قـوة البساطة

البساطة
ذلك المفهوم الذي يدعي كل واحد فينا أنه يحبه ومخلص له في حياته،

البساطة
ذلك المفهوم الذي ربما ليس له تعريف واضح سوى أنها شيء مباشر لا يجعلك تفكر
كثيراً بما وراءه ولا يجعل الأخرين يضيعون في تفسير قصدك من كلامك أو فعلك.

البساطة
لها قوة قادرة على تغيير كل شيء، تغير وجهة نظر الناس بك، وتغير تقديرهم لقيمة عملك، وتغير حياتك أنت
لكنها تبقى صعبة المنال لأننا في مجتمع يرفض البساطة كثيراً ويحب الزركشات المبالغ فيها
والتي تجعل كل تصرف لنا ليس بسيطاً وتجعلنا نظهر بوجه مختلف عن وجهنا الحقيقي..

قوة البساطة
تتجلى أهميتها في خطاب الناس فكرياً، فالتيارات التي صعدت واستمرت اليوم كان خطابها بسيطاً للغاية ومباشراً
في حين أن التيارات التي أرادت تعقيد الأمور بطرحها تراجعت بسرعة بعد صعودها،
وهذا موجود حتى اليوم في ذات المجال فالكاتب الذي يعطي أفكاره بكلمات بسيطة فهو يساعدها على الانتشار بين فئة أوسع
في حين أن الكاتب الذي يركز على الشكل والتعقيد في الكلمات سينتشر
حسب قوة فكرته لكن بالتأكيد أقل مما كان سينتشر لو اعتمد على البساطة.

قوة البساطة
أيضاً في حياتنا اليومية، فالذي يريد أن يتدين بتعقيد الأمور على نفسه والقياسات المعقدة في كل شيء سينهار في النهاية،
والذي يريد أن يتبع نظام حمية معقد جداً لن يستمر حسب ما يقول الأخصائيون،
والذي يريد أن يبني علاقته مع شريكة حياته على تعقيدات وتفاصيل غير واضحة وبرستيج مفرط
لن يستمر وإن استمر سيعيشان معاً بجحيم، والذي يريد أن يتغير بطريقة معقدة متطرفة
مستعجلة لن ينجح مثلما يفعل من يتغير بهدوء وبساطة وتركيز على أهم ما يجب أن يطوره في شخصيته.
فاماعلينا الا اخذ الامورببساطه