الموضوع: أمي العظيمة ..
عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 05-22-2015
ندى غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
اوسمتي
لوني المفضل Black
 رقم العضوية : 2710
 تاريخ التسجيل : Apr 2013
 فترة الأقامة : 4027 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 ساعات (12:00 AM)
 المشاركات : 112,380 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحابندى سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أمي العظيمة ..



( ❤️أمي والزمن الجميل❤️)
طويل لكن ممتع..
..جلست إحدى زميلاتي واجمة البال، كسيفة الحال ، ويدها على خدّها وتنهدت بصوت
مسموع فسألناها عن شكواها فأجابت ؛ خادمتي تصّر على السفر خلال هذا
الأسبوع لظروفها الطارئة ورمضان قادم ولاأدري ماأفعل ؟!
طبعاً تفاعل معها الجميع وتعاطفوا مع حالتها البائسة وبدأوا بتقديم
الحلول لها فهذه تقول : زيدي راتبها حتى لو وصل إلى الضعف! وأخرى
تقول: ابحثي عن خادمة مؤقتة وتداركي نفسك قبل رمضان !
والثالثة قالت : ضعي أفراد أسرتك أمام الأمر الواقع وريحي نفسك وأعطتها
قائمة طويلة بأفضل المطاعم للأكلات الرمضانية ، وأرقام النساء اللاتي يقمن بعمل
المفرزنات والمعجنات.
المهم أن الموضوع استوقفني قليلاً وقلتُ في نفسي: لِمَ لمْ تعاني أمهاتنا سابقاً
مع رمضان مثل معاناتنا الآن ؟!.
نعم : لايوجد مجال للمقارنة لقد كانت الأمور سهلة والوضع مختلف!!
فرجع بي الزمن إلى الوراء حيث كان الوضع بالفعل مختلفٌ تماماً
حيث لم تكن هناك خادمة تعين أمي على العمل ، تذكرت كيف كنّانشاركها
ترتيب أغراض رمضان بسعادة غامرة
تذكرت كيف كانت تعجن العجين من أول النهار استعداداً لتجهيزه بعد العصر.
تذكرت كيف كنا نقص شرائح السمبوسة من القرصان الذي
قامت امي بإعداده بنفسهامسبقاً.
تذكرتها وهي تقلي لنا أقراص التاوة في مطبخ شديد الحرارة وقطرات
العرق تعلو جبينها ، تذكرتها وهي تحرص على إعداد
( التطلي ) يومياً لأنها تعلم كم نحبّها
تذكرت سعادتنا وهي تدفع لنا بقدر التطلي لنقوم بلعق ماتبقى لنا منه
تذكرت حرصها على إعداد الجلي في أواني معدنية لأنها تعلم مدى سعادتنا
عندما نقوم بقلبها في صحن آخر
تذكرتها وهي تحاول إعداد بعض الطبخات الجديدة
تذكرت سعادتها الغامرة ونحن نتحلق حول سفرة الإفطار
تذكرت كيف كان شكل المطبخ مرعباً بعد وقت الإفطار!
تذكرت معاناتها في أول رمضان في إيقاظنا للسحور عدّة مرات بالرغم
من تضجرّنا من ذلك!
تذكرت رائحة كبسة الدجاج الذي تميزّت أمي بطبخه .وإلحاحها علينا بالأكل
ونحن لم نفكريوماً متى قامت بإعداد السحور؟ وهل نامت تلك الليلة ؟
وهل ساعدهاأحد في ذلك ؟
تذكرت كمية الأطباق والصحون التي نقوم بغسلها
عندما يكون عندناوليمة في رمضان .
تذكّرت أننا لم نعرف المطاعم يوماً، ولم نستخدم أطباق البلاستيك مطلقاً .
تذكرت مفرش السفرة الذي كنّا نقوم بمسحه وغسله بعد كل استعمال.
لم أذكر يوماً أن أمي طلبت منّا الإقتصاد في استخدام الأطباق
والصحون توفيراً للتعب في غسلها.

لم أذكر يوماً أنّها تضجرت من العمل أو الطبخ في أجواء شديدة الحرارة !

لم أذكر يوماً أنها تضايقت من ضيوف والدي الذي يستقبلهم بل على العكس كانت
تحاول جاهدة أن تظهر بأفضل صورة وتقدم أقصى ماعندها .

لم أذكر يوماً أنها طلبت مساعدة من جدّتي أو إحدى خالاتي
عندما يكون عندهاعمل مضاعف !

وفوق ذلك كلّه تذكّرت أن أمي في ذلك الوقت إما أن تكون حاملاً أو عندها رضيع
يحتاج إلى رعاية واهتمام وهناك اثنين أو أكثر مازالوا في مرحلة الطفولة المبكرة

قد تختلف أوتتفق تفاصيل حياتكم قليلاً عمّا ذكرته سابقاً لكن
أنا واثقة أن لكم أُمهات رائعات عشن في زمن صعب كابدن فيه
الكثير من الظروف العصيبة ولكن ذلك لم يمنعهن من استشعار
السعادة بإسعاد الآخرين ( الزوج، الوالدين ، الأبناء، الأقارب)

وأخيراً .....تأكدت أن الوضع فعلاً كان مختلفاً وذلك لأن النساء كن مختلفات أيضاً!



 توقيع : ندى


رد مع اقتباس