10-2017
ابوخالد غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
اوسمتي
لوني المفضل Crimson
 رقم العضوية : 1930
 تاريخ التسجيل : Nov 2016
 فترة الأقامة : 2729 يوم
 أخر زيارة : 03-14-2024 (04:04 PM)
 المشاركات : 1,737 [ + ]
 التقييم : 239243
 معدل التقييم : ابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحابابوخالد سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق



بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق


محمد حسن يوسف

روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمَّمَ مَكارِمَ ( وفي رواية صالحَ ) الأخلاقِ[1]. قال المناوي[2]: ( إنما بعثت ): أي أُرسلت. ( لأتمم ): أي لأجل أن أكمل. ( الأخلاق ): بعد ما كانت ناقصة، وأجمعها بعد التفرقة. وعنه رضي الله عنه أيضا، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم خلقا[3]. قال المباركفوري[4]: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ): لأن كمال الإيمان يوجب حسن الخلق والإحسان إلى كافة الإنسان، ( وخياركم خياركم لنسائهم  ): لأنهن محل الرحمة لضعفهن.
يخطئ منا من يفصل العبادة في الإسلام عن السلوك. ذلك أنه دائما ما تُقرن نصوص القرآن والسنة الكلام عنهما. وفي الحديث المتقدم، نجد عناية الرسول صلى الله عليه وسلم الجمة بإتمام مكارم الأخلاق. ذلك أن الهدف من الرسالة هو تزكية النفس والوصول بها إلى درجة من الرقي والتطور تسمح لها بالتعبد السليم لله. وهذه هي غاية الخلق.
ولكن نجد دائما انحرافات كبيرة عن منهج الرسالة الخاتمة. فبعد مرور أربعة عشر قرنا من الزمان، حدثت انحرافات متعددة ومتنوعة عن الهدف الأصيل الذي جاء الإسلام ليتممه، ألا وهو إرساء مبدأ حسن الخلق بين أفراد البشر. ولم يصبح هدف البشر الآن إلا التعبد دون أدنى اهتمام بتحقق الثمرة المرجوة من العبادة، ألا وهو حدوث تزكية النفس!!

