(قصة حب مؤلمه)

قصة حب مؤلمه


عرفته قبل ( 20) عاما حينما كنا زملاء في ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها

رجلا كفؤا كريما . صاحب دين وتقوى . وصاحب علم وفهم وأدب

لا تمل من مجالسته . اذا قرأ القرآن بصوته العذب لا تملك دموعك

من التأثر كنت أزوره وأصلي معه في مسجده وأستمتع بقرائته

مسجده في كل الفروض يمتلأ بالمصلين . أحبه القريب والبعيد

لجميل أخلاقه وروعة أدبه وبيانه . اذا دخل مجلسا فالكل

يصمت ليستمع الى دروسه ومواعظه . وقصصه وقصائده


وباختصار هاذه القصة حدثت مع أخا وصديقا وزميلا لي (( من منطقة عسير ))


دعاني لزيارته بعد صيام شهر رمضان العام الماضي


وحينما قابلته ذكر لي قصته وهو يبكي من الألم وقبل أن أبدأ بالقصه أعطيكم نبذة مختصرتا عنه


بدون ذكر اسمه ( هو حافظ للقرآن وقد تخرج من ثانوية تحفيظ القرآن الكريم بأبها

وبعد ذلك تخرج من فرع جامعة الامام... كلية أصول الدين. قسم السنه

يعمل امام مسجد فروض


وموظفا في هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة عسير . )


تزوج وبعد خمس سنوات توفيت زوجته وحزن عليها حزنا كبيرا

أراد أن يتزوج فقال له عمه ( انا أزوجك ابنتي ولاكنها لا تزال صغيره

عمرها ثلاثة عشر عاما .... انتظرها سنتين وسوف أزوجك اياها )


بس لازم تدلعها وتتقرب منها وتعطيها هدايا حتى تحبك .


يقول صاحبنا ( أبو وافي )


بعد ذلك أعطيتها هدايا عباره عن كتب وأشرطه حتى التزمت


وأصبحت عابده حتى انها تقوم الليل وتصوم النهار وزاد حبي لها


وحبها لي وبعد ما يقارب سنتين توفي والدها الذي هو عمي رحمه الله


وبعد موت عمي رحمه الله ساءت العلاقة بيني وبين أبناء عمي


وقد حاولت أن أتقرب منهم بكل الوسائل ولاكن لافائده فقد فشلت كل المحاولات


وبدأوا بعد ذلك يسعون بالوشاية بيني وبين ابنة عمي حتى رفضت الزواج مني


بعد أن تغير حالها ولم تعد تلك الفتاة العابده التقية .


أسأل الله لي ولها الهداية والثبات على دينه حتى الممات .


وزوجوها اخوتها قبل ستة أشهر . ( يعني قبل سنة ونصف من كتابة هاذا الموضوع )


من رجل أعمال من خارج المنطقه . ( من الرياض )


وبقيت بعد ذلك باكيا حزينا وغير مصدق بما أصابني ومنذو ذلك الوقت


وهي لاتغيب عن ذاكرتي ولم أستطع الزواج بعد ذلك فقد تصورت أن


كل الناس خونة مثل أبناء عمي الذين طالما كنت أخوهم في الشدة واللين


وطالما أعطيتهم من مالي الكثير والكثير . بلامنه ( فالمنة لله وحده )


فقلت له مباشرة وبلا تردد . يا حافظ القرآن

من عافنا عفناه لو كان غالي
ومن باعنا بالرخص بعناه بزهود

ثم أوصيته بأبناء عمه خيرا . وأن يرد على اساءتهم بالاحسان .

هاكذا علمنا ديننا وعقيدتنا . وذكرت له قول الشاعر الكبير ابن المقفع

الذي عانا من قومه وعشيرته فكان يحسن اليهم وهم يسيئون اليه

فقال رحمه الله

وان الذي بيني وبين بني أبي
وبين بني عمي لمختلف جدا

اذا أكلوا لحمي وفرت لحومهم
وان هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

ولا أحمل الحقد القديم عليهموا
وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا

وجلست أعظه وأنصحه وأذكره بالله وأوصيه بأذكار المساء والصباح


وأوصيته بكثرة الاستغفار وسليته ببعض القصص والقصائد


لمن فقدوا أحبابهم ومن القصص والقصائد هاذهي القصيده


للشاعر والفارس الكبير ( فارس الجزيره )


الشيخ راكان بن حثلين شيخ قبايل العجمان


بعد ان جلس في سجن الاتراك ثمان سنين


وكان محكوم عليه بالاعدام فقامت حركة الاسكندر المسقوفي


الذي أرهب الدولة العثمانيه ولم يستطيعوا القضاء عليه


فاستعانوا بالشيخ راكان بن حثلين ليعينهم عليه


فوافق بشرط أن يقاتلهم وحده . وتمكن من القضاء عليهم


وأسر فارسهم العبد الأسود ( الاسكندر المسقوفي )


فكافئوه وأطلقوا سراحه بعد أن أعطوه الهدايا الثمينه . وكانت زوجته تظن أنه قد مات


ففسخت عقدها من عند القاضي ثم بعد انتهاء العده


تزوجت بشيخ مطير (الشيخ سلطان الدويش)


وبعد عودة الشيخ راكان بن حثلين احتفلت بهي قبائل العجمان


وفي الصباح رفع عماد الخيمه وبينما هو يتقهوى من القهوه دخلت عليه (زوجته) سابقا


التي فسخت عقدها وقالت تكفى ياشيخ راكان أبغاك تقبلني


أرجع زوجة لك وسوف أكلم سلطان بن دويش يطلقني


فرد عليها بهاذهي القصيدة التي هي من أجمل ما سمعت


يالله يامخـرج مـن المكرهـيـه
مدك ومعروفـك وفضلـك كفانـي

ياعالم اسـرار(ن) علينـا خفيـه
ياواحد(ن) ماله شريك(ن) وثانـي

يافاطـري خمـي طوارف طميـه
يوم اشرهبت مثل خشم الحصانـي

خبي خبيب الذيب مـع جرهديـه
وان طالع الزيـلان والليـل دانـي

خلـي طميـه والديـار العـذيـه
وتنحري بـرزان زيـن المبانـي

وتنحـري لطـام خشـم السـريـه
فرز الوغا لاجا نهـار الوحانـي

آصل أخو نوره لزومن عليه
قبل الحبيب وقبل قاصي(ن) وداني

واليا قضيـت الازم الـي عليـه
الازم الـي ماقضـاه الهـدانـي

نبغي ندور طفلـت(ن) عسوجيـه
ريحة نسمهـا كالزبـاد العمانـي

لي صاحب(ن) مانيتي عنـه نيـه
واثره قظاله حاجـت(ن) ماتنانـي

تباشروبـي عقـم ثامـن ضحيـه
وانا علي ابـرك ليالـي زمانـي

اشره على الطيب ويشـره عليـه
وراه ياخذ عشقتـي مـا تنانـي

ليته صبر عاميـن والا ضحيـه..
والا تنبا غربتـي ويـش جانـي

اما هفا راكان ذيب السريه
والا لفا يصهل صهيل الحصاني

روحي وانا راكان زبن الونيه
ما ياخذ العقبات غير الجباني

خري وانا راكـان زبـن الونيـه
ماياخذ الفضلات كود الهداني

خري وانا راكان زبن الونيه
ما يشرب الحثلات غير الهدامي

الى آخر القصيده