الذاكرة موت وتاريخ حياة

بسم الله الرحمن الرحيم

يعشق الحياة ويرى في الوجود فلسفة نرجسية , ليل حالك شديد الظلام , وجزيرة احلام
سديم نور يبحث عن الميلاد ,ضياء اشراق يجعل من الموت حياة ومن الاسى فرح !!
قابع في دهاليز الجدران المسكونة بالمرايا المتكسرة والاسرار المكتومة وسط الحنايا,
قبس من الوحي ياتي كل صباح ومساء يسير في الدروب المرصعة بالاشواك , يسامر
الاطياف التي تعيش العزلة والوحدة , غذاء للروح وصدى للذات وحديث وجدان لاشجان
واقع , ونترك مسافة تعني علامة وجع وفي قاموس اللغة معناها سؤال !! فمن يسد حيز
الفراغ كي يقول كش ملك للعبة الحروف ولكنني اضع خيارات الاحتمال بين ((فكر _ قلم
_جنون )) وبهذا نضع حداً فاصلاً وقد يكون غير ذلك ,بالرغم ان رفيقي قال ان هذا معناه
ضرب من الجنون ...
نبتدي من النهاية وننتهي عندما تكون النهاية مسافة فاصلة لخط البداية , رحيل وقت الحضور
ووجودعند الغياب , نقصان بعد الاكتمال وانصهار دون الامتزاج واحتضار بعد الوفاة , دمعة
وابتسامة .. وتظل الحياة منافي شتات لأوطان الافئدة .. وتقوض الصمت تراتيل السكينة ,

نرحل للسفر ويرتحل الفكر دائماً دون استئذان , والرحيل جزء من الالم ينتمي للحنين وقد
يكون قائمة طويلة تضمها دفاتر الذكريات , والحروف هنا أيلة للبكاء ولا احد يتفهم عذاباتها
ومعاناتها ,, يا الله يا الله حينما نشعر بالوجع لافتقاد اشياء قد تكون اغلى من ذواتنا لان وجودها
معنى للقوة ومصدر للاستمرار والعطاء ,, فالطفل الذي افتقد امه يشعر بهذا الوجع , فالبكاء لا ياتي
الا من وجع والوجع حنين والحنين عهد وفاء يعني تذكر , فالحروف تنصهر هنا فكل الاطياف
لتلك الارواح تحضر هنا لتشاركنا الصفحات قبل مأتم السطور لانها وجودها جزء من الحياة ...
فمن ياتي بقوائم حضور لهؤلا كي ينتهي حضور الغياب الصعب بالرغم ان الذكريات مفردات
رائعة وجميلة ننسج وجودها في حنايا الذاكرة ... ولا تغفو الذكرى من الذاكرة كي لا اموت
او بالاصح كي أحيا بعدهم ... يا الله كيف يصبح الموت ولادة تاريخ .. بلى انه نهاية رحلة الفصول
الاربعة...

من انا كي لا اكون هنا وامنع الحروف من البكاء , من يستطيع ان يعيدني لذاتي لاجد نفسي
صفحات البياض ارهقتها رجفة الانتظار , والقلب يقتات انفاس حكايا الراحلين , وبالامنيات
نطيل عمر الشقاء , مساء داكن واحاسيس ومشاعر لا تعرف النوم , دفاتر ذكريات
وصلوات من نور نتلوها في معابدنا المقدسة, فلا شي يوقف هدير الامواج الا الانتحار
على صخور الخلجان , ولا غرابة ان تكون هذة الحروف في زمن اللاوعي زمناً لا تاريخ
له , فمن انا كي اكون , ومن اكون كي اصبح انا ...هنا امزج الروح في اناء الالم فتاتي
السطور لتجمع الذوات المبعثرة ولكننا نتعثر ونتحطم عندما نقف طويلاً على اطلال الذكرى ..

قلم ؟ قلم ؟ ماذا تكتب ؟ ولمن تكتب ؟ ومن يقراء هل يجيد الاحساس كي يسمع انين الحرووف ,
هنا انسج من اعماقي أهات الكلمات اتوشح بها حلم المهاجر واتوسد بظلها رواية الوجع لمساء
مترف بحنين الذاكرة ولم يعد لمثلي الا ان يسال الايام ان تاتي بكل دفاتر الغياب لتسجل حضورها
هنا كي تنتهي الرواية لانني لا ابحث عن رص الحروف ولكنني ابحث عن ذوات غابت وسط
دهاليز الحياة الصامتة .. فمن يعيد الى سقراط مجد مدينته الفاضلة .. كي اكسر محراب الروح
هنا ..

فلم يعد هذا نصاً قابل للتأويل لان الاماكن لا تعيش الا بساكنيها , والرحيل منها يعود بالذاكرة
اليها ...

(( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ))

في حفظ الرحمن