رد: أبوفيصل على كرسي التواصل ....
أقبـلَ الصَّـوْمُ، ليـت أُمِّـي الحبيـبَـــهْ = مِــنْ مَــدَى قُبْـلَـةِ الجبـيـن قَريــبـَـهْ
لـيــت أمِّـــي مــكـانَـهـا كـــلَّ عـــامٍِ = تـتـلقَّـى شهـر الـهُـدَى مُـسـتجيـبَـهْ
لـيـتـهـا فـــي مـكـانـهـا كـــلَّ عــامٍ = تـتــلــقَّــى شـــروقَــــه وغــروبَـــهْ
تتـلـقَّـى مـنَّــا التَّـهـانـيَ جَــذْلَـــــى = بـدمــوعٍ مـــن الـجـفــون صَـبـيـبَـــهْ
أَقْـبَـل الـصـومُ، وهــو شَـهْـرٌ كـريـمٌ = ساحـةُ الخـيــــرِ فــي مَــدَاهُ رَحيـبَـهْ
تسعدُ النــفــسُ حينَ يأتي، وترضـى = ثـــمّ تـرضــى إذا دَعـــا أَن تُجـيـبَـهْ
أقـبــلَ الـصّــومُ، والـفـؤاد يـعـانـي = مـن لَظَـى شوقـه، ويشكـو دَبيبَـــهْ
أيــن أمِّــي؟ تلـفَّـتَ الـقـلـب لـمَّـــــا = قلـتُـهـا، وانـثـنـى يُــداري نَحـيـبَـهْ
أيــن أمِّــي؟ وهَــبَّ إعـصارُ حُـــزْنٍ = فـفـؤادي الحـزيـنُ يشـكـو هُـبـوبَـهْ
سـكـتـتْ بَهْـجَـةُ الـفــوادِِ، وقـامـــتْ = فــيــه دوَّامــــةُ الأَنــيــن خَـطـيـبَــهْ
وظــلامُ الأســى يـحـاصـرُ فـجــــري = ويُـريـنـي وجـــوهَ بُــؤْسٍ غَـضُـوبَـهْ
يـا ظــلامَ الأَســى تـثاقَـلْـتَ حَـــتّــى = سـئـمـتْ مُـهجتـي خُـطَـاكَ الرَّتيـبَـهْ
أيـــن أمِّـــي؟ تـعـثَّـر الـقــولُ لــمَّـا = بـــرزَتْ صــورةُ الـحَـنـانِ المَهـيـبَــهْ
تـتـعـدّى بــــيَ الأَمــانــيَ حـــــدِّي = فـأَراهـا مــن لَـمْـسِ كـفِّـيْ قَريـبَــهْ
ثُــمّ أَصـحـو عـلــى حــقـيـقـةِ بُـعْــدٍ = يشتكـي الخافـقُ الحـزيـنُ لُــُغَـوبَـهْ
أيـن أمِّــي؟ بــل أيـن نَـبْـعُ عـطـاءٍ = في يديها يُرضـي القلـوب الكئيبَــهْ
ليـتـنـي أســتـطـيـعُ تقـبـيـلَ كــــفٍ = صــانــهــا اللهُ أنْ تُــمَــدَّ لِــرِيْــبــهْ
ليتـنـي أســتطـيـعُ أَدفــن وجـهــي = فـي يديـهـا لـكـي أُداري شحـوبَـهْ
صـوتُـهـا مـــا يــزال عَــذْبــاً نــديَّــاً = يــا بـروحـي فـديـتُ تـلـكَ العُـذوبَـهْ
أقـبــل الـصــومُ، والـهـلالُ غــريــبٌ = والـنـجـومُ الــتــي تَــلُـوحُ غـريـبَــهْ
أقـبــل الـصــومُ، والحـبـيـبـةُ عــنَّــا = قـابَ قوسـيـنِ، والـجــراحُ رهـيـبَـهْ
قـابَ قوسـيـنِ قَبْرُهـا، وهـو أَنْــأى = مِـن مَـدى المـوجِ لـو أَردنـا رُكـوبَـهْ
قــابَ قـوسـيـن قـبـرُهـا، يا مُـحـبَّـاً = أَوْحــشــتْ ظُـلْـمَـةُ الأَنـيــن دُروبَـــهْ
كـلُّ شبـرٍ مــن بيتـنـا فـيـه ذكــرى = يــتـجـلَّـى فـيـهـا خـيــالُ الحـبـيـبَـهْ
دَوْحَـةُ السِّـدر تـَسـتـثـيـرُ شجـونـي = والعـصـافـيـرُ والـغُـصــونُ الـرَّطـيـبَـهْ
والـنَّـسـيـم الـــذي يَـهُــبُّ صـبـاحـاً = مـسـتـثـيـراً هـبــوبُــه عَـــنـْـدَلـيــبَــهْ
وسكـون المـسـاءِ، صــار ضَجيـجـاً = مــن أنـيــنٍ، وصـــار نـــاراً مُــذيـبَـهْ
كـلُّ شـيءٍ يثيـرُ أشجـانَ نـفـسـي = بـانـكـســاراتِ صـــــورةٍ مــقـلـوبَــهْ
يـا أمـيـرَ الشـهـور، جـئـتَ جـمـيـلاً = مـثـلـمـا كُــنــتَ ، ذا جـــلالٍ وطِـيْـبَـهْ
جئْتَنـا الـيـومَ وحـدَنـا، مُــذْ فقـدنـا = يـــا أمـيــرَ الـشـهـور أُمَّـــاًً نَـجـيـبَـهْ
جـئـتَ، والنفسُ تـشـتـكي من فـراغٍ = وجـفـونــي دمـوعُـهــا مـسـكـوبَــهْ
يــا أمـيـرَ الشـهـور، عُــذراً لـقــلـبٍ = بـــثَّ شــكــواه أو أبــان كُــروبَـــهْ
صـار جرحـي مُـضاعَفـاً، فَقْـدُ أمِّـي = وانـكـســاراتُ أمَّــتــي المـنـكـوبَـهْ
أنــــا واللهِ مــــا جــزعـــتُ ولــكـنْ = لـم يفـارقْ عينـيَّ هَـوْل المُـصـيــبَـهْ
فـي جـدارِِ الصبـرِ الجمـيـلِ ثُــقــوبٌ = أســـــألُ الـلـهَ أنْ يَـسُــدَّ ثُــقــوبَــهْ
مــؤمــنٌ بـالـقـضــاءِ راضٍ مُـطــيــعٌ = أســـــأل الـلـهَ رحــمــةً ومَــثُــوبَــهْ
ربَّنـا أجمـعْ مــع الحـبيـبـة شـمـلـنـا فـي = ظـلالٍ مــن الجـنـانِ الرَّحــيـبَـهْ
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
|