عدد مرات النقر : 3,020
عدد  مرات الظهور : 42,397,835 
عدد مرات النقر : 2,317
عدد  مرات الظهور : 35,707,979 منتديات طموح ديزاين
عدد مرات النقر : 6,985
عدد  مرات الظهور : 70,934,494
منتديات شبكة ابن الصحراء
عدد مرات النقر : 5,585
عدد  مرات الظهور : 60,344,928 
عدد مرات النقر : 4,036
عدد  مرات الظهور : 39,591,994 
عدد مرات النقر : 763
عدد  مرات الظهور : 34,341,929

عدد مرات النقر : 502
عدد  مرات الظهور : 36,516,5710 
عدد مرات النقر : 0
عدد  مرات الظهور : 35,745,0757 
عدد مرات النقر : 1,142
عدد  مرات الظهور : 42,397,8492

عدد مرات النقر : 3,196
عدد  مرات الظهور : 18,396,5054 
عدد مرات النقر : 266
عدد  مرات الظهور : 15,865,663

عدد مرات النقر : 396
عدد  مرات الظهور : 9,839,861 
عدد مرات النقر : 319
عدد  مرات الظهور : 9,122,197

عدد مرات النقر : 329
عدد  مرات الظهور : 7,150,723 
عدد مرات النقر : 328
عدد  مرات الظهور : 7,873,4639
- "تحليقات في فضاءات همس القصيد" | ملتقى القصائد | | ونبض | | الشعر| | الشعراء |

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-25-2009
النجم السعودي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5598 يوم
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 العمر : 36
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم : 112
 معدل التقييم : النجم السعودي سمته فوق السحابالنجم السعودي سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)



شَرَيْتُ القَنا منْ قبل أن يُشترى القَنَاونلتُ المُنى منْ كلِّ أشْوسَ عابـس


فما كلُّ مَن يَشري القَنا يَطْعنُ العِدىوَلا كلُّ مَن يلقى الرِّجـالَ بفَـارسِ


خرَجتُ إلى القَـرْمِ الكمِّـي مُبـادراًوقد هجستْ في القلب مني هواجسي


وقلتُ لمهري والقنـا يقـرعُ القنـاتنبَّه وكن مستيقظـاً غيـر ناعـس


فجاوبني مهري الكريمُ وقـال لـيأنا منْ جيادِ الخيل، كُنْ أنتَ فارسي


ولمَّا تجاذبْنـا السُّيـوفَ وأُفرِغَـتْثيـابُ المَنايـا كُنـتُ أوَّل لابـسِ


ورُمحي إذا ما اهتزَّ يَـوْمَ كريهـة ٍتَخرُّ لـهُ كـلُّ الأُسـودِ القناعِـسِ


وما هالَني يا عَبـلَ فيـكِ مهالِـكٌولا راعني هولُ الكمـيِّ الممـارس


فَدُونَكَ يا عمرو بـن وُدٍ ولاَ تَحُـلْفرمحـي ظمـآنٌ لـدّم الأشـاوس








صباحُ الطَّعن في كَـرّ وفـرّولاَ ساقٍ يَطوفُ بكأس خمـرِ


أحَبُّ إليَّ من قَرْعِ المَلاهـيعلى كأسٍ وإبريـقٍ وزهْـرِ


مدامى ما تبقى من خمـاريبأَطرافِ القَنا والخَيلُ تَجْـري


أَنا العبْدُ الّذي خُبِّـرْتَ عَنْـهيلاقي في الكريهة ِ ألفَ حـرِّ


خلقتُ من الحديد أشـدَّ قلبـاًفكيفَ أخافُ من بيضٍ وسمرِ


وأبطُشُ بالكَمـيِّ ولا أُبالـيوأعلو الى السِّماكِ بكلّ فخـر


وَيُبصرُني الشُّجاعُ يَفِرُّ منّـيويرعشُ ظهرهُ مني ويسَري


ظَنَنْتُم يا بنـي شَيْبـانَ ظَنَّـافأخلفَ ظنكم جلدي وصبـري


سُلوا عني الرَّبيعَ وقد أتانـيبجُردِ الخيل منْ سادات بـدر


أسرتُ سراتهُم ورجعتُ عنهموقد فرقتهم فـي كـل قطـرِ


وها أنا قدْ برزتُ اليومَ أشفيفُؤادي منكم وغَليلَ صـدْري


وآخُذُ مالَ عَبلَة َ بالمواضـيوَيَعرفُ صاحبُ الإيوانِ قدري








صحا مِنْ بعْدِ سكرته فـؤَاديوعاود مقْلتي طِيـبُ الرُّقـاد


وأصبح من يعاندنـي ذليـلاكَثيرَ الهَـمّ لا يَفْدِيـهِ فـادي


يرى في نومهِ فتكات سيفـيفَيَشْكُو ما يَرَاهُ إلـى الوِسـادِ


ألا ياعبل قد عاينـتِ فعلـيوبانَ لكِ الضلالُ من الرَّشاد


وإنْ أبْصَرْتِ مِثْلِي فاهْجُرينيولا يَلْحَقْكِ عارٌ مِنْ سَـوادي


وإلاَّ فاذكري طَعني وَضَربيإذا ما لَجّ قَوْمُك في بِعـادي


طَرَقْتُ ديار كِنْدَة َ وهي تدْويدويَّ الرعدِ منْ ركضِ الجياد


وبَدَّدْتُ الفَوارِسَ في رُباهـابطعنٍ مثـلِ أفـواه المـزادِ


وَخَثْعَمُ قد صَبَحْناها صَباحـاًبُكُوراً قَبْلَ ما نادى المُنـادي


غدوا لما رأوا من حد سيفينذير الموت في الأرواحِ حاد


وعُدْنـا بالنّهـابِ وبالسَّرايـاوبالأَسـرَى تُكَبَّـلُ بالصَّفـاد








ضحكتْ عبيلة ُ إذ رأتني عارياًخلق القميص وساعدِي مخدوُش


لا تَضْحكي مني عُبيلة ُ واعْجبيمني إذا التفتْ علـيّ جيـوشُ


ورأيتِ رمحي في القلوبِ محكماًوعليهِ منْ فَيْضِ الدِّماءِ نقـوشُ


ألقى صدورَ الخيل وهي عوابسٌوأنا ضَحوكٌ نحْوهـا وبَشُـوشُ


إني أنا لَيثُ العرين ومَـنْ لـهقلْبُ الجبـانِ مُحيَّـرٌ مدْهـوش


إني لأعجبُ كيفَ ينظرُ صورتييـوم القتـال مبـارزٌ ويعيـشُ








طال الثَّواءُ على رُسـوم المنْـزلبين اللَّكيـكِ وبيـن ذَاتِ الحَرْمـل


فوقفت فـي عرصاتهـا متحيـراًأسلُ الديارَ كفعل مـن لـم يذهـلِ


لَعِبَتْ بها الأَنْـواءُ بعـد أنيسهـاوالرَّامساتُ وكـل جـونٍ مسبـل


أفَمِنْ بكـاءِ حمامـة ٍ فـي أيكـة ٍذرفتْ دموعكَ فوق ظهر المحمـل


كالدرِّ أو فضض الجمـانِ تقطعـتمنـهُ عَقائِـدُ سِلْكـهِ لـم يُوصـل


لما سمعتُ دعـاءَ مـرَّة إذ دعـاودُعاءَ عبْسٍ في الوَغـى ومُحلِّـلِ


ناديتَ عبسـاً فاستجابـوا بالقنـاوبكلّ أبيـضَ صـارمٍ لـم يَنْجَـلِ


حتى استباحوا آلَ عـوفٍ عنـوة ًبالمَشْرَفـيِّ وبالوشـيـج الـذُّبَّـل


إني امرؤُ منْ خير عبـسٍ منصبـاًشطري وأحمي سائري بالمنصـل


إنْ يُلحَقُوا أكْـرُرْ وإنْ يُسْتلحَمُـواأشـددْ وإنْ يلفـوا بضنـكٍ أنـزِل


حين النزول يكونُ غايـة َ مثلنـاويَفـرُّ كـلُّ مُضَلَّـلٍ مُستَـوْهِـلِ


ولقد أبيتُ علـى الطَّـوى وأظلـهُحتـى أنـال بـه كريـمَ المأكـلِ


وإذا الكَتيبة ُ أحْجَمـتْ وتلاحظَـتْألفيتُ خيـراً مـنْ معـمَّ مخـول


والخيـلُ تَعلـمُ والفَـوارسُ أننـيفرَّقْـتُ جمعهـم بطعنـة ِ فيصـل


إذ لاَ أبادرُ في المضيق فوارسـيولاَ أُوكـــلُّ بالـرعـيـل الأوَّل


ولقد غدوت أمـامَ رايـة ِ غالـبٍيوْمَ الهياج ومـا غَـدَوْتُ بأَعْـزل


بكَرتْ تخوفنـي الحتـوفَ كأننـيأَصْبحْتُ عن غَرض الحَتوفِ بِمَعْزِل


فأَجَبْتُـهَـا إنْ المَنـيَّـة مَنْـهـلٌلا بدَّ أنْ أُسْقَـى بكـأْس المنْهـل


فاقني حيـاءك لا أبالـكِ واعلمـيأني امرؤ سأمـوتُ إنُ لـم أقتـل


إنَّ المنيَّـة لـو تُمـثَّـلُ مُثِّـلـتْمثلي إذا نزلـوا بضنـك المنـزل


والخيلُ ساهِمـة ُ الوجُـوهِ كأَنَّمـاتسقى فوارسهـا نقيـع الحنظـل


وإذا حملتُ على الكريهِة لـم أقـلْبعد الكريهـة ِ ليتنـي لـم أفعـل








طربتَ وهاجتكَ الظبـاءُ السوانـحغداة َ غدت منهـا سنيـحٌ وبـارح


تغالتْ بي الأشـواقُ حتـى كأنمـابزندينِ في جوفي منَ الوجدِ قـادح


وقد كنتَ تخفي حبّ سمراءَ حقبـة ًفَبُحْ لانَ منها بالـذي أَنْـتَ بائـحُ


لعَمْري لقد أُعذِرْتُ لـو تَعذِريننـيوخشنت صدراً غيبـهُ لـك ناصـحُ


أعاذل كمْ من يوم حـربٍ شهدتـهُله مَنْظـرٌ بـادي النَّواجـذِ كالـحُ


فلم أرَ حياً صابـروا مثـل صبرنـاولا كافحـوا مثـلَ الذيـنَ نُكافـحُ


إذا شِئـتُ لاقانـي كَمـيُّ مُدَجَّـجٌعلـى اعوجـيّ بالطعـانِ مسامـحُ


نُزاحِفُ زَحفـاً أَو نلاقـي كَتيبَـة ًتُطاعِنُنا أَو يذَعرُ السَّـرحَ صائـحُ


فَلمَّا التَقينـا بالجِفـار تصَعصَعـواوردَّت علـى أعقابهـنَّ المسالـح


وسارتْ رجالٌ نحو أخرى عليهم الحديدُ كما تمشـي الجمـالُ الدوالـحُ


إذا ما مَشوا في السَّابغاتِ حَسبتُهُـمْسيولاً وقد جاشتْ بهـن الأباطـحُ


فأشـرعَ رايـاتٌ وتحـت ظلالهـامن القوْم أبْناءُ الحـروبِ المراجـحُ


ودُرْنا كما دارَتْ على قطبها الرَّحىودَارَتْ على هام الرِّجال الصَّفائـحُ


بهاجـرة ٍ حتَّـى تغَّيـبَ نـورهـاوأقبل ليلٌ يقبـضُ الطَّـرف سائـحُ


تداعـى بنـو عبـسٍ بكـلِّ مهنَّـدٍحُسامٍ يُزيلُ الهامَ والصَّـفُّ جانـحُ


وكـلُّ رُدَيْـنـيٍّ كــأنَّ سِنـانَـهُشهابٌ بدَا في ظُلمَة ِ اللَّيْل وَاضـحُ


فخلُّوا لنا عُـوذَ النِّسـاءِ وَجبَّبُـواعباديـدَ منهـم مُستَقيـمٌ وجَامـحُ


وكلَّ كعوبٍ خدلـة السَّـاق فخمـة ٍلها مَنْبـتٌ فـي آلِ ضَبَّـة طامـحُ


تركنا ضـراراً بيـن عـانٍ مكبَّـلوبين قَتيـلٍ غـاب عنـهُ النَّوَائـحُ


وعمْـراً وَحيَّانـاً ترَكْنـا بقَفْـرَة ٍتعودهما فيهـا الضّبـاعُ الكوالـح


يجـرِّرْنَ هامـاً فلَّقتهـا رِماحُـنـاتزيَّـل منهـنَّ اللحـى والمسايـح








طربتُ وهاجني برق اليمانـيوذكرني المنـازلَ والمغانـي


وأضرمَ في صميمِ القلبِ نـاراًكضربي بالحُسـامِ الهنْدُوانـي


لَعَمْرُكَ ما رِمَاحُ بني بَغيـضٍتخونُ أكفهـمْ يـوم الطعـان


ولا أسيافُهُم في الحرب تَنبـوإذا عرف الشجاعُ من الجبان


ولكنْ يضربون الجيشَ ضرباًويَقْبرُونَ النُّسورَ بـلا جِفـانِ


ويقتحمـون أهـوال المنايـاغداة َ الكرِّ في الحربِ العوان


أعبلة ُ لو سألتِ الرمح عنـيأجابكِ وهو منطلـق اللسـان


بأَني قد طَرَقـتُ ديـارَ تيـمٍبكلَّ غضنفـرٍ ثبـتِ الجنـان


وخُضتُ غُبارها والخيلُ تَهويوسيفي والقَنا فَرسـا رهـانِ


وإن طَرِبَ الرِّجالُ بشُرْبِ خَمْرٍوغيبَ رشدهم ْ خمرُ الدنـان


فَرُشْـدي لا يُغيِّبُـهُ مُــدَامٌولا أُصْغي لِقَهْقَهـة ِ القنانـي


وبـدرٌ قـد تركنـاهُ طريحـاًكـأن عليـهِ حلـة أرجـوان


شككـتُ فـؤادهُ لمـا تولـىبصدر مثقَّفٍ ماضي السنـان


فخَرَّ على صَعيدِ الأَرْض مُلْقى ًعفير الخدّ مخضـوبَ البنـان


وعُدْنا والفَخـارُ لنـا لِبـاسٌنسودُ بهِ على أهـل الزَّمـان



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



 توقيع : النجم السعودي


النجـــــــــــــــــــم الســــــــــعودي

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #2


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




ظعنَ الذيـنَ فراقهـم أتوقـعُوجرى بينهُمُ الغُـرابُ الأَبْقـعُ
خرقُ الجناح كأنَّ لحيي رأسـهجَلَمَانُ بالأَخْبـار هَـشٌّ مُولـعُ
فَزَجرتـهُ ألاَّ يُفـرِّخَ عُـشَّـهُأبداً ويصبـحَ واحـداً يتفجـعَ
كمدلة ٍ عجزاءَ تلحـمُ ناهضـاًفي الوكْر مَوْقِعُها الشَّظاءُ الأَرفعُ
إنَّ الذينَ نعيْتَ لـي بفِراقهـمْقد أسْهرُوا لَيْلي التّمامَ فأَوْجعوا
ومغيرة ٍ شعـواءَ ذاتِ أشلـة ٍفيها الفوارسُ حاسـرٌ ومقنـعُ
فَزَجرْتُها عنْ نِسْوة ٍ منْ عامرأفخاذهـنَ كأنهـنَّ الـخـروعُ
وعرفتُ أنَّ منيتـي إن تأتنـيلا يُنْجني منْها الفرارُ الأَسْـرَعُ
فصبرتُ عارفة ً لذلـكَ حـرَّة ًترسو إذا نفسُ الجبـانِ تطلـع





