لا تظل متفرج ....بس

لا تكن متفرجاً

إن سألت برازيليا: أي فريق تشجع في كأس العالم؟ ستكون الإجابة بلا شك: البرازيل! وإن وجهت نفس السؤال لألماني أو إيطالي أو إنجليزي فتوقع أن تكون إجابة المشجع وبكل فخر هي الفريق الذي يحمل علم بلده! ولكن ومع كل ذاك تجد أن الفوز بالنسبة إلى كثير من هذه الجماهير ليس حلمهم الأول! فنجاح مثل هذه الشعوب يتمثل في جوانب أخرى من الحياة هي أكثر أهمية من مجرد لعبة!
أما نحن فقضيتنا مختلفة تماما! فاهتمام مشجعينا بكرة القدم يفوق اهتمامهم بقضايا الشرق الأوسط كلها! وغضبهم في مسائل الكرة يفوق غضبهم على القضية الفلسطينية المهملة!
لكني أنصحك ألا تلتفت إلى أجسام أولئك المشجعين ولياقتهم البدنية اللامعقولة! وإن صدف ولمحت «كرشا» أمام كل مشجع فلا تتعجب! فالرياضة بالنسبة إلينا لا تمثل أكثر من موضوع جدل وقضية يمكن أن يكون لك رأي لتدافع عنه بكل ثقة مع أصدقائك والرياضيين من أفراد عائلتك.
أما إن سألت أحد هؤلاء لم أنت متحمس جدًا لأن يفوز الفريق الذي تشجعه بالكأس؟ فتوقع إجابات مثل هذه: «يعني بلدهم فيها مسلمين كثير»، «ابن عمي ساكن في بلدهم وأبغاه يفرح»، «والله أصلا شعبهم طيب ويحبّون العرب»، «يعني مساكين وبلدهم فقيرة وكذا».
والله ما مساكين إلا إحنا!!
اعتدنا أن نسمع مثل هذه الإجابات العشوائية لأنه لم يحمل أحد من فرقنا كأس العالم قط، بل أصبح التأهل إلى هذا المحفل العالمي هو غايتنا أو حلمنا.
في اعتقادي أن النجاح في أي نوع من الرياضة هو أمر كمالي يمكن تحقيقه حين يتحقق النجاح في الطب والصناعة والتجارة والاقتصاد والتعليم! لا مانع من المشاهدة! ولكن أتمنى ألا نعتاد البقاء في صفوف المتفرجين! ليس فقط في كرة القدم، بل في شتى مجالات الحياة..


راق لي كثيراً