عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-26-2010
ساخر نت غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 272
 تاريخ التسجيل : Feb 2010
 فترة الأقامة : 5196 يوم
 أخر زيارة : 07-19-2010 (02:21 AM)
 المشاركات : 26 [ + ]
 التقييم : 100
 معدل التقييم : ساخر نت سمته فوق السحابساخر نت سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي للرجل أدبان أدب درس وأدب نفس



للرجل المتعلم أدبان : أدب درس : وأدب نفس
ولا تكتمل شخصية الإنسان إلا بهما معاً فأدب الدرس وحده دون أن يرافقه أدب النفس غير مجد بل غير مفيد فالعالم الذي استوعب علوم الأولين والآخرين لن يفيد أحد من علومه إن لم يقترن علمه بأدب النفس
كم رأينا علماء كباراً في العلوم الطبيعية أو الرياضية أو الفقهية أو العلوم الإنسانية أو اللغوية أو النحوية ، أو الأدبية أو غيرها كانوا سيئي الخلق مع أسرهم من زوجات وأبناء وبنات أو مع جيرانهم أو مع من يتعاملون معهم أو من يتعلمون على أيديهم
إن مثل هؤلاء الناس لن ينتفع منهم احد ولن يمدح سلوكهم إنسان ، ولن يحترمهم قريب أو بعيد لأنهم فقدوا العنصر الثاني من المعادلة وهي : أدب النفس
ولو كان محمد بن عبد الله وهو رسول من الله ومبلغ رسالته والذي نزل عليه القرآن ونزل عليه أمين وحي الله جبريل لو كان فظاً غليظ القلب خشن الطباع سيئ المعاملة لانفض عنه أتباعه ولكفر به الذين آمنوا بدينه ولزالت رسالته من الوجود
فظاظة المعاملة وسلاطة اللسان وقسوة القلب وتجهم الوجه وسوء المعاملة منفرة للقريب والبعيد مبعدة للناس عنه حتى لو كان صاحبها أعلم من في الأرض .
أما أدب النفس :
ففيه معان شتى
أولها : الرفق واللين فما كان الرفق في شيء إلا زانه وما خلا من شيء إلا شانه .
وثانيها: حلاوة اللسان وبشاشة الوجه واللسان الحلو جلاب لكل مودة مقرب لكل بعيد مدن لكل قاص وأما العبوس فهو أول طارد لكل قريب ورفيق وجار
جرب أن تكشر وجهك ، وتحملق عينيك في وجه طفل عمره سنة واحدة أو سنتان وانظر إلى تعبيرات وجهه حتى لو كنت أباه أو أمه أو أخاه أو أخته
يتأمل الطفل في أول الأمر سحنتك ويتعجب من منظر وجهك ثم يعود إلى ذاكرته ويقارن بين ما اعتاد أن يراك عليه وبين الحالة التي أنت فيها الآن

بعدها تبدأ ملامح وجهه بالتغير ويظل ينظر إليك وأنت على تلك السحنة وفجأة يعلو صونه بالبكاء وتظهر عليه علامات الرعب والخوف ويشيح بوجهه عنك ويهرب من أمام وجهك ،ويلتجئ إلى أقرب الناس إليه ..وكأنه يحتمي منك هذا مع الطفل الصغير تأمل تكشيرات سحنتك وخاف منها ومنك ولا تظنن أن يعود إلى أحضانك ولو كنت أباه أو أمه أو أخته أو أخاه إلا مر زمن طويل ومسحت تلك الهيئة المخيفة من ذاكرته مع الأيام كذلك الأمر مع اليافع والشاب والتلميذ والمتعلم والناس البعداء الآخرين ؟
في الأثر أن هناك شاعراً حكيماً علم ابنه الطريقة المثلى لمعاشرة الناس ومحادثتهم فقال :
أبنيَّ ! إن البِرَّ شيءٌ هيِّنُ وجهٌ بشوشٌ وكلامٌ ليِّنُ
أعرف رجلاً أوتي حظاً كبيراً من العلم بل قد يكون أكثر تفوقاً من الكثيرين أمثاله له قلم سيال يكتب المقالات ،والنقد والتحليل وكان في مقام رفيع يستطيع به أن يضر وينفع ويحول من شاء إلى ما شاء لكنه كان سليط اللسان شرس الطباع كثير اللعن دائم الشتم والنقد والسباب ساخطاً على الحياة وقوانينها ذاماً للدنيا التي ترفع الصغير وتسفل الكبير وكأنه كان يعني نفسه تلك هي سمات النقد الإسلامي وتلك هي آدابه ومقوماته وتلك هي الوسطية التي دعا إليها الدين الحنيف وأكرمْ بها من دعوة وأخلاق


ودي وتقديري



 توقيع : ساخر نت


شبكة ومنتديات قبائل آل تليد
هذه المواضيع والمقالات هي حقوق أدبية
لا يجوز لأحد التعدي عليها أو نقلها دون الأشارة لمصدرها وصاحب الحقوق
ساخر نت


رد مع اقتباس