كُن شمعةً !
السلام عليكم
**********
عندما كنتُ طالبةً في المرحلة الابتدائية ساعدتني أمّي لأكتب موضوعاً إنشائياً عن " الطبيب "
أذكر عبارة " الطبيب كالشمعة التي تحرق نفسها لتضيء للآخرين "
وهذا تعبير واضح عن التضحية
ثمّ بعدها طُلب منّا كتابة موضوع عن " الأم "
و أيضاً استخدمت أمّي العبارة نفسها للحديث عن تضحيات الأمّهات في سبيل أبنائهن
و تتالت المواضيع
و تكرّر استخدام العبارة ذاتها في معظم المواضيع الإنشائية التي ساعدتني والدتي على كتابتها
حتّى خيّل إلي أنّ كل ابن آدم هو - بطريقة ما - شمعة
و مع مرور السنين و تقدّم العمر و كثرة التجارب
تغيّرت نظرتي - قليلاً
فليس كل الناس مثل الشموع يحترقون ليمنحوا النور
و ليس كل الناس يبذلون و يُضحّون
العطاء و التضحية و الفِداء قيم جميلة جدّاً
ممتعٌ جدّاً وجودها في حياة المرء
العطاء يمنح صاحبه لذّة كبرى و سعادةً قُصوى
ما أجمل العطاء
ما أجمل أن تكون شمعةً في حياة مَن حولك
ما أجمل أن تقدّم المساعدة لمن يحتاجها
منهم من يحتاج مساعدة مادية و منهم من يحتاج نصيحةً أو توجيهاً أو إرشاداً
و منهم من يحتاج ابتسامةً - بابتسامةٍ منك قد يُشرق الأمل في حياة شخص بات يرى الكون كهفاً مظلما
لكن حتى الشموع لا تتساوى
هي أيضاً تختلف
من الشمع ما يذوب فلا يترك أثراً و تتساءل حقّاً أين تلاشى ؟
و من الشمع ما يذوب فيترك أثراً و تعلم من القطرات الذائبة أنّ شمعةً قد احترقت هنا
و كذلك العطاء لا يتساوى
هو أيضاً له أنواع مختلفة
من العطاء ما يترك أثراً طيّباً في الناس و يظلّ يُذكر و لو بعد حين
و من العطاء ما يتلاشى بلا أثر
يضيع في زحام الدنيا و الناس
و لَئِن ضاع المعروف بين الناس فإنّه عند الله لا يضيع
لذا كن شمعة في حياة الآخرين
و لا تحتسب أجراً إلّا من الله
***************
تعلمت الصبر و البال مهموم
تعلمت السهر وماعرفت النوم
تعلمت اضحك و الفرح معدوم
بس ماقدرت اتعلم كيف اصبر وان منك محروم
|