عجبتْ عبيلة ُ منْ فتى ً متبـذلعاري الأشاجع شاحِبٍ كالمُنْصُلِ
شَعْثِ المَفارِقِ مُنهـجٍ سِرْبالُـهُلم يدَّهـنْ حـولاً ولـم يترجـل
لايكتسى الاَّ الحديـدَ إذا اكتسـىوكذلـكَ كـلُّ مغـاور مستبسـل
قد طالَ ما لبِـسَ الحديـدَ فإنَّمـاصدأ الحديدِ بجلـدهِ لـم يغسـل
فتضاحَكتْ عَجباً وقالَتْ: يا فتـىلا خير فيـكَ كأنهـا لـم تحفـل
فعجبتُ منها حين زَلّـتْ عينُهـاعن ماجد طَلْقِ اليدَيـن شَمَـرْدَلِ
لا تَصْرميني يا عُبيـلُ وَرَاجعـيفيَّ البصيـرة َ نظـرة َ المتأمـل
فلربَّ أملـحَ منـكِ دلاَّ فاعلمـيوأَقَرَّ في الدّنيا لعيـنِ المُجْتلـي
وَصَلَتْ حبالي بالذي أنـا أهلُـهُمن ودها وأنـا رخـيُّ المطـول
يا عَبلُ كم من غمـرة ٍ زُهاءَهـابالنَّفْسِ مَا كَادتْ لَعمرك تَنْجَلـي
فِيها لَوامعُ لَوْ شهـدت زْهاءَهـالسلوتِ بعـد تخضـبٍ وتكحـل
إما تَرَيْني قد نَحَلْتُ وَمَـنْ يكـنْغَرَضاً لأَطْرافِ الأَسِنَّـة ِ يَنْحَـلِ
فلربَّ أبلـجَ مثـل بعلـكِ بـادنٍضَخْمٍ على ظهر الجـواد مُهيّـل
غادرتـهُ متعـفـراً أوصـالـهوالقـومُ بيـن مجَـرحٍ ومجـدل
فيهم أخو ثقة ٍ يضـاربُ نـازلابالمشْرفيّ وفـارسٌ لـم يَنـزِلِ
ورماحنا تكفُ النجيعَ صدورهـاوسيوفنا تخلي الرقـابَ فتختلـي
والهـامُ تنـذرُ بالصعيـد كأنمـاتُلْقي السُّيوفُ بها رُؤوس الحنظل
ولقد لَقيتُ المـوْتَ يـوْمَ لَقيتُـهمتَسرْبلاً والسَّيفُ لـم يَتسرْبـل
فرأيتنا مـا بيننـا مـن حاجـزٍإلاّ المجنُّ ونصلُ أبيض مقصـل
ذكرً أشقُّ به الجماجم في الوغىوأقولُ لا تقطعْ يميـنُ الصيقـل
ولرُبَّ مشعِلة ٍ وَزَعـتُ رعالَهـابمقلـصٍ نهـدٍ المراكـل هيكـل
سلس المعـذر لا حـقٍ أقرابـهمُتقلّبٍ عَبَثـاً بفـأْس المِسْحَـلِ
نَهْدِ القَطاة ِ كأَنها مـنْ صَخْـرَة ٍمَلْساءَ يَغْشاها المسيـلُ بمَحفَـلِ
وكـأَنَّ هادِيَـهُ إذا اسْتَقْبَلْـتَـهُجـذعٌ أذلَّ وكـان غيـرَ مذلـل
وكأنَّ مخرج روحهِ فـي وجهـهِسَرَبَانِ كانـا مَوْلَجيـنِ لجيـأَل
وكــأنَّ متنـيـهِ إذا جـردتـهُونزعتَ عنهُ الجـلَّ متنـا أيـلِ
ولـهُ حوافـرُ مُوثَـقٌ ترْكيبُهـاصمُّ النسور كأنهـا مـن جنـدل
ولهُ عَسِيـبٌ ذُو سَبيـبٍ سابـغٍمثل الرداء على الغنيَّ المفضـل
سلسُ العنانِ إلى القتـالِ فعينـهُقبلاءُ شاخصة ٌ كعيـن الأحـول
وكـأنَّ مشيـتـهُ إذا نهنهـتـهُبالنّكْلِ مِشْية ُ شـارِبٍ مُسْتَعجـلِ
فعليـهِ أَقْتَحِـمُ الهِيـاجَ تقَحُّمـاًفيها وأنقضُّ انقضاضَ الأجـدلِ





عذابُكِ يا ابْنة َ السَّاداتِ سَهْلُوجور أبيك انصـافٌ وعـدل
فَجوروا واطلُبوا قَتلي وظُلمـيوتعذيبـي فـإنـي لاّ أمــل
ولاَ أَلو وَلا أشفـي الأَعـاديفساداتي لهـمْ فَخْـرٌ وفضـلُ
أنـاسٌ أنزلونـا فـي مكـانٍمن العلْياءِ فوقَ النَّجـم يعلـو
إذا جارُوا عَدَلنا فـي هَواهُـمْوانْ عـزُّوا لعزتهـم نــذلُّ
وكيف يكونُ لي عزمٌ وجسميتَرَاهُ قـد بَقِـيَ منْـهُ الأَقـلُّ
فيـا طيـرَ الأراكِ بحـق ربّبراكَ عساكَ تعلمُ أيـنَ حلـوا
وتطلقُ عاشقاً من أسرِ قـومٍلهُ فـي حبهـم أسـرٌ وغـل
يُنادُوني وَخيلُ الموْت تجري:محلُّـك لا يُعـادلـهُ مـحـلُّ
وقد أمسـوا يعيبونـي بأمـيوَلوني كلمـا عَقـدوا وحَلُّـوا
لقد هانَتْ صروفُ الدَّهر عندِيوهانوا أهلـه عنـدي وقلـوا
ولي في كلّ معرَكَـة ٍ حديـثٌإذا سمعت به الأبطـالُ ذلـوا
غللتُ رقابهمْ وأسـرتُ منهـمْوهمْ في عظم جمعهم استقلُّـوا
وأحصنت النساءَ بحدَّ سيفـيوأعدائي لِعَظْمِ الخـوفِ فُلُّـوا
أثيرُ عجاجها والخيلُ تجـريثقـالا بالـفـوارس لاتـمـلُّ
وأرجعُ وهى قد ولـت خفافـاًمحيَّرة ً مـن الشَّكـوى تكـلُّ
وأرضى بالإهانة ِ مـعَ أنـاسٍأراعيهمْ ولـو قتلـي أحلُّـوا
وأصبرُ للحَبيـبِ وإنْ جَفانـيوَلم أترُكْ هَواهُ وَلستُ أسلـو
عسى الأيـام تنعـم بقريـبٍوبَعْدَ الهَجْرِ مُرُّ العيشِ يَحلُـو





عفتِ الديـارَ وباقـي الأطـلالريحُ الصَّبـا وتقلُّـبُ الأَحْـوَالِ
وعفا مَغانِيَهـا فأَخْلـقَ رسْمِهـاتردادُ وكفِ العـارضِ الهطـال
فلئنْ صَرمْتِ الحبلَ يا ابنة َ مالكٍوسمعـتِ فـيَّ مقالـة العـذال
فَسلي لِكيْمـا تُخبَـري بفعائلـيعندَ الوغى ومواقـفِ الأهـوال
والخيلُ تعثرُ بالقنا فـي جاحِـمٍتهفو بـه ويجلـنَ كـلَّ مجـال
وأنا المجربُ في المواقف كلهـامنْ آلِ عبسٍ منصبـي وفعالـي
منهمْ أبـي شـدادُ أكـرمُ والـدٍوالأُمُّ مـنْ حـامٍ فهـمْ أخْوالـي
وأنا المنية ُ حينَ تشتجرُ القنـاوالطعنُ منـي سابـقُ الآجـال
ولربَّ قرنٍ قـد تركـتُ مجـدلاًولبانُـهُ كَنَـواضِـح الجـريـال
تنتابهُ طلـسُ السبـاع مغـادراًفي قفـرة ٍ متمـزقَ الأوصـال
وَلرُبَّ خَيْلٍ قد وَزَعْـتُ رَعيلهـابأَقـبَّ لا ضغـنٍ ولاَ مِجْـفـال
ومُسرْبلٍ حلـقَ الحديـدِ مُدَجَّـجٍكاللَّيْثِ بيـن عرينَـة ِ الأَشْبـال
غادرتهُ للجنـب غيـرَ موسـدٍمُتثنّيَ الأَوْصـالِ عنـد مجـال
ولربّ شربٍ قد صبحتُ مدامـة ًليْسـوا بأَنكـاس ولا أَوغــال
وكواعبٍ مثل الدمـى أصبيتهـاينْظُرْنَ في خَفـر وحُسـنِ دلاَلِ
فَسلي لِكيْمـا تُخبَـري بفعائلـيوسلي الملوك وطـيءِ الأجيـال
وسلي عشائر ضبة ٍ إذ أسلمـتْبكْـرٌ حلائِلَهـا ورَهْـطَ عِقَـالِ
وبني صباحٍ قـدْ تركْنـا منْهـمُجزراً بذاتِ الرمثِ فـوق أثـال
زَيداً وسوداً والمُقطِّـعَ أقْصـدتْأرْماحُنا ومُجاشـعَ بْـن هِـلالَ
رعناهم بالخيـل تـردي بالقنـاوبكُـلِّ أبيـضَ صـارِمٍ فَصَّـال
مَنْ مِثْلُ قوْمي حين يختلفُ القَناوإذا تـزلُّ قـوائـمُ الأبـطـال
والطَّعْنُ منـي سابـقُ الآجـالصَدْقِ اللِّقـاءِ مُجـرَّبِ الأَهـوال
عِنْدَ الوَغى وَمواقِـفِ الأَهـوالنفْسي وراحِلتي وسائـرُ مالـي
قَوْمي صَمَامِ لمن أرادُوا ضيْمَهُمْوالقاهرون لكـلَّ أغلـبَ صـال
والمُطْعمُونَ وما عليْهـمْ نِعْمـة ٌوالأَكرَمون أبـاً ومحتـدَ خـال
نحن الحصى عدداً ونحسبُ قومناورجالَنا في الحرْبِ غيرَ رجـال
منا المعينُ على النـدى بفعالـهِوالبذلِ فـي اللزبـاتِ بالأمـوال
إنَّا إذا حَمِسَ الوغى نُرْوي القناونعـفُّ عنـد تقاسـمِ الأنفـال
نأْتي الصَّريخَ على جيادٍ ضُمَّـرِخمصِ البطونِ كأنهـنَّ سعالـي
من كلِّ شَوْهاءِ اليدَيـن طِمِـرَّة ٍومقلصٍ عبـل الشـوى ذيـال
لا تأسينَّ علـى خليـطٍ زايلـوابعد الأُلى قُتلـوا بـذِي أغْيـال
كانوا يشبونَ الحروبَ إذا خبـتْقدمـاً بكـلَّ مهـنـدٍ فـصـال
وأنا المُجَرَّبُ في المَواقف كلِّهـاوسَمِعْـتِ فـيَّ مقالَـة العُـذَّال
تَرْدادُ وكفِ العـارضِ الهطَّـالطَعْنـاً بكـلّ مثقَّـفٍ عَـسَّـال
يُعْطي المِئينَ إلى المِئينَ مـرزّأًنـاجٍ مـنَ الغمـراتِ كالرئبـال
يعطى المئين إلى المئين مـرزءَاحَمّـالِ مَفْظَعَـة ٍ مِـنَ الأَثْقـال
وإذا الأُمـورُ تحوّلـتْ ألفَيْتَهُـمعصمَ الهوالك ساعة َ الزلـزال
وهمُ الحماة ُ إذا النّساءُ تحسّرتْيوْمَ الحفاظِ وكـانَ يـوْمُ نَـزَال
يقصون ذا الأنفِ الحمى َّ وفيهمحلـمٌ وليـسَ حرامهـمْ بحـلال
المُطْعِمُونَ إذا السّنُـونُ تَتَابَعـتْمحلاً وضـنّ سحابهـا بسجـال





عقابُ الهجرِ أعقبَ لي الوصالاَوصِدْقُ الصَّبْرِ أظْهَرَ لي المحالا
ولولا حبُّ عبلة َ فـي فـؤاديمقيمٌ ما رعيـتُ لهـم جمـالا
عتبتُ الدَّهر كيفَ يـذلُّ مثلـيولي عـزمٌ أقـدُّ بـه الجبـالا
أَنا الرجلُ الذي خُبِّـرْتِ عنـهوقد عاينْتَ مَعْ خبـري الفِعـالا
غداة َ أتتْ بنـو طـيِّ وكلـبٍتهـزُّ بكَفّهـا السُّمـرَ الطّـوالا
بجيـشٍ كلمـا لاحظـت فيـهحسبتُ الأرضَ قد ملئتْ رجـالا
ودَاسـوا أَرْضَنـا بمُضَمَّـراتٍفكـان صَهيلُهـا قِيـلاً وقـالا
تولـوا جفَّـلاَ منَّـا حـيـارىوفاتوا الظغن منهـم والرِّحـالا
وما حملتْ ذَوُو الأَنسابِ ضَيْمـاًولا سمعـتْ لداعيهـا مـقـالا
وما رَدَّ الأَعِنَّـة َ غيـرُ عبْـدٍونارُ الحربِ تشتعـلُ اشتعـالاً
بطعـن ترعـدُ الأبطـالُ منـهُلشـدتـه فتجـنـبُ القـتـالا
صدمتُ الجَيْشَ حتى كَلَّ مُهريوعدتُ فما وجدتُ لهـم ظـلالاَ
وراحتْ خيلهمْ من وجه سيفـيخِفافاً بعْـد مـا كانـتْ ثقـالا
تدوسُ على الفوارس وهْيَ تعدووقد أخـذَتْ جماجمَهُـمْ نعـالا
وكمَ بطل تركـتُ بهـا طريحـاًيحـركُ بعـد يمنـاهُ الشّمـالا
وخلصتُ العـذارى والغوانـيوما أبقيـتُ مـعْ أحـدٍ عقـالا



