عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-20-2009
ابو عامر غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 90
 تاريخ التسجيل : Feb 2009
 فترة الأقامة : 5546 يوم
 أخر زيارة : 03-19-2015 (02:31 PM)
 المشاركات : 1,087 [ + ]
 التقييم : 190
 معدل التقييم : ابو عامر سمته فوق السحابابو عامر سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
من شعراء الاندلس



الشاعر الملك الأندلسي المعتمد بن عباد أحد ملوك الطوائف وقع في قبضة ابن تاشفين فحبسه في سجن أغمات بأفريقية المغربية فقيراً مجرداً من ماله..
وأظله عيد وهو في السجن فزارته بناته فرأين سوء حاله في السجن والقيد، فقال قصيدته الرائعة الخالدة التي لازالت ترن في الأسماع على مدى الأيام.
يصف هذا المشهد المحزن الذي هو فيه.

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا
وكان عيدك باللذات معمورا



وكنت تحسب أن العيد مسعدةٌ
فساءك العيد في أغمات مأسورا



ترى بناتك في الأطمار جائعةً
في لبسهنّ رأيت الفقر مسطورا



معاشهنّ بعيد العزّ ممتهنٌ
يغزلن للناس لا يملكن قطميرا



برزن نحوك للتسليم خاشعةً
عيونهنّ فعاد القلب موتورا



قد أُغمضت بعد أن كانت مفتّرةً
أبصارهنّ حسيراتٍ مكاسيرا



يطأن في الطين والأقدام حافيةً
تشكو فراق حذاءٍ كان موفورا



قد لوّثت بيد الأقذاء واتسخت
كأنها لم تطأ مسكاً وكافورا



لا خدّ إلا ويشكو الجدب ظاهره
وقبل كان بماء الورد مغمورا



لكنه بسيول الحزن مُخترقٌ
وليس إلا مع الأنفاس ممطورا



أفطرت في العيد لا عادت إساءتُه
ولست يا عيدُ مني اليوم معذورا



وكنت تحسب أن الفطر مُبتَهَجٌ
فعاد فطرك للأكباد تفطيرا



قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً
لما أمرت وكان الفعلُ مبرورا



وكم حكمت على الأقوامِ في صلفٍ
فردّك الدهر منهياً ومأمورا



من بات بعدك في ملكٍ يسرّ به
أو بات يهنأ باللذات مسرورا



ولم تعظه عوادي الدهر إذ وقعت
فإنما بات في الأحلام مغرورا




رد مع اقتباس