رد: القياس قاتل الانفاس
بالرغم ماتتخلّله مراحل التعليم من دروس وأيام دراسية ومدارس وكتب وما إليها وبرغم الاختبارات التقويمية المستمرة والاختبارات الشهرية المتعاقبة المتكررة والاختبارات الفصلية الدقيقة والاختبارات النهائية في رأس كل عام ! ولو أخذنا الآلة الحاسبة وقمنا بحسبة بسيطة لعدد الاختبارات كاملة على افتراض وجود اختبار شهري واحد لكل فصل على الأقل لخرجنا بـ 64 اختباراً دقيقاً غير التقويم المستمر كلها مليئةٌ بالاسئلة مشحونةٌ بالتوترات والأعصاب وعصر الأدمغة واستنباط المستويات الحقيقية للطلاب وبناء على ذلك تُمنح شهادات الاجتياز التي لم تكُن عبثاً تمارسه محاضن التعليم وسنةً بعد سنة .. يزداد الأمل لدى الطالب ويقل الألم .. باتجاه عالم العمل وفجــأه! يوضع اختبار ( القياس ) بلاهويّةٍ تخصّصيةٍ محددة ولا أدنى مبررويُملأ قسراً وتعسفاً بالاسئلة المعقدة والمعلومات الغريبة وكأنك في برنامج من سيربح المليون ! والزمن المقنن بالساعة يبتدأ مع قولك
(بسم الله ) وينتهي بعد ساعتين فقط
ولا وجود لأي اعتبار لظروف الطالب النفسية والصحية لحظة الإمتحان هذا إن سلّمنا بمنطقية الاختبار
حينها يجد الطالب ( التعيس ) نفسه راسباً هكذا بكل بساطة! فتُحاصرهُ سنوات عمره الطويلة وآمال والديه ونظرات مجتمعه وطموحات شبابه ! فيموت الموت البطئ !
ياسادتي هذه هي حكاية الشبح الذي أسميناه ( القياس ) بينما لو طُبِّق على موظفي الوزارة ومسؤولي القياس فلن يجتازوه جميعاً لأنه صُنِع و وُضِع ليكون ( شمّاعةً ) ومبرراً لعدم الرغبة أساساً في التوظيف !عجبي : العالم يمضي نحو الأمام وهم يتذرعون بحججٍ باليةٍ مكشوفة من أجل تمرير مايريدون
ولايزالون يتقهقرون! ويادار مادخلك شر!
هذه امور مادية وتعجزية واحباطية
|