عدد مرات النقر : 3,024
عدد  مرات الظهور : 42,596,505 
عدد مرات النقر : 2,320
عدد  مرات الظهور : 35,906,649 منتديات طموح ديزاين
عدد مرات النقر : 6,988
عدد  مرات الظهور : 71,133,164
منتديات شبكة ابن الصحراء
عدد مرات النقر : 5,589
عدد  مرات الظهور : 60,543,599 
عدد مرات النقر : 4,037
عدد  مرات الظهور : 39,790,664 
عدد مرات النقر : 769
عدد  مرات الظهور : 34,540,599

عدد مرات النقر : 505
عدد  مرات الظهور : 36,715,2410 
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 35,943,7457 
عدد مرات النقر : 1,144
عدد  مرات الظهور : 42,596,5192

عدد مرات النقر : 3,201
عدد  مرات الظهور : 18,595,1754 
عدد مرات النقر : 268
عدد  مرات الظهور : 16,064,333

عدد مرات النقر : 400
عدد  مرات الظهور : 10,038,531 
عدد مرات النقر : 322
عدد  مرات الظهور : 9,320,867

عدد مرات النقر : 332
عدد  مرات الظهور : 7,349,393 
عدد مرات النقر : 331
عدد  مرات الظهور : 8,072,1339
- القسـم الاسلامـي قلوب تخفق بذكر الله| منبعُ الإيمانِ فيَ محْرابُ النفوَسَ" | خاص بالمواضيع الإسلامية | فوائد دينية| احاديث واحكام |

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-08-2015
محب الصوم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل : May 2015
 فترة الأقامة : 3254 يوم
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : محب الصوم سمته فوق السحابمحب الصوم سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي التربية الطيبة



الولد الصالح

ما قبل الحمل
حرص الإسلام حرصًا شديدًا علي أن يكون أبناؤه صالحين أقوياء، ينشأ أحدهم في محضن أمين، وينبت صغيرهم من أصل طيب، فيصبح مثله:{كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها} [إبراهيم: 24-25].
ومن هنا كان حرص الإسلام واضحًا علي حسن اختيار الأبوين، لأنهما أصل الأبناء ومحضنهم، فلقد حث الإسلام المرأة وأولياءها علي اختيار الزوج الصالح، وإن كان فقير المال، فقال تعالي: {ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم} [البقرة: 221]. وقال (: (إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه؛ فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض) [الترمذي وابن ماجه].
كما حثّ الإسلام الرجل علي اختيار الزوجة الصالحة، فهي أم بنيه، قال تعالي: {ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم} [البقرة: 221]. وذلك ليضمن الأصل الصالح والمنبت الطيب للأبناء، فلا ينبغي للمسلم أن يتزوج المرأة لمالها أو لجمالها أو لحسبها فقط، بل عليه أن يبحث عن الدين مع كل ذلك، يقول رسول الله (: (لا تَزَوَّجُوا النساء لحسنهن ؛ فعسي حُسْنهن أن يرديهن، ولا تزوجوهن لأموالهن ؛ فعسي أموالهن أن تطغيهن، ولكن تزوجوهن علي الدِّين) [ابن ماجه].
وقد أوصي الإسلام الرجل أن يختار الزوجة الصالحة التي عُرفت بالشرف الرفيع والدين القويم، وحث علي الزواج بالبكر؛ لأنها أكثر إنجابًا للأولاد، وأوثق علاقة بالزوج. كما حث علي الزواج بالمرأة الولود الودود، قال رسول الله ( (تزوجوا الودود الولود؛ فإني مكاثر بكم الأمم) [أبو داود].
ويحسن الزواج من الأباعد؛ حرصًا علي صحة المولود من الأمراض والعاهات الوراثية التي قد تنتج من زواج الأقارب، وإلي هذا يشير عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بقوله: (اغتربوا؛ لا تَضْوُوا). أي تزوجوا من غير القريبات حتى لا تضعفوا، ولقد أكد علماء الوراثة أن زواج الأقارب -إذا تكرر في أجيال متعاقبة وكثر حدوثه- يؤدي إلي ضعف النسل، حيث تنتقل الصفات الوراثية السيئة من أسرة الوالدين إلي الأبناء.
وبوجه عام، فإن حسن اختيار كل من الزوجين يعتبر حقّا من حقوق الطفل في الإسلام . فإذا حَسُن دين الزوجين، وسَمَتْ أخلاقهما؛ كوَّنا معًا بيتًا مسلمًا، ومَنبتًا صالحًا للأبناء.
قال أبو الأسود الدؤلي ممتنَّا علي أبنائه: أحسنت إليكم كبارًا وصغارًا وقبل أن تولدوا. قالوا: كيف أحسنت إلينا قبل أن نُولد؟! قال: اخترت لكم من النساء من لا تَُسبُّون بهن.
وقال أبو عمرو بن العلاء: لا أتزوج امرأة حتى أنظر إلي ولدي منها. فقيل له: كيف ذلك ؟ فقال: أنظر إلي أبيها وأمها؛ فإنها تأخذ منهما.
ومثلما وضع ديننا الإسلامي الحنيف القواعد والأسس التي يختار كل من الزوجين الآخر في ضوئها، فإنه شرع من الآداب ما يحمي الذرية منذ تكوينها في رحم الأم، فَوَجَّه الآباء لاتخاذ كل التدابير الوقائية التي تصون الطفل مما قد يصيبه من نزعات الشياطين وغيرها -حتى عند الإخصاب- حيث قال (: (لو أن أحدكم إذا أراد أن يأتي أهله فقال: باسم الله، اللهمَّ جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يُقدر بينهما ولد في ذلك، ما لم يـضرَّه شيطان أبدًا) [متفق عليه]، وبذلك يجعل الإسلام من المرأة تربة خصبة لإنبات الذرية الصالحة النافعة لدينها ووطنها.
مراحل النمو:
تقسم هذه المراحل تقسيمًا تقريبيًا؛ لأنها تتداخل وتتشابك فيما بينها، إذ ليست هناك حدود فاصلة بينها بشكل حاسم .
وعلي كل أم أن تدرك طبيعة كل مرحلة وسماتها وخصائصها، لتتخذها معيارًا تنظر من خلاله إلي طفلها؛ لتتأكد من نموه نموَّا طبيعيَّا. علي أن تدرك أن هذه الأمور تقريبية، قد تختلف من طفل إلي آخر، ومن بيئة إلي أخري بنسبة ما، وأنها ليست قوانين جامدة.
الحمل:
أبشري أنت حامل!! إنها أسعد اللحظات عند المرأة، تلك اللحظات التي تشعر فيها أنها ستكون أمَّا لطفل تعطيه حبها وحنانها.
وفترة الحمل فترة شاقة متعبة، عبر عنها القرآن الكريم بقوله: {حملته أمه وهنًا علي وهن} [لقمان:14]، وبقوله: {حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا} [الأحقاف:15].
واعتني الإسلام بالجنين عناية بالغة، فمن ناحية صحته وكمال نموه، أباح الإسلام للحامل أن تفطر في شهر رمضان؛ إذا خافت عليه الضرر، بعد استشارة طبيب مسلم ثقة؛ وذلك لما في الصوم من مشقة عليها، ولأن الجنين يحتاج إلي الغذاء حتى يكتمل نموه . فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله ( قال: (إن الله -عز وجل- وضع عن المسافر شطر الصلاة والصيام، وعن الحامل والمرضع) [النسائي].
كما حرص الإسلام علي الجنين عند إقامة الحد علي المرأة الحامل، حتى تضع حملها؛ حماية له. وقد أجمع فقهاء المسلمين علي عدم جواز القصاص من الحامل قبل أن تضع جنينها، سواء كانت حاملا وقت الجناية أم حملت بعدها، وسواء كان القصاص في النفس: كالرجم في حالة زني المحصنة أو في طرف من أطرافها، كقطع اليد في حالة السرقة. كل ذلك صيانة ووقاية للجنين.