أهمية حسن الخلق:
إن المتأمل في نصوص القرآن، يجد أن تزكية النفس مقدمة على تعلم العلوم الشرعية للقرآن والسنة. وتأمل قوله تعالى: { كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولاً مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ } [ البقرة:151] ، وقوله: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } [ آل عمران: 164 ]، وقوله: { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي اْلأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ } ] الجمعة: 2 [. نجد أنه سبحانه حينما تكلم عن إرسال الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم، حدد مهمته في التزكية ثم تعليم الكتاب والسنة. وانظر الفرق بين ذلك، وبين قول البشر الذين يتعجلون العلم ويريدونه قبل حدوث تزكية النفس، كما جاء على لسان إبراهيم عليه السلام، كما في قوله عز وجل: { رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ } ] البقرة: 129 [، حيث قدّم تعليم الكتاب والسنة على التزكية.
وتزكية النفس بدايتها ونهايتها التوحيد. ويدخل في ذلك تطهير النفس من أمراضها وتحقيقها بكمالاتها. ومنعها المحرمات وإقامتها للطاعات. والأمر واسع جدا. وتزكية الأمة بإقامة شرع الله كاملا، والأمر كذلك واسع.[5]
والتزكية في الحقيقة شيء زائد على العلم. فالعلم يعطي القواعد والبيان لكل شيء. أما التزكية فهي تطبيق هذا العلم على النفس البشرية، وأمراضها، وأغراضها، ومعرفة بالتطبيب وطرقه، ومعرفة بالكمال وكيفية النقل إليه، وأدوات ذلك، وفراسة خاصة بكل نفس لنقلها من حال إلى حال. وهذا شيء للكسب فيه نصيب. ولكن عطاء الله هو الأساس ] وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا [ ] البقرة: 269 [.[6]
ولم يشرع الإسلام العبادات بكافة صورها طقوسا ولا شعائر مجردة من المعنى والمضمون، بل إن كل عبادة تحمل في جوهرها قيمة أخلاقية مطلوب أن تنعكس على سلوك المسلم المؤدي لهذه العبادة، وأن تتضح جليا في شخصيته وتعاملاته مع الغير، وأيضا فيما يرسمه لذاته من إطار يحرص على الالتزام به ولا يحيد عنه.[7]
إن العبادة هي علاقة بينك وبين ربك، أما السلوك فهو علاقة بينك وبين الناس. ولابد أن تنعكس العلاقة بينك وبين ربك على العلاقة بينك وبين أفراد المجتمع، فتحسنها وتهذبها، وإلا فما علاقة أن الصلاة – مثلا – تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما في قوله تبارك وتعالى: ] إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ [ ] العنكبوت: 45 [ ؟!! فالفحشاء والمنكر هما جماع الأقوال البذيئة والأفعال السيئة، وهما لا يظهران إلا في التعامل مع الناس في المجتمع.
كما أن العبادة، وإن كانت هي علاقة بينك وبين ربك، إلا أن السلوك يتجلى فيها أيضا. ففي الصلاة، أنت مأمور في أداء الصلاة في جماعة، لكي تحتك بالناس وتتفاعل معهم. والمرأة مأمورة بعدم الخروج للمسجد متعطرة متبرجة حتى لا تفتن الرجال. وفي الزكاة، إذا أعطيت المحتاج مالا ثم مننت عليه، فقد أبطلت صدقتك. وفي الحج، أنت مأمور بضبط الأخلاق أثناء الزحام. وهكذا، ففي كل عبادة، يتجلى مظهر من مظاهر السلوك، الذي يجب أن تتحلى به وتلتزم به.
وقد جاء الإسلام فسعى إلى ترسيخ القيم النبيلة فيما بين أفراد المجتمع. وكان من أولى القيم التي حرص الإسلام على تعميقها في وجدان أفراد المجتمع هي قيمة التآخي بينهم. فكان أول شيء فعله الرسول صلوات الله عليه وسلامه بعد هجرته إلى المدينة المنورة هو الإخاء بين المهاجرين والأنصار. فجعل بذلك رابطة الإخوة بالانتساب للإسلام أقوى من رابطة الإخوة بالدم. وهذا هو الذي حفظ المجتمع المسلم من كيد الكائدين من حوله. ولكن للأسف لم يعد لهذه القيم الآن وجود. فنجد على سبيل المثال أن احتلال الولايات المتحدة وبريطانيا للعراق جاء بسبب خيانات عديدة من جانب بعض أفراد المجتمع العراقي، الذين جروا وراء المال. فلم يعد يهم هذه الفئة من الخونة أن يُقتل أخوه أو يُشرّد، أو تُغتصب أخته أو تُعتقل، وإنما كل همه هو تحقيق مصلحته الشخصية. فسادت بذلك في المجتمع المسلم قيم الأنانية والفردية، وطغت مبادئ غريبة بين أفراده، مثل مقولة شهيرة أصبحت هي دستور حياتهم الآن، ألا وهي: " أنا ومن بعدي الطوفان ". ولم يعد هناك مجال لقيم الإيثار والتضحية بالنفس في سبيل المجموع والإخاء فيما بين أفراد المجتمع. وهذه هي الطامة الكبرى، ونذير انهيار أي مجتمع تسود فيه مثل هذه الأفكار!!!