 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #3


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




فـؤادٌ لا يسلّـيـهِ الـمـدامُوجسـمٌ لا يفارقـهُ السَّقـامُ
وأجفـانٌ تبيـت مقرَّحـاتٍتسيل دمـاً إذا جـنَّ الظَّـلام
وهاتفة ٌ شجتْ قلبي بصـوتٍيلذُّ بـهِ الفـؤَادُ المستَهـامُ
شُغِلْتُ بذكْرِ عَبلَة َ عنْ سوَاهاوَقُلْتُ لِصاحبي هـذَا المَـرام
وفي أرضِ الحِجازِ خِيامُ قَوْمٍحلال الوصل عندهـم حـرام
وبينَ قبابِ ذاكَ الحيِّ خَـوْدٌرداحٌ لا يمـاط لهـا لـثـام
لها من تحت برْقُعِها عيـونٌصِحاحٌ حَشْو جَفْنيهـا سَقـامُ
وبينَ شِفافها مِسْـكٌ عَبيـرٌوكافـورٌ يمـازجـهُ مُــدام
فما للبدر إنْ سفـرتْ كمـالٌوما للغصنٍ إنْ خطرتْ قـوام
يلذُّ غرَامُها والوجـدُ عِنـديومنْ يعْشَقْ يلَذ لـه الغـرامُ
ألا يا عبلَ قد شَمِت الأعاديبإبعادي وقد أَمِنـو ونامـوا
وقد لاقيتُ في سفري أُمـوراًتشيّبُ منْ له في المَهْدِ عـامُ
وبعد العُسْر قد لاقيْتُ يُسـراًوملكاً لا يحيـطُ بـه الكـلامَ
وسلْطانـاً لـهُ كـلُّ البرَايـاجنودٌ والزّمـانُ لـهُ غـلام
يفيضُ عطاؤه مـن راحَتيْـهِفما نـدري أبَحْـرٌ أم غمـام
وقد خلَعَتْ عليه الشَّمْسُ تاجاًفـلا يغْشـى مَعَالِمَـهُ ظـلاَمُ
جَواهرهُ النُّجومُ وفيـه بـدرٌأقلُّ صِفاتِ صورتِـه التّمـام
بنو نعشٍ لمجلسـه سريـرٌعليها والسَّمـاوات الخِيـامُ
ولولا خوفهُ فـي كـلِّ قطـرمن الآفاق ما قَـرَّ الحُسـامُ
جميعُ النَّاس جسْمٌ وهْوَ رُوحٌبه تَحيا المَفاصِـلُ والعِظـامُ
تُصَلِّي نحَوَهُ مـن كـلِّ فَـجٍّملُوكُ الأَرْض وهْو لها إمـامُ
قدمْ يا سيَّد الثقليـن وابقـىمدى الأَيّام ما نـاحَ الحمـامُ





فؤادٌ ليسَ يثنيـهِ العـذولُوعيْنٌ نوْمُهـا أبـداً قليـلُ
عركْتُ النَّائباتِ فهانَ عندِيقبيحُ فِعَال دَهري والجميـلُ
وقدْ أوْعَدْتَنِي يا عمرو يوْماًبقولٍ مـا لِصحَّتِـهِ دليـلُ
ستعلم أينا يبقـى طريحـاًتخطفهُ الذوابلُ والنصـولُ
ومنْ تُسبى حليلَتهُ وتُمسيمفجعة لهـا دمـعٌ يسيـل
أتذْكُرُ عبْلة ً وتبيـتُ حيّـاًودونَ خِبائِها أسدٌ مَهُـول
وتطلبُ أنْ تلاقيني وسيفييُدَكُّ لوقْعه الجبـلُ الثَّقيـلُ





فخْرُ الرِّجالِ سلاسـلٌ وَقيُـودُوكذا النساءُ بخانـقٌ وعقـودُ
سُكْري بهِ لا ما جنى العُنْقـودُ
يادهرُ لا تبق علـيَّ فقـد دنـاما كنتُ أطلبُ قبـلَ ذا وأريـد
فالقتْلُ لي من بعد عبْلة َ راحَة ٌوالعَيشُ بعـد فِراقهـا منكُـودُ
يا عبلَ! إنْ تَبكي عليَّ فقد بكىصَرْفُ الزَّمانِ عليَّ وهُوَ حَسُودُ
يا عبلَ! إنْ سَفكوا دمي فَفَعائليفي كـل يـومٍ ذكرهـنّ جديـد
تَدْعينَ عنْترَ وهوَ عنكِ بعيـدُ
ولقد لقيتُ الفُرْسَ يا ابْنَة َ مالكِوجيوشها قد ضاق عنها البيـد
وتموجُ موجَ البحـرِ إلا أنَّهـالاقتْ أسـوداً فوقهـنَّ حديـد
جاروا فَحَكَّمْنا الصَّوارمَ بيْننـافقَضتْ وأَطرافُ الرماحِ شُهُود
يا عبلَ! كم منْ جَحْفلٍ فرَّقْتُـهُوالجوُّ أسـودُ والجبـالُ تميـدُ
فسطا عليَّ الدَّهرُ سطوة َ غادرٍوالدَّهرُ يَبخُـلُ تـارة ويجُـودُ






فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَـنَّ عَجَائِبـاًحَتَّى بَلَغْتُ إلَى ذُرَى الجَـوْزَاءِ
فَهُنَاكَ لا أَلْوِي عَلى مَنْ لاَمَنِيخوْفَ المَمَاتِ وَفُرْقَة ِ الأَحْيـاءِ
فلأغضبنَّ عواذلي وحواسـديولأَصْبِرَنَّ عَلى قِلًـى وَجَـوَاءِ
ولأَجهَدَنَّ عَلى اللِّقَاءِ لِكَيْ أَرَىما أرتجيهِ أو يحيـنَ قضائـيِ
ولأَحْمِيَنَّ النَّفْسَ عَنْ شهَوَاتِهَاحَتَّـى أَرَى ذَا ذِمَّـة ٍ وَوَفـاءِ
منْ كانَ يجحدني فقدْ برحَ الخفاما كنتُ أكتمـهُ عـن الرُّقبـاءِ
ما ساءني لوني وإسمُ زبيبـة ٍإنْ قَصَّرَتْ عَنْ هِمَّتي أعدَائـي
فَلِئنْ بَقيتُ لأَصْنَعَـنَّ عَجَائِبـاًولأُبْكمنَنَّ بَلاَغَـة َ الفُصحَـاءِ





قد أوعدوني بأرمـاحٍ معلبـة ٍسودٍ لقطنَ من الحومانِ أخلاقِ
لم يَسْلبُوهَا ولم يُعطوا بها ثَمناًأيدِي النَّعامِ فلاَ أسْقاهُمُ السَّاقي
عمْرو بْنُ أسْوَدَ فا زبَّاء قاربَة ٍماءَ الكلابِ عليها الطنءُ معناقِ





نَفّسُوا كَرْبي وَداوُوا عِلَلـيوابرِزوا لي كلَّ لَيـثٍ بطـل
وانْهلُوا منْ حَدِّ سَيْفي جُرعاًمُرَّة ً مثْـلَ نَقيـعِ الحنْظـل
وإذا الموتُ بدا في جحفـلٍفدعونـي للقـاءِ الجحفـل
يا بني الأعجامِ مـا بالكـمعن قِتَالي كلُّكُمْ فـي شُغُـلِ
أينَ منْ كانًَ لقتلـي طالبـاَرَامَ يَسْقَيني شَرَابَ الأَجـل
أبْرِزُوهُ وانْظرُوا ما يلْتقـيمِن سِناني تحتَ ظِلِّ القسْطل
قَسَماً يا عبَلَ يا أختَ المهَـابثَنَايَـاكِ العِـذابِ القُـبَـلِ
وبعينيكَ وما قـد ضمنـتْمِنْ دَواهي سِحْرِها والكُحَـلِ
إنني لـولاَ خَيـالٌ طـارقٌمنكِ ما ذقتُ هجوعَ المقـل
أَتُرى تُنْبيكِ أروَاحُ الصَّبـاباشْتياقي نحْو ذاكَ المنْـزل
فَسَقـى الله لياليـكِ التـيسَلفتْ صَوْبَ السّحابِ الهَطِلِ






قفْ بالديار وصـحْ إلـى بيداهـافعسى الديار تجيـبُ مـنْ ناداهـا
دارٌ يفوحُ المِسْك مـن عَرَصاتِهـاوالعـودُ والنـدُّ الذكـيُّ جنـاهـا
دارٌ لعبلة َ شَـطَّ عنْـكَ مَزارُهـاونـأْتْ لعمْـري مـا أراكَ تراهـا
ما بالُ عيْنِكَ لا تمـلُّ مـن البُكـارمـدٌ بعينـكَ أمْ جفـاكَ كـراهـا
يا صاحبي قفْ بالمطايـا ساعـة ًفـي دَار عبْلـة سائـلاً مغْناهـا
أم كيـفَ تسـأل دمنـة ً عاديـة َسفت الجنـوبُ دمائهـا وثراهـا
يا عبلَ قد هـامَ الفُـؤَادُ بذِكْركـموأرى ديوني مـا يحـلُّ قضاهـا
يا عَبلَ إنْ تبكـي علـيَّ بحُرْقَـة ٍفلطالمـا بكـتِ الرجـالُ نساهـا
يا عَبْلَ إني في الكريهـة ِ ضَيْغَـمٌشَرسٌ إذا ما الطَّعْنُ شـقَّ جباهـا
وَدَنَتْ كِباشٌ من كِبـاشٍ تصْطلـينارَ الكريهة ِ أوْ تخُـوضُ لَظاهـا
ودنا الشُّجاعُ من الشُّجاع وأُشْرعَتْسمر الرماح على اختـلافِ قناهـا
فهناك أطعنُ في الوغى فرْسانهـاطَعْنـاً يَشـقُّ قُلوبَهـا وكُـلاهـا
وسلي الفوارس يخبروكِ بهمتـيومواقفي في الحربِ حيـن أطاهـا
وأزيدها من نـار حربـي شعلـة ًوأثيرهـا حتـى تـدورَ رحـاهـا
وأكرُّ فيهم فـي لهيـب شعاعهـاوأكـون أوَّل وافــدٍ يصـلاهـا
وأكـون أول ضــاربٍ بمهـنـدٍيفري الجماجـمَ لا يريـدُ سواهـا
وأكون أولَّ فارسٍ يغشى الوغـىفأقـود أوَّل فــارسِ يغْشـاهـا
والخيلُ تعْلـم والفـوارسُ أننـيشيخ الحـروب وكهلهـا وفتاهـا
يا عبلَ كـم مـنْ فـارس خلَّيْتُـهُفي وسْطِ رابيـة ٍ يَعُـدُّ حصاهـا
يا عبلُ كـم مـن حـرَّة ٍ خلَّيتُهـاتبكـي وتنعـي بعلهـا وأخـاهـا
يا عبلُ كم من مُهـرة ٍ غادرتُهـامن بعد صاحبهـا تجـرُّ خطاهـا
يا عبلُ لـو أنـي لقيـتُ كتيبـة ًسبعين ألفـاً مـا رهبـت لقاهـا
وأنا المنَّيـة وابـن كـلِّ منيـة ٍوسـواد جلـدي ثوبهـا ورداهـا





قف بالمنازل ان شجتك ربوعهـافلعل عينـك يستهـلُّ دموعهـا
واسأَلْ عن الأَظْعانِ أينَ سَرتْ بهاآباؤها ومتَـى يكـونُ رجُوعُهـا
دارٌ لعبلة َ شـطَّ عنْـك مزارُهـاونأْتْ ففارَقَ مُقْلتيـك هُجوعُهـا
فسقَتْكِ يا أرضَ الشَّرِبَّة ِ مُزْنـة ٌمنهلة ٌ يروى ثـراك هجوعهـا
وكَسا الرَّبيعُ رُباكِ فـي أزهـارهحللاً إذا ما الأرضُ فاح ربيعهـا
كم ليلـة عانقـتُ فيهـا غـادةوَلمن صَحِبنا خيْلُهـا وَدرُوعُهـا
شمسٌ إذا طلعت سجـدتُ جلالـةلجمالها وجـلا الظـلام طلوعهـا
يا عَبلَ! لاَ تَخْشَيْ عليَّ منَ العِدىيوْماً إذا اجْتَمَعت عليَّ جمُوعهـا
إنَّ المَنيَّة ، يا عُبيلـة ُ، دَوْحَـة ٌوأنا وَرُمحي أصلُهـا وفُروعهـا
وغداً يمرُّ على الأعاجم من يدىكأسٌ أمرُّ مـنَ السُّمـوم نقيعهـا
وأذيقهـا طعنـاً تـذلُّ لوقـعـهِساداتُها وَيَشيبُ منْـه رَضيعُهـا
وإذا جيوشُ الكسروى ِّ تبـادرتْنحْوي وأَبدَتْ ما تكُنُّ ضلُوعُهـا
فيكون للأسد الضَّـواري لحمهـاولمنْ صحبنا جيلهـا ودروءهـا
يا عبلَ! لو أَنَّ المَنيَّة َ صُـوِّرتْلغدَا إلـيَّ سجودهـا وركوعهـا
وَسَطَتْ بَسَيْفي في النُّفوسِ مُبيدَة ًمن لا يجيـبُ مقالهـا ويطيعهـا





قفا يـا خليلـيَّ الغـداة َ وسلمـاوعُوجا فإن لم تَفْعلا اليوْم تَنْدمـا
على طلـلٍ لـو أنـهُ كـان قبلـهُتَكـلَّـمَ رَسْــمٌ دارسٌ لَتَكَلَّـمـا
أيا عزَّنا لا عزَّ في النـاس مثلـهعلى عهْدِ ذي القرْنين لن يتَهدَّمـا
إذا خطرتْ عبسٌ ورائـي بالقنـاعلَوْتُ بها بيتاً مِنَ المجـدِ مُعْلمـا
تراهُمْ يَعـدُّون العناجيـجَ والقنـاطوال الهوادي فوقَ وردٍ وأدهمـا
إذا ما ابتدرنا النَّهب من بعد غارة ٍأثرنـا غبـاراً بالسَّنابـكِ أقتمـا
ألاّ ربَّ يومٍ قـد أنخنـا بدراهـمأقيمُ بهمْ سيفي ورُمحـي المقومَّـا
ومـا هـزَّ قـومٌ رايـة ً للقائنـامن النَّاسِ إلاّ دراهمْ ملئـتْ دمـا
وإنَّـا أبَدْنـا جمَعَهُـمْ برماحِـنـاوإنـا ضَربْنـا كَبْشَهُـمْ فتحطَّمـا
بكـلّ رقيـق الشَّفرتيـنِ مهنَّـدٍحُسامٍ إذا لاقى الضَّريبـة َ صمَمَّـا
يُفلِّـقُ هـامَ الدَّارعيـنَ ذُبـابُـهُويَفْري مِنَ الأَبطالِ كفّاً ومِعصَمـا





