بسم الله الرحمن الرحيم
الحمداً لله رب العالمين ، و الصلاة و السلاما على سيد الثقلين ، و بعد :
فهي ومضات و إشارات من ناصح أمين بحول الله ، أنبه فيه على أمور لعل فينا من غفل عنها أو أخطأ فيها ، سميتها : لــــماذا تفعل ؟ ، منطلقها هذا العنوان و السؤال البسيط ، نختار كل مرة موضوعا و فعلا ، نتساءل و نجيب ، ننصح و نوجه إلى الطريق الأقوم بحول الله و توفيقه ..
لــــماذا تفعل ؟
( 1 )
لماذا تدخل المنتديات و تشترك بها ؟
سؤال مهم لك أخي ، لكِ أختي ، هل طرحته على نفسك ، هل حاولت الإجابة عنه ، هل حددت هدفك و غايتك من هذا الفعل ؟
أوقات كثيرة تقضى على صفحات المنتديات من أناس كثيرين ، كل يختار ما يناسبه من هذه الأعداد الهائلة منها ، يحاول الاستفادة ربما أو الترفيه أو التمتع ..
لــــماذا تفعل ؟
بحكم تجربتي على النت وجدت رواد هذه المنتديات لا يسأمون طول القعود على كرسي الحاسب متصفحين للصفحات ، و معقبين على الموضوعات ، هل لأنهم أصحاب همة ؟ أم لأنهم أصحاب فراغ يملأ بأي شيء ، أم أنهم بين هذا و ذاك ؟
أين نتاجك من كثرت القعود على الحاسب ، ماذا قدمت ، و لأي مستوا وصلت ، أم هي دوامة النت و إدمانه العجيب الذي أصاب كل إنسان هذه الأزمان ، فقل من يصحو منه إلا بعد فوات الأوان .
لــــماذا تفعل ؟
كلنا يحفظ الحكمة القائلة : إذا زاد الشيء عن حده انقلب إلى ضده .
فهل انخرمت هنا و شذ النت عنها ؟ ، أم هل هو من زيادة الخير خيرين ؟ ..
الإجابة تجيب أنت أخي ، أنتِ أختي عنها ، بكل صراحة إن أردت الوصول لطريق الأمان و العطاء و الرقي ، في دنياك و أخراك ..
لــــماذا تفعل ؟
هي أوقات تحسب من أعمارنا فلنر أين ننفقها ، و بحسبنا واعظا أننا سنسأل عنها ، بل سنحاسب حسابا دقيقا فيما صرفناها ، في مصلحة دنوية مرضية ، أم في طاعة إيمانية نقية .
لا تجعل رأس مالك ، عمرك أوهن شيء عندك ، و لا تقل ماذا عساي أفعل إلم أفعل ما أفعل ، بل توكل على ربك و اسأله دوما التسديد لما يحبه و يرضاه ، فأنت لا تعلم الغيب و لا تدري خيرك أين تجنيه ، بل ربك هو يعلم ما في السماوات و ما في الأرض و هو بكل شيء عليم ..
لــــماذا تفعل ؟
كن بين المقتر و المبذر ، وسطا عدلا في بذل وقتك ، منظما صاحب رؤية و هدف منشود ، كن مخططا بارعا ، هماما تواقا معطاء ، لا تكن امّعة إن أحسن الناس أحسنت و إن أساؤوا أسأت ، بل انظر حولك و أعد ترتيب حياتك ، جدد مساراتك و ثبت خطواتك ، سر على درب عباد الله المفلحين ، الذي أصلحوا دنياهم و أخراهم ، و كانوا نعم المستخلف في أرض الله ، فنالوا البشرى و خير الجزاء ..
ختاماً
النت طيبه طيب و خبيثه خبيث ، و من أكثر من شيء عاد عليه بعكس مراده ، فانتبه و تفطن لهذا ، لا تنس أقاربك و أحبة دربك إذا عرفت أحبة جدد على النت ، بل اعدل و كن من المقسطين ، لا تشغلك الحياة الالكترونية عن حياتك الطبيعية ، فما الأولى إلى وسيلة لهناء الأخيرة ، النت جميل و عظيم فاستفد منه ما استطعت و إياك أن يسلبك روحك و شخصك ، فتنطوي بين الجدران الأربع مقابلا شاشتك لا تمل و لا تسمع ، كن ذكيا و حسب ، و لا تكن مغفلا بلا كسب .
و الله الموفق .