الموضوع: تجميل الذات
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 06-04-2015
تميم غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
اوسمتي
لوني المفضل Olive
 رقم العضوية : 1280
 تاريخ التسجيل : Feb 2013
 فترة الأقامة : 4106 يوم
 أخر زيارة : منذ 15 ساعات (10:30 PM)
 المشاركات : 54,465 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : تميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحابتميم سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تجميل الذات



عطاف المالكي


المرآة والعين لهما الظاهر فقط، كل الأطياف تتجمل وتتأنق وتزهو بلباسها؛ لتطمئن على مظهرها الخارجي. وتحرص دوما أن تظهر بصورة جميلة وحسنة أمام الآخر.
الأناقة وحسن المظهر من ضروريات العصر الحديث؛ حتى الطبقات المخملية، ممن يسمونهم نجوم المجتمع، يهرعون إلى عمليات التجميل لتحسين أشكالهم وأجسادهم؛ هروبا من آثار ماضي السنين التي تطاولت عليهم، ويعيشون "زمنهم وزمن غيرهم"! ويصلحون ما أفسده دهرهم، الكل يتسابق لتحسين هيئته الخارجية، حتى الطفل الصغير بفطرته العفوية متى ما غير هندامه جرى نحو المرآة ونظر إليها، يضحك مسرورا إذا رأى ما يعجبه.
شكرا لك أيتها المرآة، وقفتِ صامدة، ولم تشتكي يوما أو تعضي الأنامل من سوء طوية أفعال بعض الوجوه، ولو اطلعت على القبح الذي تحمله ضمائرهم المشرئبة نفاقا؛ لتهشمتِ رعبا وتصدعتِ ذهولا!، نفوس وصولية تبطن غير ما تظهر، تتجمل بالمظهر، وابتسامة صفراء وحلاوة باللسان؛ لتدوس على الكرامة بكل ما أوتيت من جبروت وقوة!، ويبررون ذلك بأنه "إتيكيت" وضرورة حتمية "عذر أقبح من ذنب"، حياتهم انغمست بالخداع والسخرية؛ ليرقوا على سلم التزلف خطوة خطوة، ويصبحون واجهة المجتمع وزمام أمرها!.
يا لسخرية الأقدار، عندما تطلب من منافق وأفاق يصلح مجتمعا! وتكمل حلقة الأقنعة عندما تتسابق الصحف والمجلات والمواقع بلقاء ومقابلة صاحبنا المقنع، تجديد الأقنعة "المبطنة" خارجها فيها الرحمة وداخلها من قبله العذاب والهلاك، كم ضيعت من حقوق، وكم جنت على أمة ومجتمع، لتسكت لسان الحق، ويظن من بقلبه صمم وسذاجة تفكير أنها ظاهرة صحية!
وتكثر أخطاؤنا مضاعفة.. وبعد ذلك من يصححها طالما وضعنا أسوار منيعة من الكذب والنفاق حاجزا لها؟
ومضة:
هناك أقنعة مباحة، كارتداء قناع السعادة في أشد لحظات الحزن والضيق، والظهور بصورة سعيدة في محاولة بائسة لمحو نظرة الشفقة والانكسار، ويظل قناع المشاعر الزائفة، من أصعب الأقنعة على الإطلاق؛ نظرا لأننا في الأساس مجتمع عاطفي، ويسهل خداعنا بتلك المشاعر، وتتوالد عناقيد الأقنعة الكاذبة كوسيلة وغاية؛ للوصول إلى تحقيق أهداف خاصة، وعلى حساب مصالح ومشاعر الآخرين!.



 توقيع : تميم


رد مع اقتباس