كَمْ يُبْعِدُ الدَّهْرُ مَنْ أَرْجُو أُقارِبُـهُعنِّي ويبعـثُ شيطانـاً أحاربـهُ
فيالهُ من زمانٍ كلَّمـا انصرفـتْصروفهُ فتكـتْ فينـا عواقبـهُ
دَهْرٌ يرَى الغدْرَ من إحدَى طبَائِعهِفكيْفَ يَهْنا بـهِ حُـرٌّ يُصَاحِبُـهُ
جَرَّبْتُـهُ وَأنـا غِـرٌّ فَهَذَّبَـنـيمنْ بَعْدِما شَيَّبَتْ رَأْسي تجَاربُـهُ
وَكيْفَ أخْشى منَ الأَيَّامِ نائِبـة ًوَالدَّهْرُ أهْونُ مَا عِنْدي نَوائبُـهُ
كم ليلة ٍ سرتُ في البيداءِ منفرداًواللَّيْلُ لِلْغَرْبِ قدْ مالـت كوَاكبُـهُ
سيفي أنيسي ورمحي كلَّما نهمتْأسدُ الدِّحالِ إليهـا مـالَ جانبـهُ
وَكمْ غدِيرٍ مَزجْتُ الماءَ فيهِ دمـاًعندَ الصَّباحِ وراحَ الوحش طالبهُ
يا طامعاً في هلاكي عدْ بلا طمعٍولا تردْ كأسَ حتفِ أنت شاربـهُ



 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #4


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)





لئن أكُ أسوداً فالمسكُ لونيومَا لِسوادِ جِلدي مـنْ دواء
وَلَكِنْ تَبْعُدُ الفَحْشـاءُ عَنـيكَبُعْدِ الأَرْضِ عَنْ جوِّ السَّماء





لا تذكري مهري وما أطعمتهُفيكونُ جلدكِ مثلَ جلدِ الأجربِ
إنَّ الغَبُوقَ لهُ وأنْتِ مسوءَة ٌفتأَوَّهي ما شئْتِ ثمَّ تحَوَّبـي
كذَبَ العَتيقُ وماءُ شنٍّ بـاردٍإنْ كُنتِ سائِلَتي غبُوقاً فاذهبي
إنَّ الرِّجالَ لهمْ إليْكِ وسيلَـة ٌإنْ يأْخذوكِ تكحَّلي وتخضَّبـي
ويكُونُ مرْكبُكِ القَعُودَ ورَحْلهُوابنُ النَّعامَة ِ يَوْمَ ذلكَ مَرْكبي
إِنيَّ أحاذرُ أنْ تقولَ ظعينتـيهـذَا غُبـارٌ ساطـعٌ فتَلَبَّـب
وأنا امْرُؤٌ إنْ يأْخذوني عَنوَة ًأقرنْ إلى شرَّالركابِ وأُجنـبِ





لا تَقْتضِ الدَّيْـنَ إلاّ بالقَنـا الذُّبُـلِولاتحكمْ سوى الأسياف فـي القلـل
ولاَ تُجـاورْ لئـامـاً ذَلَّ جـارُهُـمُوخلِّهمْ في عِرَاصِ الـدَّارِ وارْتَحـلِ
وَلاَ تَفِرَّ إذا مـا خُضْـتَ معركـة ًفما يَزيدُ فِرارُ المـرْءِ فـي الأَجـل
يا عبلَ أنتِ سَوادُ القلْبِ فاحْتكِمـيفي مُهْجَتي واعدِلي يا غايَة َ الأَمـلِ
وإن ترحلتِ منْ عبس فـلاّ تقفـيفي دارِ ذُلٍّ ولا تُصْغي إلـى العَـذَلِ
لأَنَّ أرْضهُـمُ مـنْ بعـدِ رِحْلتِـنـاتبقى بلاَ فـارس يُدْعَـى ولا بَطَـلِ
سلي فزَارَة َ عنْ فِعْلي وقـد نفَـرتْفي جحفل حافل كالعـارض الهطـل
تَهُزُّ سُمْرَ القَنَا حِقْـداً عَلـيَّ وقـدرأَتْ لَهيبَ حُسامي ساطـعَ الشُّعَـلِ
يخبرْكِ بدرُ بنُ عمْروٍ أَننـي بَطـلٌألقى الجيوش بقلبٍ قدَّ مـنْ جبـل
قاتلتُ فرسانَهم حتى مضَـوْا فرقـاًوالطعنُ في إثرهمْ أمضى منَ الأجل
وعادَ بي فرَسـي يمشـي فتعثـرهُجماجـمٌ نثـرتْ بالبيـض والأسـل
وقد أسرتُ سَراة َ القـومِ مقتـدراًوعدت من فرحي كالشَّـارب الثَّمـل
يا بينُ رَوَّعْتَ قلبي بالفِـراق ومـاأبكي لِفُرْقـة ِ أصْحـابٍ ولا طَلـل
بل منْ فراق التي في جفنهـا سقـمٌقد زادني عللاً منـه علـى عللـي
أُمسي على وَجلٍ خَوْفَ الفِرَاقِ كمـاتمسي الأَعاديُّ من سيفي على وَجل
منْ لي برد الصَبـا واللَّهووالغَـزلهيهاتَ ما فـاتَ مـنْ أَيَّامِـكَ الأَوَّل
طوى الجَديدانِ ما قد كنْـتُ أنْشُـرُهُوأنكرتنـي ذواتُ الأعيـنِ النجُـل
وما ثنى الدَّهْرُ عزْمي عنْ مُهاجمة ٍوخَوْضِ مَعْمَعة ٍ في السَّهْل والجبـل
في الخيل والخافِقاتِ السُّودِ لي شُغُلٌليْس الصَّبابة ُ والصهباء من شُغُلي
لقد ثنانـي النهـى عنهـا وأدبـيفلسْتُ أبكي علـى رسْـمٍ ولا طَلـل
سلوا جوادي عنـي يـوْمَ يحْملنـيهل فاتني بطلٌ أو حلتُ عـن بطـل
وكم جُيـوشٍ لقـد فرَّقتُهـا فِرْقـاًوعارضُ الحتفِ مثلُ العارضِ الهطل
وموكـبٍ خضـتُ أعـلاهُ وأسفلـهبالضَّرْبِ والطَّعنِ بينَ البيضِ والأَسل
ماذا أُريـدُ بقـوْمٍ يَهْـدِرُونَ دمـيألسـتُ أولاهـمُ بالقـولِ والعمـل
لا يشربُ الخمرإلا مـنْ لـه ذمـمٌولا يبيت لـهُ جـارٌ علـى وَجـل





لا يحْمِلُ الحِقْدَ مَنْ تَعْلُو بِهِ الرُّتَـبُولا ينالُ العلى من طبعـهُ الغضـبُ
ومن يكنْ عبـد قـومٍ لا يخالفهـمْإذا جفوهُ ويسترضـى إذا عتبـوا
قدْ كُنْتُ فِيما مَضَى أَرْعَى جِمَالَهُـمُواليَوْمَ أَحْمي حِمَاهُمْ كلَّمـا نُكِبُـوا
لله دَرُّ بَنـي عَبْـسٍ لَقَـدْ نَسَلُـوامنَ الأكارمِ ما قـد تنسـلُ العـربُ
لئنْ يعيبوا سوادي فهوَ لي نسـبٌيَوْمَ النِّزَالِ إذا مَا فَاتَنـي النَسـبُ
إن كنت تعلمُ يا نعمـانُ أيُّ فتـى ًيَلْقى أخاك الَّذِي قَدْ غرَّهُ العُصَـبُ
فَتًى يَخُوضُ غِمَارَ الحرْبِ مُبْتَسِمـاًوَيَنْثَنِي وَسِنَانُ الرُّمْـحِ مُخْتَضِـبُ
إنْ سلَّ صارمهُ سالـتَ مضاربـهُوأَشْرَقَ الجَوُّ وانْشَقَّتْ لَهُ الحُجُـبُ
والخَيْلُ تَشْهَدُ لـي أَنِّـي أُكَفْكِفُهَـاوالطّعن مثلُ شرارِ النَّـار يلتهـبُ
إذا التقيتُ الأعادي يـومَ معركـة ٍتَركْتُ جَمْعَهُـمُ المَغْـرُور يُنْتَهَـبُ
لي النفـوسُ وللطّيرِاللحـومُ ولـلوحْشِ العِظَـامُ وَلِلخَيَّالَـة ِ السَّلَـبُ
لا أبعدَ الله عن عينـي غطارفـة ًإنْسـاً إذَا نَزَلُـوا جِنَّـا إذَا رَكِبُـوا
أسودُ غابٍ ولكـنْ لا نيـوبَ لهـمإلاَّ الأَسِنَّـة ُ والهِنْدِيَّـة ُ القُضْـبُ
تعدو بهـمْ أعوجيِّـاتٌ مضَّمـرة ٌمِثْلُ السَّرَاحِينِ في أعناقها القَبـبُ
ما زلْتُ ألقى صُدُورَ الخَيْلِ منْدَفِقـاًبالطَّعن حتى يضجَّ السَّرجُ واللَّبـبُ
فا لعميْ لو كانَ في أجفانهمْ نظرواوالخُرْسُ لوْ كَانَ في أَفْوَاهِهمْ خَطَبُوا
والنَّقْعُ يَوْمَ طِرَادِ الخَيْل يشْهَدُ لـيوالضَّرْبُ والطَّعْنُ والأَقْلامُ والكُتُـبُ






لأَيِّ حَبيبٍ يَحْسُنُ الـرَّأْيُ والـوُدُّوأكثرُ هذا الناسِ ليس لهم عهـدُ
أريدُ منَ الأَيَّـامِ مـا لا يَضُرُّهـافهل دافعٌ عنيَّ نوائبهـا الجهـد
وما هـذهِ الدنيـا لَنـا بمطيعـة ٍوليسَ لخلقٍ مـن مداراتهـا بـدُ
تَكونُ المَوالـيَ والعبيـدُ لعاجـزٍويخدم فيها نفسهُ البطـلُ الفـردُ
وكل قريـبٍ لـي بعيـدُ مـودة ٍوكلّ صديقٍ بيـن أضلعـهِ حقـدُ
فللهَ قـلـبٌ لا يـبـلُّ عليـلـهُوِصالٌ ولا يُلْهِيهِ من حَلّـهِ عَقْـدُ
يكلّفني أن أطْلُـبَ العِـزِّ بالقنـاوأيْنَ العُلا إنْ لم يُسَاعِدنيَ الجـدُّ
أُحِبُّ كما يَهْواهُ رُمحي وَصارمـيوَسابغة ٌ زغْفٌ وسابغـة ٌ نَهْـدُ
فيالكَ منْ قلبٍ توقدَ فـي الحشـاويالكَ منْ دمعٍ غزيـرٍ لـه مـدُّ
وإنْ تظهرِ الأيـامُ كـلَّ عظيمـة ٍفلي بين أضلاعي لها أسـدٌ وردُ
إذا كان لا يمضي الحسامُ ينفسـهِفللضاربِ الماضـي بقائمـهِ حـدُ
وحَوْلي منْ دُونِ الأَنامِ عِصابـة ٌتوددها يخفـي وأضغانهـا تبـدو
يَسُرُّ الفتى دهْرٌ وقد كـانَ سـاءَهُوتَخْدُمُهُ الأَيَّامُ وهـو لهـا عَبْـدُ
ولا مـالَ إلاّ مـا أَفـادكَ نَيْـلُـهُثناءٌ ولا مـالٌ لمـنْ لالـه مجـدُ
ولا عاشَ إلا منْ يصاحبُ فتيـة ٌغَطاريفَ لا يَعْنيهمُ النَّحْسُ والسَّعد
إذا طلبوا إلـى الغـزو شمـرواوإن نُدِبُوا يوْماً إلى غَارَة ٍ جَـدّوا
ألاليت شعري هل تبلغني المنـىوتلقى بي الأعداء سابحة ٌ تعـدو
جوادٌ اذا شـقَّ المحافـلَ صـدرهُيَرُوحُ إلى ظُعْنِ القَبائلِ أو يغْـدو
خفيت على إثر الطريدة ِ في الفلاإذا هاجَتِ الرَّمْضاءُ واختَلَفَ الطَّرْدُ
وَيَصْحُبني من آلِ عَبْسٍ عِصابة ٌلها شرفٌ بيـن القبائـل يمتـد
بَهاليلُ مثلُ الأُسدِ في كلِّ مَوْطِـنٍكأنَّ دمَ الأعداءِ في فمهـمْ شهـدُ





لعلَّ ترى برق الحمى وعساكاوتجنى أراكاتِ الغضا بجناكـا
وما كُنتَ لولا حُبُّ عبلة َ حائلاًبِدَلِّكَ أن تَسقي غَضى وأراكـا





لعُـوبٌ بأَلْبـابِ الـرّجـال كأَنَّـهـاإذا أَسْفَرَتْ بَدْرٌ بـدا فـي المَحَاشِـدِ
شَكَتْ سَقَماً كيْمـا تُعَـادَ ومـا بهـاسِوَى فَتْرة ِ العيْنَيـن سقْـمٌ لِعائِـدِ
منَ البيض لا تلْقـاكَ إلاَّ مَصونَـة ًوتمْشي كَغُصْنِ البانِ بيـنَ الولائِـدِ
كأَنَّ الثُّريَّـا حيـنَ لاحَـتْ عَشيَّـة ًعلى نحرها منظومة ٌ فـي القلائـدِ
منعَّمـة الأطـرافِ خـودٌ كأنـهـاهلالٌ على غصنِ من البـانِ مائـدِ
حوَى كلَّ حسن في الكواعبِ شخْصهافليـسَ بهـا إلاَّ عيـوبُ الحواسـدِ





 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #5


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)



