قسم القرآن وعلومه هنا كل مايخص القرآن الكريم وعلومه و تفسيره وتجويده وقصصه. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||
|
||||||
الوقفه الأخيرة مع سورة يوسف
- وبعد ذلك أعلن يوسف عفوه عنهم بكل حب وأدب وصدق ((لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ))[يوسف:92] إنها أخلاق الكبار . 102 - وإن المتأمل في خلق العفو من يوسف مع جريمة القتل التي حاولوا إيصالها له لما رموه في البئر, يجد أن يوسف كان رائعاً جداً في عفوه عنهم . 103 - هل لي أن أسألك سؤالاً: هل مارست خلق العفو مع أحد من أقاربك أو أصدقائك ؟ لابد أن نتربى عليه فهو من أخلاق الأنبياء عليهم السلام . 104 - ثم تكون معجزة القميص لما أمر يوسف إخوته بأن يأخذوا القميص ليرموه على وجه أبيه ليعود إليه بصره ((ذْهَبُوا بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا ))[يوسف:93] . 105 - وتنطلق رائحة القميص إلى يعقوب , وتتجاوز حدود المكان والزمان ويقول: ((إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ ))[يوسف:94] يا الله , أي شوق مثل هذا؟!. 106 - (( فَلَمَّا أَنْ جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ ))[يوسف:96] نعم جاء البشير , وألقى قميص يوسف , وعاد بصر يعقوب , وانطلقت الأسرة إلى يوسف بكل شوق , فما أجمل الشوق قبل اللقاء , فكيف إذا حصل اللقاء ؟ 107 - جاء الأبناء لأبيهم يعقوب عليه السلام معتذرين (( قَالُوا يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ))[يوسف:97] فما ظنكم بأخلاق الأنبياء ؟ ((سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي ))[يوسف:98] . 108- وأريدك أن تتذكر معي العفو الذي مارسه يوسف عن إخوته ودعائه لهم ((يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ))[يوسف:92] ثم تأمل عفو يعقوب واستغفاره لهم , وسيظهر لك جمال العفو وأنه خلق عند الأب يعقوب والابن يوسف عليهما السلام . 109 - ثم وصلت الأسرة إلى مصر وخرج يوسف لاستقبالهم من عناء الطريق , ثم كانت لحظة اللقاء عجيبة ((آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ ))[يوسف:99] وهنا نسبح في خيال واسع. 110 - ولك أن تتخيل كيف كان اللقاء بين يعقوب ويوسف بعد هذا الغياب الطويل . هنا نقف , لنتخيل تلك الدموع والعبارات العاطفية والعناق العجيب . 111- ثم قال يوسف لأسرته ((ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ ))[يوسف:99] وأبشروا بالراحة والسعادة والأمان , ثم أدخلهم قصره ((وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ ))[يوسف:100] . 112- ((وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا ))[يوسف:100] أي: سجد الوالدان والإخوة ليوسف من باب التحية والتقدير ليوسف ,وهذا كان جائزاً في شرعهم , وأما في شرعنا فلا نسجد إلا لله. 113- ((وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا ))[يوسف:100] أي: أن الرؤيا في أول السورة (( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ))[يوسف:4] ها هي تتحقق . 114- وفي مشهد إيماني عجيب من يوسف يعترف يوسف بفضل الله عليه بأن أخرجه من السجن ((وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ ))[يوسف:100] . 115 - ثم يبدع يوسف بلمسة تربوية ساحرة حيث أخبر أن الشيطان هو الذي نزغ بينه وبين إخوته , ولم يذكر أي تفاصيل من هموم تلك المعاناة . 116- وهنا نكتشف خلق التغافل وعدم تذكير صاحب الخطأ بخطئه ,بل نعفو عنه ونتجاوز عنه بدون أي تفاصيل وقصص . 117- وفي ختام السورة يدعو يوسف ربه بأن يميته على الإسلام ((تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ))[يوسف:101] وفي هذا : إشارة لنا بأن الثبات بيد الله وحده. وفي نهاية سورة يوسف يقول ربنا ((لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُوْلِي الأَلْبَابِ ))[يوسف:111]أي: أن حكاية قصة يوسف فيها العبر والاعتبار , ولكن أين من يعتبر ؟ والسلام عليكم ورحمة الله والى اللقاء مع وقفات في مواضع اخرى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
06-26-2012 | #2 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
رد: الوقفه الأخيرة مع سورة يوسف
الجنــــــــــــوبي
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء وأثابك ونفع بك وأسأل الله أن يأجرك وأن يجعل ما قدمت في مو ازين حسناتك وأن تنال الجنان أجراً على ماقدمت .. لك التقييم على جهـــــــــدك بوركت سيدي وزادنا الله من أمثالك .
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|