الموضوع: ليكن لك كهف
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-22-2016
مفرح التليدي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 948
 تاريخ التسجيل : Jan 2012
 فترة الأقامة : 4503 يوم
 أخر زيارة : منذ 9 ساعات (01:40 AM)
 المشاركات : 10,305 [ + ]
 التقييم : 214865886
 معدل التقييم : مفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحابمفرح التليدي سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ليكن لك كهف





ليكن لك كهف

كلنا يحزن ، ويألم ، وتضيق عليه الدنيا بما رحبت .

إما بفعل كبوة شديدة ، أو تجربة أليمة ، أو حتى بسبب زلة أو خطأ وقعنا فيه.

حينها يحتاج المرء منا لمساحة من الهدوء والسكينة يراجع فيها نفسه ،
عله يجد مخرجا أو فرجة تخفف عنه ألم أيامه وشدة ما يجد من الحزن و الهم .

هناك لحظة يا صديقي تحتاج فيها إلى أن تدخل كهف وجدانك لتعتكف فيه وقتا تراجع فيه حساباتك ،
وتُقيم خطواتك ، وتقرر ما يجب عليك فعله .

تحتاج أن تعتزل الحياة الهادرة للحظات ، تكاشف فيها نفسك وتكشفها ،
تُطمئن فيها روحك ، وتتابع فيها منحنى طموحاتك وأحلامك وأمانيك ،
تبكي فيها على خطئك وزلتك ،
وتعد فيها القرابين والأعمال الصالحة التي ستقدمها بين يدي خالقك كي يعفوا عنك .

يخبرنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن ‏:‏

خذوا بحظكم من العزلة‏ .

والعزلة نوعان ، نوع إيجابي والتي تكون بين وقت وآخر ، نشد فيها الأزر ونستمد منها الهمة ،
وعزلة سلبية نسقط فيها بغير إرادتنا ونبكي خلالها بكاء عديمي الحيلة ، ونجتر فيها أحزان الماضي وآلامه .

العزلة الأولى واجبة ومهمة ولا يجب أن نستهتر بها أو ننظر إليها بغير اكتراث ،
والعزلة الثانية بغيضة يجب أن تهرب منها وتسد الأبواب أمام هتافها الخادع المزيف .

أصحاب الكهف يا صاحبي اعتزلوا العالم وآووا إلى الكهف يشدون فيه من أزر بعضهم البعض ،
ويأخذون على أنفسهم المواثيق والعهود بألا يرضخوا تحت ضغط قومهم في النكوص عن الدين الحق ،
حينها نشر عليهم ربهم من رحمته ، وأعطاهم من لدنه مخرجا مما هم فيه .

أيضا الحبيب عليه الصلاة والسلام ، عندما أتعب قلبه ظلام الكفر والفسوق اتخذ لنفسه كهفاً ـ غار حراء ـ
خلا فيه إلى نفسه يتأمل بعمق اضطراب الحياة وضلال بني البشر ،
فكانت فترة العزلة هذه أهم الفترات في حياته عليه الصلاة والسلام ،
وفيها نزل عليه الأمر بالتكليف ، وبدأت مرحلة النبوة .

والله عز وجل ينتظر منا أن ندخل كهف نفوسنا ،
يريدنا أن نسير بين أزقة الروح ودروب النفس لنكشف ونصارح ونقرر ما يجب علينا فعله .

فالجأ إلى كهفك كما فعل أولوا العزم والرسل وأصحاب الرسالات العظيمة ،
لينشر لك ربك من رحمته ، ويجعل لك من لدنه مخرجا .


إشراقه :

العِزُّ في العزلةِ لكنهُ ... لا بُدَّ للناسِ من الناسِ




 توقيع : مفرح التليدي


رد مع اقتباس