لقد قالـت عبيلـة إذ رأتنـيومفرق لمتـي مثـل الشعـاع
ألا لله درك مــن شـجـاعتـذلُّ لهولـه أسـدُ البقـاع
فقلْتُ لها: سَلي الأَبْطال عنّـيإذا مـا فَـرَّ مُرْتـاعُ القِـراعِ
سليهم يخبروك بـأن عزمـيأَقامَ برَبْـع أعْـداكِ النَّواعـي
أَنا العبْدُ الذي سَعْدي وجَـدّييفوق على السهى في الارتفاع
سموت إلى عنانِ المجد حتـىعَلوْتُ وَلمْ أجدْ في الجوِّ ساع
وآخر رام أن يسعى كسعيـيوجـدّ بجـده يبغـي اتباعـي
فقَصَّرَ عَنْ لحاقي في المعالـيوَقدْ أعيَتْ به أيْدي المساعـي
ويَحْمِلُ عُدَّتـي فـرسٌ كريـمٌأُقدّمـهُ إذا كَثُـرَ الـدَّواعـي
وفي كَفيّ صقيلُ المتن عَضْبٌيداوي الرأس من ألم الصداع
ورُمحي السَّمْهريُّ لهُ سِنـانٌيَلوحُ كمثْل نـارٍ فـي يفـاع
وما مثلي جزوع فـي لظاهـاولست مقصـراً إن جـاء داع





لقد وجدنا زَبيداً غيـرَ صابـرة ٍيوم التقينا وخيلُ الموتِ تستبـقُ
إذ أدبروا فعلمنـا فـي ظهورهـمما تعمل النار في الحلفي فتحترقُ
وخالدٌ قد تركتُ الطيـرَ عاكفـة ًعلى دماهُ وما في جسْمِـهِ رَمَـقُ
خُلِقتُ للحربِ أَحْميهـا إذا بـردتْوأصطلي بلظاها حيـثُ أحتـرق
وألْتقي الطَّعْنَ تَحتَ النَّقْعِ مُبتسماًوالخيلُ عابسة ٌ قد بلَّهـا العـرقُ
لو سابقتني المنايا وهيَ طالبـة ٌقبضَ النفوسِ أتاني قبلها السَّبـق
ولي جوادٌ لدى الهيجاءِ ذو شغبٍيسابقُ الطَّيرَ حتى لَيْـسَ يلْتَحـقُ
ولي حسامٌ إذا ما سل فـي رهـجٍيشق هامَ الأعادي حين يمتشـقُ
أنا الهزبرُ إذا خيلُ العـدا طلعـتْيومَ الوَغَى ودِماءُ الشُّوسِ تنْدفقُ
ماعبستْ حومة الهيجاءِ وجه فتى ًإلاّ ووجهي إليهـا باسـمٌ طلـقُ
ما سابقَ الناسُ يوم الفضل مكرمةإلا بدرت إليهـا حيـثُ تستبـق





لقينا يـومَ صهبـاءٍ سريّـهحناظلة ً لهُم في الحرب نيَّـهْ
لَقيناهـم بأَسيـافٍ حِــدادٍوأسدٍ لا تفـر مـنَ المنيـهْ
وكان زعيمُهُـمْ إذْ ذاكَ لَيثـاًهزبـراً لا يبالـي بالرزيـهْ
فخَلَّفناهُ وسْطَ القـاع مُلْقـى ًوها أنا طالـب قتـل البقيـهْ
ورحنا بالسيوفِ نسوق فيهمإلى ربواتِ معضلـة ٍ خفيـهْ
وكم منْ فارسٍ منْهمْ تَركْنـاعليهِ مننْ صوارِمنا قضيَّـهْ
فوارسنا بنـو عبـسً وإنـالُيوثُ الحربِ ما بيْن البريَّـهْ
نجيدُ الطعنَ بالسمر العوالـيونضرب بالسيوفِ المشرفيهْ
وننعل خيلنا في كـلَّ حـربٍمن الساداتِ أقحافـا دميـهْ
ويوْم البذْلِ نُعْطي مـا مَلكنـامن الأموالِ والنِّعـمِ البَهيَّـه
ونحن العادلـون إذا حكمنـاونحن المشفقون على الرَّعيهْ
ونحن المنصفون إذا دعينـاإلى طعْن الرِّماح السَّمهريّـه
ونحن الغالبـون إذا حملنـاعلى الخيل الجيادِ الأعوجيـهِ
ونحن الموقدونِ لكل حـربٍونصلاهـا بأفئـدة ٍ جريـهْ
ملأنا الأرض خوفاً من سطاناوهابتنا الملـوك الكسرويـه
سلُوا عنا دِيارَ الشَّـام طَـرّاًوفرسانَ الملوكِ القَيْصَريّـه
أنا العَبدُ الذي بدِيار عبْـسٍرَبيتُ بعزَّة ِ النَّفـسِ الأَبيّـه
سلوا النُّعمانَ عنّي يوْم جاءَتْفوارس عصبة النار الحميـهْ
أقمت بصارمي سوق المنايـاونلتُ بذابلي الرُّتَـبَ العليَّـه





لمن الشموسُ عزيزة َ الأحداجيطلعنَ بينَ الوشـيِ والديبـاجِ
منْ كلّ فائقة ِ الجمـال كدميـة ٍمن لؤْلُؤٍ قدْ صُوِّرَتْ في عـاج
تمشي وَتُرفِلُ في الثِّيابِ كأَنَّهـاغصنٌ ترنحً فـي نقـاً رجـاجِ
حفَّتْ بهـن مَناصـلٌ وذَوابـلٌومشتْ بهـنَّ ذوامـلٌ ونـواجِ
فيهـن هيفـاءُ القـوام كأنهـافُلكٌ مُشرَّعة ٌ علـى الأَمـواج
خطفَ الظلامُ كسارقٍ من شعرهافكأَنَّما قـرَنَ الدُّجـى بدَياجـي
ابصرتُ ثمَّ هويتُ ثمَّ كتمتُ مـاأَلقى وَلمْ يَعْلَـمْ بـذَاكَ مُناجـي
فوَصلْتُ ثمَّ قَدَرْتُ ثمَّ عَفَفْتُ منشرَفٍ تناهى بي إلى الإنضـاج





لمَـنْ طَلـلٌ بالرْقَمتيـن شجـانـيوعاثت به أيـدي البلـى فحكانـي
وقفتُ به والشَّوقُ يكتـبُ أسطـراًبأَقْلاَم دَمعـي فـي رُسـوم جَنانـي
أُسائلُـه عـنْ عبلـة ٍ فأَجابـنـيغرابٌ به مـا بـي مـن الهيمـان
ينوحُ علـى إلـفٍ لـهُ واذا شكـاشكـا بنَحيـبٍ لا بنطْـق لِـسـان
وينْدبُ منْ فـرْطِ الجـوى فأجبتُـهبحسـرة ِ قلـبٍ دائـم الخفـقـان
ألا يا غرابَ البين لو كنت صاحبـيقطَعـنـا بــلاَدَ الله بـالـدَّوران
عسى أن نرى من نحو عبلة مخبراًبـأيَّـة ِ أرضٍ أو بــأيِّ مـكـان
وقد هتفتْ في جنـح ليـل حمامـة ٌمغـردة ٌ تشكـو صـروف زمـان
فقلتُ لها لو كُنْـتِ مثْلـي حزينـة ًبكيـتِ بدمـعٍ زائــدِ الهـمـلان
وما كنْتِ دي دوْحٍ تَميسُ غصونـهُولا خَضّبتْ رجـلاكِ أحمَـر قانـي
أيا عبلَ لـو أنَّ الخيـال يزورُنـيعلـى كـلِّ شهـرٍ مـرّة ً لكَفانـي
لئن غبتِ عن عيني ياا بنـة مالـكٍفشخْصُـكِ عنْـدِي ظاهـرٌ لعيانـي
غداً تصبحُ الأَعـداءُ بيـن بُيوتِكُـمتعَـضُّ مـن الأَحـزان كـلَّ بنـانِ
فلاَ تحْسَبُـوا أن الجيـوشَ تَرُدُّنـيإذا جُلْـتُ فـي أكْنافِكُـمْ بحصانـي
دعوا الموت يأتيني على أيِّ صورة ٍأتـى لأُريـه موْقفـي وطِعـانـي





لِمَنْ طَللٌ بوَادِي الرَّمْـلِ بالـيمَحتْ آثـارَهُ ريـحُ الشمـالِ
وقفتُ به ودمعي من جفونـييَفيضُ على مَغانيـهِ الخَوالـي
أُسائِلُ عَنْ فَتاة ِ بنـي قُـرادٍوعـنْ أترابهـا ذاتِ الجمـال
وكيفَ يجيبنـى رسـمُ محيـلُبعيـدُ لا يعـنُّ علـى سـؤالِ
اذا صاح الغرابُ بـه شجانـيوأجرى أدْمُعي مِثـلَ اللآلـي
وأخبرنـي بأَصْنـافِ الرَّزايـاوبالهجرانِ منْ بعـد الوصـال
غُرابَ البيْنِ ما لكَ كـلَّ يـوْمٍتُعاندُني وقـد أشغلْـتَ بالـي
كأَنِّي قد ذَبحـتُ بحـدِّ سيْفـيفراخَـكَ أوْ قَنَصْتُـكَ بالحبـال
بحقِّ أبيكَ داوي جُـرْحَ قلْبـيورَوِّحْ نـارَ سِـرِّي بالمقـال
وخبّرْ عنْ عُبيْلة َ أَيْـنَ حلّـتوما فعلتْ بها أيـدِي اللَّيالـي
فقلبي هائـمٌ فـي كـلَّ أرضيقبـلُ إثـر أخفـافِ الجمـال
وجسمي في جبال الرمل ملقىخيالٌ يرتجـي طيـف الخيـال
وفي الوادي على الأَغظان طيْرٌينوحُ ونوحهُ في الجـوَّ عـال
فقلْتُ له وقـد أبـدى نحيبـا:دعِ الشَّكْوى فحالُكَ غيرُ حالي
أنا دمعي يفيض وأنـت بـاكٍبلاَ دَمْـعٍ فـذَاكَ بُكـاءُ سـالِ
لَحى الله الفِـراقَ ولاَ رَعـاهُفَكَمْ قـدْ شَـكَّ قلبـي بالنّبـال
أقاتـلُ كـلَّ جـبـارٍ عنـيـدٍويقتلني الفـراقُ بـلا قتـال





لو كان قلبي معى ما اخترتُ غيركمولا رضيتُ سِوَاكُمْ في الهَوى بدَلا
لكنـهُ راغـبٌ فـي مـنْ يعذّبـهفليسَ يقبـل لا لومـاً ولا عـذلا





مدَّت إلـي الحادثـاتُ باعهـاوحارَبتْني فـرأتْ مـا راعَهـا
يا حادِثاتِ الدَّهْرِ قرِّي واهْجعيفهِمَّتـي قـدْ كَشَفـتْ قِناعَهـا
ما دُسْتُ في أرْض العُداة ِ غُدْوةإلاَّ سقى سيل الدِّمـا بقاعهـا
ويـل لشيبـان اذا صبحتـهـاوأرْسَلتْ بيضُ الظُّبى شُعاعَهـا
وخاضَ رمحي في حَشاها وغَدايشُكُّ معْ دُروعهـا أضْلاعَهـا
وأصْبَحـتْ نساؤهـا نَـوادِبـاًعلى رجـالٍ تشتكـي نزاعهـا
وحرُّ أنفاسـي اذا مـا قابلـتيوم الفراق صخـرة ً أماعهـا
يا عَبْلَ كم تَنْعقُ غرْبانُ الفـلاقد ملَّ قلبي في الدجى سماعها
فارقت أطلالا وفيهـا عصبـةقد قطعت من صحبتي أطماعها



 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #6


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




نأَتـكَ رقـاش إلاّ عـنْ لِمـامِوأمسى حبلهـا خلـقَ الرِّمـام
وما ذكري رقاش إذا استقـرتْلدَى الطَّرفاءِ عند ابنَيْ شَمـامِ
ومَسكِنُ أهلها منْ بَطْنِ جَـزْعٍتبيضُ به مَصاييـفُ الحمـامِ
وقَفْـتُ وصُحْبَتـي بأُرَيْنَبـاتٍعلى اقتـادِ عـوجٍ كالسَّمـام
فقلـتُ تبيَّنـوا ظغنـاً أراهـاتحلُّ شُواحِطـاً جُنْـحَ الظَّـلامِ
لقد مَنَّتـكَ نفْسُـكَ يـومَ قَـوٍّأحاديـثَ الفـؤَادِ المستَـهـامِ
وقدْ كذبَتْـكَ نفْسَـكَ فاكْذَبْنَهَـالِمـا منَّتْـكَ تغريـراً قَـطَـامِ
ومُرْقِصة ٍ رَددتُ الخيل عنهـاوقـد همَّـتْ بالقـاءِ الزمـام
فقُلتْ لها: اقْصري منهُ وسيريوقد عَلِـقَ الرَّجائـزُ بالخِـدامِ
وخيْلٍ تحْمـلُ الأَبطـالَ شُعثـاًغدَاة َ الرّوعِ أمثـالَ السِّهَـامِ
عناجيج تخـبُّ علـى رحاهـاتُثيرُ النَّقْـعَ بالمَـوْتِ الـزُّؤام
إلـى خيـلٍ مُسوَّمـة ٍ عليهـاحُماة ُ الرّوعِ في رَهجِ القتـام
عليهـا كـلُّ جبـار عنـيـدٍإلى شُرْبِ الدّماء تَراهُ ظامـي
بأيديهـم مهـنـدة ٌ وسـمـرٌكأَنّ ظُباتِهـا شُعَـلُ الضِّـرام
فَجاؤوا عارضاً بَـرْداً وجئْنـاحريقاً في غريفٍ ذِي ضِـرام
وأُسكِتِ كلُّ صوْتٍ غيْرِ ضَرْبٍوعتـرسـة ٍ ومـرمـيِّ ورام
وزعتُ رعيلها بالرمحِ شـذراًعلى ربـدٍ كسرحـان الظـلام
أكـر عليهـمُ مهـري كليمـاقلائـده سبـائـبُ كالـقـرام
إذا شكـتْ بنـافـذة ٍ يــداهُتعرَّض موْقِفـاً ضَنْـكَ المُقـام
كأنّ دفـوفَ مرجـع مرفقيـهِتَوَارثَهـا منازيـعُ السِّـهـام
تقدم وهـو مضطمـرٌ مضـرٌّبقارحهِ علـى فـأْس اللّجـام
يقدّمُهُ فتًى مـن خيْـرِ عَبْـسٍأبـوهُ وأمـهُ مـن آل حــام
عَجوزٌ من بني حامٍ بْنِ نُـوح:كـأنّ جبينهـا حجـرُ المقـام





