جماهير نادي القرن تهز المدرجات وتعيد الحيوية للنجوم
هلال ولا في الخيال



كتب - عبدالكريم الجاسر

كسر الزعيم حاجز دور الستة عشر لدوري أبطال آسيا.. وتأهل لدور الثمانية بثلاثية صريحة في شباك بونيودكور الأوزبكي.. ليلة زرقاء خالصة انتقل خلالها الزعيم نحو الدور القادم لأول مرة منذ سنوات طويلة.. لكنها جاءت هذه المرة وسط احتفالات نادي القرن ووسط أكثر من 50 ألف مشجع أزرق لم يمهلهم نجوم الزعيم سوى ثماني دقائق ليزف لهم عملاق الدفاع الأزرق بشرى التأهل بالهدف الأول الجميل، ثم جاءت الحصة الثانية لتشهد هدفين ولا أجمل للسويدي ويلهامسون في الدقيقة 55 وللبرازيلي نيفيز في الدقيقة 62، وذلك بعد انفتاح الدفاع الأوزبكي بحثاً عن التعادل منذ بداية الشوط الثاني، حيث استفاد الهلاليون من الفراغات العديدة في مناطق الأوزبك ليحرزوا هدفين أكملا الثلاثية الزرقاء التي أكدت أن موسم الزعيم هذا العام موسم إنجازات وبطولات وإمتاع وإبداع.

بالأمس لم يظهر الهلال بمستواه الكبير وأدائه العالي، لكنه تعامل مع المباراة جيداً وحقق الفوز المطلوب بأقل مجهود وبأسهل طريقة، حيث ترك الهلاليون الملعب للأوزبك في بعض فترات المباراة وباغتوهم بالهجمات المضادة التي أثمرت هدفين من وضع انفراد تام بالمرمى ومن أقصر الطرق نحو المرمى فمن ثلاث تمريرات تقريباً وصل الهلال للمرمى وهز الشباك وانتقل لمرحلة أخرى من المنافسة في مشواره الآسيوي الطويل.

دخل الفريق الهلالي اللقاء وبأفضل تشكيل لعب طوال الموسم.. حيث الدعيع في المرمى وأمامه الرباعي لي يونج وهوساوي والمرشدي والزوري.. وفي الوسط عاد عزيز بجوار رادوي ونيفز والشلهوب وفي المقدمة ياسر وويلهامسون.. وبدأت المباراة بحذر من كلا الفريقين حيث العودة للخلف بمجرد فقد الكرة وحرص لاعبو بونيودكور على اللعب في ملعبهم في الدقائق الأولى وتبادل الكرة في الخلف انتظاراً للتقدم الهلالي.. حيث اتضح أن الفريق يعتمد على الكرات البينية خلف الدفاع وكذلك الكرات الطويلة عند تقدم الدفاع الهلالي.. ولذلك اعتمد الهلال على التقدم الجماعي للأمام عبر التحضير في الوسط والأطراف والعودة للمنتصف فور فقدان الكرة.. ومع أول ركنية للفريق الأزرق ينجح المرشدي في إحراز الهدف الأول في المباراة.

د9 هدف هلالي

فمن ركنية نفذها نيفز جميلة على رأس المرشدي الذي لعبها رائعة في الزاوية البعيدة اليمنى للحارس ركروف هدفاً أول للهلال ثم سيطر الهلال على الكرة بعد ذلك ونجح في بناء أكثر من هجمة مرر إحداها الشلهوب لياسر كرة في العمق تسلمها ياسر ثم سدد في مواجهة الحارس من فوق العارضة من على حدود منطقة الجزاء.. وفي الدقيقة 12 تم مرة أخرى في الدقيقة 15 يقودها الزوري ناحية اليسار ويمرر داخل المنطقة لياسر يلعبها مباشرة في المرمى لكنها مرت بجوار القائم الأيمن رغم أن المرمى كان قريباً.. ويستمر الهلال في السيطرة وتهديد مرمى الأوزبكي.. فيحول الشلهوب كرة داخل المنطقة سهلة أمام نيفز الذي سددها في المرمى لكن المدافع أبعدها من على الخط لتعود لياسر الذي سددها ضعيفة في يد الحارس.

بعد ذلك عاد الأوزبك للمباراة وبدأوا في تنظيم الهجمات والتسديد من خارج المنطقة فسدد حسن أوف كرة قوية مرت بجوار القائم في الدقيقة 24 وتعود المباراة للتكافؤ بعد عودة الهلاليين لمنطقتهم مع عدم استخلاص الكرة وإغلاق المساحات ما سمح لريفالدو وزملائه في اللعب بحرية والتمرير خلف الدفاع وأمام المرمى وكذلك التحضير أمام منطقة الجزاء ومنها سدد غفوروف كرة تألق الدعيع في إبعادها ركنية وهبط أداء الهلال مع سيطرة أوزبكية واضحة رغم أن الهلال عندما يهاجم يجد الطرق سالكة نحو المناطق الأوزبكية لكن تباعد المساحات بين اللاعبين أفقد الهلال سيطرته على الكرة وبعد 36 دقيقة انطلق المدافع فيكتور من منطقته حتى حدود منطقة جزاء الهلال ليسدد بجوار القائم حيث تركزت الخطورة الأوزبكية على التسديد من خارج المنطقة والكرات العرضية لكن الدفاع والدعيع نجحوا في إنهاء هذا الشوط بالهدف الهلالي.

