عقلك مفكر أم متلقي ؟

عقلك مفكر أم متلقي..!!؟

يسعد مساكم بكل خير
خطر ببالي أكتب هالموضوع بعد ماقرأت رد أخي تميم في موضوعه " لغز شعري " بعد ماحليت اللغز اللي جابه..
طبعا تميم استبعد إني أكون حاله اللغز من نفسي دون الإستعانة بقوقل والصراحة ماينلام في شكه..
لأننا وللأسف أصبحنا رهينة للعم قوقل وكلناه مهمة التفكير بدلا عنا ،
ومنحنا عقولنا إجازة طويلة الأمد يقبع في سبات عميق ،
لا تفكير ولا تحليل ولا تمرين..

كل ماعلينا القيام به ضغطة زر بسيطة تحل لنا الكثير من المسائل والتمارين والألغاز ..
بل الأدهى من ذلك أن منا من يتجاوز إعتماده على النت أكثر من ذلك حيث يوكله في انتقاء التعبير والأسلوب وكتابة التهنئة والتبريكات وعبارات المواساه وغيرها الكثير..!!

نحن بهذا نعطل عمل عقولنا ونثبط خلايا التفكير ونقضي على الجزيئات المبدعه والمبتكره في العقل البشري ،
والتي هي هبة ربانية منحنا إياها وفضلنا بها عن الكثير من مخلوقاته ،
ولكن لم نحسن الإستغلال لهذه الهبه.

الآن أريد أن أسأل..!!
هل تملك عقلا مفكرا أم عقلا متلقيا؟
بكل تأكيد كلاهما أمر مرغوب ومطلوب..

فالعقل المتلقي يبحث عن المعلومة فهي لن تأتي إليه على طبق من ذهب ،
بل لابد من القراءة والبحث والإطلاع والسؤال ليحصل على معلومات جديده ،تزيد رصيده المعرفي والعلمي ،
فالعقل في هذه الحاله متلقي للمعلومه حافظ لها..

ولكن في حال احتاج الأمر للتفكير والتأمل والحل والربط
فإن الكثير من الناس تتراجع للخلف وتؤثر البحث السهل المريح عن طريق قوقل
ولا يمكن لأحدهم أن يكلف نفسه عناء التفكير ولو لبعض الوقت ، وإعمال خلايا دماغه التي وهبها الله من القدرة على حل أعتى المسائل واكتشاف أعظم الأسرار وابتكار الكثير من الحلول مايعجز البيان عن حصره..
ومن الطبيعي أن القدرات في هذا تختلف من شخص إلى آخر فليس الناس كلها في هذا سواء
والذكاءات أنواع وبدرجات متفاوته
ولكن الإنسان الطبيعي العادي يملك قدرا مناسبا من الذكاء والقدرة على التفكير
بشرط أن يؤمن هو بذلك ويسعى إليه.
أصبحنا الآن نلاحظ هذه الظاهرة حتى على الأبناء طلاب المدارس عند حل الواجبات ،
والتكليفات المدرسيه مثل إعداد البحوث والدراسات فأصبح أول مايقوم به الطالب البحث عن حل المسائل والتمارين عن طريق النت ،
دون أن يبذل أي مجهود للتفكير في الحل بنفسه..
إنه لا يجيد ميزة الإعتماد الذاتي فقط يريد كل شيء جاهز أمامه مجرد نسخ ولصق وانتهى الأمر.

توقفت عقولهم عن التفكير مات الإبداع واندثر الإبتكار إلا فيمن رحم ربي من القلة الباقين المفكرين.

هذا سبب رئيس في الفارق الكبير بين الأجيال الحالية ومن مضى من الأولين ..
كان العرب أعلام للتميز في الإبتكار والإختراع والإبداع في المجالات المختلفه ،
فقط لأنهم استغلو عقولهم بطريقة سليمة ولم يركنو للغير ليقوم بمهمة التفكير نيابة عنهم.

ومع كل هذا تجد من الناس من يرد عليك الحجة بأن لاضرورة من التعب وارهاق العقل بكثرة التفكير ،
وكل شي متوافر وسهل الحصول عليه ..فلماذا أبحث لنفسي عن العناء وأوجع عقلي بالتفكير..!!
وقد لا أصل لحل بعد المشقة والتعب..
ولكن من قال أن لاطائل من إعمال العقل فمن الممكن أن تزيد نسبة الذكاء بتمرين العقل وتدريبه ،
فكما يحتاج الجسم للتمارين الرياضية فكذلك العقل يحتاج للتمرين عن طريق حل المسائل الرياضية والألغاز والأسئلة التي تعتمد على تشغيل خلايا الدماغ وتنشيطها ،
على الأقل تحصل على عقل حيوي نشيط وليس مجرد مستودع للمعلومات فاقد لميزة التفكير والإبداع والإبتكار والحل.

خلاصة ماقيل..
من الجميل أن تملك عقلا متلقيا ولكن الأجمل من ذلك والأهم أن تملك إلى جانبه عقلا مفكرا مبدعا وذكيا
وهذا هو جوهر الموضوع.
~ السوسن ~

ابدعتي في اثارة هذه النقطه يالسوسن
سيكون لي عوده وحديث اطول تعقيبا ع ماطرحتيه من نقطه تستحق النقاش والانتقاد والحديث حولها