اعتراف ومناجاة




سأنال إن سددتني أوطاري *** وصرفتني عن موقف الأخطار
لولاك ما لهج اللسان بآية ***ولَمَا اطمأن القلب بالأذكار
ربي أعوذ بنور وجهك أن أُرى *** يوم القيامة في فريق النار
أنت الذي ألهمتني لتحنِّف *** وصرفتني عن موكب الكفار
وفطرتني في المسلمين تكرماً *** حتى وإن ملأ الفضا أوزاري
فأنا المقر بأنني في غفلة *** وتكاسل حضري وفي أسفاري
لولا الذنوب على الفؤاد ورانها *** لبكيت من حزن كما الأمطار
وتفجر الدمع الغزير بلوعة *** خوف العقاب تفجر الأنهار
سبحانك اللهم إني مشفق *** من سوء خاتمة وسوء قرار
وعقوبة بين العباد وذلة *** في دار آخرة وهذي الدار
لا هَمّ لا عمل نقدمه سوى *** أني الموحد للعلي الغفار
ولقد سترتَ من العظائم لو بدا *** بعض لما عشت مع الأخيار
فكما سترت هُنا فإني طالب *** ستر الجميع إذا بدا المتواري
والله لو علم الأنام بما مضى *** هرب الخليل وفرّ مَن بجواري
ولأعرضوا عن صحبتي ومحبتي *** ورُفِضْت في الأقطار والأمصار
لا سيما والبعض يحسبني أخاً *** لمحبتي لأئمة الآثار
فالرأس مشتعل وهذا منذر *** شيباً فما تجدي إذن أعذاري
قالوا فهذا الشيب لون مفزع *** قلت المشيب مقدم الإنذار
والشيب يكسبني الوقار وقد أتى *** أنّ المشيب يزيد في الأنوار
ولعله والعجز يوهن أعظماً *** قد يُلبسان العبد ثوب وقار
أنت الذي وفقتني وأعنتني *** وصرفت عني ملحداً ومماري
كم خوفونا بالعداء لأننا *** كنا نعلِّم سنة المختار
قالوا فأمريكا تراقبهم لها *** علم بما يخفى على الأبصار
والغرب والشرق اللذان تصالحا *** قد أزمعوا أن ينـزلوا بحصار
قلت التخوف سُبّة لا سيما *** أن التدين فطرة الجبار
هذا وأسلاف لنا لم يخذلوا *** من هاجروا منهم مع الأنصار
علمتني علم الكتاب وسنة *** وتوسطٍ في اليسر والأعمار
فأرى التشدّد علة ومسبة *** وإعادة الأغلال والآصار
وأرى التميع باسم يسر شريعة *** مرضاً وكم يدعوا إلى الإضرار
(خير الأمور السالفات على هدى) *** وحذار من سُبُل الضلال حَذار
(سبل السلام) ودعك من عِوج وذا *** إن رمت صدق السير (هدي الساري)
هيهات تسلك دون نورٍ إنما *** علم الشريعة عين (فتح الباري)
صَدَق الأمير بوصفه لكتابه *** من أن ذلك (منحة الغفار)
(بلغ المرام) بفضل عونك (مسلم) *** وينال فضلك خيرة (الأوطار)
والنور يُسفر في القلوب وهذه *** من نور علمك (طلعة الأنوار)
والبحر من نور المعارف مِنّة *** وهناك في التفسير خير (بحار)
ومنحت (مفتاح العلوم) لطالبٍ *** (هدي الرسول) (بمسلم) و (بخاري)
والعالم الفذ البصير كأنه *** (بدر يشعشع في البرية ساري)
والناس والعلماء فينا حالهم *** كنجوم هذا الكون والسمار
يا رب خذ بيدي وصَفِّ سرائري *** لأجدّ في جهري وفي إسراري
واجعل محبتك التي أودعتها *** في الصالحين سجيتي وشعاري
واجعل لقولي في الأنام محبة *** إن كان من نثر ومن أشعاري
واجعل لنا في الآخرين مكانة *** ولسان صدق في البرية جاري
واهد لنا حب الهداة وكن لنا *** عوناً إذا ما استُضْعِفَت أنصاري
يا رب قد جزم الحسود بأنني *** أسرفت في سقط بكل خيار
وبأنني في الخاسرين مسجل *** وقد استدل بزلّةٍ وعثار
فاستر ذنوب المذنبين فها أنا *** من دون سترك يا مهيمن عاري
فإذا أهنت فما لذا من مكرم *** وأفوز إن بلغتني أوطاري
ثم الصلاة على النبي وآله *** والصحب والأتباع في الآثار