- الـخــيـمـــــة الـرمـضـانـيـــة المواضيع المتعلقة بشهر رمضان المبارك فتاوى وأحكام ادعية واذكار وكل ما يتعلق بالشهر الكريم بشكل خاص والصيام بشكل عام |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||
|
||||||||||||
ــ أَزِفَ الرَّحِيلُ -ـ
سَلامٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَوَانِ عَلَى خَيرِ شَهرٍ قَد مَضَى وَزَمَانِ سَلامٌ عَلَى شَهرِ الصِّيَامِ فَإِنَّهُ أَمَانٌ مِنَ الرَّحمَنِ كُلَّ أَمَانِ لَئِن فَنِيَت أَيَّامُكَ الغُرُّ بَغتَةً فَمَا الحُزنُ مِن قَلبي عَلَيكَ بِفَانِ أَزِفَ الرَّحِيلُ - أَيُّهَا المُسلِمُونَ - وَاقتَرَبَ النَّفِيرُ، فَهَلاَّ وَقَفنَا مَعَ أَنفُسِنَا وَساءَلْنَاهَا: مَا الَّذِي خَرَجنَا بِهِ مِن رَمَضَانَ؟ وَكَيفَ غَدَا لَدَينَا مُستَوَى الإِيمَانِ؟ مَا الَّذِي كَسِبنَاهُ في رَصِيدِ حَسَنَاتِنَا؟ وَمَا الَّذِي أَضَفنَاهُ لِصَحَائِفِ أَعمَالِنَا؟ مَاذَا تَغَيَّرَ في دَوَاخِلِنَا؟ وَمَاذَا عَدَّلْنَا في أَنفُسِنَا؟ مَن مِنَّا نَالَ الرَّحمَةَ وَمَن ذَاكَ المَغفُورُ لَهُ؟ وَمَن هُوَ عَتِيقُ رَبِّهِ مِنَ النَّارِ بِفَضلِهِ؟ مَن ذَلِكَ المُوَفَّقُ الَّذِي أَفلَحَ إِذْ أَعطَى وَاتَّقَى، وَتَزَكَّى وَذَكَرَ اسمَ رَبِّهِ فَصَلَّى؟ وَمَن ذَاكَ الخَائِبُ الَّذِي بَخِلَ وَاستَغنى، وَتَدَسَّى وَتَرَدَّى وَانسَاقَ وَرَاءَ النَّفسِ وَالهَوَى؟ مَن مِنَّا شَمَّرَ وَشَدَّ المِئزَرَ وَصَامَ وَقَامَ إِيمَانًا وَاحتِسَابًا؟ وَمَن مِنَّا شَغَلَهُ النَّومُ عَن شُهُودِ لَيلَةٍ هِيَ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرٍ؟ مَن هُوَ صَاحِبُ الذِّكرِ وَتَالي الآيَاتِ؟ وَمَن هُوَ مُرتَادُ الأَسوَاقِ وَالمُتَسَمِّرُ أَمَامَ القَنَوَاتِ؟ مَنِ الَّذِي أَطَالَ الدُّعَاءَ وَبَالَغَ في الرَّجَاءِ؟ مَنِ الَّذِي أَحسَنَ وَمَن ذَاكَ الَّذِي أَسَاءَ؟ هَا هِيَ الرِّحلَةُ الرَّمَضَانِيَّةُ قَد أَوشَكَت عَلَى الانتِهَاءِ، فَاسأَلْ نَفسَكَ وأَجِبْهَا بِصِدقٍ: هَل كُنتُ مِنَ المُسَدِّدِينَ المُقَارِبِينَ، أَم أَنَّي مَا زِلتُ مِنَ المُطَفِّفِينَ المُخسِرِينَ؟! أَيُّهَا المُسلِمُونَ، لَقَد كَانَ فِينَا مَن أَقبَلَ وَمِنَّا مَن أَقصَرَ، وَوُجِدَ بَينَنَا مَن أَتَمَّ وَمَن قَصَّرَ، وَكَانَ هُنَاكَ مُقِلٌّ وَمُكثِرٌ ومُتَعثِّرٌ وَمُستَغفِرٌ، مِنَّا مَن أَذهَبَت حَسَنَاتُهُ سَيِّئَاتِهِ، وَفِينَا مَن لم يَزَلْ يَحمِلُ عَلَى جَسَدِهِ جِبَالاً مِنَ الذُّنُوبِ تُثقِلُ كَاهِلَهُ، وَمَعَ هَذَا فَقَد بَقِيَت في الشَّهرِ بَقِيَّةٌ مُبَارَكَةٌ ، وَالأَعمَالُ بِالخَوَاتِيمِ، وَمَن أَحسَنَ فِيمَا بَقِيَ غُفِرَ لَهُ مَا مَضَى، وَمَن أَسَاءَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذَ بما مَضَى وَمَا بَقِيَ. عِبَادَ اللهِ، مَا أَسرَعَ أَيَّامَ السُّرُورِ وَأَعجَلَ انقِضَاءَهَا! وَمَا أَشَدَّ فَوَاتَ لَحَظَاتِ الفَرَحِ وَأَقسَى زَوَالَهَا! وَاللهِ لَكَأَنَّنَا نَتَذَكَّرُ يَومَ هَلَّ بِالأَمسِ هِلالُهُ، وَتَبَاشَرَ النَّاسُ بِنَسِيمِهِ وَظِلالِهِ، وَهَا هِيَ سَفِينَتُهُ اليَومَ تَسِيرُ سَرِيعًا، وَسَاعَاتُهُ تَمضِي جَمِيعًا، هَا هُوَ قَدِ اقتَرَبَ رَحِيلُهُ وَأَزِفَ تَحوِيلُهُ، فَيَا لَيتَ شِعرِي مَنِ المَقبُولُ مِنَّا فَيُهَنَّا، وَمَنِ المَردُودُ فَيُعَزَّى؟! عبدالله البصري. |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أَزِفَ, الرَّحِيلُ |
|
|