عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-14-2016

ابو فواز غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
SMS ~ [ + ]
فـي لـحـظـة تـشـعُـر أنـك شـخـصٌ فـي هـذا الـعـالـم
بـيـنـمـا يـوجـد شـخـص فـي الـعـالـم يـشـعُـر
أنـك الـعـالـم بـأسـره
اوسمتي
لوني المفضل Blue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Dec 2008
 فترة الأقامة : 5609 يوم
 أخر زيارة : منذ 2 أسابيع (10:10 PM)
 الإقامة : ksa/dmm
 المشاركات : 13,350 [ + ]
 التقييم : 2147483647
 معدل التقييم : ابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحابابو فواز سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي أخطاءالتفكير وسلبية الافكار



قال ابن القيم الجوزية رحمه الله: وقد خلق الله النفس شبيهةً بالرحى الدائرة التي لا تسكن ولا بد لها من شيء تطحنه
فإن وُضع فيها حَب طحنته, وإن وضع فيها تراب أو حصى طحنته, فالأفكار والخواطر التي تجول في النفس
هي بمنزلة الحب الذي يوضع في الرحى, ولا تبقى هذه الرحى معطلة قط, بل لا بد لها من شيء يوضع فيها
فمن الناس من تطحن رحاه حباً يخرج دقيقًا ينفع بها نفسه وغيره, وأكثرهم يطحن رملًا وحصى وتبنًا ونحو ذلك
فإن جاء وقت العجن والخبز تبين له حقيقة طحينه.
حقا هذه الأنفس لابد لها من ما يُشغلها ويدفعها نحو سلوك ما.
فان استقام الفكر .. استقام معه السلوك. وإن تشوه.. شوه معه النفس والسلوك.
كلنا نفكر.. لكن العبرة ما هي طبيعة الأفكار التي نفكر فيها؟ فالكثير منا يسجن نفسه داخل مجموعة

من الأفكار السلبية والمشوهة التي تهدد صحته النفسية. وتوقعه فريسة للمرض النفسي.
فإن كانت الفكرة هي المسؤولة عن المشاعر والتي بدورها هي المحرك للسلوك، فان الاهتمام بتعديل الفكرة

هو الأولى ليعتدل السلوك. لأن تكرار الأفكار السلبية يؤدى إلى الانفعال والتوتر النفسي المستمر
وما يصاحبه من أعراض نفسية وجسيمة.
ويفترض علماء النفس أن التفكير هو المحرك الأول والمسبب للانفعال

وأن أنماط التفكير السلبية والغير منطقية هي التي تسبب الاضطراب والمرض النفسي للفرد
وذلك نتيجة لسوء تفسيره وتأويله للأمور، وذلك بناء على الأفكار والمعتقدات الغير منطقية والسلبية التي يتبناها.
وكثيرة هي الأفكار السلبية التي نسجن أنفسنا داخل إطارها، ونحرم ذاتنا من العيش براحة والتمتع بالحياة .
والفكرة السلبية بدورها تنمي الحوار الداخلي السلبي. ويستمر حتى يصبح قناعة واعتقادا لدى الشخص.

يتصرف بموجبها بالسلوك المناسب لها.
فمثلاً لو تكررت فكرة "أنا فاشل في دراستي" وسيطرت على طالب. فإنه حتماً كلما دفع نفسه نحو الاجتهاد خطوة.

ترددت في ذهنه الفكرة، وشكلت حواراً سلبية مدعماً بالمواقف الفاشلة والهازمة للذات، فلا يلبث أن يتراجع خطوات.
لرسوخ القناعة لديه بالفشل. فأحجمت السلوك عن العمل.
والأخطر من ذلك عندما ينحرف التفكير عند الشخص، بحيث يشكل التربة الخصبة لنمو المشكلات النفسية والانفعالية.

فهناك العديد من أنماط التفكير الخاطئة والشائعة التي تمثل القاعدة الأساسية في بعض الأمراض النفسية ونذكر هنا أربعة من أهم تلك الأنماط:

1-تهميش الإيجابيات
وتعني رفض الفرد للخبرات الإيجابية بإصرار على أنها "لا تعد شيئاً " فإذا عمل عملاً جيداً فإنه سيحدث نفسه بأن هذا العمل غير جيد بدرجه كافية
أو أن هذا العمل يمكن إنجازه بواسطة أي شخص. وليس بالشيء المهم ليكون إيجابياً ومحل تقدير.
فتهميش الإيجابيات يسلب الحياة متعتها ويجلب الشعور بعدم الملائمة والفائدة.
ويكثر انتشار هذا النمط من التفكير في حالات الاكتئاب.

