داخلي… أنتِ .

يا ااااا هـ ..!

هل غيَّرتكِ ملامحي؟
هل يقتل التاريخ تاريخي ...
وهل أنصفتُ نفسي فيكِ من بعد الهوى؟..!

لاتسأليني ...
لم أعد أدري بنا ..
ماذا يراد بنا ..
هيا خذيني ...
توبة بيضاء من ألم العيوب ..!
لاتشطبيني من مدى صبح الجميلة ...
أغرقيني فيكِ ..
صبي لي نهار الحلم في ذاتي ..
وقولي ...
عادت الأشياء ترسم بيننا ...
حب الحياة ومولد الفجر البهي ...
وأغنية الحيارى والصفات البكر ..
والأمل الشجي ..
وموعد العفو المنازع للذنوب .

ولي أنتِ .. لي ..
متى أُشعل الليل بوحاً أراكِ ..
وأُرسل دمعاً على مد هذا الورق ..
قلت لي ..
عاش ليل الأرق ..
عاش قلباً بحبكِ هام غناءً هنا وإتسق .
ليت لي ...
ليت لي .. موت أمسكَ يا أولي ...
ليت لي .. حلمكَ الآن يا أجملي ...
كلما فاح صدري ..
تثور الحكايا بصمتي وتسألني من داخلي.

و .. كـ ... أنها قالت ..
إن إستطعت فـ إرحل
ودع لي منك مامني ..!
خذ الليل ..
ورافق الغربة ..
وأشع موت الحياة ..
وصب من كل قنينة عطري ..
وحاكم القمر ..
وراقص النجوم ..
وانشر الأخيلة فوق أسقف الغيوم.
وخذ مني وعني هذا الوريد ..
وإبتكر الفجر .. وأغرقني بي .

إن إستطعت فـ إرحل
ودع لي ممارسة الصور وتشذيب الحكايا
دعني والأغنيات وحرقة السهر
وموسقة الجفن بماء ..
وإن مرت بك ذاكرة …
فأشعل شمعة ومارسها إحتفاءً .

إن إستطعت فـ إرحل
وإفتح باب الغربة للتغريب
وقل لرياح المدى أن تبتكر هشيم الإحتمال
ودع الأشياء تسافر إلى منتهاها
ولاتدعني أفلسف كل ماضٍ على أنه غد
وقل لراوية ..
أن لا تروي على خصلاتها حناء الحياة
إن إستطعت ... إن ترحل ...!

وعادت تقول ..
كان لنا تاريخ من زهر
لكنها " تشوكت " الأيام
وغادرت مواسم القطاف أبجديتنا
ذهب الحب .. فلا حب .
إلتقى الشوق والصد على مفرق طرق
فلم نعد ندري أنهار هو
أم دامس وقتٍ يحضننا ..!!
للأشياء أن تعدنا وتعيدنا
ولي أن أجزم أن راوية سرقها الزمن
وباعت أحداقي كل هذا السهر .

وقلت لها ..
من أجل عينيكِ
تعود الحياة ...
تخفق الأشياء بكِ
تمضين كاللمح
تأتين بومضٍ شهي .
تمتد المسافة ويقصر اليقين
تعشوشب الطرقات بماء الذاكرة .

و ... أعبرك ..
أحبكِ لأن الصدق أحبكِ
لأن الخلق أبصروكِ على شرفة من نهار
لأن الورد تفتق من بوحكِ عطراً
لأن العين أسالت مكنون الدواخل
لأن الهدوء سكن بكِ وما إرتحل نحو ليل
لأن الصباح واقف على بابكِ يسألكِ بدء الضحى
لأن الشمس من ناصيتكِ إستلت حمرتها
لأن الشفق تبختر على خديكِ ذات حياء .
لأنكِ لي ... كل شيء .

ولي أنتِ ... لي ..
ولي أن ... أفهرسكِ الحب في دفتر العمرِ ...
حتى نكون وقد لا نكون ..
ونحن اللذين قرأنا المسافات حبراً لنا ...
قد أتانا اليقين ..
وها نحن نمضي وكل القصائد عطراً يضوع بنا .

لعينيكِ كان المداد إبتهالاً ...
لروحكِ كان القصيد إشتعالاً ...
لقلبي .. حب الأنيقة دهراً ...
وماكان إلا خيالاً ..
وماجئتِ إلا ... لتمضين بي ... إختيالاً .
ولي أنتِ .. لي ..
تأتين ويتبعك سيل ورد
كل من أبصروه جزموا أنه من وقع خطوها
هكذا هي ...وأحرفها .
تأتي مبصرة ... وتستعمر أشيائي
وتشعل الليل غناءً بموسقتها المُثلى
تأتي وتمنح الحياة شرايين الوجد
وأوردة العفة ..
وتأخذ من قلبها مكاناً أبياً .

الليل سافر بي طويلاً
وأخذتني الحياة في حركتها
لكنني كنت أجمع لأهل الشوق أحرف القصيد
وأوزن الشعور على قافية الحلم
وأجعل النشيد يشد صدري ..
وأكتب…

لي أن أحياك ياعالمي الأمثل .
لي أن أشاطر ملكة النحل فلسفة العسل
لي في المساء...
معنى إنشطار قمره .
مابين ضوء .. ومابين مناصفة وجود .

كثير ٌهذا الورق وأنا
وقليل فقدي لك يا أنا
ومابين أنتفاضة شعور في غرفة العزلة
وشجن الكثيرة في سقف المكان ..
أصعد …
وأمارس الإرتقاء ..
وأرتق ماكان مني بأنصالي
وأيني مني ... وأنا
يدي ترتعش رهبة حين البوح لملائيكية
وجود أنا أحاول بيأس دمدمة حرقة الشريان
وتهدئة الضخ في دمي ...!
لي أن ... أصب النهار في وجودنا
ولي أن .. أجعل أصابعي
تشهد بوحدانية قلب تلك التي ...!

ومن قبل هذا ...
كنت قد أعلنت التمرد على الغياب
وجلبتها من سقف ذاكرتي إلى جنون أخيلتي
وهذيت بها في شوارع المدينة ..
وعلمت أركانها معنى إنكساري
وشدوت بها ... تلك آسرتي
تلك الموسومة بالنخل ...
الموشومة بطعم النحل .
وتعلمت منها ...
أن الغناء لايكون جميلاً إلا في راحتيها
وهي مجنونة تجيد القبض على أبجديتي
وتغسلها بـ الـ ( آآآهـ ) ...
وهي أجملنا ..

سمعتها ذات حلم تصرخ في النوافذ
وتقول .. ليرحلوا إلى أقاصي الأرض
وليستعمروا الشجن ..
ولـِ يبيدوا الأغاني
ولهم أن يضعوا على أوراقهم مد إرتحالات تعبي
ولي أن ... أجعلهم في أسقف الحكايا
ولي أن أتفيأ الذاكرة خميلة صدق
أيا .... ليل ..
قل لهم ...
لا يعبثوا بالفجر فهو بنظري بدء حياه.




بوحٌ وحروف لامست إحساسي .

الحريصي ..

نحن لا نملك عصى سحريه لنصلح الماضي..
ونرسم المستقبل كما نريد ..
ولكن نسطيع بإيماننا القوي بالله الرضى بما كتب .