البطاله ..ومشاكلها وحلولها

برغم التطور الذي وصلت له المملكة في السنوات الأخيرة ، وتقديمها بسخائها المعهود لكل ما يطوّر الوطن والمواطن ، إلا أن معدل البطالة لا زال في تزايد ، والحلول ما زالت شكلية ، لكن و قبل أن نسهب في الموضوع أكثر يجب أن نعترف أن مشكلة البطالة لا تخص المملكة فقط بل هي مشكلة تعاني منها كل دول العالم لكن النسب تتفاوت بين دولة وأخرى بحسب نوعية الحلول المقدمة للتخلص من شبح البطالة والمضي قدماً بعجلة التنمية . وفي هذا البحث المختصر سأحاول التطرق لبعض أسباب هذه البطالة ومشاكلها وطرح ما يمكن طرحه من حلول وهو من وجهة نظري الخاصة .

بداية لنتساءل مالذي يجعل البطالة في المملكة تتزايد برغم كل هذا التطور الذي تشهده منطقتنا ، ولو محصنا الأسباب بشكل دقيق لوجدنا أن هناك عوامل عدة ساهمت في خلق مشكلة البطالة وهي من وجهة نظري تتكئ على ثلاث مسببات كلها ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بخلق هذه المشكلة وهي :

1- المسئول الأول من الإنسان نفسه :

وهي تتمثل في تعود الفرد السعودي على الاتكالية إلا من رحم ربي ، وهو يبحث عن العمل السهل الذي لا يكلفه لا وقتاً ولا جهداً وبنفس الوقت يدر عليه المال الوفير لينعم بحياة كريمة ، فمثلاً في الغرب الفرد هناك يبدأ في العمل والاعتماد على نفسه وهو طالب جامعي عن طريق الالتحاق بدوام جزئي (وهو ما نفقده هنا في المملكة للأسف) أي أنه يعمل بساعات أقل ومبلغ يعينه على تحمل مصاريفه الخاصة ومصاريف دراسته أيضاً على عكسنا نحن التي توفر لنا الدولة تعليم مجاني ومكافأة ومهما كانت هذه المكافأة قليلة لكنها تشجع الطالب وبطريقة غير مباشرة في الاعتماد على غيره بل وتجعله متواكلاً ومتكاسلاً بعد انتهاء دراسته الجامعية ويشعر أن الدنيا قد أغلقت في وجهه حين لا يجد عملاً يرضيه !! وركزوا هنا على كلمة (يرضيه) لأنها مشكلة أخرى نعاني منها وهي رفض مبدأ التسلسل الوظيفي التي تبدأ من الأدنى للأعلى والرغبة في الوصول للأعلى دائماً .

2- المسئول الثاني هي وزارة التعليم :


من العجيب أن نذكر أن هناك دول في الغرب ليس لها موارد تعتمد عليها لا بترول ولا غيره لكنهم اعتمدوا على الشيء الأهم ..الشيء الذي يعد هو أساس التقدم والتطور والتنمية .. فهم راهنوا على العقول البشرية وكسبوا فعلاً هذا الرهان فطوروا التعليم الذي من شأنه يعلي من قيمة العقول ولم يكتفوا فقط بالتطوير بل جعلوا مخرجات التعليم لديهم تناسب ما يحتاجه سوق العمل لديهم على عكسنا نحن الذي يبدو وكما يتضح للجميع التعليم في وادي وسق العمل في وادٍ آخر وللأسف .

3- المسئول الثالث هي وزارة العمل :

وزارة العمل تحمل المسئولية الأكبر في مشكلة البطالة التي يواجهها الشباب في مجتمعنا السعودي فهي سبب في وجود كمية كبيرة وفائضة من العمالة والاكتفاء بهم وترك ( ابن الوطن) لأسباب مقنعة وغير مقنعة أيضاً بالإضافة إلى عدم فرض قوانين صارمة و واضحة تعطي الأحقية للمجتهد في عمله وبالتالي ستزيد من إنتاجيته
إضافة إلى وجود معوقات كثيرة لازالت تقف في وجه الشباب ومشكلة أخرى وهي عدم توزيع مصادر العمل في مدن المملكة بشكل متساوي بحيث يحد من الهجرة لمناطق محددة وبالتالي زيادة البطالة .

