عرض مشاركة واحدة
قديم 02-20-2013   #2


مفرح التليدي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل :  Jan 2012
 أخر زيارة : منذ 9 ساعات (12:21 PM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم :  214865886
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي رد: (وصف الجنة ونعيمها )جمع واعداد مفرح التليدي



وصف الجنة ونعيمها جمع واعداد أخوكم ( مفرح التليدي ) (2)




وَقَالَ تَعَالَى: {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ

طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ}

هَذَا الكلام استئناف مسوق لشرح محاسن الْجَنَّة الموعود بها الْمُؤْمِنِين وبيان كيفية أنهارها

التي أشير إليها وأنها تجري من تحتهم، فَقَالَ- مفسرًا لذَلِكَ: {فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ}

أي غير متغيرة الطعم والريح واللون، بل هُوَ أعذب المياه وأصفاها، وأطيبها وألذها شربًا

والثاني: {وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ} لا بحموضة ولا غيرها.

الثالث: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ} لم تدنسها الأرجل، ولم تكدرها الأيدي

ولَيْسَ فيها كراهة طعم ولا ريح ولا غائلة سكر، بل يلتذ شاربها لذة عظيمة

لا كخمر الدُّنْيَا التي يكره مذاقها، وتصدع الرأس، وتزيل العقل.
والرابع: {وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى} أي قَدْ صفي عن القذى والوسخ وما يكون في عسل الدُّنْيَا

قبل تصفيته من الشمَعَ، وفضالات النحل وغيرها، وبدئ بالماء لأنه لا يستغنى عَنْهُ في الدُّنْيَا

ثُمَّ باللبن لأنه يجري مجرى الطعام لكثير من الْعَرَب في غالب أوقاتهم، ثُمَّ بالخمر

لأنه إذا حصل الري والشبع تشوَقْت النفس لما يستلذ به

ثُمَّ بالعسل لأن فيه الشفاء في الدُّنْيَا مِمَّا يمرض من المطعوم والمشروب.

الخامس: {وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ} أي ولهم في الْجَنَّة أنواع من الثمار

المختلفة الطعوم والروائح والأشكال، من نخيل وأعناب، وتفاح ورمان وتين وغير ذَلِكَ، مِمَّا لا نظير له في الدُّنْيَا

: وَقَالَ ابن القيم رَحِمَهُ اللهُ في شراب أَهْل الْجَنَّة:




يُسْقَوْنَ مِنْ خَمْرٍ لَذِيذِ شُرْبُهَا ** بِالْمِسْكِ أَوَّلَهُ كَمِثْلِ الثَّانِي


مَن خَمْرَةٍ لَذَّتْ لِشَارِبِهَا بِلا ** غَوْلٍ وَلا دَاءٍ وَلا نُقْصَانِ


وَالْخَمْرُ فِي الدُّنْيَا فَهَذَا وَصْفُهَا ** تَغْتَالُ عَقْلَ الشَّارِبِ السَّكْرَانِ


وَبِهَا مِن الأَدَّوَاءِ مَا هِيَ أَهْلُهُ ** وَيُخَافُ مِنْ عَدَمِ لِذِي الْوِجْدَانِ


فَنَفَى لَنَا الرَّحْمَنُ أَجْمَعَهَا عَنْ الْـ ** ـخَمْر الَّتِي فِي جَنَّةِ الْحَيَوَانِ



قال تَعَالَى: {وَيَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً *

وَإِذَا رَأَيْتَ ثُمَّ رَأَيْتَ نَعِيماً وَمُلْكاً كَبِيراً * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً *

إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاء وَكَانَ سَعْيُكُم مَّشْكُوراً} بعد أن ذكر جَلَّ وَعَلا وصف أواني مشروبهم

ووصف مشروبهم، ذكر أوصاف السقاة الَّذِينَ يسقونهم ذَلِكَ الشراب، وأنهم ولدان من ولدان الْجَنَّة

يأتون على ما هم عَلَيْهِ من الشباب والطراوة والنظارة، لا يهرمون ولا يتغيرون، ولا تضعف أجسامهم عن الخدمة

وإنك إذا رَأَيْت هؤلاء الولدان خلتهم لحسن ألوانهم، ونضارة وجوههم لؤلؤًا منثورًا، ولما ذكر جَلَّ وَعَلا نعيم أَهْل الْجَنَّة

ذكر أن هناك أمور عالية عظيمة، يعني في الْجَنَّة وسعتها وارتفاعها، وما فيها من المساكن

والغرف المزينة المزخرفة، مِمَّا لا يدركه الوصف، ولديه من البساتين الزاهرة، والثمار الدانية

والفواكه الشهية، ولحوم الطيور الطرية، والأنهار التي قال الله جَلَّ وَعَلا عَنْهَا

{فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاء غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ

وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِن كُلّ الثَّمَرَاتِ}.

وَقَالَ الله تعالى في سورة الواقعة- مخبرًا عما هم فيه من النَّعِيم وأنهم مخدومون في شرابهم وطعامهم، مكفيون مؤنة ما يريدون

{يَطُوفُ عَلَيْهمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ}

وبعد وصف الشراب، وصف جَلَّ وَعَلا الطعام، فَقَالَ: {وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}

ثُمَّ بعد ذكر الطعام والشراب ذكر نساءهم فَقَالَ: {وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ}.
ثُمَّ ذكر السبب في متعتهم بكل هَذَا النَّعِيم فَقَالَ: {جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}

فكما حسنت مِنْهُمْ الأعمال، أحسن الله لَهُمْ الجزاء، ووفر لَهُمْ الفوز والنَّعِيم، فجازاهم على ما عملوا وأثابهم بما كسبوا في الدُّنْيَا

وزكوا به أنفسهم من صالح الأعمال، ونصبوا له بأداء فرائضه على أتم الوجوه وأكملها

فهم كَانُوا قوامين الليل، صوامين النَّهَارَ: {كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ *


وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ}.

قال ابن القيم رحمه الله في وصف الحور العين



يا خاطب الحور الحسان و طالباً *** لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت و من طلبت *** بذلت ما تحوي من الأثمان
أسرع و حث السير جهدك إنما *** مسراك هذا ساعة لزمان
فاعشق و حدث بالوصال النفس و ابذل *** مهرها مادام ذا إمكان
فاسمع صفات عرائس الجنات ثم اختر *** لنفسك يا أخا العرفان
حور حسان قد كملن خلائقاً *** و محاسناً من أجمل النسوان
حتى يحار الطرف في الحسن الذي *** قد ألبست فالطرف كالحيران
و يقول لما أن يشاهد حسنها *** سبحان معطي الحسن و الإحسان
و الطرف يشرب من كؤوس جمالها *** فتراه مثل الشارب النشوان


وبعد أن وصف نساءهم وصف جَلَّ وَعَلا حديثهم حينئذٍ فَقَالَ: {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً وَلَا تَأْثِيماً * إِلَّا قِيلاً سَلَاماً سَلَاماً}

أي: لا يسمعون في الْجَنَّة اللغو أي الهراء من الْحَدِيث، ولا هجر القول، ما تتقزز منه النُّفُوس الراقية

ذات الأَخْلاق العالية ولا يسمعون كلامًا يؤثم صاحبه، ولكن يسمعون أطيب الكلام

وَهُوَ التسليم من بَعْضهمْ على بعض، وَذَلِكَ أنها دار الطيبين، ولا يكون فيها إِلا كُلّ طيب

وهَذَا دَلِيل على حسن أدب أَهْل الْجَنَّة في خطابهم فيما بينهم، وأنه أطيب السَّلام

وسامي الكلام، مِمَّا يستساغ، كما قال تَعَالَى: {وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلاَمٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.

ثُمَّ بعد أن ذكر حال السابقين وبين مالهم من نعيم مقيم في جنات النَّعِيم

أردف ذَلِكَ بذكر أصحاب اليمين فَقَالَ: {وَأَصْحَابُ اليمين مَا أَصْحَابُ اليمين * فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ *

وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ * وَظِلّ مَّمْدُودٍ * وَمَاء مَّسْكُوبٍ * وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ *

وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ * إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً * عُرُباً أَتْرَاباً * لِّأَصْحَابِ اليمين}.

ففيها كُلّ ما تشتهيه النُّفُوس، وتلذ الأعين به،





 
 توقيع : مفرح التليدي

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ


رد مع اقتباس