سلوكيات المسلمين في الوقت الراهن:
نخلص مما سبق إلى أن تزكية النفس من الأشياء الأساسية، تتساوى في أهميتها مع أداء العبادات ذاتها. لكن ماذا حدث في واقعنا المعاصر؟ إن المشاهد لسلوكيات المسلمين في الوقت الراهن لتصيبه دهشة شديدة مما آل إليه أمر المسلمين! حتى لقد انتشرت مقولة: إن في بلاد المسلمين إسلام بلا مسلمين، وفي بلاد الغرب مسلمين بلا إسلام!! وذلك للدلالة على عدم اتصاف المسمين بأي أخلاق للإسلام، في الوقت الذي يتحلى فيه الغربيون بكل صفات الإسلام مع عدم إسلامهم!!!
والأمثلة على ما ذكرت كثيرة للأسف. وعلى سبيل المثال: كنا في صلاة التراويح نجد المصلين يتعاركون على حجز أماكن للوقوف بالصف الأول، الأمر الذي كان يترك من المرارة الشيء الكثير في نفوس المصلين. وبدلا من أن تسود روح الود بينهم، إذا بالبغضاء والشحناء تطغى على نفوسهم. فهل هذا السلوك صحيح؟
وحكى لي أحدهم عن جماعة من الأصدقاء دخلوا المعتكف معا في الأيام العشر الأخيرة من رمضان، فإذا بهم بعد فترة الاعتكاف وقد تحوّلوا إلى أعداء متشاحنين يبغض بعضهم بعضا، بعد أن كانوا من قبل إخوة متحابين. ذلك أن طول عشرتهم واحتكاكهم ببعضهم أفضت إلى ما لا يحمد عقباه من إظهار مساوئ السلوك والأخلاق في حق بعضهم البعض.
وحكى لي آخر عن شيخ طويل اللحية كان يصطحب حفيدا له أثناء أدائه لإحدى الصلوات في المسجد. وفي أثناء الصلاة قام الطفل بالجري واللعب في المسجد بين المصلين. فلما انتهت الصلاة، إذا بهذا الشيخ يلطم الطفل لطمة شديدة جعلت جميع من في المسجد يستنكرون هذا السلوك الفظ منه، ويُرجعون كل السلوكيات الخاطئة إلى أصحاب اللحى!!!
وتجد بعض الناس لا يفتر لسانه عن ذكر الله طوال طريقه، فإذا حدثت مشاحنة بسيطة بينه وبين من يقود سيارته بجواره، إذا بسيل السباب والشتائم يندفع من لسانه الذي كان يذكر الله حالا.
وفي مكة، أثناء أدائك لمناسك الحج أو العمرة، تأمل ما يحدث من الشحناء بين الناس في سبيل الوصول للحجر الأسود لكي يلتزمه ويقبله، وهي سنة بينما ما يسببه من أذى للناس هو معصية!! بل رأيت بعض المصلين قطع صلاته قبيل تسليم الإمام حتى يتسنى له الوقوف بجانب الحجر الأسود ومسه بيديه.
كل ذلك أدى لحدوث هذا الانفصام النكد بين الدين والأخلاق، أو بين العبادة والسلوك الذي نجده فينا الآن. ومن أمثلة بعد الدين عن السلوك كذلك، أننا نجد أحدهم يصلي ويصوم ويجتهد غاية الاجتهاد في العبادة، ولكنه لا يضبط بيته، فتخرج زوجته سافرة، أو هو لا يتابع بنته في خروجها ودخولها، أو لا يعرف شيئا عن صديقاتها.
وبعضهم يتحجر تحجرا شديدا في مسألة من مسائل العبادة، يريد أن يتقيد ويلتزم بها تمام التقيد والالتزام، ولكنه حين نأتي للسلوك نجد منه تهاونا شديدا ومخلا في تطبيق هذا السلوك؟!!
إن أية حضارة تقوم على دعامتين: علمية وأخلاقية. وهذا ما يؤكد لنا قرب انهيار الحضارة الحيوانية السائدة والمهيمنة على العالم الآن. ولكنه في ذات الوقت لا يبشر بأن تكون أمة الإسلام هي الوارث الطبيعي لهذه الحضارة، ذلك أن أخلاقيات أمة الإسلام ما زالت بعيدة عن المستوى الذي يمكن أن تقود به العالم الآن. وسقوط الأمة في إحدى هاتين الدعامتين يؤدي لسقوطها في الأخرى ولا شك، ومن ثم انهيارها واندحارها فيما بعد. ولننظر إلى الإسلام وكيف انتشر في أنحاء العالم. كان ذلك بسبب أخلاق التجار الذين حملوا معهم رسالة الإسلام وهم يجوبون العالم شرقا وغربا، فأدى ذلك لاعتناق الكثيرين للإسلام ودخولهم في دين الله أفواجا.

