عرض مشاركة واحدة
قديم 03-25-2009   #7


الصورة الرمزية النجم السعودي
النجم السعودي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Dec 2008
 العمر : 36
 أخر زيارة : 03-09-2011 (01:42 AM)
 المشاركات : 1,293 [ + ]
 التقييم :  112
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: الشعر الجاهلي ديوان عنتره بن شداد





جازتْ ملمـاتُ الزَّمـانِ حدودهـاواسْتَفْرغَـتْ أيَّامُهـا مجهُودَهـا
وقضت علينا بالمنـونِ فعوَّضـتْبالكرهِ منْ بيضِ الليالـي سُودهـا
بالله ما بـالُ الأَحبَّـة ِ أعْرضَـتْعنَّا ورامـتْ بالفـراقِ صُدودهـا
رضيتُ مصاحبة َ البلى واستوطنتْبَعْد البُيُـوتِ قُبُورَهـا ولحُودهـا
حرصتْ على طولِ البقـاءِ وإنمـامبدي النفـوس أبادهـا ليعيدَهـا
عبثتْ بها الأيـامُ حتـى أوثقـتأيدي البِلى تحْتَ التُّرابِ قيودهـا
فكأنمـا تلـكُ الجسـومُ صـوارمٌتحت الحمامِ من اللحودِ غمودهـا
نَسَجَتْ يَـدُ الأَيّـامِ مـنْ أكْفانَهـاحلـلاً وألقـتْ بينهـنّ عقودهـا
وكسا الرّبيـعُ رُبُوعَهَـا أَنْـوَارَهُلما سقتهـا الغاديـاتُ عهودهـا
وسرى بها نشرُ النسيم فعطـرتْنفحاتُ أرواحِ الشَّمـالِ صَعيدَهـا
هل عيشة ٌ طابَـتْ لنـا إلاّ وقـدأبْلى الزَّمـانُ قديمَهـا وجديدَهـا
أو مقلـة ٌ ذاقـت كراهـا ليلـة ًإلاّ وأعقبـتِ الخطـوبُ هُجُودَهـا
أو بنية ٌ للمجـدِ شيـدَ أساسهـاإلاّ وقد هَـدَمَ القضـاءُ وطيدَهـا
شقّتْ على العَليا وفـاة ُ كريمـة ٍشقّتْ عليها المكْرمـاتُ بُرُودهـا
وعزيزَة ٍ مفْقـودة ٍ قـد هوَّنـتْمُهَجُ النّوافـلِ بعدهـا مفقُودَهـا
ماتتْ ووُسِّـدَتِ الفَـلاَة َ قتيلـة ًيا لهْفَ نفسِي إذْ رأتْ توْسيدَهـا
يا قيْسُ إنّ صدُورَنا وَقَـدتْ بهـانـارٌ بأَضْلُعنـا تَشُـبُّ وقودَهـا
فانهضْ لأخذِ الثاّر غيـر مقصِّـرحتى تُبيد مـن العـداة ِ عديدهـا





جفُونُ العذَارى منْ خِـلال البرَاقـعأحدُّ من البيـضِ الرِّقـاق القواطـعِ
إذا جرَّدتْ ذلَّ الشُّجـاعُ وأصبحـتْمحاجرهُ قرْحـى بفَيـض المدَامِـعِ
سقى اللهُ عمِّي من يدِ الموتِ جرعة ًوشلَّتْ يـدَاهُ بعـد قَطْـعِ الأَصابـعِ
كما قادَ مثْلي بالمحالِ إلـى الـرَّدىوعلّـقَ آمالـي بذَيْـل المطـامـع
لقد ودّعتنـي عبلـة ٌ يـوْم بَيْنهـاوداعَ يقيـن أننـي غيـر راجــع
وناحتْ وقالت: كيف تُصْبـح بعدَنـاإذا غبتَ عنَّا في القفـار الشواسـع
وحقّكِ لاحاولتُ في الدهـر سلـوة ًولا غيّرتني عـن هـواكِ مطامعـي
فكنْ واثقـاً منّـي بحسـنِ مـودّة ٍوعِشْ ناعماً في غبطة ٍ غير جازع
خلقنا لهذا الحبِّ مـن قبـل يومنـافما يدخُـل التنفيـذُ فيـه مسامعـي
أيا علم السّعـدي هـل أنـا راجـعٌوأنظرُ في قطريـك زهـرَ الأراجـع
وتُبصِرُ عَيْني الرَّبوَتيْـن وحاجـراًوسكانَ ذاكَ الجزْعِ بيـن المَراتـع
وتجمعنـا أرضُ الشربَّـة واللـوىونَرتَع فـي أكْنـافِ تلـكَ المرابـع
فيـا نسمـاتِ البـانِ بالله خبِّـريعُبَيلَة َ عنْ رَحلي بـأَيِّ المَواضِـعِ
ويا بَـرْقُ بلّغْهـا الغـدَاة َ تحيَّتـيوحيِّ دياري في الحمى ومَضاجعـي
أيا صادحاتِ الأيكِ إن مـتُّ فاندُبـيعلى تُرْبتي بين الطُّيـور السَّواجـع
ونُوحي على من مات ظلماً ولم ينلْسِوى البُعدِ عن أحْبابِـهِ والفَجائـع
ويا خَيْلُ فابكي فارساً كـان يلْتقـيصدور المنايا فـي غبـار المعامـع
فأْمْسى بعيـداً فـي غـرامٍ وذِلَّـة ٍوقيـدٍ ثقيـلٍ مـن قيـودِ التوابـع
ولَسْـتُ ببـاكٍ إنْ أتَتْنـي منيَّتـيولكنَّنـي أهْفـو فتَجـري مدَامِعـي
وليس بفَخْر وصْفُ بأْسي وشِدّتـيوقد شاع ذكري في جميع المجامـع
بحقّ الهوَى لا تَعْذِلُونيَ واقْصِـرُواعن اللّوْم إنّ اللّـوم ليـسَ بنافـع
وكيفَ أُطيقُ الصَّبْـرَ عمَّـنْ أحبُّـهوقد أضرمتْ نار الهوى في أضالعي





