عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-29-2016
تليدية غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
لوني المفضل Darkred
 رقم العضوية : 1822
 تاريخ التسجيل : Jan 2016
 فترة الأقامة : 3033 يوم
 أخر زيارة : 03-21-2016 (06:28 PM)
 المشاركات : 1,896 [ + ]
 التقييم : 116569
 معدل التقييم : تليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحابتليدية سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي



أغَرّكِ مني أنّ حُبّكِ قاتِلي
" صرعى الحب "

كثيراً ما أتأمل في علاقات الحب عامة والعشق خاصة،
وأحس بسعادة بالغة عندما يولي العلماء والأطباء والباحثون اهتماماً أكبر لمن يقعون صرعى لحالات العشق المرضي،
فالعلاقة بين العشق والصحة الجسمية والنفسية معروفة عند العرب منذ قديم الزمان، وكان الحب يصنف ضمن الأمراض العقلية"منخوليا"،
وقد أكّد الشعراء الغربيون عبر القرون، أن هناك عَلاقة بين العقل والجسم عامة، وبين المشاعر الإنسانية والقلب.

فقد شخّص شكسبير الإصابة بالاكتئاب السوداوي بسبب بعد الحبيب، وعبّر عن ذلك في قصيدة قبل 400 سنة حين قال..
"فإن حياتي تغوص إلى الموت، والكآبة السوداوية تضطهدني".

ولكن من الأطباء النفسيين من رأى أن العشق مرض إدمانيٌّ يدمن فيه شخص حب شخص آخر نتيجة للشعور بالحرمان أيام الطفولة،

ومنهم من نظر إلى العاشق على أنه كائن منبوذ ومُهمَل أيام طفولته.

وهناك دراسة حديثة أثبتت أن الوقوع في العشق خارج عن سيطرة المرء، وهذا الإثبات العلمي يتفق تماماً مع ما قاله الشعراء العشاق.
فقد قال قيس بن الملوح..

تَعَلَّقَ روحي روحَها قَبلَ خَلقِنا

وَمِن بَعدِ أَن كُنّا نِطافاً وَفي المَهدِ

فَعاشَ كَما عِشنا فَأَصبَحَ نامِياً

وَلَيسَ وَإِن مـِتـنـا بِمـُنـقَـصِـفِ العَهـدِ


أعراض العشق كما ذكرها الأطباء القدامى شبيهة جداً بأعراض القلق
أوالاضطراب العصبي المذكور في كتب طب النفس الحديثة.

وخلاصة تلك الأعراض، قلق عصبي يؤدي إلى خوف ورعب، مع أعراض جسمية تؤدي إلى توتر عصبي، وشعور بازدياد دقات القلب وقوتها،
وألم مثل الوخْز الحاد في الصدر من غير بذل مجهود عضلي،
ولا يتلاشى الألم بالراحة، بل قد يأتي أثناء الراحة في السرير.
يصاحب ذلك الشعور صعوبة التنفس، وعدم القدرة على أخذ نَفَس كافٍ.
مع ازدياد سرعة التنفس وشعور بالحاجة إلى استنشاق الهواء الطلق.

كما أن المحب الذي تهجره محبوبته، أو يرفضه أهلها، يصاب بصدمة نفسية كبيرة،
وهذه الصدمة العاطفية كارثة مأساوية للعاشق تؤدي إلى كآبة وقلق وتلهف وتوق شديد للحبيبة،
وأحياناً إلى الرغبة في الموت.

فهذه الكارثة المأساوية الناتجة عن رفض المحب أو فقد المحبوب، تسبب الشعور بالأسى والحزن وعدم جدوى للحياة وفعاليتها.

فالمشاكل العقلية الناتجة عن مأساة الحب وخيمة وخطيرة.
ومن الواضح أن بعض الناس معرضون لها أكثر من غيرهم لأسباب وراثية أو اجتماعية.
فالإحساس بالصدمة المأساوية للحب والتعامل معها، يختلف من شخص لآخر.

ومن أعراض العشق التي نجدها مكررة في المراجع الحديثة..
العزلة وقلة الانتباه وعدم الوضوح في التفكير،
وعدم التركيز وقلة الإدراك والشك في قيمة الحياة وكذلك اضطراب المشاعر واليأس.

وهذه الأعراض المذكورة في المراجع الحديثة لا تختلف كثيراً عن أعراض العشق المذكورة في المراجع العربية القديمة،
وهناك دراسات حديثة أثبتت أن نسبة انتحار الناس بسبب الحب، أكثر من نسبة انتحارهم بسبب الفشل في أمور أخرى من الحياة.

فمن البديهيات المعروفة في الأدب العربي أن الحب قاتل.
وهذا ما صرّح به قيس بن الملوح قائلاً..

فَلا غَروَ أَنَّ الحُبَّ لِلمَرءِ قاتِلٌ

يُقَلِّبُهُ ما شاءَ جَنباً إِلى جَنبِ

فَيَسقيهِ كَأسَ المَوتِ قَبلَ أَوانِهِ

وَيورِدُهُ قَبلَ المَماتِ إِلى التُربِ

وقد كشف العلم الحديث ذلك، فهناك دراسات علمية عديدة تربط العشق ونتائجه بالوفاة.

فالأعراض النفسية الناتجة عن العشق، كالغضب والحقد والانعزال والقلق والضغط النفسي والتوتر والكآبة،تشكل خطورة جسيمة على القلب.
فالقلق يزيد وفيات أمراض شرايين القلب ثلاثة أضعاف،
فقد بينت دراسة حديثة تمت في جامعة (جون هوبكنز) الأمريكية، أن الانهيار العاطفي
أو "القلب المحطم" يسبب ضعفاً وفشلاً مفاجئاً في عضلة القلب، شبيهاً للفشل الناتج عن الجلطة القلبية.

والسبب في ذلك أن الصدمة النفسية الحادة تسبب إفرازات كثيرة لهرمونات الجسم أهمها (الأدرنالين)، الذي يضخ في الدم بشدة قد تصل أحياناً إلى مستوى أعلى من المستوى الطبيعي بمراحل،
فيصعق القلب وتضعف قوة عضلاته، فيعجز عن ضخ الدم بصورة طبيعية.

ويحس المريض بألم في الصدر وضيق شديد في التنفس، مثل إحساس المرضى المصابين بانسداد في شرايين القلب،
مع أن شرايين أصحاب "القلوب المحطمة" التي أجريت عليهم الدراسة سليمة قبل ذلك.

وقد وصف مجنون ليلى ذلك الإحساس بألم في الصدر وضيق التنفس عندما قال..

كأنَّ فؤادي في مخالبِ طائرٍ

إذا ذُكرت ليلى يشدُّ به قَبضـا

كأنَّ فِجاجَ الأرضِ حلقةُ خاتمٍ

عليّ فما تزداد طولاً ولا عرضاً

" الإنسان المبتلى بالعشق عليه أن يشغل نفسه بذكر الله ويعلق قلبه بحب خالقه وطاعته "




رد مع اقتباس