فضل الخلق الحسن:
وتتعدد النصوص في فضل الخلق القويم والحث على التحلي والتمسك به:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله! إن فلانة يُذكر من كثرة صلاتها وصيامها وصدقتها، غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في النار. قال: يا رسول الله! فإن فلانة يُذكر من قلة صيامها وصدقتها وصلاتها، وإنها تصَدّق بالأثوار من الأقط، ولا تؤذي جيرانها بلسانها. قال: هي في الجنة.[8] فانظر كيف لم تُجدِ كثرة العبادة مع انعدام حسن السلوك!! بل انظر ماذا فعل حسن الخلق رغم قلة العبادة!!! ( الأثوار: جمع ثور، وهو القطعة من الأقط، والأقط: اللبن المجفف ).
وعن أبي هريرة أيضا، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن رجلا لم يعمل خيرا قط، وكان يداين الناس، فيقول لرسوله: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله تعالى أن يتجاوز عنا. فلما هلك، قال الله عز وجل له: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا! إلا أنه كان لي غلام، وكنت أداين الناس. فإذا بعثته ليتقاضى، قلت له: خذ ما تيسر، واترك ما عسر، وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا. قال الله تعالى: قد تجاوزت عنك.[9]
وعن عائشة رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة، فقلت: من هذا؟ قالوا: حارثة بن النعمان. قال: كذلكم البر كذلكم البر!‌[10] وكان حارثة بن النعمان من بني مالك بن النجار، وهو ممن شهدوا غزوة بدر، وكان أبرّ الناس بأمه. وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم نبه أصحابه على سبب نيل تلك الدرجة بقوله: " كذلكم البر "، أي حارثة نال تلك الدرجة بسبب البر[11].
ولا يقتصر حسن الخلق مع الناس وحسب، بل إحسانك إلى البهائم كذلك يكون سببا في غفران ذنوبك ودخولك الجنة:
فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن امرأة بغيا رأت كلبا في يوم حار، يطيف ببئر، قد أدلع لسانه من العطش، فنزعت له بموقها، فغُفر لها.[12] ( موقها: خفها ).
وعنه أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلا رأى كلبا يأكل الثرى من العطش، فأخذ الرجل خفه، فجعل يغرف له به حتى أرواه، فشكر الله له، فأدخله الجنة.[13] قوله : ( يأكل الثرى ): أي يلعق التراب الندي. قوله: ( من العطش ): أي بسبب العطش. قوله: ( فشكر الله له ): أي أثنى عليه فجزاه على ذلك بأن قبل عمله وأدخله الجنة.[14]
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من شيء يوضع في الميزان أثقل من حسن الخلق وإن صاحب حسن الخلق ليبلغ به درجة صاحب الصوم و الصلاة.[15] ‌
وعن أبي ذر رضي الله عنه، قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق.[16] قوله: ( طلق ) معناه سهل منبسط الوجه متهلله. وفيه الحث على فضل المعروف, وما تيسر منه وإن قل, حتى طلاقة الوجه عند اللقاء[17]. وفي هذا الكلام إشارة إلى أن الصدقة لا تنحصر في الأمر المحسوس منه, فلا تختص بأهل اليسار مثلا, بل كل واحد قادر على أن يفعلها في أكثر الأحوال بغير مشقة.[18]
انظر إلى هؤلاء الأفراد جميعا، ما فعلوا كثير صلاة أو صيام أو صدقة، ولكن كانت حسناتهم الأساسية هي حسن خلقهم الذي أدى لمغفرة الله لهم، ومن ثم دخولهم الجنة. وعلى النقيض من ذلك، انظر إلى عاقبة سوء الخلق:
عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: دخلت امرأة النار في هرة ربطتها: فلم تطعمها، ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت.[19] ( في هرة ): أي لأجلها أو بسببها. ( فلم تطعمها ): حتى ماتت جوعاً كما في رواية البخاري، والفاء تفصيل وتفسير للربط. ( تأكل من خشاش الأرض ): حشراتها وهوامها. وظاهره أنها عذبت بالنار حقيقة، أو بالحساب، لأن من نوقش عذب، كذا ذكره بعضهم.[20]
وعن جرير رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: من يُحرم الرفق يُحرم الخير.[21] قوله صلى الله عليه وسلم: ( من يحرم الرفق يحرم الخير )، وفي رواية: ( إن الله رفيق يحب الرفق, ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف, وما لا يعطي على سواه ). وفي رواية: ( لا يكون الرفق في شيء إلا زانه, ولا ينزع من شيء إلا شانه ). وفي رواية: ( عليك بالرفق  ). أما العنف فهو ضد الرفق. وفي هذه الأحاديث فضل الرفق والحث على التخلق, وذم العنف, وأن الرفق سبب كل خير. ومعنى يعطي على الرفق: أي يثيب عليه ما لا يثيب على غيره. وقال القاضي: معناه يتأتى به من الأغراض, ويسهل من المطالب ما لا يتأتى بغيره.[22]