حاربيني يـا نائبـاتِ اللَّيالـيعنْ يميني وتارة ً عن شمالي
واجْهَدي في عَداوَتي وعِناديأنـتِ والله لـم تُلِمِّـي ببالـي
إنَّ لي همة ً أشدُّ مـن الصـخر وأقْوى منْ راسياتِ الجبـال
وسِناناَ إذا تعسفتُ فـي اللـيْلِ هداني وردَّني عن ضلالـي
وجواداً ما سارَ إلاَّ سرَى البَرْقُ وَرَاهُ مـن اقْتـداحِ النّعـال
أدهمٌ يصـدعُ الدجـى بسـوادٍبين عينيـه غـرة ٌ كالهـلال
يفتدينـي بنفـسـه وأفــدّيهِ بنَفْسي يوْم القِتـال ومَالـي
وإذا قامَ سوقُ حربِ العوالـيوتلَّظى بالمرْهفـاتِ الصقّـال
كنت دَلاَّلهـا وكـان سنانـيتاجراً يشتري النفوس الغوالي
يا سِباعَ الفَلاَ إذا اشْتعل الحـربُ اتبعيني من القفار الخوالي
إتبعيني ترى دمـاءَ الأعـاديسائلاَتٍ بين الرُّبـى والرِّمـال
ثم عودي منْ بعد ذا واشكرينيواذكري ما رأيْتِهِ مـنْ فعالـي
وخُذي منْ جَماجمِ القوْمِ قوتـاًلبنيـكِ الصّغـار والأشـبـال





حسناتي عند الزَّمـانِ ذنـوبُوفعالـي مذمـة ٌ وعـيـوبُ
ونصيبي مـنَ الحبيـبِ بعـادٌوَلغيْري الدُّنـوُّ منـهُ نَصيـبُ
كلَّ يوْمٍ يَبْري السِّقـامَ محـبٌّمنْ حَبيبٍ ومَا لسُقمي طبيـبُ
فكأنَّ الزمـانَ يهـوى حبيبـاًوكأَنِّي علـى الزَّمـانِ رَقيـبُ
إنَّ طَيْفَ الخيالِ يا عبْلَ يَشفيوَيداوي بـهِ فـؤادي الكئيـبُ
وهلاكي في الحبِّ أهوَنُ عنديمنْ حياتي إذا جفاني الحبيـبُ
يا نسيم الحجازِ لولاكِ تطفـينارُ قلْبي أَذابَ جسْمي اللَّهيـبُ
لـكَ منِّـي إذا تَنفَّسـتُ حَـرٌّولرَيَّاكَ مـنْ عُبيلـة َ طيـبُ
ولقد ناحَ في الغُصـونِ حمـامٌفشجَانـي حنينُـهُ والنَّحـيـبُ
باتَ يشكُو فِراقَ إلـفٍ بَعيـدٍوَينادِي أَنا الوحيـدُ الغريـبُ
ياحمامَ الغصونِ لو كنتَ مثلـيعاشقاً لم يرُقكَ غُصْنٌ رَطيـبُ
فاتركِ الوجدَ والهوى لمحـبٍقلبُـهُ قـدْ أَذَابَـهُ التَّعْـذِيـبُ
كلُّ يومٍ لهُ عتـابٌ مـعَ الـدَّهرِ وأَمْرٌ يَحـارُ فيـهِ اللَّبيـبُ
وَبلايا مـا تنقضـي ورزايـامالها مـنْ نهايـة ٍ وخطـوبُ
سائلي يا عبيلَ عنـي خبيـراًوَشُجاعاً قَدْ شيَّبَتـهُ الحُـرُوبُ
فسينبيكِ أنَّ في حـدَّ سيفـيملكُ الموتِ حاضـرٌ لا يغيـبُ
وسِنانـي بالدَّارعيـنَ خَبيـرٌفاسأليهِ عما تَكـون القلـوبُ
كمْ شُجاعٍ دَنـا إلـيَّ وَنـادَىيا لَقَوْمي أَنا الشُّجاعُ المَهيـبُ
ما دَعاني إلاَّ مَضى يَكْـدِمُ الأَرْض وَقَدْ شُقَّتْ عَلَيْهِ الجُيُـوبُ
ولسمرِ القَنـا إلـيَّ انتسـابٌوَجَـوَادي إذَا دَعانـي أُجيـبُ
يضحكُ السَّيفُ في يدي وَيناديولهُ في بنانِ غيـري نحيـبُ
وهوَ يَحْمي مَعِي على كلِّ قِرْنٍمثلما للنسيبِ يحمي النسيـبُ
فدعوني منْ شربِ كأسِ مـدامِمنْ جوارٍ لهنَّ ظرفٌ وطيـبُ
وَدَعُونـي أَجُـرُّ ذَيـلَ فخَـارٍعِندَما تُخْجِلُ الجبـانَ العُيُـوبُ





