إنكار جهد الخيرين

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحياة معركة كبرى يشارك فيها الجميع من أجل تحقبق ما يحلم به من خير لنفسه مع اختلافهم في الطريقة والأسلوب ، وتنوع الأسلحة من تخطيط جيد وصبر علي المكاره وتحمل المتاعب , فالحياة كلها متاعب ومشاكل . وإن اخطأ فلا يلوم إلا نفسه لأن الأمر يخصه وحده .

أما لو كان الأمر يخص جمع غفير من الناس كشعب مثلا ومصلحته واحدة وتتطلب إعمال الجميع لجهدهم لإنجاز هذا الأمر الذي تعود فائدته عليهم جميعا , لا شك أن جهودهم ستتفاوت حسب تخصصاتهم كما تتفاوت في الجد في العمل والإخلاص في القصد والسرعة في الإنجاز , ولكن ليس هذا ما سيعطل الانجاز وإنما يؤخره قليلا ...
اما المشكلة الكبيرة التي تفسد علي هؤلاء جهدهم هي مجموعة منهم تتخلف عن العمل وتتفرغ للنقد الهدام في صورة الحريص علي العمل , فيفت في عضد المجد ويسخر من المتفاني في عمله ويتهم النزيه بالسرقة ويصف الصادق بالكذب ويؤلب بعضهم علي بعض بالزور والبهتان , ويستخدم في ذلك إعلام مزيف ليظهر صورته الخارجية المزركشة التي تخدع الناس بانه اكثر الناس حرصا علي إنجاز العمل , ويصرف المجدين عن عملهم ويشغلهم في نقاش وجدال هدام لا فائدة من ورائه ولا غرض منه إلا تعطيل العمل , فهل ينطبق علي أمثال هؤلاء مواطن صالح أم انه منافق خادع عدو لهذا الشعب لا يريد له الخير لحسد ملأ قلبه وضغينه يضمرها للناجحين لتخلفه عن ركبهم منذ البداية .
يقول علماء النفس أن جحود جهد المجدين وإنكار فضلهم علي الجماعة من أكبر المشاكل التي تصيب الخيرين والقادرين علي تقديم الأفضل بالإحباط ...
ولكن علاج ذلك لمن فتح الله قلبه للخير أن يوسع صدره لكل ناقد وأن يسير في خطة الإصلاح لا يلتفت إلي الوراء حتى لا يعطل عمله لأن الفائدة منه ستعود علي الجميع بالخير وعندها سيستغفر هؤلاء ربهم ويعودوا إلى رشدهم ويأسفوا علي ما فات ..
هكذا كبار النفوس يعالجون مثل هذه الأمور بالعمل الصادق الدئوب مع الاستعانة بالله ..
اللهم لا تجعل بيننا من هم امثال هذا الصنف من الناس واجعل اللهم الخيرين من شبابنا قادة إلى عمل الخير والبناء المثمر للبلاد والعباد .
وتقبلوا تحياتي.................

م/ن

لا ينكر للآخرين جهد
شكراً لكـ أخي الغالي
تميم والله مميز في طرحك
تحيتي وتقديري