2-التعميم الزائد
وتعني أنه يعمل الشخص على تعميم خبرة سيئة مر بها في حياته على باقي الخبرات الحياتية المشابهة "كل الأزواج سيؤون"
نتيجة تجربة زواجية مخفقة. ويكثر في حالات الهلع والغضب.

3- الكل أو لا شيء (المثالية)
ترى الأشياء إما أبيض أو أسود، إذا كانت الحالة أقل من الكمال اعتبرت فشلاً كاملاً، فلا وسطية.
إما نجاح أو إخفاق, فإذا لم يكن العمل على أكمل وجه فهو فشل ذريع كالأم التي تُحبط من صغيرها
فترى نفسها سيئة تماماً وفاشلة في تربيتها وكل الأمهات أفضل منها. فهو بمعناه التطرف في التفكير
ويكثر في اضطرابات الاكتئاب والرهاب الاجتماعي.

4-التفكير الكوارثي (قراءة المستقبل):
ويعني توقع سوء الحظ والأحداث السلبية في المستقبل كتفكير أحدهم بأنه سوف يفشل في عمله
وستقابله عقبات كبيرة تجعله يتسبب في خسارة الشركة وبالتالي خسارة عمله. ويشيع بشكل واضح في اضطراب القلق.
والعلم يؤكد أننا قادرون على برمجة أنفسنا وعقولنا وسلوكنا بأكمله، بتغيير طريقة تفكيرنا ونظرتنا لما حولنا.
فليست الأحداث الضاغطة والصدمات هي من تصنع السلوك المضطرب والاضطرابات النفسية بشكل عام.
إنما هي عامل مساعد, والعامل الحقيقي طريقة تفسيرنا لتلك الضغوط والأحداث.
وخير دليل على ذلك أن البشر بإجمالهم قد مروا في حياتهم بضغوطات وصدمات متنوعة
ولكن لم يصب منهم إلا نسبة معينة، وهي التي قد قررت اتخاذ النظرة السلبية والمنحرفة في التفكير
والعيش فيها دون التحرر من قيودها ولذا فان أي تغيير يبدأ في حياتنا لابد أن يحدث أولاً في داخلنا
في الطريقة التي نفكر بها. فاستبصارنا بنوعية أفكارنا. واقتلاع السلبي منها وتعديل أخطاء التفكير
يمنحنا الانطلاقة في الحياة والإيجابية. وإن تراكم الأفكار السلبية وانحراف التفكير يؤدي إلى إعادة المشاعر السليبة للسطح بشكل دائم
نظراً لارتباطها بالأفكار مما يحاصر صاحبها ويشعره بالضغوط والأسى الذي يدخله في بوابة الاضطرابات النفسية.
فإذا كانت الأفكار هي من أهم مسببات الاضطرابات النفسية.. فان الحل يبدأ بتعديلها.
فتعديل أخطاء التفكير هي نقطة مركزية لا غنى عنها في العلاج المعرفي السلوكي لكل الاضطرابات النفسية
فالإنسان قادر على التخلص من مشكلاته الانفعالية واضطراباته النفسية إذا تعلم أن ينمى تفكيره الإيجابي
ويتخلص من تلك الأفكار السلبية والمشوهة بمراقبة تفكيره وإيقاف أي فكرة سلبية وزرع الإيجابية مكانها لتنمية الحوار الإيجابي
الداعم للذات. واستخدام الاسترخاء كسلاح ضد أي مشاعر أو انفعالات سلبية قد تراوده.
وأن يحاول إعادة صياغة أي مشكلة تواجهه وتُظهر أفكاراً سلبية أو مُشوهة بشكل مبسط والتفكير بها من جوانب أخرى.
وأفضل طريقة لذلك هي أن ينفصل عن المشكلة وكأنها لا تخصه، وينظر لها من زوايا متعددة وكأنه يريد تقديم نصح لحامل المشكلة
عندها سيتجرد من سيطرة المشاعر ويفكر بطريقة أكثر عقلانية مما يجعله يغير من نمط تفكيره السلبي والمنحرف.
ويعتمد التخلص من المشكلات النفسية على مدى قدرة الفرد على التعرف على تلك الأفكار وتعديلها والاستمرار في ذلك.
لأن عقولنا نحن من نملكها ونزرع فيها ما نحب، بأن نفكر فيه ونرسم به منهجنا في الحياة.





 توقيع : ابو فواز


رد مع اقتباس