نحا فارسُ الشهباءِ والخيلُ جنحُعلى فارسٍ بين الأسِنَّة ِ مُقْصَدِ
ولولا يدٌ نالَتْهُ مِنَّـا لأَصْبَحَـتْسِباعٌ تهادَى شِلْوَهُ غيرَ مُسْنَـدَ
فلا تَكْفُر النّعْمى وأثْن بفَضلِهـاولا تأمننْ مايحدثُ الله في غـدِ
فإنْ يَكُ عبدُ الله لاقى فوَارسـاًيردُّون خالَ العارض المتوقـدِ
فقدْ أمكَنَتْ مِنْكَ الأَسِنَّة ُ عانيـاًفلم تجز إذ تسعى قتيلاً بمعبـد





هاجَ الغرامُ فـدُرْ بكـاس مُـدامحتى تغيبَ الشَّمْسُ تَحتَ ظـلاَمِ
ودع العوذال يُطنِبوا في عذلهـمفأَنـا صديـق اللَّـومِ واللّـوَّامِ
يدّنو الحبيبُ وإنْ تنـاءتْ دارهُنـي بطـيـفٍ زارَ بـالأحـلام
فكأَنَّ مَنْ قَدْ غَابَ جاءَ مُواصلـيوكأَنَّنـي أُومـي لـهُ بـسـلاَم
ولقـد لَقيـتُ شدائـداً وأوابـداًحتى ارتقيتُ إلـى أعـزِّ مقـام
وقهرتُ أبطالَ الوعى حتى غدواجَرحى وقَتْلى منْ ضِرابِ حُسامي
ما راعنى إلاّ الفـراق وجـورهفأَطَعْتُهْ والدهـرُ طَـوعُ زِمامـي





هدُّيكـم خيـرٌ أبـاً مـن أبيكـمأعفُّ وأوفـى بالجـوار وأحمـدُ
وأطعنُ في الهيجا إذا الخيلُ صدَّهاغداة الصَّباح السَّمْهَريُّ المُقَصَّـدُ
فَهلاَّ وفي الغَوْغاءِ عمْرو بن جابرٍبذمَّتِهِ وابـنُ اللَّقيطَـة ِ عِصْيَـدُ
سيأتيكم عنـيّ وإن كنـتُ نائيـاًدُخانُ العَلَنْدي دونَ بَيْتـيَ مِـذْوَدُ
قصائِدُ منْ قِيلِ امرىء ٍ يَحْتَذِيكُـمُبني العشراءِ فارتـدوا وتقلـدوُا





هذِه نارُ عبلـة ٍ يـا نديمـيقد جلتْ ظلمة َ الظَّلام البهيـم
تتلظَّى وَمثْلُهـا فـي فـؤادينارُ شَوْق تـزْداد بالتَّضريـم
أَضْرمَتْها بيضاءُ تهْتز كالْغُصْن اذا ما انثنى بمرِّ النسيـم
كاعبٌ ريقها ألذُّ مـن الشـهدِ اذَا مازجتْهُ بنْـتُ الكُـرُوم
كلما ذُقتُ بارداً مـن لَماهـاخلتهُ في فمي كَنـار الجحيـم
سَرقَ البدْرُ حسْنَها واسْتعارَتسحرَ أجفانها ظباءُ الصَّريـم
وغرامي بهـا غـرامٌ مقيـمُوعذابي منَ الغـرام المقيـم
واتّكالي على الذِي كلّمـا أبصرَ ذلّي يزيد فـي تعظيمـي
ومُعيني على النَّوائـبِ ليـثٌهو ذخْري وفـارجٌ لهمومـي
ملِكٌ تسْجُـدُ المُلـوكُ لذِكْـرَاه وتومـي إليـهِ بالتفخـيـم
وإذا سـارَ سابقتـهُ المنَايـانحوَ أعداهُ قبلَ يـومِ القـدوم

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #7


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)





هلْ غادرَ الشُّعراءُ مـنْ متـردَّمأم هلْ عرفتَ الـدارَ بعـدَ توهـمِ
ما راعنـي إلاّ حمولـة ُ أهلهـاطَبٌّ بأَخْـذِ الفـارسِ المُسْتلئِـم
إذ تستبيكَ بذي غـروب واضـحعـذبٍ مقبلـهُ لذيـذُ المطـعـم
وكأنمـا نظـرتْ بعينـيْ شـادنِرشأٍ من الغـزلانِ ليـس بتـوأم
وكـأَنَّ فَـارَة َ تاجـرٍ بقسيمَـة ٍسبقتْ عوارضها اليكَ من الفـمْ
أوْ روْضَة ً أُنُفـاً تضمَّـنَ نبتَهـاغيْثٌ قليلُ الدِّمـن ليـسَ بمَعْلَـمِ
جادت عليهـا كـل عيـن ثَـرَّةًفتركـنَ كـلَّ حديقـة ٍ كالدرهـم
سَحّـاً وتسْكابـاً فَكـلَّ عشيَّـة ٍيجري عليها الماءُ لـم يتصـرَّم
هزجـاً يحـك ذراعـه بذراعـهغرداً كفعـل الشـارب المترنـم
تمسي وتصبحُ فوق ظهر حشية ٍوأبيتُ فوق سرَاة ِ أدْهـم مُلْجَـم
وحشيتي سرجٌ على عبل الشَّوىنَهْـدٍ مَراكِلُـهُ نَبيـلِ المـحـزِمِ
هـل تبلغنـى دارهـا شدنـيـةلُعِنتْ بمَحْرُوم الشَّـرابِ مُصـرَّم
فكأنمـا أقـصُ الإكـام عشيـة ًبقريبِ بيـنِ المنْسِميـن مُصلَّـم
تأوي له قلصُ النَّعـام كمـا أوتْحـزقٌ يمانيـة ٌ لأعجـمَ طمطـمِ
يتبعـنَ قلـة رأســهِ وكـأنـهُحِدْجٌ علـى نعْـش لهُـنَّ مخيَّـمِ
شَربتْ بماءِ الدُّحرُضينِ فأَصْبحتْزوراءَ تنفرُ عن حيـاض الدَّيلـم
هِرٍّ جَنيـبٍ كلّمـا عطفـتْ لـهُغضبى اتقاهـا باليديـن وبالفـم
أبقى لها طولُ السّفـار مقرمـداًسنـداً ومثـلَ دعائـمِ المتخيـم
بركتْ على مـاءِ الـرداع كأنمـابركت على قصبٍ أجشَّ مهضَّـم
ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍزيافـة ٍ مثـل الفَنيـق المُكْـدَمِ
إنْ تغدفي دونـي القنـاع فاننـيطبٌّ بأخـذ الفـارس المستلئـم
أثني علـيَّ بمـا علِمْـتِ فإننـيسمـحٌ مخالطتـي إذا لـم أظلـم
وإذا ظُلمْتُ فـإنَّ ظُلمـيَ باسـلٌمـرٌّ مذَاقَتـهُ كَطـعـم العَلْـقـم
ينْباعُ منْ ذِفْرَى غَضوبٍ جَسرَة ٍزيافـة ٍ مثـل الفَنيـق المُكْـدَمِ
أثني علـيَّ بمـا علِمْـتِ فإننـيسمـحٌ مخالطتـي إذا لـم أظلـم
وإذا ظُلمْتُ فـإنَّ ظُلمـيَ باسـلٌمـرٌّ مذَاقَتـهُ كَطـعـم العَلْـقـم
ولقد شربتُ من المدامة بعد مـارَكَدَ الهواجرُ بالمشـوفِ المُعْلـمِ
بزُجاجة ٍ صفْـراءَ ذاتِ أسـرَّة ٍقرنتْ بأزهر في الشمـالِ مفـدَّم
فـإذا شربـتُ فإننـي مُسْتَهْلِـكٌمالي وعرضي وافـرٌ لـم يُكلـم
وإذا صَحَوْتُ فما أَقصِّرُ عنْ ندى ًوكما عَلمـتِ شمائلـي وَتَكَرُّمـي
وحليل غانيـة ٍ تركـتُ مجـدلاًتَمكو فريصتُـهُ كشـدْقِ الأَعْلَـمِ
سبقتْ يدايَ لـه بعاجـل طعنـة ٍورشاشِ نافـذَة ٍ كلـوْن العَنْـدَمِ
هلاّ سأَلتِ الخيلَ يا ابنـة َ مالـكٍومحلّم يسعـون تحـت لوائهـم
إذ لا أزالُ على رحالـة ِ سابـحنهْـدٍ تعـاوَرُهُ الكُمـاة ُ مُكَـلَّـمِ
طَـوْراً يجَـرَّدُ للطعـانِ وتـارة ًيأوي الى حصدِ القسيِّ عرمـرمِ
يُخبرْك من شَهدَ الوقيعَـة َ أننـيأغشى الوغى وأعفُّ عند المغنم
ولقد ذكرْتُـكِ والرِّمـاحُ نواهـلٌمني وبيْضُ الهِنْدِ تقْطرُ منْ دمي
فوددتُ تقبيـل السيـوفِ لأنهـالمعت كبـارق ثغـركِ المتبسِّـم
ومدَّجـجٍ كـرِهَ الكُمـاة ُ نِزَالَـهُلا مُمْعـنٍ هَرَبـاً ولا مُسْتَسـلـم
جادتْ له كفـي بعاجـل طعنـة ٍبمثَقَّفٍ صَـدْقِ الكُعُـوبِ مُقَـوَّم
بِرَحِيبَة ِ الفَرْعَينِ يهْدي جَرسُهـابالليل معتـسَّ الذئـابِ الضـرَّم
فشككتُ بالرمـحِ الأصـمِّ ثيابـهُوالكُفْرُ مخبَثَـة ٌ لنفْـس المُنْعِـمِ
فتركتـهُ جـزرَ السبـاع ينشنـهُيقضمنَ حسنَ بنانـهِ والمعصـم
وَمِشَكِّ سابغة ٍ هَتكـتُ فروجَهـابالسيف عن حامي الحقيقة معلـم
زبـدٍ يـداهُ بالقـداح إذا شـتـاهتَّـاك غايـات التجـار مـلـوَّم
لمـا رآنـي قَـدْ نَزَلْـتُ أُرِيـدُهُأبـدى نواجـذهُ لغيـر تبـسُّـم
فطعنتـهُ بالرُّمـح ثـم علـوتـهُبمهنـدٍ صافـيِ الحديـد مخـذَم
عهدي بـه مَـدَّ النّهـار كأَنمـاخضبَ اللبـان ورأسـهُ بالعظلـم
يَا شَاة َ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّـتْ لَـهُحرمتْ عليَّ وليتهـا لـم تحـرُم
فَبَعَثْتُ جاريتي فقلْتُ لها اذْهبـيفَتجسَّسي أخبارَها لـيَ واعلمـي
قالتْ رأيتُ منْ الأعـادي غـرَّة ًوالشاة ُ مُمكِنة ٌ لمنْ هُـو مُرْتَـمِ
وكأنمـا التفتـتْ بجيـدِ جدايـة ٍرَشَاءٍ من الغِـزْلانِ حُـرٍّ أرثـم
ولقد حفظتُ وصاة عمّي بالضحىإذ تقلصُ الشفتانِ عنْ وضح الفم
في حومة ِ الحربِ التى لا تشتكيغَمَرَاتِها الأَبطـالُ غيْـرَ تَغَمْغُـمِ
إذْ يتقُون بي الأسَّنـة لـم أخـمْعنها ولكنـي تضايـق مُقدَمـي
لما رأيتُ القـومَ أقبـلَ جمعهُـميتذَامرونَ كَـرَرْتُ غَيْـرَ مذَمّـم
يدعون عنتـرَ والرِّمـاحُ كأنهـاأشطانُ بئرٍ فـي لبـانِ الأدهـم
ما زلتُ أرميهـمْ بثغـرة ِ نحـرهولِبانِـهِ حتـى تَسَرْبـلَ بـالـدّم
فازورّ مـن وقـع القنـا بلبانـهِوشكـا إلـيّ بعَبْـرة ٍ وَتَحَمْحُـمِ
ولقد شفى نفسي وأبـرأ سقمهـاقيلُ الفوارس ويكَ عنتـر أقـدم
والخيلُ تقْتَحِمُ الخَبَـارَ عوابسـاًما بين شيْظمـة ِ وآخـر شيْظـم
ذللٌ ركابي حيثُ شئـتُ مشايعـيلُبِّـي وأجْفـزُهُ بِـأَمْـرٍ مُـبْـرَمِ
إنّي عَدَانـي أنْ أزوَركِ فاعْلمـيما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمـي
حالتْ رماحُ ابني بغيـضٍ دونكـموَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تـدرْللحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولـم أشْتِمْهُمـاوالنَّاذِرَيْنِ إذا لـم ألقهمـا دَمـي
إن يفعـلاَ فلقـد تركـتُ أباهمـاجزرَ السباع وكـلِّ نسـرٍ قعشـم
إنّي عَدَانـي أنْ أزوَركِ فاعْلمـيما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمـي
حالتْ رماحُ ابني بغيـضٍ دونكـموَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تـدرْللحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولـم أشْتِمْهُمـاوالنَّاذِرَيْنِ إذا لـم ألقهمـا دَمـي
إنّي عَدَانـي أنْ أزوَركِ فاعْلمـيما قد علمتِ وبعضُ ما لم تعلمـي
إن يفعـلاَ فلقـد تركـتُ أباهمـاجزرَ السباع وكـلِّ نسـرٍ قعشـم
حالتْ رماحُ ابني بغيـضٍ دونكـموَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تـدرْللحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولـم أشْتِمْهُمـاوالنَّاذِرَيْنِ إذا لـم ألقهمـا دَمـي
إن يفعـلاَ فلقـد تركـتُ أباهمـاجزرَ السباع وكـلِّ نسـرٍ قعشـم
إن يفعـلاَ فلقـد تركـتُ أباهمـاجزرَ السباع وكـلِّ نسـرٍ قعشـم
حالتْ رماحُ ابني بغيـضٍ دونكـموَزَوَتْ جَواني الحربِ مَنْ لم يُجرِمِ
ولقد خشيتُ بأنْ اموتَ ولم تـدرْللحربِ دائرة ٌ على ابْنَي ضَمْضَمِ
الشَّاتِمِيْ عِرْضِي ولـم أشْتِمْهُمـاوالنَّاذِرَيْنِ إذا لـم ألقهمـا دَمـي
إن يفعـلاَ فلقـد تركـتُ أباهمـاجزرَ السباع وكـلِّ نسـرٍ قعشـم



صَحا منْ سكْرهِ قلْبـي وَفاقـاوَزارَ النَّوْمُ أجْفاني استِرَاقـا
وأسعَدَني الزمانُ فصار سَعْدييشقُّ الحجبَ والسْبع الطّباقـا
أنا العَبْدُ الذي يلْقـى المَنايـاغدَاة َ الرَّوعِ لاَ يخْشى المحاقا
أكرُّ على الفوارس يوم حربٍولا أخشى المهنَّـدة َ الرِّقاقـا
وتطربني سيوفُ الهند حتـىأهيمَ إلى مَضارِبِهـا اشْتياقـا
وإني أعشقُ السمرَ العوالـيوغيري يعشقُ البيضَ الرشاقا
وكاساتُ الأَسنَّة ِ لي شـرابٌألذُّ بـه اصطباحـاً واغتباقـا
وأطْرافُ القَنا الخَطّـيِّ نَقْلـيوريحاني إذا المضمارُ ضاقـا
جزَى الله الجَوادَ اليوْمَ عنّـيبما يجزي بهِ الخيـل العتاقـا
شققتُ بصدره موجَ المنايـاوخُضْتُ النَّقعَ لا أَخْشى اللِّحاقا
ألاَ يا عبل لو أبصرتِ فعلـيوخَيْلُ الموْتِ تَنْطَبِقُ انْطباقـا
سَلي سَيْفي وَرُمحي عنْ قِتاليهما في الحربِ كانا لي رفاقـا
سقيتهما دماً لو كانَ يسقـىبه جبلاَ تهامـة َ مـا أفاقـا
وكم منْ سيـدٍ خلـت ملقـىيحرِّك في الدّما قدماً وساقـا





وإنْ تك حَربكم أمْستْ عواناًفأني لم أكن ممـنْ جناهـا
ولكنْ ولدُ سـودة َ أرثوهـاوشبُّوا نارها لمنْ اصْطلاها
فأني لستُ خاذِلكـم ولكـنْسأسعى الآن اذ بلغتْ إناها





وأنتَ الذي كلّفتني دَلجَ السُّرَىوجون القطا بالجلهتين جثـوم





وتظلُّ عبْلة ُ في الخدور تجُرُّهاوأظلُّ في حلق الحديدِ المبهـم
يا عَبْلَ لو أبْصرْتِني لرَأيتنـيفي الحربِ أُقدِمُ كالهِزَبْر الضَّيْغَمِ
وصغارُها مثلُ الدَّبى وكبارُهـامثلُ الضَّفادِع في غدير مقْحَـمِ
لما سمعتُ نداءَ مرَّة قـد عـلاوابنى ْ ربيعة َ في الغبار الأقتم
ومُحلَّمٌ يَسْعَـوْنَ تحْـتَ لوائِـهِوالموتُ تحتَ لـواءِ آلِ محلـم
أيقنتُ أنْ سيكونُ عند لقائهـمْضرْبٌ يُطيرُ عن الفِراخِ الجُثّمَ
يدعونَ عنترَ والسيوفُ كأنهـالَمْعُ البَوارقِ في سِحابٍ مُظْلـم
يدعونَ عنترَ والدروعُ كأنهـاحَدقُ الضَّفادعِ في غديرٍ دَيْجَـمِ
تسْعى حَلائِلنـا إلـى جُثمانـهبجنى الأراكِ تفيئة ً والشبـرُم
فأرى مغانمَ لو أشاء حويتهـافيصدُّني عنها كثيـرُ تحشمـي





أتاني طَيْفُ عبْلة َ في المَنـامِفقبَّلنـي ثلاثـاً فـي اللثـامِ
وودَّعنـي فأودعنـي لهيبـاًأستّرُهُ ويَشْعُلُ فـي عِظامـي
ولـو أننـي أخْلـو بنفْسـيوأطفي بالدُّموع جوى غرامي
لَمتُّ أسى ً وكم أشْكـو لأَنـيوأطْفي بالدُّموع جَوى غَرامي
أيا ابنة َ مالكٍ كيفَ التَّسلّـيوعهدُهواك من عهدِ الفِطـام
وكيفَ أرُومُ منْكِ القُرْبَ يوْماًوحولَ خبـاكِ آسـادُ الإجـام
وحقِّ هواكِ لا داوَيْـتُ قلبـيبغيرِ الصبر يا بنـتَ الكـرام
إلى أنْ أرتقي درجَ المعالـيبطعن الرُّمح أو ضربِ الحسام
أنا العبدُ الذي خُبّـرْتِ عنـهرَعيْتُ جِمالَ قوْمي منْ فِطامي
أروحُ من الصَّباح الى مغيـبٍوأرقُدُ بيـنَ أطْنـابِ الخِيـامِ
أذِلُّ لعبْلة ٍ منْ فَـرْطِ وجْـديوأجعلها من الدُّنيـا اهتمامـي
وأمْتثِلُ الأَوامـرَ مـنْ أَبيهـاوقد مَلكَ الهوى مني زمامـي
رضيتُ بحبّها طوْعاً وكُرْهـاًفهلْ أحظى بها قبـلَ الحمـام
وإنْ عابتْ سوادي فهو فخريلأني فارسٌ من نسـل حـام
ولي قلْبٌ أشَدُّ منَ الرّواسـيوذكري مثلُ عرْفِ المسْكِ نام
ومنْ عَجبي أَصيدُ الأُسْد قَهْراًوأَفتَرسُ الضَّواري كالهـوَام
وتقنصني ظبا السَّعدي وتسطوعليَّ مها الشَّرِبَّـة ِ والخُـزام
لَعَمْرُ أبيكَ لا أَسْلـو هَواهـاولو طحنتْ محبَّتهـا عظامـي
عليْكِ أَيا عُبيْلـة ُ كـلَّ يـوْمٍسلامٌ في سـلامِ فـي سـلامِ





وغَداة َ صَبَّحْنَ الجِفارَ عوابساًيَهْدي أوَائِلَهُنَّ شُعْثٌ شُـزَّب





وفوارسٍ لي قـد علمتُهُـمصُبُرٍ على التَّكرارِ والكلْـمِ
يمشونَ والمـاذيُّ فوْقهُـمُيتوَقّـدُونَ توَقُّـدَ الفَـحْـمِ
كم منْ فتى ً فيهم اخي ثقة ٍحُرٍّ أَغـرَّ كَغُـرَّة ِ الرِّئّـمِ
ليْسُـوا كأَقـوامٍ عِلِمْتُهُـمْسودِ الوجوه كمغذنِ البـرم
كنا إذا نفـر المطـيُّ بنـاوبدَا لنا أحواضُ ذي الرّضم
نُعْدِي فنَطْعُنُ فـي أُنُوفِهِـمْنختارُ بين القتـلِ والغُنْـمِ
إنَّا كذلـك يـا سُهَـيَّ إذاغدرَ الحليفُ نمورُ بالخطـم
وبكلّ مُرهَفَـة ٍ لهـا نَفَـذٌبين الضلوع كطرَّة الفـدْم





وكان لدى الهيجاء يحمي ذمارهاويطعنُ عند الكـرَّ كـلَّ طعـان
به كنتُ أسطو حينما جدَّت العِداغداة اللقا نحوي بكـل يمانـي
فقد هدَّ ركني فقـده ومصابـهُواخلَّى فؤادي دائـمَ الخفقـان
فوا أسفا كيف انثنى عن جوادهوماكان سيفي عنـدهُ وسنانـي
رماهُ بسهم الموتِ رامٍ مصمَّـمٌفياليتـهُ لمـا رمـاهُ رمـانـي
فسوف ترى إن كنت بعدك باقياًوأمكنني دهـر وطـول زمـان
وأقسمُ حقاً لو بقيـت لنظـرة ٍلقرت بها عيناك حيـن ترانـي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #8


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




سكتُّ فَغَرَّ أعْدَائـي السُّكـوتُوَظنُّوني لأَهلـي قَـدْ نسِيـتُ
وكيفَ أنامُ عنْ سـاداتِ قـومٍأنا في فَضْلِ نِعْمتِهـمْ رُبيـت
وإنْ دارْتْ بِهِمْ خَيْلُ الأَعـاديونَادوني أجَبْتُ متـى دُعِيـتُ
بسيفٍ حـدهُ مـوجُ المنايـاوَرُمحٍ صَدْرُهُ الحَتْفُ المُميـتُ
خلقتُ من الحديدِ أشـدَّ قلبـاًوقد بلـيَ الحديـدُ ومابليـتُ
وَإني قَدْ شَربْتُ دَمَ الأَعـاديبأقحافِ الرُّؤوس وَما رَويـتُ
وفي الحَرْبِ العَوانِ وُلِدْتُ طِفْلاومِنْ لبَنِ المَعامِعِ قَـدْ سُقِيـتُ
فما للرمحِ في جسمي نصيـبٌولا للسيفِ في أعضاي َقـوتُ
ولي بيتٌ عـلا فلـكَ الثريَّـاتَخِرُّ لِعُظْـمِ هَيْبَتِـهِ البُيـوتُ





وَلَلمَوتُ خيرٌ للفَتى مـن حياتِـهِإذا لـمْ يثِـبْ للأَمـر إلاَّ بقائـدِ
فعالجْ جسيمات الأمور ولا تكـنْهبيـتَ الفـؤادِ همـة ً للسوائـدِ
إذا الرِّيحُ جاءَتْ بالجَهـام تَشُّلـهُهذا ليله مثلُ القـلاص الطرائـدِ
وأعقَبَ نَوْءُ المُدْبريـنَ بغبـرَة ٍوَقطْرٍ قليلِ المـاءِ باللَّيْـل بـارد
كفى حاجة ََ الأضيافِ حتى يريحهاعلى الحيَّ منا كـلُّ أروعَ ماجـدِ
تـراهُ بتفريـج الأمـور ولفهّـالما نالَ من معروفها غيرَ زاهـدِ
ولَيْسَ أخونا عِنـدَ شَـرٍّ يخافُـهُولا عندَ خَيْرٍ إنْ رجـاهُ بواحـدِ
إذا قيلَ مـنْ للمعضـلاتِ أجابـهُعظامُ اللهى منَّا طوالُ السَّواعـدِ





ومنْ يكُ سائلاً عني فإنيوجروة َ لا ترودُ ولا تعارُ
مُقرَّبة الشّتاءِ ولا تراهـاوراءِ الحيَّ يتبعها المهـارُ
لها بالصَّيف أصبرَة ٌ وجُلٌّوستٌ منْ كرائمها غـزارُ
ألاَ أبلغْ بني العشراءِ عنيعلانية ً فقد ذهب السرارُ
قتلْتُ سرَاتَكمْ وخَسلتُ مِنْكمْخسيلاً مثلَ ما خُسل الوبار
فَلم يكُ حقُّكمْ أنْ تشْتُمونـابني العشراءِ إذْ جدَّ الفخارُ





وَيَمْنَعُنَا منْ كلِّ ثَغْـرٍ نخافُـهُأَقَبُّ كَسِرْحانِ الأَباءَة ِ ضامـرُ
وكلُّ سَبوحٍ في الغُبـارِ كأَنهـاإذا اغتسلتْ بالماءِ فتخاءُ كاسرُ





يا أَبا اليقْظانِ أَغْواكَ الطَّمـعْسَوْفَ تلْقى فارساً لا يندَفِـعْ
زرتني تطلبُ منـي غفلـة ًزورة َ الذئبِ على الشاة ِ رتع
يا أَبا اليَقْظان كم صيْـدٍ نجـاخالي البـالِ وصيـادٍ وقـع
انْ تكنْ تشكو لأوجاع الهوىفأنا أشفيكَ من هـذا الوجـع
بحـسـامٍ كلـمـا جـرَّدتـهُفي يميني كيفمَا مـال قطـع
وأنا الأَسْـودُ والعبْـدُ الـذييقْصِدُ الخيلَ إذا النَّقعُ ارتَفَـعْ
نسبتي سيفي ورُمحي وهمـايؤنساني كلما اشتـدّ الفـزعْ
يا بني شيبـانَ عمّـي ظالـمٌوعليكمْ ظلمـهُ اليـومَ رجـع
ساقَ بسطاماً الـى مصرعـهعالِقاً منْـهُ بأَذْيـالِ الطَّمـع
وأَنـا أَقْصِـدُهُ فـي أَرْضِكـمْوأجازيهِ على ما قـد صنـع





يا أيها الملـكُ الـذي راحاتُـهُقامَتْ مَقامَ الغيْثِ فـي أزمانِـهِ
يا قِبْلَة َ القُصَّادِ يا تـاجَ العُـلايا بدْر هذا العصر فـي كيوانـه
يا مُخجِلاً نَوْءَ السَّمـاء بجُـودهِيا مُنْقذَ المحزونِ مـنْ أحزانـه
يا ساكِنينَ ديارَ عبْـسٍ إننـيلاَقيْتُ منْ كِسرى ومنْ إحْسانه
ما ليْس يوصَفُ أو يُقَدَّرُ أوْ يَفيأوْصافَهُ أحـدٌ بوَصْـفِ لسانـه
ملكٌ حوى رتبَ المعالـي كلّهـابسموِّ مجدٍ حـلَّ فـي إيوانـه
مولى به شرفَ الزَّمانُ وأهلـهُوالدَّهْرُ نالَ الفَخْرَ مـن تيجانـه
وإذا سطا خافَ الأنامُ جميعهـممنْ بأْسهِ واللّيثُ عنْـد عِيانِـه
المظهرُ الإنصـاف فـي أيَّامـهِبخصالهِ والعـدلَ فـي بلدانـهِ
أمسيتُ في ربعٍ خصيبٍ عنـدهُمتنَزِّهـاً فيـه وفـي بسْتانـهِ
ونظَرْتُ برْكَته تَفيضُ وماؤهـايَحْكي مواهِبَـه وجـودَ بنانـه
في مَربَعٍ جمَعَ الرَّبيـعَ بربْعـهِمن كـلِّ فـنِّ لاحَ فـي أفنانـه
وطُيورُهُ منْ كلِّ نـوْعٍ أَنْشَـدَتْجهراً بانَّ الدَّهرَ طـوعُ عنانـه
ملكٌ إذا ما جالَ في يـوم اللّقـاوَقَفَ العدُّو مُحيَّراً فـي شانـه
والنَّصْرُ من جُلَسائِهِ دونَ الورىوالسَّعد والإقبالُ مـن أعوَانـه
فلأشكرنَّ صنيعـه بيـنَ المـلاوأُطاعِنُ الفُرْسانَ فـي مَيْدانِـهِ





يـا دارُ أيـنَ ترَّحـلَ السُّكـانُوغدتْ بهم من بعدنـا الأظعـانُ
بالأمسِ كان بكِ الظبـاءُ أوانسـاًواليومَ فـي عرصاتـكِ الغربـان
يا رداَ عبلة َ أيـن خيَّـمَ قومهـالمَّا سَرَتْ بهـمُ المَطـيُّ وبانُـوا
ناحت خميلاتُ الأراك وقد بكـىمن وحشة ٍ نزلت عليـه البـان
يـا دارُ أرواحُ المنـازلِ أهلهـافـإذا نـأَوْا تَبكيهـم الأبــدانُ
يا صاحبي سَلْ ربْعَ عبْلَة َ واجتهدْإنْ كانَ للرّبـعِ المحيـل لسـان
يا عَبْلُ مـا دَامَ الوصـالُ لياليـاًحتـى دهانـا بعـدهُ الهجـران
ليت المنازلَ أخبـرت مستخبـراًأيـن استقـرَّ بأهلهـا الأوطـان
يا طائراً قد بـاتَ ينـدبُ إلفـهُوينُـوحُ وهْـوَ مُولّـهٌ حَيـرانُ
لو كنتَ مثلي مـا لبثـتَ ملوَّنـاًحَسناً ولا مالتْ بـكَ الأَغصـان
أين الخَلـيُّ القلْـبِ ممَّـنْ قلْبُـهُمن حرِّ نيـرانِ الجـوى مـلآن
عِرْني جَناحَكَ واسْتعِرْ دمْعي الذيأفنـى ولا يفنـى لـه جـريـان
حتى أَطيرَ مُسائلاً عـنْ عبْلـة ٍإنْ كان يُمكـنُ مثلـيَ الطَّيـرانُ





يا صاحبي لا تَبْكِ رَبعاً قد خـلاودَعِ المنازِلَ تشْتكي طولَ البِلى
وَاشْكو إلى حَـدّ الحُسـامِ فإنـهأمْضَى إذا حقّ اللّقـاءُ وأفْضـلاَ
منْ أين تدري الدَّارُ انكَ عاشقٌأوْ عنْدها خبـرٌ بأَنـكَ مُبْتلـى
والله ما يمْضي رسُولاً صادقـاًإلاّ السّنـانُ إذا الخليـلُ تبـدَّلا
ولقد عَرَكْتُ الدَّهرَ حتـى إنـهُلو لمْ يذقْ مني المرارة َ ماحـلا
وكذا سباعُ البـرِّ لـولا شرُّهـادارتْ بها في الغابِ غربانُ الفلاَ
فَتَحَمَّلا يـا صاحبـيَّ رسالتـيإنْ كُنُتُما عنْ أرضِ عبْسٍ تَعْدِلا
قـولا لقيـسٍ والرَّبيـعِ بأننـيخطُّ المشيبِ على شبابي ما علا
بل لو صدمتُ بهمَّتي جبلي حرىقسماً وحقِّ أبي قبيـسَ تزلـزلا
لو لم تكُنْ يا قيسُ غرَّك جاهـلٌما سُقتَ نحو دِيار عنْترَ جَحْفلا
والله لـو شاهدْتَـهُ ورأيْـتـهُما كـان آخـرُهُ يلاقـي الأَوَّلا
يا قيسُ أنت تَعُدُّ نفسـكَ سيـداًوأبوك أعرفـهُ أجـلَّ وأفضـلا
فأتبعْ مكارمـهُ ولا تـذري بـهإنْ كنت مَّمنْ عقلهُ قـد أكمـلا
فاحذَرْ فزارَة قبل تَطْلُـبُ ثأرَهـاوتريكَ يوماً نـارهُ لا تصطـلا
فَدِما بني بـدْرٍ عليـكَ قديمـة ٌوبنو فزارة َ قصْدُها أنْ تغفـلا
والله ما خلَّيـتُ فـي أوطانهـمإلا النوائحَ صارخاتٍ في الفـلا





 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #9


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)




يا طائر البان قـد هيَّجـتَ أشجانـيوزِدْتَنـي طرَبـاً يـا طائـرَ البـانِ
إن كنتَ تندب إلفاً قـد فجعـتَ بـهِفقد شجاكَ الـذي بِالبيـنِ أشجانـي
زدني من النَّوح واسعدني على حزنيحتى تَرى عجباً من فَيْـضِ أجفانـي
وقِفْ لتَنْظُرَ ما بـي لا تَكـنْ عَجِـلاًواحذَرْ لِنَفْسِكَ من أَنْفـاسِ نيرانـي
وطرْ لعلك في ارض الحجـازِ تـرىرَكْباً علـى عَالِـجٍ أوْ دون نَعْمـان
يسـري بجاريـة ٍ تنهـلُّ أدمعهـاشوقـاً إلـى وطـن نـاءٍ وجيـران
ناشدتُـكَ الله يـا طيـرَ الحمـامِ إذارأيتَ يوْماً حُمُـولَ القـوْمِ فانعانـي
وقلْ طريحـاً تركنـاهُ وقـد فنيـتدُموعُهُ وهوَ يبكـي بالـدَّم القانـي





يا عبْلَ إنْ كانَ ظلُّ القَسْطَل الحلِكِأخفى عليكِ قتالي يـوم معتركـي
فسائلي فرَسي هـلْ كُنْـتُ أُطْلِقُـهُإلاّ على مَوْكـبٍ كاللَّيـل مُحتبِـكِ
وسائلي السَّيفَ عنّي هلْ ضرَبتُ بهِيوم الكريهـة ِ إلاّ هامـة َ الملـكِ
وسائلي الرُّمْحَ عنّي هلْ طعنْتُ بـهِإلاَّ المُدَرَّعَ بيـنَ النَّحْـرِ والحَنَـكِ
أسْقي الحُسامَ وأسقي الرُّمْحَ نَهْلَتهُوأتبعُ القرن لا أخشى منْ الـدرك
كم ضربة ٍ لي بحدّ السيف قاطعـة ٍوطعنة ٍ شكتٍ القربـوسَ بالكـركِ
لولاَ الذي ترهبُ الأمـلاكُ قدرتـهُجعلتُ متنَ جـوادي قبـة الفلـكِ





يا عَبلُ أينَ من المَنيَّة ِ مَهْربـيإن كانَ ربي في السَّماءِ قَضاهـا
وكتَيبـة ٍ لبَّستُـهـا بكَتيـبـة ٍشهْباءَ باسِلـة ٍ يُخـافُ ردَاهـا
خرساءَ ظاهـرة ِ الأداة ِ كأنهـانـارٌ يُشَـبُّ وَقُودهـا بلَظاهـا
فيها الكماة ُ بنو الكماة ِ كأنهـمْوالخيلُ تعثرُ في الوَغى بقناهـا
شهبُ بأيدي القابسين إذا بـدتْبأكفهـمْ بهـرَ الظَّـلام سناهـا
صُبُرٌ أعدُّوا كـلَّ أجْـردَ سابـحٍونجيبة ٍ ذبلتْ وخـفَّ حشاهـا
يعدون بالمستلئميـن عوابسـاًقُواداً تَشكَّـى أينهـا ووَجاهـا
يحْمِلْنَ فِتْيانـاً مَداعِـسَ بالقَنـاوقراً إذا ما الحربُ خفَّ لواهـا
مِنْ كلِّ أروعَ ماجدٍ ذي صَوْلـة ٍمَرسٍ إذا لحقَتْ خُصى ً بكُلاهـا
وصحابة ٍ شُمِّ الأُنـوفِ بعَثْتُهـمْليلاً وقد مـال الكـرى بطلاهـا
وسريتُ في وعثِ الظَّلامِ أقودهاحتى رأيتُ الشمس زالَ ضحاها
ولقيتُ في قبل الهجيـرِ كتيبـة َفطعنـتُ أوَّلَ فـارسٍ أولاهــا
وضربتُ قرني كبشهـا فتجـدَّلاوحملتُ مهري وسطها فمضاهـا
حتى رأيتُ الخيلَ بعـد سوادهـاحمرَ الجلودِ خضبنَ منْ جرحاها
يعثُرنَ في نَقْع النجيـع جَوافِـلاًويطأنَ من حمْي الوَغى صَرْعاها
فرجعتُ محموداً برأسِ عظيمهـاوتركتها جـزَراً لمـنْ ناواهـا
ما اسْتَمْتُ أُنثى نفسَها في موْطنٍحتـى أُوَفّـي مَهرهـا مَوْلاهـا
ولما رزأْتُ أخا حِفـاظٍ سِلْعَـة ًإلاّ لـه عنـدي بهـا مِثْـلاهـا
وأَغُضُّ طرفي ما بدَتْ لي جارَتيحتى يُـواري جارتـي مأْواهـا
إني امرؤٌ سَمْحُ الخليقة ِ ماجـدٌلا أتبعُ النفسَ اللَّجـوجَ هواهـا
ولئنْ سأَلْتَ بذاكَ عبلة َ خَبَّـرَتْأن لا أريدُ من النسـاءِ سواهـا
وأُجيبُها إمَّـا دَعـتْ لِعَظيمـة ٍوأعينهـا وأكـفُّ عَّمـا ساهـا





يا عبلَ خلّي عنكِ قوْلَ المفْتـريواصْغي إلى قَوْلِ المحِبِّ المُخبِـرِ
وَخُذي كلاماً صغْتُهُ من عَسجَـدٍومَعانيـاً رَصَّعْتُهـا بالجـوْهـر
كَم مَهْمَهٍ قفْـرٍ بنفْسـي خُضْتُـهُومفـاوزِ جاوزتهـا بالأبـجـر
كم جحْفل مثْل الضبـاب هزمتـهُبمهنـدٍ مـاض ورمـح أسمـر
كم فارسٍ بينَ الصُّفوفِ أخذْتُـهُوالخيْلُ تعْثـرُ بالقنـا المتكسـر
يا عَبلَ هلْ بُلِّغـتِ يومـاً أننـيولّيْتُ مُنْهزمـاً هَزيمـة َ مُدبـرِ
كم فارس غادَرْت يأْكـلُ لحْمَـهُضَاري الذّائبِ وكاسِرات الأَنسُر
أفري الصدورَ بكلَّ طعـن هائـلوالسابغاتِ بكـلَّ ضـربٍ منكـرِ
وإذا ركبتُ ترى الجبالَ تضجُّ منركْضِ الخيولِ وكلَّ قُطْرٍ مُوعِـرِ
وإذا غزوتُ تَحومُ عِقبانُ الفَـلاحولي فَتُطْعِمُ كَبْدَ كـلِّ غَضَنْفَـرِ
ولكم خطفتُ مدرعاً من سرجـهِفي الحَرْب وهو بنَفْسهِ لم يَشْعُرِ
ولَكمْ وَرَدْتُ الموت أعْظَمَ مَـوْرِدٍوصدرت عنهُ فكانَ أعظم مصدر
يا عبلَ لو عاينْتِ فِعلي في العِدَىمن كلِّ شِلـوٍ بالتُّـرابِ مُعفَّـرِ
والخيْلُ في وسطِ المَضيق تبادَرَتْنَحْوي كمثلِ العـارِضِ المتَفَجِّـر
منْ كلِّ أدْهَم كالرِّياحِ إذا جـرىأو أشهبِ عالي المطا أوْ أشقـر
فصرَخْتُ فيهمْ صرخة ً عَبْسيـة ًكالرّعدِ تدوي في قلوبِ العَسْكـر
وعطفتُ نحوهم وصلت عليهـموَصَدَمْتُ مَوْكِبَهُم بصَدر الأبجـر
وطرحْتُهُم فوقَ الصّعيـد كأَنّهُـمأعجاز نخلٍ في حضيض المحجر
ودِماؤُهمْ فوْقَ الدُّروعِ تخضّبَـتْمنها فصارت كالعقيـق الأحمـر
ولربما عثـر الجـواد بفـارسويخـالُ أنَ جـوادهُ لـم يعثـر





يا عَبلَ قَرّي بوادِي الرَّمـل آمِنـة ًمن العداة ِ وإن خوفـتِ لا تخفـي
فـدونَ بيتـك أسـدٌ فـي أناملهـابيْضٌ تقُدُّ أَعالي البيض والحَجَـفِ
لله دَرُّ عَـبْـسٍ لـقـدْ بـلَـغـواكلَّ الفخارِ ونالوا غايـة َ الشِّـرفِ
خافُوا من الحرْبِ لمّا أبصروا فرَسيتحتَ العجَاجة ِ يهْوي بي إلى التلفِ
ثمَّ اقْتفوا أثري منْ بعدِ مـا علمـواأنَّ المنية َ سهـمٌ غيـر منصـرفِ
خضتُ الغبار ومهري أدهـمٌ حلـكفَعـادَ مخْتضِبـاً بالـدَّمّ والجِيَـفِ
ما زِلْتُ أُنْصِفُ خصْمي وهوَ يظْلمنيحتى غدا منْ حسامي غيرَ منتصف
وإنْ يعيبوا سواداً قـد كُسيـتُ بـهِفالدرُّ يسترهُ ثـوبٌ مـن الصّـدف





يُذبِّـبُ وَردٌ علـى إثـرهوأمْكنَهُ وَقع مِرد خَشِـبْ
تتابعَ لا يبتغـى غيرهـابأَبيَضَ كالْقبَس الملْتَهبْ
فمنْ يكُ في قتلهِ يمتـريفإن أبا نَوْفَلٍ قـدْ شَجـبْ
وغادرْتُ نضْلة َ في معْرَكٍيَجُرُّ الأَسِنَّة َ كالمُحْتَطِـب


انتهى


 

رد مع اقتباس
قديم 03-25-2009   #10


الصورة الرمزية الفتى الذهبي
الفتى الذهبي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 49
 تاريخ التسجيل :  Jan 2009
 أخر زيارة : 06-19-2016 (04:20 AM)
 المشاركات : 7,443 [ + ]
 التقييم :  2993
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)



طرح جميل شي كثير












بارك الله فيك اخي الفتى


 
 توقيع : الفتى الذهبي

إغسل قلبكـ قبل جسدكـ , ولسآنك قبل يديكـ ,,

وأحسن الظن فيــ النآس ...


رد مع اقتباس
قديم 03-26-2009   #11


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد(2)



الفتى الذهبي مرورك اسعدني
لك مني اجمل تحيه


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مدونة أبو مسلم (قصص وقصائد ونوادر وفوائد) مفرح التليدي - مـــدونـات الأعــضــاء 8146 09-07-2020 04:02 PM
بدائل غير ضارةة للأستشوار والمكواة غرور ||•مـجــلـس حــــواء آل تليد الخاص•|| 3 05-05-2016 03:38 AM
إزالة الشعر بالليزر في كادينا وردة النرجس ||•المـرأة والـطــفـل•|| 1 09-22-2014 12:37 PM
تاريخ الشعر النبطي وبعض اوزانه مفرح التليدي - "تحليقات في فضاءات همس القصيد" 2 07-15-2012 03:21 AM
موسوعة لجمال وحماية شعرك كيـ1ن انسـ1ن ||•مـجــلـس حــــواء آل تليد الخاص•|| 5 08-12-2009 10:05 AM


الساعة الآن 03:39 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.
new notificatio by 9adq_ala7sas
Ads Organizer 3.0.3 by Analytics - Distance Education
استضافه ودعم وتطوير وحمايه من استضافة تعاون