 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #2


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



علامات الحمل:
هناك بعض العلامات أو الأعراض التي يمكن أن تشير إلي وجود حمل، ومن هذه العلامات:
* انقطاع الدورة الشهرية: ففي معظم الحالات يكون انقطاع الدورة الشهرية مؤشرًا لحدوث الحمل .
* تغير في الثديين: فحجم الثديين يكبر، ويصبحان أكثر نضوجًا وأطري ملمسًا، ويتحول لون المنطقة المحيطة بالحلمة إلي لون داكن .
* الغثيان أو القيء: فالشعور بالقيء يعتبر أمرًا طبيعيَّا للحامل، وخصوصًا في الشهور الأولي .
الرغبة في التبول المستمر: تشعر الحامل بالرغبة في التبول، وهذا عارض مؤقت لا يدوم، ولكن هذه الرغبة تعود خلال الأسابيع الأخيرة من الحمل، نتيجة لوجود الجنين في أسفل البطن، فيعود الضغط علي المثانة.
* حركة الجنين في بطن الأم: ويتطور الأمر تدريجيا؛ حيث تشعر المرأة الحامل خلال منتصف الشهر الرابع بحركة الجنين، وتقوي هذه الحركة شيئًا فشيئًا إلي حد أن تتمكَّن الأم من ملاحظة حركات جنينها بوضوح إذا وقفت أمام المرآة.
* التغيرات العاطفية: ويعتبر تغير الهرمونات في جسد المرأة الحامل أحد العوامل المهمة التي تسبب لها التغيرات العاطفية، وعمومًا، فإن التقلبات العاطفية تعدُّ من الأعراض الملحوظة عند الحامل، فتارة تشعر بالسعادة، وتارة أخري يخيِّم عليها جو من الكآبة، ولكن الحامل تعود إلي حالتها الطبيعية خلال الشهر الرابع عندما تعود الهرمونات المختلفة إلي التساوي.
رعاية الأم الحامل:
اهتم الإسلام بالمرأة الحامل، وأمر بالعمل علي راحتها، وتوفير الغذاء لها، قال تعالي: {أسكنوهن من حيث سكنتم من حيث وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له أخري. لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسرًا يسرًا} [الطلاق: 6- 7].
والحامل تحتاج إلي تناول غذاء كامل يحتوي علي جميع العناصر الغذائية حتى ينمو جنينها قويًّا صحيحًا؛ لأنها هي المصدر الوحيد لغذائه، وعليها أن تحرص علي تناول البيض واللحم والحليب والجبن والسلطات والخضراوات والحبوب والخبز، والدهنيات -بنسبة بسيطة- والفاكهة، وغير ذلك من الأغذية الضرورية في هذه الفترة . وعلي الحامل أن تدرك أن راحة النفس لا تقل أهمية عن راحة البدن، وأن الانفعال أو التوتر النفسي يؤثر علي الجنين تأثيرًا سلبيا، فالراحة النفسية للحامل من الأمور المهمة التي لا تقل في أهميتها عن الراحة البدنية، فيجب علي الحامل ومن يعيشون معها الحرص علي أن يكون جو البيت ممتلئًا بالسعادة والانشراح، حيث إن الحالة النفسية من فرح أو حزن لها تأثيرها في إفراز الهرمونات في جسم الأم، ويتأثر الجنين بهذه الهرمونات منذ الشهور الأولي.
وهناك بعض العوامل الأخرى المفيدة للحامل منها: المشي، والقيام ببعض التمرينات الرياضية البسيطة، وذلك في الشهر أو الشهرين الأخيرين من الحمل؛ وذلك مما يسهل عملية الولادة . ويجب أن تهتم الحامل اهتمامًا كبيرًا بصحتها، استعدادًا لتحمل مسئولية الإنجاب، وتربية الطفل والعناية به وإرضاعه، فتهتم بنظافتها وتغسل ثدييها، ولا يفوتها أن تكون ملابسها فضفاضة بقدر ما تسمح به حالة الجو -مع مراعاة الجانب الشرعي في الملابس- وألا تكون ضاغطة علي جزء ما من جسمها، وأن تتجنب استعمال الأحذية عالية الكعب؛ لأنها ترفع الجسم، وتلقي بالثقل علي الكعبين وأصابع القدمين؛ مما قد يسبب آلامًا في الظهر والساقين، ويفضل زيارة الحامل للطبيبة بصورة دورية إذا أمكنها ذلك، حتى تطمئن علي صحتها وسلامة حملها من آن لآخر . ويمكن للحامل في كثير من الأحيان أن تكون طبيبة نفسها، وذلك بتجنبها ما يضر حملها عملا بمبدأ: (الوقاية خير من العلاج) .
والسيدة الحامل يصيبها الأرق أثناء فترة الحمل . وللتغلب علي ذلك، عليها أن تسير في الهواء الطلق قبل وقت النوم، وأن تتناول كوبًا من اللبن الدافئ، وأن تتكئ علي وسائد عند نومها، فإن ذلك يساعد علي ارتخاء ومرونة عضلات الجسم ويهيِّئ لها نومًا مريحًا.
من كل ما سبق يتضح أن برنامج رعاية الأم الحامل يجب أن يشمل الاهتمام بالنواحي الغذائية والطبية، والتي يجب أن تقوم بدورها الوقائي، فالإشراف الكامل علي صحة الأم الحامل يحميها من الاضطرابات التي قد تتعرض لها أثناء الولادة وتقلِّل آثار العوامل التي لا تخضع للتحكم.
متي سيري المولود النور؟
هذا أول سؤال توجهه السيدة لطبيبتها عندما تخبرها بأنها في انتظار مولود جديد، وتظل تتساءل، وقد تكون في حَيْرة من أمرها، كيف أعرف ميعاد الولادة!!
وقد اتفق الأطباء علي أن مدة الحمل العادي هي 280 يومًا، ولمعرفة موعد الوضع يجب أن تعود الأم إلي ثلاثة أشهر من تاريخ أول يوم من آخر حيض، ثم تزيد سبعة أيام، وذلك في العام التالي. فمثلا لو كان أول يوم لآخر حيض هو أول أغسطس تعود إلي الوراء ثلاثة أشهر، أي إلي أول مايو ثم تزيد سبعة أيام. أي (8) مايو، فيكون هذا هو ميعاد الولادة، مع العلم أن هذا الموعد يكون تقريبًا، حيث إن نسبة الأطفال الذين يولدون في موعدهم بالضبط تكون قليلة.
مشكلات الحمل:
اهتم الإسلام بصحة الجنين، ودعا إلي توفير الرعاية الصحية للحامل ؛ لأنَّ الجنين يتأثر بما تتأثر به الأم من عوامل خارجية.
ومن العوامل التي قد تُعَرِّض الحامل للخطر:
- سوء التغذية: فعندما يكون غذاء الأم غير كافٍ،سواء من حيث نوعه أو كميته، فإن ذلك يضر بالجنين .
- التدخين والإدمان: فالتدخين يسبب زيادة خطر حوادث الإجهاض أو موت الجنين . وقد لوحظ أن السيدات اللاتي يدخِّن يضعن عادة مواليد أوزانها أقل من المعتاد؛ مما يعرِّض صحة المولود للخطر، بالإضافة إلي أن نسبة المواليد المُشوهين من السيدات المدخنات تكون كبيرة بالمقارنة بغيرهم . أمَّا الإدمان: فإنه يؤدي إلي عيوب وراثية في الجنين، ينشأ عنها طفل يعاني من خلل في جزء أو أكثر من أجزاء جسمه، وقد يؤدي إلي الإعاقة العقلية والبدنية ؛ ولذا حرص الشرع الحنيف علي تحريم تعاطي المخدِّرات، وحذَّر من الوسائل التي تؤدي إلي إسقاط الجنين أو إضعافه وتشويهه، بل فرض علي الأم عقوبة إن فعلت ذلك، وذلك يعتق رقبة، ودفع غرة والغرة: هي عبد أو أمة، أو قيمتها: خمسمائة درهم أو مائة شاة أو خمس من الإبل، أو قيمتها بالذهب (5ر212 جم) تقريبًا.
-العوامل الوراثية: يعتبر إجراء الفحوص الطبية علي الزوجين قبل زواجهما من الأمور المهمة، فهناك بعض الأمراض والعوامل الوراثية التي تؤثر تأثيرًا سلبيا علي الجنين، سواء كان هذا التأثير في تكوينه الجسماني أو العقلي، مثل: أنيميا البحر المتوسط، والهيموفيليا (مرض سيولة الدم الوراثي)، ولذلك ينصح بإجراء الفحوص الطبية قبل الزواج لتجنب هذه الحالات والوقاية منها .
-اختلاف دم الأم والأب أو عامل R.h : وهو مرض دموي يصيب الوليد، ويظهر هذا المرض عندما تكون الزوجة (- Rh) سالب، والزوج (+ Rh) موجب، وفي هذه الحالة يكون نوع دم الأبناء دائمًا موجبًا (R.h+)، فيولد الطفل الأول بدون مشاكل، وتظهر المشكلة مع الطفل الثاني دائمًا، حيث إنه عند ولادة الطفل الأول يختلط بعض من دمه بدم الأم، فيكوّن دم الأم أجسامًا مضادة للدم الموجب، وعند اختلاط دم الأم بالطفل الثاني. تسبب الأجسام المضادة هدم الخلايا الدموية للجنين، وبذلك قد يولد الطفل وهو يعاني من فقر الدم (الأنيميا)، واليرقان (الاصفرار) أو غيرها، وقد تنتج عن ذلك وفاة الطفل بنسبة حالة في كل ثلاثين حالة، أو قد يتسبب ذلك في الضعف العقلي للأطفال.
وقد أتاح الطب الحديث اكتشاف الوسائل التشخيصية والعلاجية لهذا المرض الخطير، ويتلخص الاحتياط والوقاية منه في إعطاء الأم حقنة خاصة ضد إنتاج الأجسام المضادة لفترة الحمل التالية المحتملة.
إصابة الأم بمرض مُعْدٍ: فتعرُّض الأم للإصابة ببعض الأمراض المعدية كالحصبة الألمانية أثناء الشهور الثلاثة الأولي من الحمل، أو أصابتها بالأمراض التناسلية كالزهري والسيلان؛ يؤدي إلي حدوث نمو شاذ للطفل.
الأدوية والعقاقير: فاستخدام الأدوية والعقاقير مثل: الإسبرين، والمهدئات، والمنومات، والمضادات الحيوية دون استشارة الطبيب يشكل خطرًا علي السيدة الحامل، وعلي صحة الجنين.
التعرض للإشعاع: فتعرض السيدة الحامل للإشعاع يعرض الجنين للتشوه ، أو الاضطرابات العصبية والضعف العقلي وفقدان البصر.
الحالة الانفعالية للأم: من العوامل ذات التأثير القوي علي الجنين من حيث استجابته وتطوره: حالة الأم الانفعالية، فقد ثبت أنَّ لاضطراب غدد الأم أثرًا في نقص أو زيادة إفراز الهرمونات، وقد يؤدي هذا إلي نقص في نمو العظام أو الضعف العقلي، كما ثبت أن الخوف والغضب والتوتر والقلق عند الأم يؤدي إلي إفراز الغدد وتغير التركيب الكيميائي للدم؛ مما يؤثر بدوره في نمو الجنين.
عمر الأم: حيث يعتبر عمر الأم هامَّا لصحة الوليد، فالأم التي يزيد سنها علي الخامسة والثلاثين قد تكون أكثر عرضة للأخطار عن غيرها ؛كما أن الحمل بالنسبة لصغيرات السن قد يشكل خطورة عليهن، لذلك فإنَّ أفضل عمر للحامل يكون ما بين 20 إلي 30 سنة.
صحة الأم: العناية الطبية خلال فترة الحمل تعتبر غاية في الأهمية للتقليل من مشكلة ولادة أطفال غير أصحاء .
تكرار الحمل: يؤثر تكرار الحمل في صحة الأم، وينعكس ذلك بصورة سلبية علي الجنين .
الإجهاض: وهو الخطر الأول والأكبر علي الأم الحامل والجنين، وهو يعني ولادة الجنين قبل نضج تكوينه الجسماني، وأول علامة تنذر بحدوث الإجهاض هي خروج الدم من المهبل .
ويحدث الإجهاض نتيجة الأمراض، فقد يحدث بسبب إصابة الأم بمرض الزهري، أو أمراض الكلي، أو البول السكري،أو الحميات المعدية والتسمم، أو التهابات الجهاز التناسلي، كما أن الانفعالات النفسية والصدمات العصبية والحزن والخوف لها تأثير كبير في إحداث الإجهاض .
ومن العوامل الأخري التي تسبب الإجهاض وقوع ضرر جسماني علي الأم: كالوقوع علي الأرض، أو حمل أشياء ثقيلة، أو القيام بمجهود شاق .
-تلوث المجاري البولية: فانقطاع البول أو الانخفاض في كميته يعني علامة خطر يجب أن تنتبه لها السيدة الحامل، وعليها في هذه الحالة الإسراع بمراجعة الطبيبة قبل أن يسبب ذلك مضاعفات قد تكون خطرة .
تسمم الحمل: قد يبدأ التسمم فجأة ويتضاعف، ويسبب صداعًا مستمرّا أو زيادة محسوسة في الوزن، أو انخفاضًا في كمية البول، ويمكن اكتشاف التسمم عن طريق ملاحظة الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم وزيادة (الزُلال) في البول .
وهناك العديد من الوسائل التي تقضي علي تسمم الحمل بسهولة، ولكن اكتشاف التسمم في مراحله الأولي أفضل كثيرًا ؛ حتى لا يسِّبب أضرارًا للحامل والجنين .
وعلي الحامل أن تتصل بالطبيبة فورًا، دون انتظار للزيارات الدورية، إذا ظهرت عليها الأعراض التالية:
حدوث نزيف دموي أثناء الحمل، أو صداع شديد في الرأس، أو قيء مستمر،أو شعور دائم بالرغبة في القيء، أو تورم في القدمين، أو ارتفاع درجة حرارة الجسم، أو آلام البطن المستمرة، أو اندفاع الإفرازات السائلة من المهبل فجأة، أو انخفاض في كمية البول، أو عدم تحُّرك الجنين لمدة 24 ساعة متصلة من الشهر الثامن.
ومن الطبيعي أن ُتصاب المرأة الحامل بالإمساك، والذي يمكن أن يضر الأم والجنين، حيث إنَّ استمرار البراز داخل الجسم لمدة طويلة يؤدي إلي امتصاص الدم للسموم؛ فتُضَار الأم وجنينها .
ويمكن تفادي الإمساك بالطرق الطبيعية دون الاستعانة بالأدوية -قدر المستطاع- وذلك إذا أكثرت الحامل من شرب اللبن وأكل الفواكه التي تساعد علي تليين البراز، كذلك الخضروات الطازجة النيئة والمطبوخة .
والكثيرات من السيدات المتزوجات اللاتي لم يحملن من قبل قد تظهر عليهن الأعراض الأولي للحمل، والتي يمكن أن تتشابه مع أعراض مرضية، وخصوصًا أمراض الجهاز الهضمي أو البولي أو بعض الحميات، ولعدم معرفتهن بأعراض الحمل ؛ فقد يتناولن الأدوية والعقاقير، أو يجرين فحوصًا بالأشعة، لذلك عليهن التأكد بواسطة الطبيبة المختصة أنهن غير حوامل قبل تناولهن أي دواء ؛ حتى لا يسبب ذلك ضررًا جسيمًا للجنين في الشهور الأولي من الحمل .


