لا تقلق فـ الجميع يعاني

دعِ الأيامَ تفعلُ مـا تشـــاءُ وطِبْ نفساً إذا حكم القضاءُ
ولا تجزع لحــادثة الليـالي فما لحوادث الدنيـا بقــاءُ
( م.الإمام الشافعي ) ..

تتردد كثيراً مقولة ( الناس كلهم يملكون كل شيء ! ) وذلك على سبيل التسخط والتضجر من المصائب المتراكمة ،
ومن قال أن الناس كلها بهذا التعميم أنها تملك كل شيء ؟!
- سنجد أن القائل هو بنفسه مليء بالعيوب مثل الـ (كيس المليء بالتراب)
أصبح هذا الكيس ثقيلاً من أسفله ، خفيفاً من ظاهره !
- هذا ما يفعله ابن آدم وهذا ما يلهث وراءه جـّراً وتسحباً ،
هو إظهار المحاسن وإن كان (كذباً وخداعاً)
وإخفاء العيوب (وإن كانت حقيقة وواضحة) ،
مثل الشخص الذين يعاني من السمنة المفرطة
ويقول للناس (لا أريد أحداً أن يشاهدني بجسمي السمين هذا)
وبطنك المنتفخ هذا حسناً!!
فأترك محاسنك تظهر بعفوية ، وعيوبك تختفي بثقتك العالية !

الجميع يعاني .. لا أحد أفضل من أحد :
- حقيقة لا أحد أفضل من أحد تفضلاً كاملاً ، فالتفاضل يكون نسيباً وتناسباً ،
فالجمال الجسدي لا يكون مركزاً في كل أجزاء الجسد بل يتوزع بنسب مختلفة
في كل جزء حتى لا يتساوى فلان مع فلان ولا يتعالى هذا على هؤلاء ..
كذلك الجمال الأخلاقي يتوزع بتوزيع الجمال الجسدي ،
لو أصبح الجميع بكاملهم ذوو أخلاق حسنة لمًا وجدت الحياة أصلاً ،
فلا أحد سيحقد ولا أحد سيبغض ولا أحد سيفتش عن معائب غيره بحثاً
عن إكمال نقائصه ، فأصبح الجميع كلهم أفاضل فضيلة كاملة!
والمصائب والعيوب والآثام وضعت فقط لفرز الأجيد من الجيد ، والأسوء من السيء
فلذلك لو تأملنا قليلاً فقط في حكمة الله جلا في علاه في هذا الأمر
لتأكدنا أن ما يختاره الله لنا هو الشيء الأفضل وهو النصيب الأكمل
والتقييم الأشمل لجميع الخلائق .


- (الناس كلهم أفضل مني) .. ( الناس كلهم يملكون وأنا لا أملك ) ،
هل نحكم على الشخص ( يملك شيء نحن لا نملكه )
بأنه يملك كل شيء !!
هو شيء واحد فقط لا نملكه بينما هو يملك هذا الشيء ، أين بقية الأشياء ؟
فأنت تملك وتملك الكثير لكن! بسبب نظرك المتكرر لأنعام غيرك ،
صِرت تدفن أشيائك بنفسك وتنظر إلى أنها (ليست شيء) بينما (هيا كل الشيء) .
( م. قاعدة تناسب الأشياء بين الخلائق )

- أولى هذه الأشياء التي لا نعيرها إهتماماً ( أن الله اختارنا لنكون روحاً بشرية )
وهذا هو الأكتفاء اللانهائي ، فيكفي أن الله بعزة وعظمته وجلاله اختارك أيها العبد البسيط الضعيف لتكون روحاً بشرية
من صنعه جلا في عظمته وشأنه ..
فتخيل لو اختارك الله لتكون حيواناً ؟ أو نبتة ؟ أو كرسي قديم !
فكل هذه الحيوانات والنبات والجمادات هي أرواح لكن! لم تصل لدرجة الروح البشرية
لأن الله وعّد في يوم الحساب أن كل شيء سينطق بالحق ،
فهذا يعاني وجود الروح في كل شيء .

- القاعدة المتزنة تقول بأقل التكاليف والاختصارات :
لا تقلق .. فـ الجميع يعاني

رآق لي

للأمانة منقول