هذه الأمور الثلاثة لم تكن فقط مسئولة علن خلق مشكلة البطالة بل أنها ساهمت وستساهم أكثر في انتشار مشاكل البطالة منها على سبيل المثال لا الحصر :
إهدار هذه الطاقة البشرية والتفريط بها وكثرة الجرائم بين الشباب والتفكك الأسري والتشجيع على بناء خلية من المجرمين المحترفين الذي سيصل بهم الحال إلى إذاء أنفسهم ومجتمعهم ، هذا بالطبع إضافة إلى انتشار السرقات وزيادة انتشار المخدرات بين أوساط الشباب الذين هم عماد المجتمع وكل مجتمع .

أما الحلول فبعضها معروف وبعضها لا يحتاج سوى للإشارة عليه وحلول أخرى توجد عند المواهب الشابة وهي حلول منطقية وتستند على دراسات دقيقة لكنها تنتظر من يعيرها قليلاً من الاهتمام وتنتظر التنفيذ
لنعود إلى حلولنا :

* أولى تلك الحلول والتي يطالب فيها الكثير من المختصين والكتاب وهي تطوير التعليم في المملكة بشكل يحسن من مخرجات التعليم ويجعله مناسباً لسوق العمل .
* تشجيع الشباب على المشروعات الصغيرة وتيسيرها لهم من خلال تذليل كل العراقيل التي تواجههم وتسهيل الإجراءات لهم .
* الحد من العمالة والاكتفاء والتمسك بأهل الخبرة الذين يساهمون في تقديم عجلة التنمية .
* تشجيع الشباب على حب العمل والحفاظ عليه وزيادة إنتاجهم في العمل من خلال تقديم التأمين الصحي لهم والاجتماعي وزيادة راتبه كل أعداد معينة ويسيرة من السنوات ، وزيادات أخرى تختص بالمجتهد بحيث تشعر المجتهد بقيمة تعبه وتحفز الآخرين على الاحتذاء به وكل هذا من صالح العمل والمؤسسة ككل .
* فتح الأبواب والترحيب في المواهب التي تملك حلولاً لمواجهة مشكلة البطالة وهي حلول مستندة على أسس علمية وجاءت نتيجة بحث مضنية فكثير ما نسمع عن شباب يراهنون على القضاء على هذه المشكلة لكنهم يعانون من التهميش .
* توفير وظائف جزئية للطلاب من خلال وزارة العمل بحيث تسهل على الطالب الاعتماد على نفسه ومعرفة قيمة العمل وتمنحه خبرة وهو في صفوف الدراسة .

وختاماً لا يجب أن ننسى أن هناك جهوداً فردية من الشباب السعودي تطوع حباً وكرامة لتقديم ما تيسر من الحلول كل حسب استطاعته ومنها ما يقدمه منتدى "مملكة الوظائف "الذي يحاول جاهداً أن يساهم في تذليل الصعوبات التي تواجه الباحثين عن العمل وجعل من موقعه نافذة إلكترونية وهي تعد نافذة أمل لكل العاطلين .
ونحن نشد على يدهم ونبارك لهم جهودهم التي نتمنى لها أن تكون جهوداً مثمرة إن شاء الله .

أما الحلول فبعضها معروف وبعضها لا يحتاج سوى للإشارة عليه وحلول أخرى توجد عند المواهب الشابة وهي حلول منطقية وتستند على دراسات دقيقة لكنها تنتظر من يعيرها قليلاً من الاهتمام وتنتظر

كفيتي ووفيتي اختي كيوت

موضوع محتمل الجوانب
فيه الداء والتشخيص والعلاج
ولكن متى يكون العلاج ومتى يكون الشفاء

الف الف شكر على هذا الموضوع المميز