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #3


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



مرحلة الجنين
تمثل مرحلة الجنين العمر الأول للإنسان في رحم الأم حيث تبلغ مدة هذا العمر مائتين وثمانين يومًا، وتعتبر هذه الفترة من أخطر مراحل عمر الإنسان علي الإطلاق.
وتبدأ هذه الفترة بالصفر التكويني الذي يتمثل في لحظة الإخصاب، ومع بداية هذه المرحلة ينتقل الكائن الحي من مجرد مخلوق أحادي الخلية عند كل من الأب والأم إلي كائن مكتمل في أحسن تقويم.
ويتميز النمو في هذه المرحلة بالسرعة الشديدة، ولذلك تعتبر هذه المرحلة أسرع مراحل النمو وأهمها، حيث تتحدد أهميتها في:
(1) تحديد الخصائص الوراثية للإنسان، وهي المكونات التي يترتب عليها النمو اللاحق.
(2) قد تساعد الظروف الملائمة في جسم الأم علي تنمية الخصائص الوراثية، بينما تؤدي الظروف غير الملائمة إلي تعويق هذه التنمية؛ مما قد يؤدي إلي تعويق النمو اللاحق.
(3) يحدث في هذه المرحلة أكبر نمو نسبي في حياة الإنسان، لا يقارن بأية مرحلة أخري، وبمعدلات سريعة لا نجدها في أية مرحلة نمائية أخري.
وتنقسم مرحلة الجنين من وجهة النظر الإسلامية إلي خمسة أطوار، تتمثل في: طور النطفة، طور العَلَقة، طور المضغة، طور تكوين العظام والعضلات، وطور التسوية.
يقول الله سبحانه وتعالي: {ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين. ثم جعلناه نطفة في قرار مكين. ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظامًا فكسونا العظام لحمًا ثم أنشأناه خلقًا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين} [المؤمنون: 12- 14].
والنطفة: عبارة عن خلية ذكرية أو أنثوية ذات طبيعة خاصة تختلف عن باقي خلايا الجسم الإنساني، فهي الخلية الأولي التي تبدأ منها الحياة الإنسانية للفرد.
النطفة الأمشاج: وبعد عملية الإخصاب يطلق علي النطفة هذا الاسم، وهي تتألف من 46 كروموزوم، ولا يزيد طولها على 1/10مم، ولا يزيد وزنها على 1مجم، ويحيط بها الماء المهين.
ويتوالي انقسام النطفة الأمشاج في البداية إلي خليتين ثم أربع فثمان وهكذا، وخلال الأيام الثلاث الأولي من الحمل يصل عدد خلايا النطفة الأمشاج إلي 16 خلية، وتصبح في شكل ثمرة التوت أو ثمرة الفراولة. وتنتقل النطفة الأمشاج خلال قناة فالوب إلي الرحم حيث تلتصق بجداره، وتتلقي عنه غذاءها، وفي الرحم يطرأ تغير في شكلها حيث تتحول إلي كرة جرثومية.
العلقة: هي الطور الذي تعلق فيه الكرة الجرثومية بالرحم، حيث يبدأ الغشاء المشيمي في التكون، وتبدأ تغذية العلقة. ويعيش الجنين من هذا الطور في محيط مائي معلقًا برحم الأم بواسطة الحبل السري (المعلاق).
ويستمر طور العلقة لمدة أسبوع، وفي هذه الفترة يتم إفراز هرمون يمنع الأم من إفراز الدورة الشهرية، ويتوزع هذا الهرمون علي الجسم كله، ويظهر في البول.
المضغة: تتكون المضغة بعد مضي أسبوعين من الحمل، حيث تتكون كتلة داخلية من الخلايا نتيجة نشاط الشريط الأول، حيث يظهر ما يسمي الكتل البدنية التي تبدأ في الظهور بعد انقضاء ثلاثة أسابيع من الحمل.
وبنهاية الشهر الأول من الحمل (من حياة الجنين) تشكل هذه الكتل ثلاث طبقات:
* الطبقة الخارجية: ومنها ينمو الجلد وأعضاء الحس والجهاز العصبي.
* الطبقة الداخلية: ومنها تنمو الأجهزة الداخلية (الجهاز الهضمي- الجهاز التنفسي).
* الطبقة المتوسطة: ومنها تنمو الأجهزة الدورية والإخراجية والعضلية، وينتهي طور المضغة بنهاية الأسبوع السادس من الحمل، وبنهايتها يأخذ الجنين شكل اللحم الممضوغ (المضغة).
المضغة المخلقة: يحدث النمو بسرعة كبيرة حيث يتكون الرأس والمخ والنخاع الشوكي، ثم يتكون القلب والأوعية الدموية، وفي الأسبوع الرابع يبدأ القلب في النبض ليدفع الدم في الشرايين والأوردة الصغيرة في المضغة، وتتكون العينان والأذنان والأنف والفم.
وفي الأسبوع الخامس تتكون الأطراف العليا والسفلي، وفي الشهر الثاني من الحمل يتحول الجسم إلي الشكل الإنساني، حيث تنمو العينان وينمو المخ. وفي نهاية هذه المرحلة يصل طول المضغة إلي حوالي 5ر2سم، ووزنها 14جم.
تكوين العظام والعضلات: (فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكًسَوْنَا العِظَامَ لَحْمَا) [المؤمنون: 14] وفي هذا الطور من النمو تتكثف الطبقة المتوسطة علي هيئة كتل بدنية وتنقسم إلي قسمين:
* القسم الأوسط الداخلي الذي يتحول بعد ذلك إلي النسيج العظمي أو الهيكلي.
* القسم الجانبي الخارجي والذي يتكون من عضلات الهيكل.
طور التسوية: (ثُمَ أنشأْناهُ خَلْقًا آخَرَ) [المؤمنون: 14]، ويجمع المفسرون علي أن المقصود به هو نفخ الروح في الجنين، ويبدأ هذا الطور مع بداية الشهر الرابع من الحمل، ويمتد حتى الولادة.
وبنهاية الشهر الثالث يظهر جنس الجنين، ويبدأ في الحركة داخل الرحم، وتشكل هذه المرحلة في حياة الجنين الفصل الثاني من عمره.
وفي سن 16 أسبوعًا يكون طول الجنين من 20- 25 بوصة، ووزنه 200 جم، وله نشاط حركي يصل إلي مص أصابعه، وحركات أكثر عنفًا، مثل الرفس، ويستطيع الطبيب أن يسمع دقات قلبه.
ومع نهاية الشهر الرابع يكون للجنين مظهر بشري متميز، ولكنه لا يستطيع العيش خارج الرحم، وفي الأسبوع العشرين تنشط الغدد الدرقية، وتزداد دقات القلب قوة، ويصل طول الجنين إلي 30 سم، ووزنه من 400 - 500 جم، ويستطيع فتح عينيه وغلقهم، ويستطيع أن يسمع، وفي الشهر السادس يصل طول الجنين إلي 37 سم، ووزنه إلي 750جم. وفي نهاية الشهر التاسع من الحمل يصل طول الجنين إلي 50 سم، ووزنه إلي حوالي 3كجم تقريبًا، ويصبح مستعدًا للخروج من بيئة الرحم إلي بيئة العالم الخارجي.
تلك هي المرحلة المعجزة التي وصفها القرآن منذ أربعة عشر قرنًا، ولم يكشف العلم الحديث عن بعض أسرارها إلا منذ وقت قريب. يقول تعالي: {يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلي أجل مسمي} [الحج: 5].
ولد أم بنت؟!
الله -تعالي- يتفضل بنعمه علي من يشاء، فيهب لمن يشاء الذكور، ويهب لمن يشاء الإناث، ويجعل من يشاء عقيمًا ؛ وذلك لحكمة لا يعلمها إلا هو .
ولا شك أن نوع الوليد، ذكرًا كان أم أنثي رهن مشيئة الله -عز وجل- مصداقًا لقوله -تعالي-: {لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور. أو يزوجهم ذكرانًا وإناثًا ويجعل من يشاء عقيمًا إنه عليم قدير} [الشوري: 49-50].
فالله تعالي هو المعطي الوهاب، وعلي المؤمن الحق أن يكون -دائمًا- راضيًا بقضاء الله وقدره، قانعًا به؛ لأن الله تعالي يختار للإنسان ما فيه الخير: {وعسي أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون} [البقرة: 216].
وقد عنَّف الله -جل شأنه- هؤلاء الذين لا يرضون بقضائه فقال سبحانه: {وإذا بشر أحدهم بالأنثي ظل وجهه مسودًا وهو كظيم. يتواري من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه علي هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون} [النحل: 58-59] . ومن طرائف ما يروي في ذلك أن أميرًا من العرب يطلق عليه أبو حمزة تزوج امرأة، وطمع أن تلد له غلامًا، فولدت له بنتًا، فهجر منزلها، وأقام ببيت غير بيتها، ثم مرَّ علي بيتها بعد عام، فسمعها تداعب ابنتها بأبيات من الشعر تقول فيها:
ما لأبي حمــزة لا يأتينـا يظل في البيت الذي يلينا
غضــبان أن لانلد له البنيـنا تالـله ما ذاك في أيدينـا
وإنمـا نأخذ مـا أُعطِينـــا
فعاد الرجل إلي بيته، بعد أن أعطته زوجته درسًا في الإيمان والرضا، وثبات اليقين، فقبَّل رأس امرأته وابنته، ورضي بعطاء الله وقدره .
ويقول أحمد شوقي مبينًا فضل البنات:
إن البنات ذخائرٌ من رحمةٍ وكنوز حبٍ صـــادق ووفاء
وقد أثبت الطب الحديث أن الزوجة ليس لها دخل في تحديد جنس الوليد، فمن المعروف أن جميع البويضات التي تفرزها المرأة تحتوي علي نوع واحد من الكروموزمات، التي يرمز لها بالرمز [x]، بينما الحيوانات المنوية لدي الرجل لها نوعان من الكروموزمات، أحدهما يحمل المُذكَّرة وُيرمَز له بالرمز [y]، والنوع الآخر يحمل المُؤَّنثة ويرمز له بالرمز [x]، فإذا تم التلقيح بين حيوان منوي يحمل الجينات المذكرة [y] مع بويضة المرأة [x] كان الجنين ذكرًا ويرمز له بالرمز [xy]، وإذا كان التلقيح بين حيوان منوي يحمل الجينات المؤنثة [x] مع بويضة المرأة [x] كان الجنين أنثي، ويرمز له بالرمز [xx].
من هنا يتضح أن الذي يحدد جنس الجنين هو الحيوان المنوي للذكر، فلقد جعله الله سببًا لتحديد نوع الجنين بما أودعه الله إياه من قدرة علي إنجاب الإناث فقط، أو الذكور فقط، أوهما معا، ولا يعني هذا أن للرجل أدني تدخل، بل الأمر بدءًا ونهاية لله وحده. وقد أشار القرآن الكريم إلي هذه الحقيقة عندما قال: {وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثي. من نطفة إذا تمني} [النجم: 45- 46].
لهذا كله لابد من أن نأخذ في اعتبارنا شعور الأم تجاه المولود الجديد. خاصة فيما يتعلق بجنسه، حيث إن لموقف الوسط الاجتماعي تجاه البنت أو الصبي أثرًا مهمًا لا يمكن إنكاره علي نفسية الأم، ففي بعض الأحيان تعم البهجة والفرحة عند الإعلان عن ولادة صبي، بينما يحصل العكس بالنسبة لولادة بنت، فهذا التقليد بالإضافة إلي أنه يعبر عن عدم الرضا بقضاء الله، فهو أيضًا يؤثر تأثيرًا سلبيًا في معنويات المرأة وفي استعادتها لنشاطها وحيويتها بعد الولادة، وكذلك في قدرتها علي التعامل مع الطفل وتنمية علاقة سليمة معه.