شوط اللقاء الثاني شهد اندفاعاً أوزبكياً تاماً بحثاً عن التعادل، وبعد دقيقتين وقفت العارضة لكرة الشلهوب الجميلة التي نفذها من خطأ على حافة منطقة الجزاء. رد عليه الأوزبك بضربة رأس من جباروف أبعدها الدعيع بمساعدة العارضة، حيث ركز لاعبو بونيودكور على الكرات العرضية العالية وفتح اللعب عن طريق الأطراف مع تقدم الجميع إلى الأمام من دون حساب؛ ليستفيد من ذلك الهلال بهجمة معاكسة سجل منها الهدف الثاني.

د55 هدف هلالي ثان

من كرة خلصها الدفاع لنيفيز ثم للشلهوب الذي مررها رائعة لويلي في اليمين البعيد عن الرقابة ليواجه المرمى ويسدد عنيفة في الزاوية اليمنى للمرمى محرزاً هدف فريقه الثاني، وهو الهدف الذي حسم المباراة، وسهل مهمة الهلال في اللعب بأقل مجهود وانتظار لاعبي الخصم في ملعبهم لتكرار المحاولة.. مع تغطية جيدة للمدافعين في العمق وأمام المنطقة.. وبالفعل كرر الهلاليون نفس اللعبة تقريباً لإحراز الهدف الثالث.

د62 هدف هلالي ثالث

من كرة مرتدة من ياسر للشلهوب لويلي الذي مررها لنيفيز المنطلق نحو المرمى؛ ليواجه الحارس، ويلعبها بباطن القدم في الزاوية اليسرى هدفاً قضى على آمال الأوزبك وأنهى المباراة فعلياً.. حيث أخذت المباراة بعد ذلك منحى واحداً بالتراجع الهلالي والتقدم الأوزبكي دون هدف أو طريقة، بل مجرد كرة هوائية وتسديدة من هنا وهناك، منها تسديدة كارينكو التي اصطدمت بالقائم الأيمن لمرمى الدعيع كأخطر الكرات، فيما نجح المرشدي وزملاؤه في التصدي لكل المحاولات، وبعد 76 دقيقة لعب أشرك جيرتس الغنام بديلاً لنيفيز لتأمين الدفاع والسيطرة على الكرة في المنتصف ثم أخرج ويلي وأشرك العابد؛ لتقل الخطورة الأوزبكية على مرمى الدعيع، وينجح العابد وياسر بنقل اللعب لمناطق الخصم.. وبعد 84 دقيقة خرج المرشدي مصاباً ليحل بدلاً منه عمر الغامدي ويعود رادوي إلى جوار أسامة في الوقت المتبقي والذي استسلم خلاله الأوزبك وعاد الهلال إلى محاولاته من جديد ويسدد نواف كرة قوية من خارج المنطقة ثم يحاول الشلهوب مرة أخرى دون جدوى ليعلن الحكم نهاية اللقاء بفوز الهلال وتأهله للدور المقبل من البطولة دور الثمانية.

من المباراة

- قاد اللقاء الحكم الأسترالي بنجامين ويليامز ومنح بطاقتين صفراوين في المباراة كانتا من نصيب ويلي وعمر الغامدي.

- جماهير غفيرة ساندت الزعيم في المباراة وكادت تتسبب في إشكالية إدارية عندما تدخل مراقب المباراة الأردني نعيم فاخوري بعد إطلاق إحدى الألعاب النارية..!!

- الدعيع عاد كبيراً في المباراة.. والمرشدي كان أبرز نجوم المباراة مع عزيز والشلهوب..

- الهلال كسب النتيجة والتأهل رغم أنه كان بعيداً عن مستواه الكبير.. لكنه حقق الأهم وتجاوز مرحلة صعبة جداً في الموسم بعد التراجع اللياقي الحاد لدى معظم لاعبيه.

- بادرة رائعة شهدتها المباراة بتواجد عدد من رؤساء الأندية السعودية، أبرزهم رئيس نادي الاتحاد ورئيس نادي الشباب ورئيس نادي القادسية.

- روح عالية أظهرها الهلاليون في المباراة وسط ثقة كبيرة بتحقيق الفوز.. حيث لم يتعرض الفريق طوال المباراة لأي إحراج من الفريق الخصم رغم قوته.