عُذراً فـ سأسرقكم شيئاً

عُذراً سأسرقكم شيئاً

مكآبِحُ صمتي تعطلت .. سرقني البُوح .. ولوهلةٍ
أشعرُ بإني أريدُ إخرآج عنآءٍ بـ جوفي ....
جسدي الضعيفُ الهزيل رميتموه فـ نهشَ بهِ البرد
حتى أصبحتُ كـ قطعةِ الثلج التي تذوبُ من الحرآره
سـ أسرقكم بطآنيتي ليسَ كي أدفئ بِها بِل لإن بِها رآئحةُ والدتي
حرمتموني المأوى فـ قطنتُ العراء .. لآ أُجيدُ التسول ولستُ
أعلم مآ أقولُ إن ترآودَ لي الإشتكآء ....!
تجدوني هُنا وهُناك لآ إستقرآرٍ يُرآفقُ حيآتي .. بل شتآتٌ شتآت
فـ مرةٍ تحت سور ومرةٍ في حُضنِ وآدٍ شديدُ الحلآك ..~
سـ أسرقكُم شيئاً وسرقتي ليست حرام
فـ هو شيءٌ حلالٌ لي ولكنكُم أخذتموه وأخذتُم كُلي
فـ لحظآتٍ أشعرُ فيها بإني لستُ إنسان
إنما قطعةٌ من جماد تنفضها الريح وتتلاعبُ بها النسمآت
أدمتني ثيابي فـ لم تعُد تُطيقُ البقاء كي تلملم بقايا جسدي .. حتى هي
قد ترميني .. ذآب لحمي فـ لاشيء تحت الجلد سِوى عظمٌ هش ..
فـ قد ضورني الليلُ جوعاً ... وعزفُ معدتي وغنآئُها لآ يهدأ
سـ سرقكم >>> رغيف خُبز فلا تأذوني فـ الإحتيآج يعبثُ بي
يملأُني فـ أملي هي السرقه ....
أعيآني التعب فـ فررتُ هآرباً من حرآرةِ الجوع وقسوةِ البرد
إلى بآبِ ذلك البيت الذي يكنُ لي الكثيرُ من الأمس ...
بيتُ والدآي أصبحَ مقبرةً للقسوه فـ عزآئي لـ الإنسانيةِ التي
وأدوها في ليلةِ زفآفِ الشعور ... حتى تتهالك تِلك اللحظه التي
قُدِرَ لي أن أفقد إنتمائي فيها .... فـ كم أتضورُ لـ الإنتماء
أنا اليتيم ........!
أنآ اليتيم ........!
أنا اليتيم ........!
أنا من لم يعُد لهُ يدٌ حنون تلمِسُ الجُرح فـ يبرى
أنا من لم يعُد لي أسمٌ يضمُ أسمي فقد دفنوا إنتمآئي دفنوا كُل
شيءٍ تبقى لي في ليلةِ دفنِ والداي دفنوا كُل شيء فـ ليتُهُم دفنوني معهم
فـ لم أعُد سِوى خِرقةٌ بآليه خلّفها البرد والجوع والحنين والقسوه ...
سأبقى على هآمشِ الحيآه حتى توآفيني المنيه فـ حتماً سأهنئ
سأجدُ الدفئ وحينها سأجدُ من أنتمي له ... فـ قبل رحيلي كُنت إبناً
مُطيعاً لـِ الضيآع
وبعد رحيلي سأكونُ إبناً تخلدَ في التُرآب ....
سـ أسرقكم شيءٌ تبقى وأضعهُ بـ قميصي المُتسخ كي تدفنوهُ معي
لن أدعهُ لـ الفلاء كما ودعوني فـ حتماً لن ينساني
فـ قد أتحذتُ من الجماداتِ عآئله لعلي أجدُ من يبكي على غيآبي
كما سأجدُ من يضحك .....
سـ أسرقكم المآضي وبطآنيتي فـ قد تشعب في جسدي الحنينُ لهُما
سـ أسرقهما وإني لآ أُجيدُ حِبكةَ التسول ولكن سأفعل ....
فـ هُما من بقايا الأمس ....~

عزوؤوف ..~