يوهان آوغست أرفيدسون، مكتشف عنصر الليثيوم.
اكتشف معدن
البيتاليت (LiAlSi4O10) عام 1800 من قبل البرازيلي
جوزيه بونيفاسيو دي أندرادا وذلك في منجم في جزيرة
أوتو السويدية.إلا أنه لم يعرف تركيب هذا المعدن حتى عام 1817 عندما قام الكيميائي
يوهان آوغست أرفيدسون باكتشاف وجود عنصر جديد في المعدن أثناء إجراء تجاربه عليه في مختبر
بيرسيليوس.على الرغم من أن عنصر الليثيوم يشكل مركبات مشابهة
للصوديوموللبوتاسيوم، إلا أن
الكربوناتوالهيدروكسيد عند الليثيوم لها
انحلالية أقل في الماء وهي أكثر
قلوية. سمّى بيرسيليوس المادة القلوية المترسبة اسم
ليثيونlithion وذلك من الكلمة
الإغريقيةλιθoς (ليثوس) والتي تعني الحجر، وذلك للإشارة إلى المعدن الصلب، كما سمّى الفلز المكتشف
ليثيوم.أظهر أرفيندسون فيما بعد وجود نفس الفلز في معادن أخرى مثل
الإسبودومينوالليبيدوليت.
في عام 1818، كان العالم
كريستيان غميلين أول من لاحظ أن أملاح الليثيوم تعطي لون أحمر زاهي للهب. رغم الاكتشافات التي تم التوصل لها، إلا أن كلاً من أرفيندسون وغميلين لم يتمكنا من عزل عنصر الليثيوم النقي من أملاحه. ولم يحدث ذلك إلا عام 1821، عندما تمكن
وليام توماس بريند من الحصول على الليثيوم النقي بإجراء عملية
تحليل كهربائيلأكسيد الليثيوم، وهي العملية نفسها التي قام بها
همفري ديفي للحصول على الفلزات القلوية الصوديوم والبوتاسيوم وذلك من أملاحها.قام بريند أيضاً بوصف أملاح نقية لليثيوم مثل
الكلوريد وقدّر بأن الليثيا (أكسيد الليثيوم) يحوي حوالي 55% من الفلز، معتبراً بذلك أن الوزن الذري لليثيوم هو حوالي 9.8 غ/مول، في حين أنه فعلياً 6.94 غ/مول بنفس الأسلوب، تمكن
روبرت بنسنوأوغوستوس ماتيسن من إنتاج كميات كبيرة من الليثيوم بإجراء عملية تحليل كهربائي لكلوريد الليثيوم. هذه العملية فتحت الباب للإنتاج التجاري من الليثيوم، عندما قامت الشركة الألمانية للمعادن Metallgesellschaft AG عام 1923 بإنتاج الليثيوم من التحليل الكهربائي لمزيج من كلوريد الليثيوم
وكلوريد البوتاسيوم.
في عام 1917، تمكّن العالم
فيلهلم شلينك من اصطناع أول
مركب عضوي لليثيوم وذلك من
مركبات عضويةللزئبق.
الإنتاج والتطبيقات
مرّ إنتاج واستخدام الليثيوم بمراحل عدة خلال التاريخ الحديث. إن أول تطبيق لليثيوم كان استخدامه في إنتاج
صابون الليثيوم من أجل تشحيم محركات الطائرات وتطبيقات مشابهة في
الحرب العالمية الثانية. ما ميّز استخدام هذه الصوابين في هذه التطبيقات أن صابون الليثيوم له نقطة انصهار عالية مقارنة مع صوابين الفلزات القلوية الأخرى، كما أنها ذات تأثير أكّال أقل مقارتة مع الصوابين المعتمدة على الكالسيوم.
ازداد الطلب على إنتاج الليثيوم أثناء
الحرب الباردة نتيجة سباق
التسلح النووي. تستخدم
نظيري الليثيوم ليثيوم-6 وليثيوم-7 في إنتاج
التريتيوم عندما تتعرض للقذف من
النيوترونات. كانت الولايات المتحدة الأمريكية المنتج الأول لليثيوم بين أواخر الخمسينات حتى منتصف الثمانينات من القرن العشرين. كان حوالي 75% من الإنتاج عبارة عن ليثيوم-6 على شكل هيدروكسيد الليثيوم، والذي كانت كميته تقدر بحوالي 42 ألف طن. إن هذه الكمية من ليثيوم-6 كان لها تأثير على نسبة نظائر الليثيوم في الطبيعة عند الحاجة إلى إجراء تقييس لمعرفة
الوزن الذري لليثيوم في العديد من المركبات ذات التطبيق الصناعي، أو حتى في الطبيعة عند استخدام مثل هذه الأملاح في الإجراءات الكيميائية، حيث يمكن أن تحدث تلوث للمياه الجوفية.
استخدم الليثيوم فيما سبق لتخفيض درجة انصهار الزجاج ولتحسين سلوك الانصهار
لأكسيد الألومنيوم في عملية هول-هيرو. كان هذان التطبيقان هما المسيطران على سوق الليثيوم حتى منتصف التسعينات. انخفضت أسعار الليثيوم بعد انخفاض الطلب عليه بعد توقف سباق التسلح النووي، وقيام الدول المنتجة ببيع الكميات المخزنة للسوق بأسعار مخفّضة. بعد ظهور استخدام الليثيوم في صناعة البطاريات زاد الطلب عليه مجدداً، حيث كان هذا المجال هو المسيطر على السوق عام 2007.بالإضافة إلى ذلك، طوّرت طرق لإنتاج الليثيوم وذلك بالاستخراج من المحاليل المركزة للأملاح، وظهرت شركات جديدة لتلبّي هذا الطلب.
الوفرة الطبيعية
على الأرض
منجم سالار دو أويوني في بوليفيا الذي يستخرج منه الليثيوم