عزاؤنا في "سلطان الخير"

بوفاة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز- رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- فقد الوطن بل الأمة بأسرها قائداً فذّاً, ورجلاً من أبرز رجالاتها, عُرف بمواقفه التاريخية وصلابته, مناصراً للحق ومنافحاً عن قضايا وطنه وأمنه واستقراره, لا يخاف في الله لوم لائم, سائراً على خطى والده الملك المؤسس وإخوانه, وولياً لعهد قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين, ساعده الأيمن في تحقيق نهضتنا الحضارية, والرقي بوطننا الغالي.

إن الحزن والأسى يعتصر قلوبنا لفقد "سلطان الخير" الرجل الذي جُبل على فعل الخيرات, وكان رافداً أساسياً من روافد الخير في العالم, ملبياً حاجات المعوزين والمحتاجين, وداعماً رئيساً للعمل الخيري والإنساني، الذي ينطلق من هذه الديار المقدسة التي أفاء الله عليها بالخير, إلى المنكوبين والمتضررين وأصحاب الحاجات.

رحل "سلطان الخير" فبكاه الوطن, واعتصر الحزن شغاف قلوب أبنائه لأنه في كل بيت من بيوتهم له محبة وتقدير وعرفان, داعين الله عزَّ وجل أن يسكنه فسيح جناته, وأن يجعل قبره روضة من رياض الجنة ويغسله بالماء والثلج والبرد.

عزاؤنا في "سلطان الخير" أن أبناءه هم كل أبناء الوطن الذين رباهم على فعل الخير, وحب الوطن, والتلاحم والتعاون والتعاضد, وتحدي الصعاب, وتحقيق النهضة المنشودة لتعم الوطن أطهر بقاع الأرض.

عزاؤنا في "سلطان الخير" أنه ترك لنا ميراثاً من الحب والعطف, ومشروعات من الخير والنماء, ومؤسسات تنشر العلم وتمد يد العون لذوي الحاجات, وتداوي المريض, وتؤهل وتدرب وتلم وتنمي المواهب.

إننا نرفع أكف الضراعة أن يأجرنا جميعاً في مصابنا الكبير، وأن يرزقنا الصبر والسلوان على فقده.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويغفر له ( سلطان الخير) طيب الذكر في الدنيا وان شاء الله طيب الذكر في الآخرة

أسأل الله أن يتغمد فقيدنا وفقيد الأمة الإسلامية بواسع جناته
وأن يرحمه ويجعله في الفردوس الأعلى مع النبيين والشهداء والصالحين وحسن أولائك رفيقا