قصيدة لوكنت في ديني من الأبطالي

هاذهي القصيدة للشاعر الكبير ابراهيم بن مسعود الألبيري رحمه الله


لو كنت في ديني من الابطال--- ما كنت بالواني ولا البطال

ولبست منه لأمة فضاضة--- مسرودة من صالح الأعمالي

لكنني عطلت أقواس التقى--- من نبلها فرمت بغير نبال

ورمى العدو بسهمه فأصابني--- إذا لم احصن جنة لنضالي

فأنا كمن يلقى الكتبية اعزلا--- في مأزق متعرضا لنزالي

لولا رجاء العفو كنت كناقع--- برح الغليل برشف لمع الآلي

شاب القذال فآن لي أن أرعوي--- لو كنت متعظا بشيب قذالي

ولو انني مستبصرا إذ حل بي --- لعلمت أنم حلولة ترحالي

فنظرت في زاد لدار إقامتي --- وسألت ربي أن يحل عقالي

فلكم هممت بتوبة فمنعتها --- إذ لم أكن أهلا لها وبدالي

ويعز ذاك علي إلا أنني --- متقلب في قبضة المتعالي

ووصلت دنيا سوف تقطع شأفتي --- بأفول انجمها وخسف هلالي

شغلت مفتن أهلها بفتونها --- ومن المحال تشاغل بمحالي

لا شيء أخسر صفقة من عالم --- لعبت به الدنيا مع الجهالي

فغدا يفرق دينه أيدي سبا --- ويزيله حرصا لجمع المالي

لا خير في كسب الحرام وقلما --- يرجى الخلاص لكاسب لحلالي

ما إن سمعت بعائل تكوى غدا --- بالنار جبهته على الإقلالي

وإذا اردت صحيح من يكوى بها --- فاقرأعقيبة سورة الأنفالي

ما يثقل الميزان إلا بامرء --- قد خف كاهله من الأثقالي

فخذ الكفاف ولا تكن ذا فضلة --- فالفضل تسأل عنه أي سؤالي

فهمو وأنت وفقرنا وغناهمو --- لا يستقر ولا يدوم بحالي

وطف البلاد لكي ترى آثار من --- قد كان يملكها من الأقيالي

عصفت بهم ريح الردى فذرتهمو --- ذرو الرياح الهوج حقف رمالي

وتزلزلت بهم المنابر بعدما --- ثبتت وكانوا فوقها كجبالي

واحبس قلوصك ساعة بطلولهم --- واحذر عليك بها من الأغوالي

فلكم بها من أرقم صل وكم --- قد كان فيها من مها وغزالي

ولكم غدت منها وراحت حلبة --- للحرب يقدمها ابو الأشبالي

فتقطعت أسبابهم وتمزقت --- ولقبل ما كانوا كنظم لآلي

وإذا أتيت قبورهم فاسألهمو --- عما لقوا فيها من الأهوالي

فسيخبرونك إن فهمت بحالهم --- بعبارة كالوحي لا بمقالي

من لا يراقب ربه ويخافه --- تبت يداه وما له من والي