بما اني رجل من ذوي الفهم العبقري والقدرت الخارقة في حفظ واسترجاع المعلومات ولدي ملكة مميزة في تحليل الامور فقد تقدمت لاختبار القدرات ( القياس ) لاقيس عقلي وقد قطعت من أجل هذه المقابلة الشخصية مئات الكيلوات متجها الى مركز القياس لاني في أحد القرى ولست في المدينة التي يقع فيها المركز مسلحاً بالعلم والمعرفة التي اكتسبتها طوال اثنتا عشرة سنة من الدراسة والتفوق وكلي ثقة بما اختزنته من معلومات وخضت اختبارهم الميمون وكانت المقابلة لخمس دقائق فقط والحمد لله فقد تفوقت هذه الخمس دقائق على 12 سنة الماضية فقد رسبت بنحاح وتفوق وبدل أن كان مجموعي 99% وكسور صار الموزون 70% وكسور طبعاً فرحت لاني راح افتك من مواصلة الدراسة الجامعية وحتى الدراسات العليا ومن الدوام المتعب والمذاكرة ووجع الاختبارت وحتى الوظيفة فلن يكون عندي وظيفة في المستقبل لذا انا الان فاضي شغله
فقد كنت سابقاً اسمع عن أختبار القدرات وكل ما أعرفه أنه أصبح حجرة عثرة أمام كل طالب وطالبة في تحقيق أحلام زرعوها قرب نافذة غرفهم في الطفولة ليأتي المركز في آخر المطاف، بكل عبقرية ويحدد مصير هذه الأغصان
يدخل الطلبة أول سنة دراسية وفي أذهانهم صورهم وهم يعلقون سماعة على صدورهم ويقيسون نبض الحياة في أجساد المرضى أو طيارون يحلقون بالبشر بين عواصم العالم أومهندسون يصنعون بأياديهم مسارات النفط والغاز أو معلمون ومعلمات. ينمو الحلم في دواخلهم، يسقونه تعب أجسادهم الغضة وبحرمان من اللعب والشيطنة والشقاوة والوناسة حتى يتخرجون بأعلى المعدلات بعد (12) عاما من السهر والجهد الجهيد وبعد أن يكونوا قاب قوسين أو أدنى من عتبة الحلم الذي ينتظرهم بأزهار المستقبل والفرح على عتبات الجامعة يأتي السيد قياس وتقويم محطما آمالا وأماني ربت في قلوبهم وبيوتهم وأحداق أهاليهم .. ليدفن منابع لم تنضب يوما إلا بحكمة السيد قياس حسبي آلله على هذآ آلخيآس آلقصد مآدي بنسبة ( 100 % ) أكثر ممآ هو تربوي ! وآلدليل أنهم يجعلون من إجتيآزك للقيآس مدة زمنية لآتتجآوز الـ( 3 ) سنوآت وإذا أنتهت هذه آلمدة ولن تقبل بوظيفة ( أنتهت صلآحية) آلقيآس ويلزمك آلإعآدة مرّة أخرى وكأن في آلقيآس ( موآد حآفظة ) لآيمكن أن تستمر طويلاً وكأنني أنا من رفضت آلوظيفة طوآل هذه آلسنوآت آلثلآث وليسوآ هم من جعلوني في هذه آلحآل!

*بصرآحه قمة آلسخآفه مآيحدث أمامناً لكن مآدآم خصمك آلقآضي من تقآضي ؟!

ومضه :
يارب
في هذا الزمن لايجدي عقلي
امنحني عقلاً آخر يستوعب عجائب هذا الزمن