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #4


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



الوليد
من الميلاد حتى نهاية الأسبوع الثاني
تمتد مرحلة الوليد من لحظة الميلاد، حتى الأسبوع الثاني، والبعض يري أنها تستمر حتى الأسبوع الرابع، أو حتى تلتئم سُرَّة المولود، وهي أيام قليلة، لكنها في غاية الأهمية بالنسبة للأم وطفلها، فإذا أدت الأم ما عليها، وساعدت طفلها علي التكيّف علي الحياة الجديدة، فسوف يريحها ذلك في رعاية مولودها مستقبلا.
وقد استطاع الطب الحديث تقييم درجة كفاءة الوليد بعد دقائق من ولادته، ومعرفة ماإذا كان الطفل سويا أو غير سوي، وذلك عن طريق العديد من المقاييس، والتي من أهمها مقياس "أبجر Apgar"، ويطبق هذا المقياس في الخمس دقائق الأولي بعد الولادة، ويتناول نواحي خمس، هي: النبض - التنفس - قوة العضلات - درجة الاستثارة الانعكاسية - لون الجلد.
وتُقيَّم هذه النواحي بدرجات تتراوح بين (صفر-2) لكل ناحية، وبذلك تكون النهاية العظمي هي (10) درجات، فإذا كانت الدرجة تتراوح بين (7-9) يعني ذلك أن الطفل سيكون قادرًا علي مواجهة تحديات البيئة الجديدة، وإذا قلّت درجاته عن ثلاث درجات فيعني ذلك أنه في مشكلة، ويتطلب رعاية طبية خاصة، أمَّا إذا وقعت الدرجة بين (4-6) فإن ذلك يعتبر مؤشرًا علي أنَّ الطفل قد يواجه بعض الصعوبات في النمو مستقبلا.
رعاية الوليد: بعد خروج الطفل إلي الحياة فإنه يحتاج إلي الراحة، والأم هي خير من يوفر له ذلك، فعليها أن تحمله برفق، وتجعله قريبًا منها، ملاصقًا لها ؛ لتمنحه الشعور بالدفء والأمن .
وما أجمل أن تسرع الأم، وتضم وليدها إلي صدرها ناحية قلبها ! فهذا الوضع يساعد الطفل علي الرَّضاعة والنوم، وعلي عدم البكاء.
وعلي الأم أن تحمل طفلها بطريقة سليمة، وذلك بأن تسند رأسه أثناء رفعه وحمله ؛ لأن وليدها في هذه الفترة لا يتحكم في رأسه مطلقا.
وهناك العديد من الأمور التي ينبغي علي الوليد أن يتكيف معها، وتتلخص فيما يلي:
- الحاجة للتكيف مع درجات الحرارة المتغيرة في البيئة الخارجية بعد أن كانت درجة الحرارة ثابتة في الرحم.
- الحاجة للتكيف مع عملية التنفس، والذي يعني اتساع الرئتين بوصفهما مصدر الإمداد بالأكسجين، بدلا من المشيمة والحبل السري اللذين كان يعتمد عليهما الجنين في التنفس قبل ذلك.
- الحاجة للتكيف في عملية المص حيث يتم التآزر بين التنفس والمص والبلع، بوصف المص والبلع هما الوسيلة المثلي للحصول علي الغذاء بعد الولادة بدلا من التغذية التي كان يتلقاها الجنين من المشيمة والحبل السري.
- الحاجة إلي التكيف مع عملية الإخراج من خلال أجهزة التبول والتبرز، وليس عن طريق الحبل السري كما كان قبل الولادة.
وهذه العمليات الأربع تكون بالغة الصعوبة علي الوليد، ويستدل علي ذلك من نقص وزنه.
نظافة الوليد: قد تفضِّل الأم إعطاء حمام لمولودها يوميا، ولا بأس من ذلك، ولكن عليها أن تراعي أن يكون مكان الحمام مغلقًا بإحكام حتى لا يتعرض لتيارات هوائية قد تصيبه بنزلة برد، وأن تسرع بتجفيفه وإلباسه بعد الحمام، ويمكن تنظيف المولود عن طريق غسل أعضاء جسمه، دون إعطائه حمامًا كاملا علي أن يكون التركيز علي الأعضاء الحساسة مثل: العينين، والأنف، والأذنين، واليدين، ومؤخرة الطفل، وبين فخذيه.
بكاء الوليد: البكاء هو اللغة الوحيدة التي يعبر بها الطفل عما يريد، وعلي الأم أن تتعرف علي سبب بكاء طفلها، وأن تقرر كيفية الاستجابة له، فالوليد لا يبكي دون سبب، بل إن هناك بعض الأسباب التي تؤدي إلي بكاء طفلها في الأيام الأولي من حياته منها: الجوع، والألم، والخوف، والصدمات، والرغبة في تغيير الملابس، والبرد، والرغبة في النوم، و افتقار الوليد إلي التلامس الجسدي.
ومع الخبرة تعرف الأم سبب بكاء طفلها، وبالتالي يمكن أن تعمل علي منعه.
نوم الوليد: ينام الوليد معظم يومه ولا يستيقظ إلا للتغذية، ففي الشهر الأول ينام الطفل عشرين ساعة تقريبًا حيث إن هذا هو الوضع الطبيعي له.
متي يحتاج الوليد إلي الذهاب للطبيب؟
* عند وجود تسلخات شديدة وتقرحات بالجلد، لأن ذلك يدل علي نقص شديد في كمية السوائل، أما إذا كانت تسلخات بسيطة فلا داعي.
* إذا وجد فتق أعلي الفخذ.
* وجود كحة أو شرقة أثناء الرضاعة، فلعل هناك عيبًا خلقيا في الجهاز الهضمي.
* عند الفشل في الرضاعة، وكثرة التقيؤ، وعدم التبرز.
* عند وجود إفرازات صفراء بشكل مستمر في العين.
* عند عدم قيام رجل الوليد بحركات طبيعية؛ لأنه قد يكون هناك خلع في مفصل الفخذ.
* حدوث كسر في عظمة الترقوة أثناء عملية الولادة، خاصة إذا كان الوليد كبير الحجم .
* إذا حدث تجمع دموي في رأس الوليد أو ظهور زرقة في جسمه .
* عند ملاحظة أية ظواهر غير طبيعية مقلقة للأم.
جسم الوليد وخصائصه
لا يوجد وليدان متشابهان تمامًا في الحجم أو مظاهر النمو. ولجسم الوليد بعض الخصائص التي يجب علي الأم أن تعلمها؛ حتى تستطيع أن تكتشف الأعراض الشاذة التي قد تظهر علي وليدها، وحتى لا تنزعج إذا بدت عليه أعراض تعتبر غير طبيعية أو غير عادية، ويراعي أن بعض المعدلات تختلف من بلد إلي آخر .
خصائص جسم الوليد:
الوزن: عادة ما يكون وزن الطفل حديث الولادة (3 - 3.5 كجم)، ويكون الذكر أثقل من الأنثي بحوالي (0.5 كجم )، وقد يقل وزن الوليد في الأيام التسعة الأولي بمقدار 6 - 7 % من وزنه عند الولادة، ثم يستعيد الوليد ما فقد من وزنه بعد ذلك .
الطول: يصل طول الذكر إلي حوالي 50 سم، ويكون أطول من الأنثي بنسبة 2% .
النسبة الجسمية: يتسم جسم الوليد بعدم التناسب بين الجذع والأطراف والرأس.
الــرأس: يبدو رأس الوليد بعد الولادة طويل الشكل، أما الأطفال المولودون بعملية قيصرية، فإن رءوسهم تكون أكثر استدارة، ويكون محيط الرأس عند الولادة حوالي 35 سم، ويكون رأس الوليد كبيرًا نسبيًا حيث يشكل ربع طول الجسم، بينما عند الراشد تشكل العُشر من طوله تقريبًا، مما يدل على كبر نسبي للرأس.
العضلات: العضلات ملساء يصعب التحكم فيها، وتنمو عضلات الرقبة والساقين بدرجة أقل من عضلات اليدين والذراعين، وهي عضلات ضعيفة لا يسيطر الوليد علي حركتها وتتعب بسرعة .
العينان: صُلبة عين الوليد تكون رمادية مائلة للون الأزرق، ولكن هذا اللون يتغير تدريجيًا إلي اللون الثابت للعين، كما تكون العينان كبيرتين بالنسبة إلي باقي الوجه . وغدد الدموع لا تكون نشطة في البداية، ولكن الوليد بدءًا من اليوم الخامس يبكي بدموع، كما أن خلايا الإحساس البصري لاتصل إلي نموها عند الميلاد، ومعني ذلك أن الوليد قد يكون لديه عمي ألوان عند الميلاد كلي أو جزئي، وخلال الأسبوع الأول من الميلاد يستجيب الوليد للضوء بعدم الارتياح، ولاتخضع حركة العين للتحكم بسبب ضعف عضلاتها .
الجلد: جلد الطفل حديث الولادة يكون رقيقًا، يميل لونه للّون الوردي، وملمسه يكون ناعمًا .
العظام: تكون العظام لينة، غضروفية غالبًا.
القلب: يكون القلب عند الميلاد أعلي في الصدر، ويتخذ وضعًا أفقيًا أكثر نسبيًا من أي وقت آخر من مراحل الحياة، وتكون دقات القلب سريعة حتى يستطيع المحافظة علي ضغط الدم العادي.
الرئتان: تكون الرئتان صغيرتين عند الميلاد، حيث يكون محيط الصدر أصغر من محيط الرأس .
والواجب علي الأم: أن تعتني بصحة الطفل الجسمية وأن تبادر إلي استدعاء الطبيب إذا اكتشفت أعراضًا غير طبيعية أو شاذة علي جسد وليدها.