حكّمْ سيُوفَكَ فـي رقـابِ العُـذَّلواذا نزلـتْ بـدار ذلَّ فـارحـل
وإذا بُليـتَ بظالـمٍ كُـنْ ظالمـاًواذا لقيت ذوي الجهالة ِ فاجهـل
وإذا الجبانُ نهاكَ يـوْمَ كريهـة ٍخوفاً عليكَ من ازدحام الجحفـل
فاعْصِ مقالَتـهُ ولا تَحْفـلْ بهـاواقْدِمْ إذا حَقَّ اللِّقـا فـي الأَوَّل
واختَرْ لِنَفْسِكَ منْزلاً تعْلـو بـهأَوْ مُتْ كريماً تَحْتَ ظلِّ القَسْطَـل
فالموتُ لا يُنْجيـكَ مـنْ آفاتِـهِحصـنٌ ولـو شيدتـهُ بالجنـدل
موتُ الفتى في عزهِ خيـرٌ لـهمنْ أنْ يبيتَ أسير طرفٍ أكحـل
إنْ كُنْتُ في عددِ العبيدِ فَهمَّتـيفوق الثريا والسمـاكِ الأعـزل
أو أنكرتْ فرسانُ عبس نسبتـيفسنان رمحي والحسام يقرُّ لـي
وبذابلي ومهنـدي نلـتُ العـلاَلا بالقرابـة ِ والعديـدِ الأَجـزل
ورميتُ مهري في العجاجِ فخاضهُوالنَّارُ تقْدحُ منْ شفار الأَنْصُـل
خاضَ العجاجَ محجـلاً حتـى إذاشهدَ الوقعية َ عاد غير محجـل
ولقد نكبت بني حريقـة َ نكبـة ًلما طعنتُ صميم قلـب الأخيـل
وقتلْتُ فارسَهُمْ ربيعـة َ عَنْـوَة ًوالهيْذُبانَ وجابـرَ بْـنَ مُهلهـل
وابنى ربيعة َ والحريسَ ومالكـاوالزّبْرِقانُ غدا طريـحَ الجَنْـدل
وأَنا ابْنُ سوْداءِ الجبيـن كأَنَّهـاضَبُعٌ تَرعْرَع في رُسومِ المنْـزل
الساق منها مثلُ سـاق نعامـة ٍوالشَّعرُ منها مثْلُ حَـبِّ الفُلْفُـل
والثغر من تحـتِ اللثـام كأنـهبرْقٌ تلأْلأْ في الظّـلامَ المُسـدَل
يا نازلين على الحِمَـى ودِيـارِهِهَلاَّ رأيتُمْ فـي الدِّيـار تَقَلْقُلـي
قد طال عزُّكُم وذُلِّي في الهـوَىومن العَجائـبِ عزُّكـم وتذَلُّلـي
لا تسقيني ماءَ الحيـاة ِ بذلـة ٍبل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظـل
مـاءُ الحيـاة ِ بذلـة ٍ كجهنـموجهنـم بالعـزَّ أطيـبُ منـزل





خذوا ما أسأرتْ منها قداحىورفْدُ الضَّيفِ والأَنَسُ الجميع
فلو لاقيتني وعلـيَّ درعـيعلمْت علامَ تُحْتملُ الـدُّروعُ
تركتُ جبيلة َ بن أبي عـديّيبـلُّ ثيابـهُ علـقٌ نجيـعُ
وآخرَ منهمُ أجررتُ رمحـيوفي البجليِّ معبلـة ٌ وقيـعُ





 
 توقيع : النجم السعودي


النجـــــــــــــــــــم الســــــــــعودي


رد مع اقتباس