مواقف من سيرته صلى الله عليه وسلم:
إن النصوص السابقة لا تستمد أثرها إلا إذا كان هناك من طبقّها بالفعل. والآن نحاول النظر في سيرته صلى الله عليه وسلم:
سُئلت السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاق النبي صلى الله عيه وسلم، فقالت: كان خلقه القرآن.[23] ومعنى ذلك أنه كان يطبق كل أوامر القرآن ونواهيه، ويعمل بكل أحكامه ووعده ووعيده. فهكذا يكون خلق المرء القرآن.
وفي الصحيحين أن أعرابيا جذب رداء النبي صلى الله عليه وسلم حتى أثرت حاشيته في عاتقه صلى الله عليه وسلم، ثم قال: يا محمد، مُر لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.[24]
وكان إذا آذاه قومه قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.[25]
كما كان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب رضي الله عنه يوم الحديبية من أعظم مواقف القادة وهم يتعاملون مع أفراد الجيش. فتحمّل الرسول صلى الله عليه وسلم بصدر رحب كل المناقشات الفظة التي طرحها عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وضرب بذلك أعظم الأمثلة في الحلم، وتعلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه جيدا من هذا الموقف حين أصبح خليفة، فكان يتعامل مع الناس من نفس هذا المنطلق.[26]
وعن أبي سعيد الخدري، قال: جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتقاضاه دينا كان عليه، فاشتد عليه، حتى قال له: أُحرّج عليك إلا قضيتني، فانتهره أصحابه وقالوا: ويحك! تدري من تكلم؟ قال: إني أطلب حقي. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هلا مع صاحب الحق كنتم؟ ثم أرسل إلى خولة بنت قيس، فقال لها: إن كان عندك تمر فأقرضينا حتى يأتينا تمرنا فنقضيك. فقالت: نعم بأبي أنت يا رسول الله! قال: فأقرضته، فقضى الأعرابي وأطعمه، فقال: أوفيت أوفى الله لك. فقال: أولئك خيار الناس، إنه لا قُدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع ( أي: من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه ).[27]
وعن أنس رضي الله عنه، قال: ما سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئا إلا أعطاه. قال: فجاءه رجل، فأعطاه غنما بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم أسلموا، فإن محمدا يعطي عطاء لا يخشى الفاقة.[28]
كل هذه المواقف تنبئك كيف كان خلق الرسول صلى الله عليه وسلم في تعاملاته من الناس. وهذا ما وعاه الصحابة رضوان الله عليهم جيدا، فمضوا على طريقه، فشادوا حضارة ظلت تحكم العالم دهرا طويلا.

مواقف من سير الصحابة والتابعين:
وظلت هذه الروح والأخلاق في أمة الإسلام. فنجد في حياة التابعين مواقف من أنصع ما يكون في تاريخ الأمم. وسوف أقصر حديثي على موقفين اثنين فيما يلي:
قال رياح: ذُكرت لي امرأة فتزوجتها، فكانت إذا صلت العشاء الآخرة تطيبت وتدخنت ولبست ثيابها، ثم تأتيني فتقول: ألك حاجة؟ فإن قلت نعم، كانت معي، وإن قلت لا، قامت فنزعت ثيابها ثم صفت بين قدميها حتى تصبح[29].
وخرج إبراهيم بن ادهم إلى بعض البراري، فاستقبله جندي، فقال: أين العمران؟ فأشار إلى المقبرة. فضرب رأسه فشجه. فلما أُخبر أنه إبراهيم، جعل يقبل يده ورجله. فقال: إنه لما ضرب رأسي، سألت الله له الجنة، لأني علمت أني أُؤجر بضربه إياي، فلم أحب أن يكون نصيبي منه الخير، ونصيبه مني الشر[30].

