كدنا نطير بل لقد طرنا من الفرحة فقد غطت شبكة الإتصالات موبايلي كل شبر تقريبا من بلاد آل تليد وسعدنا بالتواصل بأحبة لنا لم نسمعهم منذ زمن طويل بل أن منهم من لم نسمعه أبدا عبر هذه التقنية الحديثة عليهم القديمة جدا على باقي مناطق مملكتنا الحبيبة ولكن يافرحة لم تكتمل , هو أسبوع واحد فقط لم يكتمل حتى , حتى فوجئنا بفقدان أصواتهم الجميلة وأنقطعت تلك الصلة التي بدأت بيننا وبينهم لتنتهي بأمر لم نعرفه ولا نعرف سببه ولا نريد أن نعرفه لأن لهم الأعذار ولنا الإنتضار حتى يصدر بحقنا القرار فنحن تعودنا أن نكون آخر من يكون له كلمة وآخر من يطلب وآخر من يستحق أن يعطى فنحن مواطنون ولكن من درجات دنيا ربما لأننا لا نملك الكنوز وجبالنا لم تنبع بالنفط واستعصت على هوامير السياحة في أن يدخلوها عالم الحياة الحديثة نحن ربما الوحيدون في الجزيرة العربية التي لم تغطي شبكات الإتصال قرانا وقرانا هي الوحيدة التي كانت شبكات الإتصال سببا في مشاكل وإختراقات أمنية وكأن تجار السلاح والمخدرات هم من العصور الحجرية ولا يعرفون وسائل الإتصال اللاسلكية والإتصالات الفضائية المتنوعة الأخرى.
كم هي فرحتنا بهم عندما سمعنا أصواتهم لأننا نعلم مدى فرحتهم بسماع أصواتنا وإحساسهم بأنهم مهمون ويهمون ولاة أمورهم حالهم كحال باقي المواطنون ولكن هناك من لا يروقه هذا التواصل الإجتماعي وهذا الحبل الواهن الذي ربط قرانا النائية بباقي مناطق مملكتنا الحبيبة وكأن صراع المال بين شركات الإتصال وسباق الأولوية هو الأهم وليخسئ المواطن الضعيف حتى تتقرر أحقية من بنهب جيوب الضعفاء الخاوية إلا ببقايا من الضمان الإجتماعي , وإلى ذلك الحين ستبرر تأخير تقديم الخدمات الصحية والكهرباء والإتصالات بالدواعي الأمنية والإتفاقيات الحدودية.
وجهاؤنا ينعمون بالدعم المادي وتترس مخازنهم بالمال حتى لا يكون هناك من يقول كلمة حق ولأن المسؤول لا وقت لديه بل أن فقرات ظهره لا تقوى تحمل سوء الخطوط الجبلية الغير مستوية والغير منارة ووعورتها , وطبيعة معيشته لا تهيئه للطوارئ في أماكن لا تغطيها شبكات الإتصال والتي أيضا لا توجد بها خدمات صحية كل ذلك دائما سببا في عدم زيارته لبلادنا ليقف على الحال التي يعلمها مسبقا ويعلم كل تفاصيلها فيكفيه من وجهاؤنا المحترمون قول كل شيئ على مايرام ولدينا ماليس لدى غيرنا وهذا صحيح لدينا الأمراض والأوبئة المنتشرة وأقرب مستشفى يبعد ما لا يقل عن ستون كيلا عن أقرب قرانا لها وهذا ليس لدى غيرنا , لدينا نسبة الأمية وعلى أقل تقدير فهي تتجاوز 70% وهذا ليس فقط إلا في بلادنا , لدينا ما لا يقل عن 30 ألف بيت متوزعة على أودية وقرى دفا وحمر والسلف والكرش والعرض و القذف وتشوية لم تصلها نعمة الكهرباء والخطوط المزفلتة وهذا أيضا ليس إلا في بلاد قبائل آل تليد السعودية.
نتمنى أن لا تتكرر الأفراح إذا كانت من نوع فرحتنا بشبكة الإتصالات ولنبقى على حالنا ولنا الله الذي خلقنا وقدر الأقدرا وجعل قدرنا هو العيش بين شم الجبال العوالي في أقصى وأنئى مناطق المملكة وجعل قدر رزقنا بيد مسؤولين نحن نعرف ماضيهم معنا ولم يبقى لنا سوى الدعاء والتضرع ومحاولت نشر معاناتنا عبر الوسائل المقتدرة حتى يقضي الله فينا أمره وهو أرحم الراحمين.