عن واقع شاتنا العربي

واقع الشات العربي

فكرة برامج المحادثة من حيث ( المبدأ ) فكرة راقية لو تم استخدامها في الحوار وتبادل الرأي مع المجتمعات الأخرى بشكل حضاري .. حتى من الناحية التجارية والسياحية من الممكن الاستفادة منها في تبادل النقاش مع أشخاص من بلدان أخرى فمنفعتها ليست فكريّة فقط

أما في العالم العربي فطبيعة أغلب هذه المواقع طبيعة ساخرة - جنسية - عنصرية ، لدرجة أنك لا تجد للنقاش الجاد مكان فيها ، وطبيعة النقاش في تلك المواقع يغلب عليه جانب السخرية من الآخرين سواءً كانت هذه السخرية تتعلق بجانب عنصري أو جنسي أو سياسي أو غير ذلك .. ويزيد العجب اذا شارك بهذه المهازل بعض القائمين على تلك المواقع والمشرفين عليها أو ارتضوها ولم يمانعوا منها على أقل تقدير ، لذلك من النادر أن تجد مكاناً للجادين في تلك المواقع بل إن النظرة لها أنها مجرد تجمع للمراهقين يقضون فيها وقتاً للتسلية فقط

هذه المواقع مهمة لفهم المجتمع ومعرفة الأفكار المسيطرة عليه والاهتمامات الغالبة فيه هذا لو كان هناك مهتمين بـعلم الاجتماع .. بسبب الضعف الكبير في علم الاجتماع عند العرب لم يُستفد من هذه المواقع وما يشابهها من مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام ، أو على الأقل هي مهمة لفهم الأفكار المسيطرة والاهتمامات الغالبة على فئة المراهقين أو الشباب بشكل عام ومستوى الحوار لديهم

وجود هذه السلبيات الكبيرة في هذه المواقع بواقعها الحالي يجعلها غير آمنة لصغار السن للجنسين من الناحية السلوكية والأمنية .. وعدم اهتمام التربويين بهذه المواقع بحجة أنها موضة انتهت كلام غير صحيح، فهي ما زالت مستمرة ولها عشاقها وتتطور مع تغير الزمن

هل يمكن أن نشاهد في الواقع القريب نموذجاً متميّزاً من هذه المواقع في رقي الأسلوب وتنوع الاهتمامات ولو كبداية في التغيير ؟

وهل يمكن أن نشاهد من التربويين والمتخصصين الاجتماعيين اهتمام ودراسة لهذه الظواهر بدلاً من مجرد التحذير منها ؟