سبل العلاج:
لا تصدر الأعمال الصالحة إلا عن الأخلاق الحسنة، فليتفقد كل عبد صفاته وأخلاقه، وليشتغل بعلاج واحد بعد واحد، وليصبر ذو العزم على مضض هذا الأمر، فإنه سيحلو كما يحلو الفطام للطفل بعد كراهته له، فلو رُد إلى الثدي لكرهه، ومن عرف قصر العمر بالنسبة إلى مدة حياة الآخرة، حمل مشقة سفر أيام لتنعم الأبد، فعند الصباح يحمد القوم السُرَى[31].
ولنعلم يقينا أننا لن نستطيع تحقيق أي نفع للإسلام والدعوة ما لم نتحل بمكارم الأخلاق. وعلى سبيل المثال، أذكر مرة كنت أدعو أحد الزملاء معي في العمل إلى الصلاة، فلم يستجب. فلما قسوت عليه في الكلام، زاد في عناده. فلما أظهرت له اللين والبشاشة، وبالغت له في اعتذاري عن تلك اللهجة الشديدة التي استخدمتها معه من قبل، إذا به يلين ويقوم ليؤدي الصلاة معي.
ودخلت أحد المحال مرة، فإذا بالمسئول عن المحل يدير تسجيلا به أغنية. فطلبت منه بكل ذوق وبعبارة فيها رجاء أن يغلق هذا التسجيل، ويدير إذاعة القرآن الكريم بدلا من ذلك، فاستجاب بكل ود واحترام. وتخيل لو كنت طلبت منه هذا الطلب بنوع من التعالي أو بنبرة آمرة، فماذا كان سيكون رده معي؟!!
ويحكي الشيخ محمد حسان تجربة شخصية له، حينما كان يسير في اتجاهه لإلقاء إحدى المحاضرات، فلفت نظره أثناء الطريق وجود طابور طويل من الشباب أمام شباك حجز التذاكر في إحدى دور السينما. فما كان من فضيلة الشيخ إلا أن وقف معهم في الطابور، ثم أخذ يعظهم بأسلوب كله لين، فإذا بعدد يفوق العشرة يخرج من هذا الطابور ويتبع الشيخ إلى مكان محاضرته.
نريد أن تظهر ثمرة عبادتنا في أخلاقنا وفي تعاملاتنا، وأن يكون المسلم مميزا في سلوكياته وتصرفاته. ولعل من أهم سبل العلاج ما يلي:
مصاحبة أهل الخير، فإن الطبع لص يسرق الخير والشر. ويؤيد ذلك قول المصطفى صلى الله عليه وسلم عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل.[32]
الاستعانة بالله والإكثار من الدعاء، فقد ورد في الحديث الصحيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( واهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لاحسنها إلا أنت. واصرف عني سيئها، لا يصرف سيئها إلا أنت ).[33]
قوة العزم على تغيير السلوكيات السيئة والصبر في سبيل تحقيق ذلك.
مخالفة الهوى. ذلك أن إتباع السيئ من السلوكيات هو أمر تميل إليه النفس وتركن إليه. أما التحلي بالأخلاق الحميدة فيحتاج إلى مجاهدة ومثابرة.
تصحيح العقيدة، فما حدث كان بسبب الفكر الإرجائي الذي فصل العمل عن مقتضيات لا اله إلا الله، وبسبب الفكر الصوفي الذي ركز على أن العلاقة تكون بين العبد والرب، فانحرف بذلك عن التوازن الإسلامي مما زاد في فساد مفهوم العبادة.
-------------------------------

