"•||"قطوف من الحكمة وبحـر الحكايا.".~. | الحكمة والمثل المنقول | |وبريقا من حديث | | القصص | | والروايات | |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||||||||||||
|
||||||||||||||
المسلمون أوفياء لأبطالهم
دموع يوسف
لا أعلم مدى مصداقية هذه القصة ولم يتسنى لي البحث عنها ولكن العهدة على الراوي.. يقول الراوي.. ذات عام وفي موسم الحج، وإذ كنا ندفع المال، من أجل الهدي، أي ذبيحة الحج، كان هناك رجل أمامي، دفع المال، وحين سأله الرجل الذي يتسلم المال، عن اسم الحاج، ليسجل ذلك في الوصل،سكت قليلا. لم يرد. أعاد عليه السؤال. رد بتردد ..يوسف بن أيوب بن شاذي. كتب الموظف الاسم على عجل، واستلم المبلغ، ولم يتوقف عند الاسم ابداً، ولحظتها توقف قلبي، فمن المستحيل أن يكون هذا هو اسم الرجل. لم أتركه. فضولي جعلني أترك الدفع وألحقه. قلت له: أليس هذا الاسم هو اسم صلاح الدين الأيوبي، القائد المسلم الذي حرر القدس. لمعت عينا الرجل. وكاد أن يهم بإدارة ظهره لي. الا أنه عطف علي بالاجابة، وقال نعم هو وأنا أحج عنه هذا العام؟!. رحل القائد عن عمر سبعة وخمسين عاما، ولم يحج، ونقرأ في الكتب أنه ودع آخر قافلة حج قبل أن يرحل هو بالدموع. لم يكن ليقبل أن يحج من مال المسلمين، ولا مال الدولة، وهو أيضا بلا مال يساعده على الحج، وفي هذا عبرة مهمة جدا، فيمين الرجل بيضاء، برغم سلطته وسلطانه. أغلب الناس تعرف أن صلاح الدين الأيوبي، وهذا لقبه، واسمه يوسف بن أيوب بن شاذي لم يحج، ولربما دون مبالغة، يذهب كل عام، من يذهب من المسلمين ليحج عنه، إن لم يكن أكثر من شخص، وقد سمعت عن كثرة حجت عنه، من دول كثيرة، وكثرة تعتزم الحج عنه. صلاح الدين الايوبي، هنا، لم يحرمه الله، فالرجل الذي إتقى الله في مال المسلمين، يتم تعويضه كل حج، من مال المسلمين، ويالها من تعويضات نورانية، فالتعفف هنا، لم يحرمه فعليا، بل زاده كرما وإحسانا. في قصة صلاح الدين الايوبي هنا، عبرة، فالرجل لم يكن عربيا، وأغلب انتصارات المسلمين المهمة، لم تكن على يد العرب، وإن كان العرب جذرها. الاسلام هنا يقول أن التمييز بين الاعراق مذموم، كما التمييز بين البشر، ولدينا روايات كثيرة تنبذ التمييز بين البشر، وتوزيعهم على طبقات دينية وعائلية وعرقية. ليس أدل على ذلك من احاطة النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه بالفارسي والرومي وغيرهما، وهناك قصد واضح، فالتعصب مذموم، والامم لا تنتصر الا بالتنوع. علينا أن نلاحظ أنه كلما اشتد تعصبنا للمدينة أو القرية أو العائلة، كلما عدنا ألف عام للوراء، وحتى الامم غير المسلمة تنتصر وتتفوق جراء العدل، وجراء تنويعها وأخذها لأحسن ما في الأمم الاخرى دون انغلاق. العبرة الثانية أن صلاح الدين الايوبي، كان قائدا يخطط ويتعب، ولم يكن رجل دين بالمعنى المتعارف عليه، أو فقيها وحسب، لأن العلوم العسكرية هنا، بحاجة الى قدرات. الدين هنا، مولد للطاقة، لكن النصر يتأتى أيضا من التخطيط والجلد والصبر والتعب، ومن توظيف العنصر المادي وتسخيره اتكاء على العقل وفيوضاته. ثالث العبر أن المسلمين أوفياء لابطالهم، وليس أدل على ذلك من استذكاره في كل مناسبة، والحج عنه، وضرب الامثال به، فهم لا ينسون أبطالهم. المأخذ هنا أن تعظيم البطل، يصير أحيانا على حساب القاعدة الشعبية التي نصرته، من جند وشهداء وأمهات ومتبرعين، وكل هؤلاء لا يتم ذكرهم كما يجب. هذه هي إحدى مشاكل صورة البطل عند المسلمين عموما، فهناك بطل، ولا يوجد شركاء، وإذا كان هناك شركاء فهم في الظلال، هذا على الرغم من أن الشركاء العنصر الأهم في حالات كثيرة. في عرفه، نستذكر كل رجال الامة الخيرين، وثقتنا في المقبل، بلا حدود، ودموع يوسف ذات حج، لم تتبدد، ردها الله إليه، آلاف الحجات. هذا والله أعلم |
مواقع النشر (المفضلة) |
الكلمات الدلالية (Tags) |
لأبطالهم, أوفياء, المسلمون |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لماذا لا يتوحد المسلمون في الصيام مع أن هلال رمضان واحد ؟ | عروبة وطن | - الـخــيـمـــــة الـرمـضـانـيـــة | 6 | 04-23-2020 08:36 PM |
أهم المغازى والغزوات | ابو فواز | - القسـم الاسلامـي | 3 | 11-27-2016 04:57 AM |
اوجعوهم بتاريخهم: معركة نهاوند وسقوط فارس | أبوفيصل | - مسـاحةُ بِلا حُدود" | 2 | 10-04-2015 01:23 PM |
المسلمون أملٌ في رمضان وألمٌ بعده | نور الهدى | - الـخــيـمـــــة الـرمـضـانـيـــة | 2 | 07-05-2012 07:38 PM |
ايها المسلمون في مصر ان الداء في الانظمة المطبقة على رقابكم و الدواء هو تطبيق نظام الاسلام | أبن نااااااعور | - مسـاحةُ بِلا حُدود" | 4 | 02-04-2011 11:59 PM |