- مسـاحةُ بِلا حُدود" مسآحة حـرهـ ~ | هنا المواضيع | العامة| التي | لها قسم يختص بها | |من هنا | وهناك | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
لاتدع الظروف إعاقة لك عن الانجاز ..
..
عندما كنت رضيعا بعد ثلاثة أشهر من ولادتي ، ذهب والدي ووالدتي وانا في حضنها لزيارة أهل والدتي حيث يسكنون في قرية تبعد عنا 200 كم ، وفي منتصف الطريق حدث الحادث المشؤوم الذي توفي فيه والدي وأصيبت والدتي بشلل رباعي كامل لايتحرك منها شي سوى لسانها وعيناها ، أما أنا فلم يصبني اي شي أبدا وكأني لم أكن في هذا الحادث . بالنسبة لي فقد قررت العائلة أن يتكفل بي جدتي وجدي أهل أمي فقد كان أعمامي و عماتي يريدون أدنى فرصه للتخلص من هذا العمل الشاق بالنسبة لهم ، وفاز بكفالة اليتيم عجوز وكهل لايملكون الا قوت يومهم يعيشون على الضمان الاجتماعي الذي كان لايأتي الا بعد اثنا عشر شهرا من الجوع والفقر ، أما أمي فقد أدخلت المستشفى وبقيت فيه لمدة عامين كاملين حتى أمر الأطباء جدي أن يخرجها من المستشفى فلا يوجد هنالك أمل في علاجها . جاء جدي بأمي إلى المنزل ، كنت أخاف منها كثيرا ولا أجلس في غرفتها إلا بوجود جدتي التي كنت أعتقد أنها امي ، ولكن مع الوقت بدأت أفهم وأتعود عليها حتى تعلقت بها تعلقا شديدا . أصبح الأمر صعبا جدا على جدتي كبيرة السن حيث ترعى طفلا وترعى امرأة عاجزة معاقه ، فجزاها الله عنا خير الجزاء . تأخر جدي في تسجيلي في المدرسه فقد كان يريدني أن أساعده وأن أتعلم معه أمور الفلاحه والزراعة ، ولكن بعد إلحاح متواصل من أمي انضممت إلى المدرسه وكان عمري ذلك الحين 9 سنين . توفي جدي وأنا في الصف الثاني الابتدائي ، أصبحت إعانة الضمان الاجتماعي أقل ، وزادت احتياجاتنا ، ولكن رحمة ربي ورزقه لاينقطع ، مرت السنين وجاء اليوم الكئيب في حياتنا عندما كنت في الصف الأول متوسط انتهى اليوم الدراسي وعدت إلى المنزل ، في العاده تستقبلني رائحة طعام جدتي ، أما هذا اليوم فلم اشم أو اسمع شيئا إلا نداء امي وهي تقول وتردد ( امي وينك ، امي وينك ؟ ... ) أتيت مسرعا إلى والدتي وقلت ماذا بكم ؟ فردت علي أن جدتي دخلت المطبخ ولم تخرج ولا ترد على النداء ! ، ذهبت إلى المطبخ فوجدتها على الأرض قد فارقت الحياة ، من بعد هذا اليوم شعرت بمدى الصعوبة التي كانت تعيشها جدتي في التعامل مع والدتي ، لقد كان أمرا صعبا جدا ، جسد انسان على السرير لايتحرك إلا اللسان والعينان ، انت تطعم وانت تغسل ، انت تلبس ، وانت تنظف . قمت بالتحدث مع إحدى الجارات وهي " إمرأة فقيرة وأم أيتام " بأن تقوم بتغسيل أمي وتنظيفها وتلبيسها وذلك مرتين في اليوم على أن أعطيها مبلغا من المال نهاية كل شهر ، فوافقت وأقسمت على ان يكون عملها لوجه الله وبدون مقابل مالي ، فجزاها الله كل خير وكتب بذلك لها الجنه . أصبحت مهمتي انا أن اطعمها وأسقيها وأن انفذ ماتطلبه مني . اصحو من النوم عند صلاة الفجر أصلي وأحضر لها الإفطار ، أطعمها وأذهب الى المدرسه . طلبت من مدير المدرسه أن يسمح لي كل يوم ان أخرج وأطمئن على والدتي في الفسحه . من المواقف المحزنه التي حصلت حينما آتي لها في وقت الفسحه : في بعض المرات حينما ادخل مع باب المنزل تشكر الله وتحمده بأني أتيت وتقول باللهجة العاميه ( جابك الله ، تعال حك يدي ) أو ( أقتل الذبابه ازعجتني ) أو ( أسقني ماء ) ، فكنت اقول لها : سأترك المدرسه لأجل الاهتمام بك أكثر ، وترد علي بغضب وبعدم الموافقه فكانت تحمسني بأني سأتوظف في أحسن المجالات وأني سآتي لها بخادمة و ممرضه يساعدانها في أمور حياتها . أكملت المرحلة المتوسطه وكذلك الثانويه ، وهنا بدأت الأمور الدراسيه تصعب علي ، حيث تبعد عنا اقرب جامعة مسافة 200 كم ، فكان الأمر صعبا جدا أن ألتحق بالجامعة ووضع امي لايسمح بذلك ، قمت بإخبار أحد المعلمين المقربين لي فالثانوي بالأمر ، فأشار علي أن أقدم بأوراق أمي على الإسكان الخيري الواقع في نفس المدينه التي بها الجامعه ، قدمت الاوراق ولله الحمد استلمت المنزل في خلال شهرين ، انتقلنا إلى المنزل الجديد والتحقت بالجامعة ، أما عن وضع والدتي فقد قمت بالاتفاق مع خادمة من الجنسيه الافريقيه جزاها الله خير للقيام بأمورها . بذلت جهدي في الجامعه وتخصصت في تخصص جيد وكان هدفي أن اتوظف وأن اجعل امي تعيش حياتها في أفضل حال ، تخرجت من الجامعه بإمتياز مع مرتبة الشرف الأولى ، عدت إلى المنزل بعد أن استلمت وثيقة التخرج وبشرت امي بذلك " ووالله لم أرى امي سعيده من قبل إلا في هذا اليوم " ، انتهى اليوم وخلدنا إلى النوم ، نامت امي ونمت انا ، صحيت انا ولم تصحو امي .. يوم التاسع من شهر ربيع الثاني عام 1430 من الهجره انتقلت إلى الرفيق الأعلى حيث يوجد ابي و جدي و جدتي ، بقيت انا على هذه الأرض وجميعهم تحت ترابها ، تمنيت حينها لو كنت أنا الذي توفي في ذلك الحادث المشؤوم ، ربما عاش والدي ووالدتي حياتهم وأنجبوا غيري ومن هم أفضل مني ، كان بالإمكان أن تصبح حياتهم جميلة جدا ، كانت هذه الوساوس باقية في ذهني لعدة أشهر . في يوم من أيام رمضان أشار علي بعض الاصدقاء أن أرافقهم إلى مكة لأداء العمره ، وقفت امام الكعبه وطلبت من الله أن يشرح صدري وأن يرشدني ويوجهني للخير ، نمت ليلتها واستيقظت فجرا وكنت أشعر براحة لايعلمها إلا الله ، قررت أن أتوظف في إحدى الشركات ، وأن أكمل طريق الدراسة ، فأتممت الماجستير وكذلك الدكتوراة ، قدمت لي الشركات العروض فكنت محتارا بسبب العروض الكثيرة ، فأخترت عرضا لإحدى الشركات براتب جيد جدا ؛ قمت ببناء بيت لي ، وتزوجت وأنجبت طفله اسميتها على اسم والدتي ولله الحمد ، بنيت مسجدا في قريتنا القديمه ، وتدرجت في أعلى المناصب من شركة إلى أخرى ، وأنا الآن " مديرا لإحدى الشركات الكبرى في المملكة العربية السعودية " أسأل الله أن يغفر لوالدي ووالدتي وجدي و جدتي وأن يغفر لكل من وقف معي وكل من ساعدني بمال أو نصيحه أو خدمه . : لاتدع الظروف إعاقة لك عن الإنجاز ، بل اجعلها دافعا لتنجز المزيد والمزيد من التقدم .. |
10-28-2018 | #2 |
|
قصه عظيمه شدتني فيها عظيم احداثها ومنها نتعلم مهما مر بالانسان فهو قادر ان يتجاوزها ويكمل مسيرته ع تحقيق غايته ولاتخلو هذه الحياة من صعوبات وظروف يمر بها الشخص ولكن مع الثقه والصبر بالله فهي تهون وتكون دافع له في مستقبله
سلمتي ندى الجنوب |
|
10-29-2018 | #3 |
|
رد: لاتدع الظروف إعاقة لك عن الانجاز ..
فعلا بالعزيمة والصبر والتحدي والاصرار نتغلب على
الظروف القاهرة وقد نصل الى مبتغانا ان كتب ربي ذلك مداخلة قيمة الف شكر اخي تميم لاعدم . |
|
12-05-2018 | #4 |
|
رد: لاتدع الظروف إعاقة لك عن الانجاز ..
|
-
التنهيدة العميقة التي تعقبُ كلمة "يارب " : تحملُ من الطمأنينة ما يكفيني لأواجه بها أيامي الصعبة..! |
مواقع النشر (المفضلة) |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وبعدين مع شماعة الظروف ؟! | ندى | - منتدى الحوار والنقاش الهادف | 6 | 03-14-2016 02:45 PM |
وزير الصحة يعتمد ضوابط النظر في مخالفات الأنظمة الصحية | الفتى الذهبي | - منتدى الأخبار المحلية والعالمية ALTALEED- News | 4 | 12-20-2009 10:33 PM |