عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 03-22-2013
العليلي الحر غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1198
 تاريخ التسجيل : Sep 2012
 فترة الأقامة : 4235 يوم
 أخر زيارة : 06-12-2013 (02:15 AM)
 المشاركات : 212 [ + ]
 التقييم : 4557
 معدل التقييم : العليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحابالعليلي الحر سمته فوق السحاب
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي العابثون بعقولنا باسم الإصلاح ..



تدورُ رحى المعركة بين (المثبطين ) الباعثين على اليأس في حال الأمة وبين

( المعززين ) لبواعث الإبداع والخيرية فيها ، جنبا إلى جنب ، وكأنك ترقب حال من يبني ومن يسعى لهدم ذلك البناء

دون مراعات لما تؤل إليه الأمور من نتائج كارثية على مستقبل الأبناء والأحفاد ، ولعله فاتهم أننا شعب يعتمد على

كل شيء يحتاجه حتى إبرة المخيط وخيطها ، ونستورد جميع ما نأكل من النعم من خارج بلادنا ، وتناسوا أننا نسكن

في صحراء قاحلة لا تجري فيها أنهار، ولا يزرع فيها نبات ، وبأننا شعب لا نتقن صنعة تبقي لنا أدنى مستويات

المعيشة الكريمة ..

فكلما وقع تحت أيدينا من أصناف التقدم والتحضر والتي كان من المفترض أن نجيرها لخدمة قضايانا وتعزيز لحمتنا

الوطنية ،استخدمناها للأسف في نسف كل الروابط والمقومات المتينة التي بناها الأولين ، لنبدأ مرحلة جديدة من

مراحل جلد الذات ، وتغيير المنهج ، والتبعية العمياء لانحرافات غيرنا والتي هوت بهم في قاع التناحر والتشرذم

وغيرها من المفاسد ..

لم أتوقع أن من كان بالأمس قدوة وله في نفسي شغف ومتابعة أنه لا يعي مخاطر ما يروج له من فكر خطير عبر

وسائل التواصل الاجتماعي ، مما جعلني أفكر ملياً في تلك الفصاحة والبيان الذي أعجبني فيه من قبل ، لأعيد شريط

الذكريات لأوائل أيام تعلقي به حينما كنت أستمع لأشرطته ومحاضراته والتي كان معظمها ممنوع من النشر ، ومن

سذاجتي في تلك الأيام لم أسأل نفسي لم منعت أشرطته ؟

ولقد أدركت بعد التأمل أن من كان ( قدوتي) كان ينخر في جسم أمتي فلم أسمع منه طوال معرفتي به مدح ولي أمرنا

ولم يثني عليه ولا غيره من رموز الدولة ، ولم يثني حسب علمي على تطبيق دولتنا للشريعة الإسلامية ، ولم يذكر

بلدي بشيء حسن طوال تلك الفترة الطويلة ، بل سرد جميع الشوائب وكبرها وبهرها وتباكى بدموع خدعتني طوال

تلك السنين ، لقد صور لي ولغيري أننا في ذل ومهانة من حكامنا وأن المخرج من هذا المأزق بالثورة على حكامنا

وأنه من حقنا أن نعيش في محيط ملائكي لا يخالطه المفسدون ، وأن الفساد المستشري فينا قد بلغ مبلغه ، ولن

يستوي الدين ولن نبلغ الجنة حتى نغير ذلك الحال المهين ..

لقد أدرك بول تبتس قائد الطائرة التي أغارة على اليابان أن قنبلته تختلف عن جميع القنابل التي ألقاها من قبل فلام

نفسه على فعلته حينما اكتشف حجم الدمار والقتل الذي سببه ..

وكذلك القائد اخوان ماكاي الذي ضغط بإصبعه ضغطة واحدة من بارجته التي أطلقت صاروخ توما هوك على ملجأ

العامرية بالعراق فقتل 147 طفل وامرأة كانوا في ذلك الملجأ فاكتشف حجم الكارثة من وسائل الإعلام فقال مقولته

المشهورة ( لعن الله هذه الإصبع ) ..

ليت كل من غرد وهو تحت مكيف الهواء البارد وعلى كرسيه يدرك من تلقاء نفسه حجم ما يسببه لأمته الاسلامية

من مواجع وفواجع بضغطة إصبع واحده ..

ليت كل من يرسل برسائل سلبية عن وطنه وأمته يدرك هول ما يسبب من إحباط لدى الشباب ، فكلما كثرت السلبيات

استوعبها العقل الباطن وصدقها على أنها مسلمات وواقع حقيقي لحال الأمة ..

ومما أعجبني مما قرأت من القصص والتي تعزز الجانب السلبي ذلك الرجل الذي مات بداخل ثلاجة الخضروات عندما

تم أغلاق الباب عليه دون العلم بوجوده في الداخل ، فوجدوه قد مات بعد أن كتب فصول معاناته الأخيرة في ورقة

وجدت بجانبه حيث وصف المراحل التي مر بها قبل موته من البرد الشديد الذي شعر به حتى تجمدت أطرافه ،

والأدهى والأمر أن تلك الثلاجة كانت غير مشغلة ولكن عقله الباطن وما فيه من معلومات سابقة أوحى له ببرودة

الثلاجة وتجمد كل من فيها ..

ومما يعزز الجانب الإيجابي قصة القطة المريضة التي جلسة بجانب صاحبها فقام بتمرير يده على جسمها بكل حنان

فشعرت بتلك الرحمة لها ، والعطف عليها ، فتحسنت حالها بتلك البواعث وارتفعت معنوياتها بتلك التمريرات الرحيمة

والشعور بالحب والانتماء والمسؤولية ..

كل من يبعث ويكرس جهده لبث رسائل سلبية عن الوطن فهو متآمر علينا ويجب أن يردع قبل أن يصل بفكره للعقل

الباطن لدى الشباب والعوام فيحرم الوطن من أمة من الشباب الموحدين والغيورين على دينهم ووطنهم ، فإن صدقنا

أننا نقبع في ظلم السلطان ، وتبعية العلماء لأهوائهم وأوامر السلطان ، وانتشار الفواحش والموبقات بشكل عم البلاد

والعباد ، والفساد الذي لم يسلم منه إنس ولا جان ..

فهذا يعني أن عقولنا قد تهيأت واستسلمت للعابثين بعقولنا وسلمنا الأمر لهم على طبق من الذهب دون عناء ..

بقلم / العليلي الحر ..




رد مع اقتباس