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #5


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



النمو الحركي
السلوك: يبدأ النشاط أثناء الحمل، ويزداد قوة مع اضطراب نمو الجنين . وبعد الولادة تظهر حركات الوليد بوضوح، وتتسم بعدم التحكم وعدم التحديد، حيث يكون نشاطه عشوائيًا، ويرجع السبب في ذلك إلي عدم اكتمال النضج الفسيولوجي للجهاز العصبي، وينقسم نشاطه إلي قسمين:
أ- النشاط الكتلي: ويشمل الحركات العامة للجسم كله، فعندما تقع استثارة علي أي جزء من أجزاء الجسم؛ يستجيب الوليد بحركة الجسم كله، وإذا كان المثير شديدًا؛ استجاب بالصراخ . وبسبب هذا النشاط الكتلي يبذل الوليد ثلاثة أمثال ما يبذله الشخص الراشد من طاقة، ولذلك يُجهد الوليد ويتعب بسرعة.
ب- النشاط النوعي: ويشمل أجزاء محددة من الجسم، ومن هذه الأنشطة الأفعال المنعكسة . وهناك فروق فردية بين الأطفال حديثي الولادة، فالبعض يكون نشطًا، والبعض الآخر يكون هادئًا، ومنهم من يكون وسطًا.
الأفعال المنعكسة: الأفعال المنعكسة هي التي لا يمكن التحكم فيها، وهي تهدف إلي المحافظة علي حياة الوليد . ومن الأفعال المنعكسة ؛ الحركة غير الإرادية للعين، والشرقة لطرد الطعام من القصبة الهوائية، وانعكاسات الألم التي تجعله ينسحب بعيدًا عن مصدره، وانعكاسات الثني في الأطراف والركبة، والعطس .. وغيرها . إلي جانب الأفعال المنعكسة تظهر استجابات عامة تستخدم مجموعة من العضلات أكبر مما يستخدم في الأفعال المنعكسة، مثل: تثبيت البصر علي الضوء، والحركة التلقائية للعين، وإفراز الدموع، واستجابات المص والبلع، وحركة اللسان والشفتين، ومص الأصابع والحركات الإيقاعية للفم، وتقطيب الحاجبين، وإدارة الرأس، والجذع، وحركات الرفس .. وهي جميعها غير تآزرية (أي غير متوافقة) وغير هادفة .
ويجب علي الأم أن تعمل علي عدم تعرض الوليد للمثيرات القوية، مثل الضوء أو الصوت القوي، حتى لا تكون سببًا في فزعه. وكذلك المثيرات المفاجئة مثل تغيير وضع الوليد فجأة، أو تقييد حركاته التلقائية، أو وضعه في فراش مبلل، أو وضع شيء بارد جدًا علي جسمه.
حواس الوليـد:
السمع: يكون السمع عند الوليد في أدني درجاته إذا ما قارناه بالحواس الأخري، فمعظم الأطفال يكونون في حالة صمم كلي تقريبًا عند الميلاد، ولعدة أيام بسبب انسداد الأذن الوسطي بالسائل الأميني، ولذلك فإنه لا يسمع حتى الأصوات العالية القريبة من أذنه، وتظهر علامات الاستجابة للصوت بدءًا من اليوم السابع بعد الولادة . وهناك أصوات ذات معني كبير جدًا للوليد، منها صوت نبضات قلب الأم الذي وُجد أن لها تأثيرًا مهدئًا علي الطفل، إذ تقلل من توتره، كما أن الأصوات المنتظمة الهادئة تسبب له ارتياحًا.
البصر: شبكية العين التي تحتوي علي خلايا الحس البصري لا يكتمل نموها عند الميلاد . وهذا يعني أن الوليد يوجد لديه عند الميلاد عمي ألوان جزئي أو كلي . ويستطيع الطفل حديث الولادة أن يستجيب بعدم الارتياح للضوء خلال الأسبوع الأول من ولادته. ومع ذلك يستطيع الوليد أن يركز بصره علي مصدر الضوء، وقد يغلق عينه أمام الضوء الشديد، ولايستطيع أن يركز علي المرئيات المتحركة بعينيه معًا، فالتآزر العضلي بين العينين لا يكون قد اكتمل بعد الميلاد.
الشم: إحساس الشم يكون كاملا عند الولادة، وفي الأيام الأولي يتمكن الوليد من التمييز بين رائحة ثدي أمه ورائحة ثدي أية سيدة أخري.
حساسية الجلد: يمكن للوليد الإحساس باللمس، والضغط، والألم، والحرارة والبرودة، ويكون هذا الإحساس موجودًا عند - أو بعد - ولادته بقليل، إذ إن هذه الأحاسيس بدأت عملها قبل الميلاد بفترة . ويلاحظ أن نشاط الوليد يزداد في الجو البارد، ويقل في الجو الحار.
الإحساس بالجوع والعطش: إيقاع الجوع عند الوليد يكون غير منتظم، ليس بالنسبة للزمن فقط، ولكن أيضًا للكمية . ويحتاج الوليد إلي عدة أسابيع حتى ينتظم إيقاع الجوع، ومواعيد وجبات الرضاعة، ويعتبر الإحساس بالجوع أحد أسباب بكاء الطفل، حيث تستطيع الأم أن تتعرف من صوت البكاء علي حاجة الطفل إلي الغذاء.
التذوق: حاسة التذوق تكون علي درجة عالية من النمو عند الميلاد مباشرة . وتستوي حاسة الشم مع هذه الحاسة؛ ولذلك يستطيع الوليد أن يتعرف علي أمه عن طريق هاتين الحاستين.
وعلي الأم ألا تقلق وليدها بالتغيير المفاجئ في وضعه أو بتعريضه للضوء المبهر الشديد، وعليها أن ترضعه في فترات متقاربة، ولا تلتزم بمواعيد معينة للرضاعة، لأن إيقاع الجوع وكميات الحليب التي يرضعها تكون أيضًا متفاوتة، وعليها أن تغير ملابسه في فترات متقاربة، وأن تحميه من بلل الفراش، ومن الضغط، وتقلب درجات الحرارة، وكذلك عليها أن تعمل علي مساعدته علي النوم والاسترخاء، ويمكنها أن تشدو لوليدها؛ حتى يغمض عينيه وينام.
ويمكن للأم -كذلك- أن تتحدث للطفل، وتغني له، وتناغيه خلال العناية به وأثناء فترات الرضاعة.
النمو اللغوي عند الوليد:
صيحة الميلاد: تعتبر صيحة الميلاد البداية الحقيقية لعملية التنفس، وتنتج عن اندفاع الهواء بقوة عبر الحنجرة في طريقه إلي الرئتين، فتهتز الأحبال الصوتية للمرة الأولي، ولهذه الصرخة وظيفة فسيولوجية تتمثل في توسيع الرئتين بحيث تسمحان بالتنفس، وتزويد الدم بكمية الأوكسجين.
الصراخ: بعد الميلاد بقليل تتنوع صرخات الوليد في الشدة والحدة والاستمرار، وتصبح لها معان مرتبطة بالأحوال الفسيولوجية للوليد، مثل: الجوع، والألم، وعدم الراحة، والتعب. ويصاحب صراخ الوليد حركات جسمية مختلفة، وكلما زاد الصراخ حدة، زادت معه الحركات الجسمية، وهذه الحركات تعني أن الوليد يريد جذب الانتباه إليه، أي أنها نوع من الاتصال غير اللفظي. ويصرخ الطفل نحو ساعتين في اليوم، ولكل صرخة مدلولها، فالصرخة المتقطعة تدل علي الضيق، والصرخة الحادة تدل علي الألم، والصرخة الطويلة تدل علي الغيظ والغضب.
ويكثر صراخ الوليد مع التبلل والقيء والانفعال، ويقل كلما كانت صحته جيدة.
الأصوات العشوائية: يصدر الوليد أصواتًا عشوائية مبهمة، غير منتظمة، وتكون متكررة، وبدون سبب، أي أن هذه الأصوات العشوائية هي التي تتعدل فيما بعد، وتتشكل، وتعتبر المادة الخام للحروف والكلمات. وأحيانًا يُصدر الوليد أصواتًا انفجارية تشبه التنفس العميق دون أن يكون لها معني، وإنما تحدث بالصدفة، ثم تقوي هذه الأصوات، وتتحول إلي ما يسمي المناغاة في المرحلة التالية، وهي تعتبر أساس الكلام.
وعلي الأم أن تسهم في النمو اللغوي لوليدها من خلال مناغاته والتحدث معه، فالوليد وإن كان لا يفهم معني الكلمات إلاَّ أنَّها تسهل له عملية النطق بعد ذلك.
النمو الانفعالي عند الوليد:
البكاء: يعتبر البكاء أمرًا عاديا في هذه المرحلة، حيث يبكي الطفل ويصرخ؛ استجابة لبعض المثيرات، مثل الحركة المفاجئة أو تغيير الوضع المفاجئ للطفل، أو تعريضه للمثيرات الباردة جدًا، أو الضغط الشديد علي الجسم أو بسبب بلل الفراش.
الحالة الانفعالية: لا يمكن أن نتوقع أن تكون الحالة الانفعالية للوليد عند الميلاد محددة تحديدًا جيدًا في شكل انفعالات معينة، ولهذا نجد الباحثين يصنفون انفعالات الوليد إلي نوعين:استجابات سارة موجبة، واستجابات غير سارة سالبة . ومن الخصائص المميزة للتكوين الانفعالي عند الوليد عدم وجود تدرج في الاستجابات يشير إلي درجات مختلفة من الحدة، فمهما تغير المثير تكون الاستجابة بنفس الدرجة.
المظاهر الجسمية المرتبطة بالانفعال عند الوليد: يتأثر الجهاز العصبي للوليد بالانفعال، ويصحب ذلك زيادة ضربات القلب، وزيادة ضغط الدم، واحتقان الوجه، وسرعة التنفس، وانقباض عضلات المعدة، وازدياد التوتر العضلي، وإفراز هرمون الأدرينالين.
ويجب علي الأم أن تحيط طفلها بالدفء العاطفي والمحبة، وتوفر له الاستقرار النفسي، ولا تقلق بسبب بكاء الطفل فهو شيء طبيعي، بل ثبت أن البكاء والصراخ يساعدانه علي تنمية الأحبال الصوتية وتوسيع الرئتين، فيحصل الطفل علي كمية كبيرة من الأوكسجين الضروري للجهاز العصبي، ولكن هذا لا يعني أن تهمل الأم في سرعة الاستجابة لبكاء الطفل.
النمو الاجتماعي عند الوليد:
التنشئة الاجتماعية للوليد: تعتبر الأم أهم الأشخاص في عملية التنشئة الاجتماعية للوليد، وبمقدار نجاح الأم في القيام بهذه المهمة، يكون نجاح الطفل اجتماعيًا بعد ذلك.
والطفل في البداية يكون أنانيًا متمركزًا حول ذاته، وهو لا يكاد يدرك الفرق بين وجوده الحالي خارج الرحم، وبين وجوده السابق في الرحم. ولا يبدأ البعد الاجتماعي في الظهور إلا بعد تقدم الطفل في العمر، ونمو إحساسه بوجود الآخرين.
ويجب علي الأم أن تحرص علي أن يكون الترابط بينها وبين وليدها قائمًا علي أساس متين من الحب المتبادل والتفاعل السليم.
النمو الفسيولوجي عند الوليد:
ضربات القلب: تكون ضربات القلب عند الوليد أسرع منها عند الكبار، ثم تتناقص مع النمو (عند الميلاد تصل ضربات القلب إلي حوالي 160 ضربة في الدقيقة، في حين تصل عند الرشد إلي حوالي 72 ضربة في الدقيقة ) .
التنفس: التنفس عند الوليد يكون أسرع منه عند الكبار، ثم يتناقص وينتظم مع النمو . وعدد مرات التنفس عند الوليد من 30 - 40 حركة تنفس في الدقيقة، وهذا هو المعدل الطبيعي له، أما إذا زادت ووصلت إلي 60 مرة في الدقيقة فيجب اللجوء إلي الطبيب في أسرع وقت .
ضغط الدم: يكون ضغط الدم أضعف منه عند الكبار، ثم يزداد مع النمو .
الرضاعة: يحتاج الوليد إلي الرضاعة علي فترات متقاربة وغير منتظمة، نظرًا للكمية القليلة التي يرضعها، وعدم قدرته علي الحصول علي الكمية التي يحتاجها فعلا بسبب عدم انتظام إيقاع الرضاعة، ويحتاج الوليد إلي الرضاعة كل ثلات ساعات تقريبًا.
التبرز والتبول: يحتاج الوليد إلي التبرز من أربع إلي خمس مرات في اليوم، ويتبول من 16- 18 مرة في اليوم .
النوم: يقضي الوليد معظم وقته في النوم؛ حيث ينام حوالي 80 % من الوقت. ويقل تدريجيا حتى يصل إلي 49% في نهاية السنة الأولي. ولا يوقظه إلا بعض المثيرات الداخلية، مثل عدم الراحة أو الألم أو الجوع، ولا يؤثر فيه من المثيرات الخارجية إلا الضوضاء الشديدة جدًا والتغيرات المفاجئة في درجة الحرارة.
وعلي الأم أن تعمل علي إشباع الحاجات البيولوجية الأساسية للوليد، وأن تهتم بعملية الرضاعة الطبيعية بقدر الإمكان، وأن تعمل علي راحته أثناء نومه، وتقوم علي نظافته وتغيير ملابسه المبللة.
الرضاعة
بعد خروج الطفل من محضنه الدافئ الذي اعتاد عليه فترة طويلة يحتاج إلي التغذية الجسمية والنفسية ليعوض ما اعتاده وهو في بطن أمه، لذلك يكون من الطبيعي أن تبدأ الأم بعد الوضع مباشرة ممارسة عملية التغذية لطفلها عن طريق إرضاعه.
ولبن الأم هو أمثل غذاء للطفل، فهو معد إعدادًا ربانيّا، حيث إنه ليس غذاءً جسديَّا فحسب، وإنما غذاء نفسي أيضًا، يتمثل في الشفقة عليه والرفق به، لذلك حث الإسلام علي إرضاع الطفل حولين كاملين؛ حتى يكون بمأمن من الأمراض الجسمية والتوتر النفسي الذي يتعرض له الطفل الذي يتغذي بجرعات من الحليب الصناعي . يقول سبحانه وتعالي: {والدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلي المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف} [لبقرة: 233] .
وعملية الرضاعة تفجر في الأم منابع العطف والحنان الذي ينعكس علي الرضيع بالسعادة والأمان، فعندما يمص الرضيع حلمة ثدي الأم يتولد في كيانها انعكاسات عصبية تنتج عنها في النهاية إفرازات هرمونية تعمل علي توتر الثديين وامتلائهما باللبن الذي ينبض عبر الحلمتين. ويتأثر الطفل بحالة أمه النفسية أثناء عملية الرضاعة، ومن هنا وجب عليها أن تكون في حالة نفسية هادئة بعيدة عن التوتر والقلق، فكلما كان اتجاه الأم نحو عملية الرضاعة اتجاهًا إيجابيًا مليئًا بالدفء والهدوء؛ انعكس ذلك علي حالة وليدها، والشعور بالأمن والدفء والحنان من خلال ثدي أمه يزيد من عاطفته نحوها في المستقبل، بحيث يكون أكثر عطفًا وحنانًا عليها. ومن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم نفسها؛ أنها تساعد علي عودة قناة الولادة (الرحم والمهبل) تدريجيًا إلي الحجم الطبيعي قبل الحمل، وتقلل كذلك من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي. والرضاعة من الثدي حق للطفل أقره الله عز وجل، إذ إن هذا اللبن رزق الوليد، وحرمانه منه دون سبب شرعي أو عذر قهري ظلم وإجحاف تأثم به الأم. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن الأطفال الذين ينعمون بالرضاعة الطبيعية تقل بينهم نسبة الإصابة بأمراض الإسهال، وأمراض الجهاز التنفسي والأمراض المعدية وأمراض الحساسية؛ وأمراض سوء التغذية.
ولبن الأم يخلو من الجراثيم المرضية ولا يتعرض لها؛ لأنه ينساب من الثدي إلي داخل الفم مباشرة دون أن يتعرض للمحيط الخارجي، مما يعطي الطفل المناعة ضد الكثير من الأمراض، كما أنه يمده بالمواد الغذائية اللازمة بالنسب المطلوبة.
والأطفال الذين يتغذون علي لبن الأم يكونون أكثر ذكاءً من الأطفال الذين يتغذون علي الرضاعة الصناعية.
والطفل الذي يرضع من ثدي أمه يتمتع بصحة نفسية وجسدية أفضل من غيره.
متي يرضع الطفل؟
يمكن للأم إرضاع طفلها بعد مضي ثلاث ساعات من الولادة تقريبًا، فبعد الوضع تفرز من ثديها سائلا يميل إلي الصفرة اسمه (اللباء)، وهو الغذاء الوحيد للطفل، ويجب تناوله، ولا يفرَز اللبن الحقيقي قبل اليوم الثالث أو الرابع.
وبداية الرضاعة الطبيعية بعد الولادة مباشرة تساعد علي زيادة إدرار اللبن، وإذا كانت حالة الأم لا تسمح لها بالجلوس، فيمكنها القيام بعملية الرضاعة وهي في وضعها المريح.
وتستطيع الأم إدرار كمية كبيرة كافية من اللبن إذا كان الطفل في الوضع المناسب للرضاعة، أما إذا كان الوضع غير مناسب للطفل أثناء عملية الرضاعة، فإنه يكون سببًا لكثير من المشاكل.
ومن العلامات التي تطمئن الأم إلي أنَّ وضع الطفل مناسب للرضاعة الطبيعية:
- أن يلتفت الطفل بكل جسمه ناحية الأم.
- أن يستطيع الطفل القيام بمصات طويلة وعميقة من ثدي الأم.
- أن يكون الطفل سعيدًا ومستريحًا وغير عصبي.
طريقة الرضاعة الطبيعية:
هناك عدة أوضاع لإرضاع الطفل، وكلها تتطلب أن تكون الأم ووليدها في حالة مريحة؛ حتى تتم الرضاعة بنجاح.
يمكن للأم أن تقوم بعملية الرضاعة وهي جالسة علي كرسي مريح، بحيث يكون وضع الطفل فوق بطنها؛ ليصبح كل جسمه مواجهًا وملاصقًا لجسمها، ويصبح رأسه فوق كوعها ليكون مواجها للصدر الذي سيرضع منه، وبذلك تكون الحلمة في فمه مباشرة، وعليها أن تجعل ذراعها التي تحمل الطفل تحت ظهره، أمَّا الذراع الأخرى فتسند بها ثدييها.
وتجعل الحلمة تلمس شفتي طفلها بخفة ورقة، فتكون استجابته فورية وتلقائية بأن يفتح فمه، وتقربه من جسمها أكثر وأكثر لتسهيل عملية المص عليه، فيتمكن من الضغط بلسانه وفكيه علي مخازن اللبن في المنطقة المحيطة بالحلمة . وعليها أن تلاحظ أنَّ أنف الطفل سيكون قريبًا، أو ملامسًا للثدي، فإذا كانت فتحات الأنف مسدودة نتيجة لضغط الثدي عليها، فيجب أن ترفع ثديها قليلاًَ بأصابعها مع تجنب الضغط بإصبع الإبهام علي الثدي؛ لأن ذلك يسبب طرد الحلمة من فم الطفل .
مدة الرضاعة:
لا يمكن تحديد زمن الرضعة بالضبط، لأنها تختلف حسب قوة امتصاص الطفل، فالطفل القوي إذا ما رضع ثديا يحتوي علي كمية وافرة من اللبن تكفيه خمس دقائق، أمَّا إذا كان ضعيفًا هزيلا، أو كانت كمية اللبن غير كافية؛ فإنه يستمر في الرضاعة عشرين دقيقة أو أكثر، يترك خلالها الثدي ليستريح .. وبصفة عامة فإن متوسط الرضعة (15 دقيقة) تقسم علي الثديين .


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #6


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



زيادة إدرار لبن الأم:
من الأمور المفيدة في زيادة كمية اللبن وإدراره إذا كان غير كافٍ:
1- أن تشرب المرضع الكثير من الماء والسوائل، وأن تأكل التمر، وهو ما أوحى الله به إلى السيدة مريم كما جاء في قوله عز وجل: {فناداها من تحتها ألا تحزني قد جعل ربك تحت سريًا. وهزي إليك بجذع النخلة تساقط عليكم رطبًا جنيًا. فكلي واشربي وقري عينًا} [مريم: 24-26].
2- قوة امتصاص الطفل للثديين، فيجب أن يرضع الطفل من الثديين كل مرة .
3- علي الأم أن تنام جيدًا، وتأكل جيدًا، وتقوم برياضة يومية كالمشي .
4- الإكثار من شرب اللبن بمقدار نصف لتر يوميَّا، وتدليك الثديين وضغطهما نحو الحلمة، وقد يفيد وضع كمادات ساخنة وباردة بالتناوب علي الثديين بعد التدليك .
الرضاعة الصناعية:
هناك بعض الحالات التي يتعذر فيها قيام الأم بإرضاع طفلها، مثل غيابها، أو إصابتها بأحد الأمراض التي تقلل من إفراز اللبن، وفي مثل هذه الحالات لابد من استخدام الرضاعة الصناعية لتغذية الطفل، وذلك علي الرغم من وجود أضرار كثيرة لاستخدام هذه الطريقة مثل:
- حرمان الطفل من حقه الطبيعي في الحصول علي أفضل غذاء (لبن الأم)، وهو الذي يحتوي علي كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل، وكذلك الأجسام المضادة التي تحميه من مختلف الأمراض.
- يزداد استعداد الأطفال الذين تم إرضاعهم صناعيَّا للإصابة بالسمنة في المستقبل.
- تكون لدي الأطفال استعدادات للإصابة باضطرابات الجهاز الهضمي.
- يحتاج اللبن الصناعي إلي تحضير، واعتناء شديد بالتعقيم أثناء إعداد الرضعة.
- في حالة اللجوء إلي الرضاعة الصناعية لتغذية الطفل ؛ يجب علي الأم معرفة كيفية تحضير الرضعات بالطريقة السليمة . وهناك الكثير من النصائح التي يجب أن تقدم للأم في هذا المجال منها:
(1) يجب ألا يكون ثقب حلمة الزجاجة واسعًا؛ حتى لا يُسبِّب للطفل الشَّرْقة،، كما لا يصح أن يكون ضيقًا فيصعب نزول اللبن مما يجهد الطفل، ويسبب حدوث التقلصات بالبطن .
(2) يجب أن تغسل الأم يديها بالماء والصابون، وتحرص علي تقليم أظافرها جيدًا مرتين في الأسبوع علي الأقل.
- يجب غَلْي الماء لمدة خمس دقائق قبل استعماله .
- يجب تعقيم زجاجات الرضاعة وغسلها بالماء الساخن بعد الرضعة مباشرة .
- يجب علي الأم أن تُعوض طفلها عن قدر الحنان الذي حُرِم منه نتيجة الرضاعة الصناعية، فعند إعطاء الزجاجة التي بها الرضعة، تضُّمه إلي صدرها حتى يشعر بالأمان، ويأخذ نصيبه من دفء الأم وحنانها.


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #7


محب الصوم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1750
 تاريخ التسجيل :  May 2015
 أخر زيارة : 08-13-2015 (05:40 AM)
 المشاركات : 33 [ + ]
 التقييم :  100
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



مرحلة المهد
الرضاعة
من أسبوعين إلي سنتين
هي المرحلة التي تبدأ من نهاية مرحلة الوليد -أي بعد أسبوعين- وتستمر حتى نهاية السنة الثانية. قال -تعالي-: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} [البقرة: 233].
وقال -عز وجل-: {ووصينا الإنسان بوالديه إحسانًا حملته أمه كرهًا ووضعته كرهًا وحمله وفصاله ثلاثون شهرًا} [الأحقاف: 15].
وَُتعُّد هذه المرحلة من أهم مراحل الطفولة؛ حيث يوضع فيها أساس نمو الشخصية فيما بعد، ويشهد الطفل نموًا جسميَّا سريعًا، وتآزرًا حسيّا حركيّا ملحوظًا، فيستطيع تأدية بعض الحركات كالجلوس والحبو والوقوف والمشي، وفيها يتعلم الكلام، ويستطيع الاعتماد علي نفسه -نسبيًا- ويبدأ الاحتكاك بالعالم الخارجي .
ودور الأم في هذه المرحلة مؤثر للغاية ؛ فعليها أن تساعد طفلها على الانطلاق إلى المرحلة التالية، دون أن يتعرض لصعوبات قد تعوق نموه، وتكون العلاقة بينها وبين طفلها أساسها العاطفة والوعي.
ولكي تنمي الأم هذه العلاقة، عليها أن تسارع إلي تلبية حاجات طفلها دون بطء،وتحرص علي التفاعل المستمر بينها وبين طفلها، فتُلاعبه وتُعاِنقه وتتحدث معه، بل وتشترك معه في ألعابه، كما تشجعه علي استطلاع البيئة من حوله .
ومن الأشياء المهمة أن تكون علي علم تام بشخصية طفلها وحالته المزاجية ؛حتي يمكن تربية طفلها علي أساس سليم .
فالطفل في مرحلة المهد (الرضاعة) لا يريد سوي إشباع حاجاته الأساسية: حاجته إلي الراحة والبعد عن الألم، وحاجته إلي التعلق والدفء العاطفي، وحاجته إلي الاستقرار والثبات في المعاملة وفي البيئة المحيطة، وحاجته إلي الاستثارة والتنشيط، هذا إلي جانب حاجاته البيولوجية الأخرى من تغذية وإخراج وغير ذلك.
فمعرفة الأم وفهمها للحالة المزاجية للطفل تجعلها في موقف أحسن من حيث توجيه عملية النمو بالنسبة له.
النمو الجسمي في مرحلة الرضاعة
الأسنان: يبدأ ظهور الأسنان في الشهر السادس غالبًا، ويكون ظهورها علي مرحلتين: الأولي الأسنان اللبنية المؤقتة وعددها (20)، والثانية: وهي الأسنان المستديمة وعددها (32)، وقد يصاحب ظهور الأسنان إسهالٌ وارتفاعٌ في درجة الحرارة، وتظهر عند الإناث مبكرة عنها عند الذكور.
الطول: في العام الأول تكون الزيادة في الطول أكبر من الزيادة في الوزن، وفي العام التالي يحدث العكس، فيزداد الطول زيادة مطردة، ثم يقل في نهاية المرحلة فيصبح (60) سم بعد أربعة أشهر ثم يصبح (75) سم بعد سنة، ثم يصبح (85) سم بعد سنتين، أي حوالي نصف طوله عند تمام نموه.
الوزن: في العام الأول تكون الزيادة في الوزن أكبر من الزيادة في الطول، وفي العام التالي يحدث العكس، وتقل الزيادة في نهاية المرحلة، وتصل إلي (6) كجم بعد خمسة أشهر، ويمكن للأم الوصول إلي أفضل مستوي للنمو الجسمي عن طريق التغذية الجيدة والنوم المنتظم، والوقاية من الأمراض وحرية الحركة .
النسب الجسمية: لا ينمو الجسم في هذه المرحلة دفعة واحدة، وفي كل الاتجاهات في وقت واحد، وإنما تحدث تغيرات في أبعاد الجسم ونسبه، ففي النصف الثاني من العام يلاحظ نمو الرأس وزيادة نمو الجذع والأطراف، وهذا عكس ما حدث في النصف الأول وتدريجيًا يزداد ضخامة حجم الرأس، ويزداد طول الذراعين واليدين خلال السنتين الأوليين
العضلات: تنمو العضلات بمعدلات مختلفة، ويلاحظ أن العضلات القريبة من الرأس والرقبة تنمو مبكرًا عن العضلات التي تتصل بالأطراف السفلي .
الفروق الفردية: تتضح الفروق الفردية خاصة في الحجم والطول والوزن. وكذلك البدايات المختلفة لمظاهر النمو مثل ظهور الأسنان والجلوس والحبو والمشي والكلام .
اليافوخ الخلفي والأمامي: يقفل اليافوخ الخلفي في سن أسبوعين، أما اليافوخ الأمامي فيقفل في سن يتراوح بين 12 - 18 شهرًا.
الفروق بين الجنسين: يظل الذكور أكبر حجمًا وأثقل وزنًا وأطول قليلا من الإناث، لكن الأسنان عند الإناث تظهر مبكرة عنها عند الذكور، حيث تتفوق البنات في نمو العظام والأسنان علي الذكور.
ويجب علي الأم إرضاع الطفل من صدرها طالما لا يوجد لديها موانع طبية تمنعها من ذلك، وعليها أن تعمل علي وقاية الطفل من الأمراض، وتنمية المناعة عنده، وذلك من خلال تحصينه وتطعيمه ضد الأمراض الشائعة وتغذيته بالغذاء المناسب؛ حتى ينمو نموّا سريعًا، كما يجب عليها الإكثار من الحديث معه، وعدم عزله عن الأطفال الآخرين.
النمو الحسي للرضيع:
البصر: يزداد الإدراك البصري تمايزًا ووضوحًا، ويستطيع الرضيع إدراك الألوان العادية في الشهر الثالث، إلا أن التمييز في الألوان يكون صعبًا ويستطيع أن يربط بين ما يراه وما تصل إليه يده. وفي الشهر التاسع يري الأشياء الدقيقة، ويمكنه التقاطها، وهو يستجيب للأضواء البرَّاقة والأشياء اللامعة، وينتشر طول البصر بين الرُّضَّع، ويستمر حتى فترة الالتحاق بالمدرسة .
السمع: في حوالي الشهر الثاني يستطيع الرضيع التمييز بين الأصوات، وتحديد مصدرها، وقد لوحظ أن الأصوات الجميلة الهادئة تؤدي إلي تهدئة الطفل وارتياحه. وتزداد دقة السمع في الرضيع، ويستدل علي ذلك من استجاباته المبكرة لسماع الصوت البشري، وفي نهاية الشهر الثاني يستجيب بنفس الجودة للأصوات من جميع الأنواع.
الشم: تظهر قدرة الرضيع -بالتدريج- علي الاستجابة للمثيرات الشمية المختلفة، ويظهر ذلك في ارتياحه لرائحة معينة، وانزعاجه من رائحة أخري.
التذوق: يظهر الرضيع القدرة علي التذوق، فيميز بين الحلو والمالح، والمر والحامض.
الإحساس: يستمر تطور إحساس الجلد باللمس، والضغط، والإحساس بالسخونة والبرودة. و يكون لدي الطفل إحساس بالتوازن والاتجاه، ويوجد بصورة مبكرة لدي الرضيع، ويظهر ذلك من خلال ارتياح الطفل عندما تهز الأم سريره، أو عند خوفه من السقوط . كما تنمو أعضاء الحس بسرعة ففي الشهر الثالث تزداد عضلات العين تآزرًا؛ حيث يصبح الطفل قادرًا علي رؤية الأشياء بوضوح ويزداد السمع دقة، كما أن التذوق والشم يزدادن نموًّا، ويكون الرضيع حساسًا جدًّا لجميع المثيرات الجلدية.
وعلي الأم أن تعتني بحواس طفلها؛ لما لها من أهمية كبري في إدراكه العالم الخارجي، وتوفير البيئة المساعدة علي ذلك مثل الإضاءة الجيدة، والبعد عن الأصوات المزعجة، أو كل ما يضر الحواس.
النمو الحركي في مرحلة الرضاعة:
التطور الحركي: يتحكَّم الرضيع في حركة الرأس أولاً، ثم الجذع، ثم الأطراف، ثم يرفع الرضيع أجزاء جسمه ثم يلي ذلك الجلوس، ثم الوقوف، ويتبع ذلك الحبو، ثم المشي، ثم الجري. ونتيجة لهذا النمو الحركي المتزايد توصف مرحلة الرضاعة بأنها المرحلة التأسيسية لمعظم المهارات الحركية، وخاصة المهارات اليدوية، ومهارات استخدام الساقين، ويمكن تفصيل التطور الحركي في الآتي:
في الشهر الأول يستطيع الوليد أن يقبض علي شيء إذا وقع في كفه، وفي حوالي الشهر الثالث يمكن للرضيع أن يمسك برأسه مرفوعًا عندما يكون في وضع الجلوس، كما يمكنه أن يرفع رأسه والجزء الأعلى من صدره عندما يكون منبطحًا. ويمكن أن يتتبع ببصره كرة تتحرك رأسيًا . وفي سن ستة أشهر يستطيع أن يجلس مستندًا، وأن يرفس بقوة، وأن يمسك برجليه، ويمكن أن يقبض علي شيء بيديه ويحركه إلي فمه، ويقوم بمتصِّه . وفي سن تسعة أشهر يمكن للطفل أن يجلس بمفرده وأن يرفع نفسه لوضع الوقوف، وأن يبدأ في الحبو . وعندما يصل عمره إلي سنة يستطيع الرضيع أن يحبو، ويستطيع البعض المشي .وفي سن ثمانية عشر شهرًا يتعلم الأطفال صعود السلم وهبوطه مع المساعدة، ويمشون حاملين للأشياء الخفيفة .
تطور المهارات: يزداد التآزر الحسي الحركي، وتتطور قدرة الرضيع علي تناول الأشياء والقبض عليها. وعندما يصل الرضيع إلي الأسبوع الستين، نجد قبضته وإمساكه وتناوله للأشياء قريبة النسبة بما نجده عند الراشد، ويستطيع الطفل السيطرة علي الحركات، كالمسك والفتح واللعب بالمكعبات في السنة الثانية. ويفضل الطفل في هذه المرحلة استخدام إحدى اليدين أكثر من استخدام الأخرى في نشاطه الحركي، والغالبية العظمي من أطفال هذه المرحلة يفضلون استخدام اليد اليمني .
وعلي الأم أن تتيح حرية الحركة لطفلها، وتنمي لديه المهارات الحركية، ولكن عليها ألا تتعجل في إجبار طفلها علي المشي، كذلك عليها أن تشجعه علي تناول طعامه بنفسه وارتداء ملابسه .
النمو الفسيولوجي في مرحلة الرضاعة:
الجهاز العصبي: ينمو الجهاز العصبي بسرعة كبيرة؛ حيث يزداد حجم المخ ووزنه من (350)جرامًا في المتوسط إلي (1000) جرام في المتوسط، وذلك في نهاية السنة الثانية. ومعني ذلك أن حجمه ووزنه يصلان إلي حوالي ثلاثة أرباع وزنه عند الراشد .
الجهاز التنفسي: ينمو الجهاز التنفسي، ويزداد حجمه، وتزداد سعة الرئتين للهواء.
الجهاز الهضمي: يكون حجم المعدة صغيرًا، وعلي ذلك فإنها تأخذ كميات صغيرة من الغذاء .
الإخراج: قدرة الرضيع في هذه المرحلة علي ضبط عملية التبرُّز تسبق قدرته علي ضبط عملية التبول .
النوم: في بداية هذه المرحلة يكثر نوم الطفل، ثم تتناقص كمية النوم، وتطول فترة اليقظة بالتدريج .
وعلي الأم ألا تلجأ إلي الرضاعة الصناعية إلا في حالة الضرورة القصوي، وعليها ألا تستعجل الرضيع في ضبط عملية الإخراج قبل الوصول إلي مستوي النضج اللازم لذلك، ويجب تدريب الطفل علي عادات النوم الصحيحة.
النمو الاجتماعي في مرحلة الرضاعة:
الاستجابة الاجتماعية: يبدأ الرضيع في الاستجابة الاجتماعية للمحيطين به، ويظهر اهتمامه بما يجري حوله، وذلك في النصف الأول من العام الأول، ويمرح إذا داعبه أحد .
العلاقات الاجتماعية: وعندما يصل الرضيع إلي نهاية السنة الأولي، تكون علاقاته الاجتماعية مع الكبار أكثر منها مع الصغار، ويبدأ الاتصال الاجتماعي بالأم، ثم الأب ثم الآخرين الموجودين بالبيت ثم خارجه.
وعندما يصل الرضيع إلي السنة الثانية يزداد اتساع البيئة الاجتماعية حوله، وتبدأ علاقته مع الأطفال.
الابتسام والبكاء: ولهما دلالة اجتماعية، حيث إن لبكاء الرضيع أثرًا في استدرار الاهتمام والعطف من الكبار، كما أن الابتسامة الاجتماعية تظهر في الشهر السادس للميلاد؛ حيث يبتسم الطفل لوجوه دون أخري.
التعلق: وهو مظهر آخر من مظاهر السلوك الاجتماعي عند الطفل، فالطفل تكون لديه رغبة في أن يكون قريبًا إلي حد الالتصاق من أفراد آخرين لهم مكانة معينة لديه، ويظهر هذا التعلق بشكل واضح قبيل نهاية السنة الأولي من عمر الطفل.
وعلي الأم في هذه الحالة أن تشجِّع طفلها الرضيع علي التفاعل الاجتماعي السليم، وأن تعمل علي أن تكون علاقته مع الأطفال قائمة علي الحب المُتبادَل.
النمو العقلي في مرحلة الرضاعة:
التصنيف: تظهر قدرة الطفل في هذه المرحلة من العمر علي ملاحظة أوجه الشبه وأوجه الاختلاف بين الأشياء، ويتعلم بالتدريج تصنيفها في ذهنه، ثم القيام بذلك عمليًّا مع التقليد، فقد يحتار الطفل عندما يفكر: هل البرتقالة توضع مع الكرة، لأن كليهما مستديرة؟ أم البرتقالة توضع مع البسكويتة لأن كلتيهما تؤكل؟!!
الإدراك: يتزايد إدراك الرضيع للعالم المحيط به، لكن إدراك الزمن بالنسبة إليه يكون غامضًا، فهو لا يستطيع أن يفرِّق بين الماضي والحاضر والمستقبل.
التعلُّم: يبدأ الرضيع في التعلُّم من الخبرات البسيطة، ويقلِّد الكبار، خاصة الوالدين والإخوة، لكن التعلُّم يكون بطيئًا نسبيًّا، وينمو عن طريق المحاولة والخطأ .
التذكُّر: يشير علماء النفس إلي أنَّ الطفل يستطيع أن يتذكر الخبرات السارَّة التي حدثت له في هذه المرحلة، وينسي الخبرات المؤلمة .
وينسي الرضيع في السنة الأولي بسرعة، والدليل علي ذلك نسيانه لأبيه إذا غاب عنه، لكنه يستطيع من بداية السنة الثانية وحتى منتصفها أن يستدعي ذهنيًا صور الأشياء الغائبة عنه، بمعني أنه يمكنه تصور الشيء في حالة غيابه .
الذكاء الحركي: يكون الطفل مشغولا في هذه الفترة بالإحساسات التي تنتقل إليه عن طريق جهازه العصبي، وتنمو أنشطته الحركية، ولذلك ففي خلال هذه المرحلة يتعلم الطفل أن يتحكم في حركاته في الفراغ، وأن يكون فكره عن الأشياء أنها دائمة، ويتحقق من أنه شيء في الفراغ، وشيء من بين الأشياء. وكل هذه التحصيلات توفر له بدرجة كبيرة الإحساس بالثقة.
وعلي الأم أن تحرص علي إشباع ميل الرضيع إلي الاستكشاف وحب الاستطلاع، وأن تساعده علي اختبار قدراته والتعبير عن نفسه، وأن توفر له فرص التنوع في المثيرات اليومية، وكذلك مواد اللعب المناسبة التي تنمي قدرات طفلها.
النمو اللغوي في مرحلة الرضاعة:
المناغاة: بعد مضي شهر إلي شهر ونصف تقريبًا يستطيع الرضيع إصدار أصوات مسترخية تصدر من خلف الفم، وتعبر عن الارتياح والاسترخاء، يطلق عليها: أصوات المناغاة Babbing وتعتبر المواد الخام التي تتكون منها لغة الطفل فيما بعد.
إدراك الأصوات: يستطيع طفل عمره ثلاثة أشهر أن يميز بين الأصوات الكلامية من الفئات الصوتية المختلفة أي التي تصدر من أماكن مختلفة من الأجهزة الصوتية .
اللعب الكلامي: فيما بين الشهر الثالث والسادس تقريبًا يبدأ الرضيع في تشكيل مقاطع مكونة من حرفين أو أكثر مثل ماما، بابا، وهذه المقاطع هي الوحدات الصوتية التي تتكون منها الكلمات في اللغات المختلفة .
اللغة الإشارية: في أواخر السنة الأولي يبدأ الأطفال في استعمال بعض الإشارات لجذب انتباه الكبار لما يريدون الحصول عليه، وقد تكون هذه الإشارات شبيهة بالهمهمة .
مرحلة الكلام: ويبدأ الطفل في نطق كلماته الأولي في مدي الستة أشهر التالية للسنة الأولي من حياته، وتعبر كلماته الأولي عن اهتماماته المباشرة، وعما يجذب انتباهه من الأشياء التي تقع في محيط بيئته . وتزداد مفردات الطفل علي مدي السنة الثانية إلي حوالي خمسين كلمة .
الفروق الفردية: أظهرت الدراسات أن هناك فروقًا فردية في السرعة والقدرة علي اكتساب اللغة فقد وجد أن البنات أسرع في اكتساب اللغة عن البنين .
وعلي الأم أن تشجع طفلها علي النطق، فلا تجيب مطالبه بمجرد الإشارة، وأن تعمل علي تجنيبه عيوب النطق والكلام قدر الإمكان، وأن تعمل علي استخدام النماذج السمعية السليمة، وأن تكثر من التحدث إلي الطفل، وتعمل علي تعزيز الكلمات التي ينطق بها، حيث إن الرضيع يحتفظ بالكلمات التي تُعَزِّز، ويميل إلي نسيان تلك التي لا ينالها التعزيز.
نوم الرضيع:
يلاحَظ أن الطفل الصغير ينام كثيرًا جدّا، فقد لا يستيقظ بعض صغار الأطفال إلا للغذاء، ولكن مدة النوم عند الأطفال تقل تدريجيا إلي أن تصل إلي حدها الأدني عند البالغين .
وهناك بعض القواعد الأساسية التي يجب مراعاتها لنوم الطفل:
* يُستحسَن أن يتعود الطفل منذ الصغر النوم علي شقه الأيمن، كما يوصي رسولنا (، وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن النوم علي الشق الأيمن أكثر فائدة للجسم .
* تحاول الأم - قدر الإمكان - أن تجعل من عملية النوم عملية سارة، فعند نومه تلاعبه وتُقبِّله قبيل نومه، وُتسمعه كلمات من أسماء الله الحسني، وتردد علي مسامعه كلمات الحمد والتسبيح والتكبير والتهليل، والطفل يسمع هذه الجمل الجميلة ولا يفهم معني الألفاظ، ولكن ترديدها علي مسامعه سيجعله مطمئنَّا مرتاحًا ساكنًا، ينام في هدوء، كما أنَّ الغناء للطفل وتحريكه بلطف في مهده أو هدهدته.. كل ذلك يجعله يقبل علي نوم هادئ خالٍ من المخاوف والاضطرابات، و يملؤه الاطمئنان والراحة.
وتاريخنا الإسلامي حافل بهذا اللون من الأغاني، ومن ذلك قول الشيماء-أخت النبي ( من الرضاعة- وهي تغني له في طفولته وتلاعبه:
يا ربنا أبق لنا محمدًا حتى أراه يافعًا وأمردَا
ثم أراه سيدًا مسودًا وأعطه عزا يدوم أبدَا
وكان الزبير بن عبد المطلب يلاعب رسول الله ( وهو طفل فيقول له:
محمد بن عبـدم عشت عَيْش أنعـــم
ودولــة ومنعــم في فرع عز أسنـــم
مكـرم معظــــم
وكانت السيدة فاطمة -رضي الله عنها- بنت رسول الله ( تلاعب الحسين بن علي قائلة له: إن بُني شبه النبي.. ليس شبيهًا بعلي.
ولم تكن هذه الأغنيات الرقيقة في مداعبة الأطفال السعداء بين أيدي الأمهات والآباء قاصرة علي الأبناء دون البنات، فيرَوي أن أعرابية علي عهد معاوية كانت تلاعب ابنتها، فتقول في سرورها بها:
وما هناك أن تكون جارية تصلح بيتي وترد العارية
حتى إذا ما بلغت ثمانية زوجتها مروان أو معاوية
فهذه الأغاني الرقيقة بإيقاعاتها الجميلة الهادئة، تجعل الطفل هادئًا غير منفعل، وتهيئ الطفل للنوم وهو سعيد قرير العين.
ومن الأساليب التي تساعد الطفل علي التهيؤ للنوم اقترانه بنشاط معين يوحي للطفل بانتهاء النشاط اليومي، والاستعداد للذهاب إلي الفراش، فالأم إذا قامت بمساعدة الطفل علي التبول، وعملت علي تنظيف جسمه وتغيير ملابسه، وإلباسه ملابس النوم بصورة تتسم بالثبات والاستقرار،فإنها تشعره باقتراب النوم حيث ترتبط هذه الأنشطة تدريجيًّا عند الطفل بموعد النوم .
والوضع السليم للطفل أثناء نومه أن تكون رأسه أعلي من بقية جسمه، وذلك بوضع وسادة صغيرة تحت رأسه؛ لأن ذلك يمنع رجوع اللبن والقيء.
والأم عليها دور كبير في تكوين عادة صحيحة للطفل، وذلك فيما يتعلق بالنوم عن طريق التشجيع واقتران السلوك المرغوب فيه بكل ما هو محبب، وليس بكل ما هو مؤلم أو مخيف.