[1] صحيح. انظر: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 2349. وكذلك السلسلة الصحيحة له، 45.
[2] فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 2/710.
[3] حسن صحيح. صحيح سنن الترمذي للألباني، 1162.
[4] تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: 4/25.
[5] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/321.
[6] الأساس في التفسير، سعيد حوى: 1/322-323.
[7] جريدة الأهرام، 3/12/2004، ص: 36.
[8] انفرد به أحمد بن حنبل في مسنده، 9282.
[9] حسن صحيح. صحيح سنن النسائي، 4708.
[10] صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3371.
[11] فيض القدير بشرح الجامع الصغير: 3/637-638.
[12] صحيح مسلم: 2245(154).
[13] صحيح البخاري: 173.
[14] فتح الباري بشرح صحيح البخاري: 1/334.
[15] صحيح: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 5726.
[16] صحيح. رواه مسلم: 2626 (144)، والترمذي: 1833 و1970. واللفظ لمسلم.
[17] صحيح مسلم بشرح النووي: 8/426.
[18] تحفة الأحوذي بشرح الترمذي: 5/383.
[19] صحيح: صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 3374.
[20] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: 3/642.
[21] صحيح مسلم، 2592 (74).
[22] صحيح مسلم بشرح النووي: 8/391.
[23] صحيح. صحيح الجامع الصغير وزيادته للألباني، 4811.
[24] متفق عليه. صحيح البخاري: (3149)، و(5809)، و(6088). وصحيح مسلم: (1057).
[25] متفق عليه. صحيح البخاري: (3477)، و(6929). وصحيح مسلم: (1792).
[26] راجع تفاصيل هذه القصة في صحيح البخاري: (2734).
[27] صحيح. انفرد به ابن ماجه، (2456).
[28] صحيح مسلم، 2312.
[29] رهبان الليل: 2/34، نقلا عن: صفة الصفوة: 4/43-44.
[30] مختصر منهاج القاصدين، ص: 170.
[31] مختصر منهاج القاصدين، ص: 167. والسرى: سير عامة الليل.
[32] حسن. رواه الترمذي (2378)، وأبي داود (4833).
[33] صحيح. رواه مسلم (771/201)، والترمذي (3421) و(3422) و(3423)، والنسائي (896)، وأبو داود (760). واللفظ لمسلم.

منقو من صيد الفوائد



 توقيع : ابوخالد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 05-10-2017   #2


نسيم الجنوب غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  Feb 2014
 أخر زيارة : 04-08-2023 (08:09 PM)
 المشاركات : 54,174 [ + ]
 التقييم :  807678
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق



جزاك الله خير ابو خالد


 
 توقيع : نسيم الجنوب

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-11-2017   #3


ابوخالد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1930
 تاريخ التسجيل :  Nov 2016
 أخر زيارة : 03-14-2024 (04:04 PM)
 المشاركات : 1,737 [ + ]
 التقييم :  239243
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي رد: بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق



نسيم
اشكر لك تواجدك الرائع والجميل
لقد انرت متصفحي بوجودك
يعطيك العافيه


 
 توقيع : ابوخالد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-11-2017   #4


الحريصـي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 876
 تاريخ التسجيل :  Oct 2011
 أخر زيارة : منذ يوم مضى (11:52 AM)
 المشاركات : 7,212 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Teal
افتراضي رد: بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق



البر حُسن الخلق ..
شكراً لك اخي ابو خالد.


 
 توقيع : الحريصـي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 05-12-2017   #5


ابوخالد غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1930
 تاريخ التسجيل :  Nov 2016
 أخر زيارة : 03-14-2024 (04:04 PM)
 المشاركات : 1,737 [ + ]
 التقييم :  239243
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 SMS ~
لوني المفضل : Crimson
افتراضي رد: بلوغ الآفاق بسمو الأخلاق



الحريصي
يعطيك العافيه على المرور
الرائع والتواجد الراقي لا عدمناك
ولك ودي وشكري الجزيل


 
 توقيع : ابوخالد

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأخلاق, الآفاق, تمنع, تسمو


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الأخلاق طريق السعادة نسيم الجنوب - القسـم الاسلامـي 6 04-28-2017 02:36 AM
الأخلاق في الاسلام 2 الورّاق أقْـــلآم حُـــرّة 2 09-22-2014 01:09 PM
الأخلاق في الاسلام 1 الورّاق أقْـــلآم حُـــرّة 1 05-10-2014 08:20 PM
الصيام وإصلاح الأخلاق واقتراب العيد شروق الامل - الـخــيـمـــــة الـرمـضـانـيـــة 2 08-14-2012 02:35 AM
الأخلاق أساس الانطلاق الكاسر - مسـاحةُ بِلا حُدود" 7 03-10-2010 07:55 PM


الساعة الآن 12:08 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون