الموضوع: من قصص البادية
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 01-20-2013
جنوبي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 780
 تاريخ التسجيل : Jan 2010
 فترة الأقامة : 5210 يوم
 أخر زيارة : 10-10-2021 (08:08 PM)
 المشاركات : 3,607 [ + ]
 التقييم : 32989
 معدل التقييم : جنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحابجنوبي سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي من قصص البادية




وإلى قصة أخرى من قصص تراثنا العريق


في زمن الحروب والمكاسب من الأعداء عن طريق الغزو أو عن طريق ( الحيافة ) والحيافة هي سرقة القوم عن طريق التخفي ليلا ، ويذكر أن رجلا ذهب لحيافة قوم زوج أخته ( أنسبائه ) وأراد من أخته أن تدله على الإبل فقام بتقليد صوت الذيب بأن عوى عدة عويات بالقرب من بيت نسيبه الذي لم يكن موجودا وقتها ، ولكن الأخت احتارت كيف تخبره بمكان الإبل وحماتها تجلس بالقرب منها ولا تستطيع الخروج له فما كان منها إلا أن بدأت بالغناء بصوت عالي كي تصل المعلومة لأخيها بدون أن تشعر الحماة فقالت :



ذيب ياللي جر صوت عوى به
مدري طرب والا من الجوع يا ذيب
يا ذيب لا تقهرك عنها المهابه
يا مجفّل الغزلان حنا المعازيب
البوش كله يم خشم اللهابه
في فيضة السرداح والبل عوازيب




فوصلت الاشارة لأخيها وفهم المقصود منها أما الحماة فظنت أن الذي أرسل هذا الصوت هو عشيقا لزوجة ابنها إلا أنها ليست متأكدة من ذلك وأرادت اختبارها فقالت :



حذراك من ذيب يعضك بنابه=ترى صواب الذيب ما به تطابيب




في اشارة واضحة للحذر من الرجال الذئاب وأن اصابتهم ثمنها الفضيحة التي ليس لها دواء فعرفت الزوجة مقصد العجوز واجابتها بجواب أسكتها :



وحياة جلاب المطر من سحابه=اني عفيفة مادخل عرضي العيب
أنا كما عدٍ قليل شرابه=ما تهدله بالقيض حرش العراقيب









كان لرجل اسمه البجادي أربع زوجات وكان يملك عبدا مقربا منه لدرجة كبيرة ويثق به ثقة عمياء لدرجة أنه يدخل على نساء عمه ويقضي حوائجهن أثناء غياب عمه ، ووقع المحظور فقد عشق العبد احدى زوجات عمه وهي بادلته العشق والغرام ، وظل سرهما محفوظا فترة طويلة لا يعلم به أحدا إلى أن جاء يوما من الأيام وجاء ضيوفا إلى البجادي فأرسل العبد ليحضر الطعام من داخل البيت ، وحين دخل العبد إلى المحرم وجد عمته تنتظره متبرجة وكانت قد مشطت شعرها بالحناء للتو فضمها لصدره بلهفة العاشق الولهان وذابت العمة بين أحضانه لبرهة من الزمن فبقي أثرا لضفائرها المحناة على العبد الذي لم ينتبه لذلك ، وعندما دخل على عمه حاملا الطعام شاهد عمه ذلك الأثر وعرف بأن العبد قد خانه فسكت حتى يتأكد من الأمر ، وبعد انصراف الضيوف أمر العبد أن يجهز الركايب وأن يرافقه للصيد في الغد ، وخرجا في اليوم التالي إلى مكان بعيد ثم قال البجادي لعبده : أعد لنا القهوة وأنا سوف أغفو قليلا وعندما تجهز القهوة أيقظني ، وتظاهر بالنوم في انتظار ما سيقوله العبد ، فانهمك العبد في اعداد القهوة وتذكر زوجة عمه ومدى اشتياقه لها فأنشد هذه الأبيات معتقدا أن عمه نائما حيث قال :





سقوى سقى الله ربع دار البجادي
من مدلهمٍ تالي الليل هطّال
حيث ان فيها الغرو زين المقادي
راعي خلاخيل وشنفين وهلال
وقذيلةٍ شقرا بوسطه تشادي
زهر الربيع ليا انجلت عنه الأطلال
عصر الخميس اسقيت زهر الفوادي
من مبسمٍ راعيه ماهوب زعّال
كلٍ نهار العيد بجح وبادي
على مظنة خاطره طيّب الفال
وأنا تكسر عبرتي في فوادي
ما كني ألا واحدٍ ربط بحبال





فسمع البجادي ما قاله العبد وتأكد من خيانته وأن عشيقته هي احدى زوجاته الأربع لقوله (ربع دار البجادي) فقام إليه وقتله ثم تركه هناك وعاد إلى أهله وأخبرهم بأن العبد سيتأخر لعمل يقضيه ثم يأتي ، واحتار في معرفة أي من نسائه هي العشيقة فذهب إلى عجوز حكيمة من أقربائه وأخبرها بسره وطلب مشورتها ، فأشارت عليه بأن يحضر كمية من الحبوب ويوزعها على نسائه ويأمرهن بطحنها على الرحى التي عادة ما تجاوبها النساء بالغناء ويستمع لما يقلنه ، فأخذ بمشورتها وفعل ما اشارت به فسمع الأولى تغني في ولدها الصغير والثانية تغني في والدها والثالثة تغني في زوجها ولما استمع للرابعة فإذا هي تقول :




يا شيٍ بصندوق الحشا له زفيري
لو هو على جمر الغضا فاح وأطفاه
يالعبد ويش مريّضك بالمسيري
كنّه يتلّه واحدٍ من مقفا ه
عليك شلّقنا ثياب الحريري
وشوك الهصير بروس الأقدام ناطاه
يفوح من جيبه سواة الذريري
عندي وكلٍ له مع الناس مشهاه
<واد الرمه من موق عيني يسيريوراع
الحليفة فجّر الزرع من ماه
وأشوف رخةٍ تجتلد في ضميري
وعصيفره قامت ثلوج المهباه
خانت ضميري ما صبرت عن عشيري
خانت ضميري خونة الدلو لرشاه
صبرت صبرٍ ما قواه البعيري
وأخفيت سدٍ ما حدٍ قبلي أخفاه
ولي قذلةٍ تشدي جناح الغويري
وأنا أشهد انها علة العبد ودواه



فلما فرغت من قصيدتها عرف البجادي أنها هي عشيقة العبد لذكرها العبد في أبياتها ومدى تولع العبد في ضفائرها وقذلتها فطلقها وأرسلها لأهلها ، وفي رواية أخرى يقال أنه قتلها .
عن كتاب المتشابه من القصائد الشعبية (بتصرف)





 توقيع : جنوبي


رد مع اقتباس