 
 توقيع : محب الصوم

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #8


دعوة فجر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1751
 تاريخ التسجيل :  Jun 2015
 أخر زيارة : 06-16-2015 (02:30 AM)
 المشاركات : 170 [ + ]
 التقييم :  1284
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: التربية الطيبة



يعطيك العافية أخي محب الصوم وجزاك الله خير
وللأمانة أنا ماقريت الموضوع كامل محتاج نقسمه على كذا يوم


 
 توقيع : دعوة فجر

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
قديم 06-08-2015   #9


السفيره متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 2709
 تاريخ التسجيل :  Oct 2014
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (08:57 PM)
 المشاركات : 85,824 [ + ]
 التقييم :  2147483647
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
 SMS ~
من يحاول أن
يخسرك ساعده

يرحلون ويأتي
من هو خير منهم!
لوني المفضل : Navy
افتراضي رد: التربية الطيبة



طرحك هام جدا اخي
ولو قسم ع موضوعات كما ذكرت الاخت فجر لكان افضل
لان النفس تمل من السرد ف طرح واحدوتميل الى الايجاز
بطرح واحد .
جزيت الخير
ونفع الله بك
..


 
 توقيع : السفيره

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
التربية, الطيبة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
التربية بالكلمة الطيبة ابوخالد - مسـاحةُ بِلا حُدود" 8 03-23-2021 01:05 AM
مراحل التربية الذهبية.. وكارثة « ما زال صغيراً » نسيم الجنوب ||•المـرأة والـطــفـل•|| 3 03-30-2016 11:17 AM
افتراضي جميع ارقام الوزاره ادارات واقسام شئون المعلمين المعلمات في جميع المحافظات والمناطق تميم - منتدى الأخبار المحلية والعالمية ALTALEED- News 7 04-15-2013 10:25 AM
مواقع وزارة التربية والتعليم في جميع مناطق المملكة. عابرسبيل - منتدى الأخبار المحلية والعالمية ALTALEED- News 3 01-17-2013 09:32 AM
البيان الختامي للقاء السنوي لقادة العمل التربوي المنعقد بمكة المكرمة ابوسهام - منتدى الأخبار المحلية والعالمية ALTALEED- News 1 06-07-2009 01:28 PM


الساعة الآن 11:50 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون