لا شيء معي… إلاّ كلمات

الإهداء إلى الأخ أبو فواز
و آسفة على البداية الـ غير أنيقة

قلبي وطن لن يعلن إفلاسه من نبض الجنون
و عقلي منفى من حروف مبعثرة تقتسم بقايا …كلمات

بعض الكلمات تبقى في داخلنا ..تسكننا حتى حشرجة الروح
بعضها تُلقَى على القلوب كــ أنها حجارة من سجّيل
و بعضها ننسجها من خطوط يدنا لــ نقيس مساحة العشق في هذا العمر
/
/
تعال نقتسم خبز الحروف معا ً و نستقي لغة المطر
مابين السنابل و السماء خيط ٌ معلّق بين الجنّة و النار
و …أكيد بعد ألف كلمة تكون الروح منتشية بــ كثافة البوح

( في الركن الأوّل من البوح )
إشتهيت قطف عطرك في خلسة ضوء ..على ريق قُبلة مُذابة في سُكْر
إيقاع أنفاسك حينها سابقتني ضحكة الفجر في عينيك و هي تمنح قلبي
عبورك المبارك الذي فتح آفاق النبض و اخبرني أنك لن تغادرني و …أنني
لن أكتفي بــ عبق عطرك

(في الركن الثاني من اللهفة )
كان بدء ثورة إجتياحك و …إحتياجي أشعَلْت َ الوهج و إلتصَقْتَ بــ عناقيد قلبي
أعدْتَ إنتشاء أدقّ تفاصيل الهوى في مواكب غيمك َ و علّمتني قطف الأمنيات
من سنابل عرشك …أعلَنْت َ إستحواذك على عمري فــ أهديتك َ قلبي

(في الركن الثالث من الجنون )
تلعثمَ القلب بـ لغة ٍ ساخنة حين تحسّست ُ عطرك و أدركت ُ أنه نشوتي
الأولى و الأخيرة عندها إشتعلَ صدري و هو يتذوّق لهفةً جريئة ً لم يتذوّقها من قبل
علمت حينها أنك منحتني لغة الغواية و الفتنة و أنك سكبت في دمي حبر الحروف
حين أرسلت نوارسك َ تعلّمني أسرار الورد و الشموع وتنثر على صدري قصائدك
الــ تستفزّ في ّ هذيان التيه بين ذراعيك

(في الركن الرابع من المجون )
رأيت توهّج الإثارة في عينيك فــ صرتُ جسدا ً يبحث في قواميسك َ عن سرّ
الدفء بين ضلوعك …أرخيت ُ جنوني في عمق دمك …أشعلتُ طقوس مزاراتك
و شربتُ سرب أمطاركَ حتى إنتشاء آخر قطرة ماء بلّلت نذور عطشي…لملمت
شهقتك َ في صدري منذها وهلوسة حبّك َتملأ نصف جنوني و النصف الآخر يفقد
الكلام و هو يحاول أن يرتّبك َ فوق المعاني و الجُمَل والحروف

(في الركن الخامس من أسطورتك َ)
إحتفيت ُ بــ ذوبان شموعي و أنت تعانق حنين دمي …أغمضت ُ عيني ّ
..عانقت روحك …إحترقت و أنت َ تفتح لي المدى و تطعمني كلمات تلبّستني
كــ السحر عندها أدركت سرّ السماء حين تمنحنا الدنيا ضوءا ً و تنقش الحروف
منذ أوّل نبضة قلب و حتى آخر رعشة شوق