عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 10-03-2009
الليل الضرير غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 162
 تاريخ التسجيل : Jun 2009
 فترة الأقامة : 5421 يوم
 أخر زيارة : 08-29-2015 (01:59 AM)
 المشاركات : 2,652 [ + ]
 التقييم : 200
 معدل التقييم : الليل الضرير سمته فوق السحابالليل الضرير سمته فوق السحابالليل الضرير سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السوره التي أفتقدت للبسملة عبر



بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده ، و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده ، أما بعد :
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، و أسعد الله أوقاتكم بكل خير .



لطالما قرأ الكثير منا سورة "الـتـوبـة" ، و كيف بها من عـبـر و رسـائل موجـهة لنا نحن الذين ظلمـنا أنفسـنا بتقصيرنا مع العلي القـدير ، و ربما ما يلفت إنتباهـنا هو أن السورة لا تحمل في مطلعها التسـمية ، أو حتى قد يلفت إنتباهـنا القصص و الرسـائل المنفصـلة عن بعضها البعض ، و التي تمثل شـطراً من الحياة يجهـله كثـير منا ، و لذلك أحببت أن أشارككم بهذه المعلومات حول سـورة " بـراءة " ، و هو الإسم الآخر لها .


فسورة "الـتوبـة" سميت بهذا الإسم لما فيها من توبة الله عز و جل على نبيه صلوات الله و سلامه عليه و المؤمنين الذين اتبعوه في ساعة العسرة ، من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ، و توبة على الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبـوك ، و هي السورة التاسعة في ترتيب القرآن الكريم ، عُنيت بجانب التشريع ، كما أنها مدنية ما عدا الآيتين الكريمتين الـ 128 و الـ 129 فهما مكيتان ، و عدد آياتها 129 آية ، نزلت بعد سورة "المـائـدة" في السنة التاسعة هجرية ، و لم ترد فيها البسملة لأنها نزلت بالسيف كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه عندما سأله العباس عن السبب: [ لأن بسم الله الرحمن الرحيم آمان ، و براءة نزلت بالسيف ] !


و للسورة فضل كبير كما هي بقية السور ، و من أهم أفضالها تبيان التشريع في أمور كثيرة أراد الله سبحانه أن يثبت بها قلوب المؤمنين ، و قد كانت تسمى في زمن النبي عليه الصلاة و السلام ( المُـعبّرة ) لما كشفت من سرائر الناس ، و فيما يلي أسباب نزول بعضٍ من آياتها الكريمات :


1) قوله تعالى : { وَ عَن الثلاثَة الذِين خُلفُوا .. } الآيات .
قال ابن عباس في رواية ابن الوالبي : [ نزلت في قوم كانوا قد تخلَّفوا عن رسول الله في غزوة تبوك ، ثم ندموا على ذلك ، و قالوا : ( نكون في الكن والظلال مع النساء ، ورسول الله و أصحابه في الجهاد ؟ و الله لنوثقن أنفسنا بالسواري فلا نطلقها حتى يكون الرسول هو يطلقها و يعذرنا ) ، و أوثقوا أنفسهم بسواري المسجد فلما رجع رسول الله مرَّ بهم فرآهم فقال : ( من هؤلاء ؟ ) ، قالوا : ( هؤلاء تخلفوا عنك ، فعاهدوا الله أن لا يطلقوا أنفسهم حتى تكون أنت الذي تطلقهم وترضى عنهم ) فقال النبي عليه الصلاة و السلام : ( و أنا أقسم بالله لا أطلقهم ، ولا أعذرهم ، حتى أؤمر بإطالقهم ، رغبوا عني وتخلفوا عن الغزو مع المسلمين ) ، فأنزل الله تعالى هذه الآيات ، فلما نزلت أرسل إليهم النبي عليه الصلاة و السلام و أطلقهم و عذرهم ، فلما أطلقهم قالوا : ( يا رسول الله ، هذه أموالنا التي خلفتنا عنك ، فتصدق عنا و طهرنا و استغفر لنا ) ، فقال : ( ما أُمرت أن آخذ من أموالكم شيئاً ) ، فأنزل الله عز وجل { خُذْ مِن أمْوَالِهِم صَدقةً تُطَهِّرَهُم .. } ، الآية ] ، و قيل نزلت في كعب بن مالك ومرارة بن الربيع أحد بني عمرو بن عوف وهلال بن أمية من بني واقف تخلفوا عن غزوة تبوك وهم الذين ذكروا .


2) قوله تعالى : { فَسِيحُوا فِي الأَرضِ أَرْبَعَة أَشْهُر .. } الآية .
قال الزهري : [ نزلت في شوال ، فهي الأربعة أشهر شوال و ذو القعدة و ذو الحجة و المحرم ] .


3) قوله تعالى : { مَا كَانَ لِلمُشْرِكِينَ أنْ يَعْمُرُوا .. } الآية .
قيـل لما أُسِـرَ العبـاس يوم بـدر ، أقبل عليه المسلمون فعـيروه بكفره بالله ، و قطيـعة الرحـم ، وأغلظ عـليّ رضي الله عنه له القول ، فقال العبـاس : ( ما لكم تذكرون مساوئنا و لا تذكرون محاسننا ؟ ) ، فقال له عـلي : ( ألكم محاسن ؟ ) ، قال : ( نعم ، إنا لنعمر المسجد الحرام ، و نحجب الكعبة ، و نسقي الحاج ، و نفك العاني ) ، فأنزلها الله عز وجل ردا على العباس .


هـذا ، و أتمنى أن أكون قد أضفت شيئاً إلى معلوماتكم ، و أعتذر إن حدث مني تقصير .. و الله سبحانه أعلم .


|-| خــاتــمــة |-|


قال تعالى :

{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ }


اللهم إجعلنا من مَن يتقونك بعبادتك ، و التقرب إليك ، سائلين منك رحمة و عفواً و غفراناً .


[-]مما قرأت وأستفتد منه فنقلته لكم [-]



 توقيع : الليل الضرير

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس