الطفل المنبوذ ..
عندما يشعر الطفل بأنه منبوذ من أقرانه , فقد يلجأ للعدوان أحياناً مثل العراك في المدرسة وغيره من التصرفات الخطرة .
وقد أكتشف باحثون هولنديون أن بعض الأطفال أكثر أستعداداً للأستجابة المندفعة رداً على أسلوب أقرانهم الذين نبذوهم فشعروا بانهم معزولون .
يقول البرت ريجنتيس من جامعة اوتريخت والذي أشترك في عمل هذه الدراسة مع خمسة أخرين من علماء النفس : أجرينا هذه الدراسة لأننا تعرضنا لهذه الأندفاعات في المدرسة وتساءلنا ما طبيعة هؤلاء الأطفال وعندما ناقشنا الأمر مع زملائنا كانت فكرة الأغتراب والنبذ هي المفهوم الذي قفز إلى السطح وأن هذا الأغتراب والأقصاء هو الذي يسبب العنف الزائد .

قام الباحثون في هذه الدراسة بالتعامل مع طلاب فصلين أو ثلاثة من ثلاث مدارس هولندية عددهم 121 تتراوح أعمارهم بين 10-13 عاماً وقد طلب من كل طفل ان يستعد لممارسة لعبة ومسابقة على الأنترنت أسمها الباقي على قيد الحياة وهي مسابقة مزيفة لاغراض استكمال الدراسة وقام كل طفل بأستكمال ملامحه وبياناته الشخصية على أساس مازعمنا بانه سيتم تحميلها على شبكة المعلومات بجوار صورة كل طفل , وأعطي لكل منهم وقت لكي يردوا في شكل تغذية راجعة لآراء وصلت لهم من 8 قضاة لجنة الحكم وهم أطفال من مدارس أخرى , بعض الطلاب حصلوا على تغذية راجعة أيجابية , والبعض الأخر حصل على ردود سلبية تماماً مثل هذا الشخص غير مرح ولا يمكن ان نتعامل معه .
وأخيراً كان لكل طفل الفرصة ليختار المال الذي سيعطيه للقاضي وأن يكتب تعليقه على هذا القاضي .
الطلاب الذين تم نبذهم هم الأكثر أحتمالاً لأن يتصرفوا بعدوانية تجاه القضاة , ومنعوا عنهم النقود وكتبوا تعليمات سلبية مثل : هذا الشخص سمين ووضيع وكانوا أكثر عدوانية كلما كانت حالتهم أقرب إلى الأقصاء والأبعاد والأغتراب عن الأخرين وكانت عباراتهم من قبيل يصعب على أي شخص أن يهتم بما اشعر به وهذه النتائج ستنشرها مجلة رابطة العلوم النفسية وأنتهت التجربة بجلسة شرح فيها الباحثون المشروع وأن القضاة وتعليقاتهم الجارحة كانوا جميعاً مزيفين , وتحدثوا عن التجارب الأجتماعية الأيجابية والمهم أن الأطفال لم يشعروا بالأستياء عندما عرفوا حقيقة وأهداف البحث .. ولخلص الباحثون الى أن المنبوذ يتصرف بشكل عدواني تجاه النظراء الذين ساهموا في أبعاده وأقصائه , ويتخذ العدوان شكلاً درامياً قاسيا كلما كان النبذ والأبعاد والأقصاء قوياً ومهيناً ومذلاً للطفل .