جميعنا نعرف الخوف ولاكن هل نعرف المأمن منه

نتعلق كبشر بأشياء كثيرة نعتادها ونداوم عليها
و في النهاية ندمنها فتلتصق بنا التصاق الجلد
و الخوف احدها
أصبحنا كبشر نخاف من كل شيء و على كل شيء
فهو مقنع يأتي كل مرة بشكل جديد ومنطق أجد
لننتصر عليه مره وينتصر علينا مرات
فاليوم خوفٌ على النجاح فنواصل العمل،
وفي الغد خوف على ألأبناء فنواصل حمايتهم،
وفي كل يوم خوف على المال فنواصل جمعه،
وليتنا تذكرنا قوله عز وجل
إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
أو خطر ولو للحظه قول إبراهيم الخليل (لَا تَأْمَن حَتَّى تَبْلُغ الْمَأْمَن)
كان عليه السلام يحاول تلقيننا درس ولكن لم نعيه جيدا
فلم يقصد أبدا المأمن البشري،لانه زائل لا محال،
ولا خوف من زائل او عليه .
الخوف الحقيقي من الدوام ، والمأمن الحقيقي فيه أيضا
فالنار دائمة و الجنة دائمة ماشاء الله لهما أن يدومان
اما الدنيا فزائلة دون شك،
أراد ان يخبرنا بالمعنى الحقيقي في قوله عز وجل
(إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ
وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللّهَ فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ)
أردا أن يوضح ان الخلاص في إخلاص الخوف لله
الله وحده ولا احد سواه ..
او كما قيل : لَيْسَ الْخَائِف الَّذِي يَبْكِي وَيَمْسَح عَيْنَيْهِ ,
بَلْ الْخَائِف الَّذِي يَتْرُك مَا يَخَاف أَنْ يُعَذَّب عَلَيْهِ
مماراق لي
/
/
/